والأمة الإسلامية الآن فى مفترق طرق » والمكر بها سئء ؛ ولا معنى لفسح
الطريق أمام الكائدين لها والضائقين بدينها ولعل عجبك يزداد للصلف الذى تشعر به
إن ملاحدة العرب المعاصرين لاحظوظ لهم من الارتقاء العلمى المزعوم ولكنهم
يحسنون التطاول على دعاة الإسلام وحملة ألويته وهيهات فالعاقبة للمتقين
سب القمم وحقوق الإنسان
كان تجريح الكبار جزءا من حقوق الإنسان
أنهم حاقدون على «محمد» بي لأنه حمل رسالة الإسلام للعالم ؛ وأخرج الناس من
الظلمات إلى النور
إن عددا من ساسة الغرب - وفى طليعتهم الإنجليز - يضيقون بمحمد جين وتاريخ
ويشجعون كل طاعن فيه » ويروجون لكتبه فى الأسواق ؛ ويعطون الرشاوى المادية
ونحن نعرف القوم ؛ ولكنا نستغرب أن يُلبسوا مخازيهم رداء حرية الرأى وشارات
حقوق الإنسان !
للإنسان أن يقول ما يشاء دون حرج ! هكذا يزعمون !
ولما كان القانون الانجليزى يأبى التهجم على الدين ؛ فقد لجأ بعض المسلمين إلى
القضاء ليمنع نشر «رواية آيات شيطانية» إنفاذا للقانون » ولكن قيل لهم : إن المراد
بالدين هنا هو المسيحية لا الإسلام ؛ وانتهز أعداء الإسلام الفرصة ليصدروا طبعات
شعبية من الرواية القذرة ؛ ويضاعفوا الحراسة المسلحة على كاتبها ويوسعوا دائرة النشر
فى العالم كله
وقد قام أحد الملاحدة الأتراك بترجمة الرواية ليوزعها بين أفراد الشعب التركى
المسلم ؛ ووقعت معركة بين الجمهور الغاضب وبين الكاتب الملحد وشيعته قتل فيها
خمسة وثلاثون رجلا !!
إلى لغات أخرى ليزداد الهجوم على الإسلام ضراوة وتكثر الضحايا بين المدافعين !
قال لى الرواة إن فتية من طلبة جامعة القاهرة اختاروا أو اختير لهم اسم «حورس»
قلت : هل نكفر بواريثنا الدينية حتى نبتعد عن التطرف ؟ !
إننا نستطيع أن نكون معتدلين مقبولين » والشارة التى نرفعها لا صلة لها بعبادة
الأصنام !
قال لى أحد الطلاب الفارغين إن «حورس» رمز مصرى قديم ونحن نعتز بمصريتنا ! !
قلت له : هل من الاعتزاز بالمصرية أن ننضم بمشاعرنا إلى فرعون ضد موسى عليه
السلام ؟
إن لناا حضارة ضربت بهم وافر فى ميدان الهندسة والطب وشتى العلوم
والحمير زهدا فى الحضارة الحديثة وما استحدثته من آلات وأجهزة
إننا لن نَعركٌ موسى وعيسى ومحمدا عليهم الصلاة والسلام لأن بعض الفراعنة
عاداهم
لقد عرفنا الله رب الأرض والسماء َ ويستحيل أن نقدس الأصنام مرة أخرى » إنتى
وأن يدفنوا اسم «حورس» فى تراب التاريخ ويحيوا وفق شعائر الدين
مع البعد طبعا عن التطرف
والسؤال الذى ألح فى توجيهه وأطلب الإجابة عليه : ما العلاقة بين حماية سلمان
رشدى وبين الدفاع عن حقوق الإنسان ؟
إن فرنسيا نذلا ألف رواية عن عيسى بن مريم عليه السلام اتهمه فيها بالشذوذ ! !
وقد أحرق الجمهور السينما التى مثلت فيها الرواية » وهذا حقه فلم يقل عاقل : إن
حرية الرأى تعنى سفالة التهمة وتلمس العيب للقمم !
ما علاقة حقوق الإنسان برغبة وغد فى الهجوم على نبى كيم ؟
الغضب لله بقية إيمان حرّ ؛ والإيمان كما جاء فى السنة الشريفة حب وبغض
عصابات من المجانين
للأبرياء لكنى أرفض مبارزة الله بالمعصية والتبجح بالرذيلة فى جنبات المج +
وأذكر النصيحة النبوية الحكيمة «اجتنبوا هذه القاذورات » فمن ألم بش
قلت لشخص علمانى سكير : إذا عجزت عن ترك الخمر فلن تعجز عن الاختفاء
بها فلا يراك الناس غائب الوعى !
فقال فى بلادة : أنا أشربها علانية على مذهب القائل :
ألا فاسقنى خمرا وقل لى هى الخمر | ولا تسقنى سرا إذا أمكن الجهر !!
إذا عرف الدنياا لبيب تكشفت له عن عدو فى ثياب صديق
فقال لى : تذم الدنيا ؟ لم يبق إلا أن تحدثنى عن عذاب القبر !
فقلت له : إنك بهذا المسلك تنحدر من الفسق إلى الكفر !
فقال : أنا أعرف منك بالشريعة ألم تقرأ التحقيق العلمى أن الخمر حلال !!
قلت له : أى تحقيق ؟
قال ما كقيه الاستخنار سميد المشمارى المفكر الإسلامي الكبير ومو يات قولة
مُسفوحا أو لحم خنزير فَنَهُ رس 16)
أصلا هذا كلام من يهرف بما لا يعرف إن الخمر رجس بنص القرآن فهل أباح
القرآن شرب الرجس وحرم أكله ؟ كل من الخمر والخنزير رجس فكيف يباح أحدهما
ويحرم الآخر ؟ إن تحريم الخمر من المعروف بالدين بالضرورة ومن جحد تحريمها مرق من
الإسلام » وكفر بالكتاب والسنة معا
إن عصابات من الماجنين انتشرت فى أرجاء العالم الإسلامى لا تعرف صلاة ولا
زكاة َ ولا تعترف بحلال أو حرام أغعذت تنخر فى كيان الأمة منتهزة الهزائم
العسكرية التى نزلت بنا ؛ وهى فيما أرى «طابور» خامس يتهدد قلب الإسلام » وما
أحسب هذا التوافق بين الهجومين تم من تلقاء نفسه !
وهناك دور ثالث لجامعات أوروبية وأمريكية تسعى نحو هذا الهدف وتستعمل
أسماء إسلامية للنيل من صميم الإسلام » وآن الأوان لنكشف أعداءنا
العمل محرم على اليهود يوم السك ؛ ولكن بعضهم رأى أن يخترق هذا التحريم
لقد لاحظ الصيادون الذين يعيشون حول الميناء أن السمك يملأ البحر يوم السبت ؛
فإذا جاءت الأيام الأخرى قلت الأسماك أو اختفت فماذا يفعلون ليغتنموا سمك
فى الماء يوم السبت ِ
وبعض المتدينين يحسن صناعة الحيل فيأتون بالعمل يشبعون به هواهم فى صورة
تتفق مع تعاليم الدين أو تلتقى به فى ناحية ما
ولكن هذا العصيان الخبيث لا يقبله الله ولا يخرج أصحابه عن دائرة الفسق !!
إن التكليف الإلهى امتحان جادٌ يكشف طبيعة النفس ومدى صبرها على طاعة
الله » ولو أن هؤلاء الحتالين احترموا السبت ونجحوا فى الاختبار لأرسل الله إليهم الخير
غدقًا فى سائر الأيام
ومن الصلاح الملغشوش ما روى أن أحد الناس قال للرسول يي : أريد أن أقاتل
إنه عرض مريب » إن سبيل الله لا يتحمل هذه الشركة » ولذلك سكت الرسول
ليتكلم الوحى « فَمَن كان يجو لقاء َه ْيَعْمَلْ عَملا صَالحا ولا يرك بعبادة ره
أحدا 0(6
إن انتظار رأى الناس والتماس إعجابهم يفسد العبادة ؛ والعمل الصالح هو الذى
يتم ابتغاء وجه الله وحده
لقد أرى الرجل فى منصبه يحب أن يأخذ سمته وتتوفر له حرمة ؛ وهذا حقه
وحق المنصب الذى يشغله ولكن لا يجوز أن تتحول هذه الكرامة إلى جبروت
واستعلاء يشبعان الجوع إلى السلطة والظهور ؛ فحفظ الكرامة شىء والتطاول على
الناس شىء آخر
ولذلك قال العلماء : إن العمل لا يقبل إلا إذا توفر فيه شرطان : الأول صلاح
النية وشرف القصد
والثانى جريانه وفق تعاليم الشرع « فمن أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد
- أى مردود عليه - :") :
إن النية الحسنة لا تشفع للمسلك المعوج ليس الدين فوضى ؛ ولا مكان
للتسيّب فى نهجه وعلى المؤمنين أن يُعلوا قدر الدين بالقلب الطيب والمسلك الدقيق
فإن الدين يعانى فى عصرنا هذا من سوء القصد حينا » ومن اضطراب العمل حينا
آخر
)١( الكهف : )١( ٠١١ حديث شريف
فوضى منكورة
مطلوب من علماء الدين فتوى تبيح الارتداد ؛ وتنسى عقوبته » وتقرر ما يسمونه
حرية ة الكفر والإيمان على أنها جزء من حقوق الإنسان إٍ وهم يجيئون إلى آيات الدعوة
ليون ومَن شاء فَليَكْفُرْ (! كان معنى الآية أن يتصرف كل امرئ وفق ما يحب
والمعنى الحقيقى الوحيد للآية أنها فى عرض الإسلام على الناس عامة لا قسر
ولاجبر » ولا إكراه فى الدين -
فإذا آمن أهل الإيمان وكونوا جماعتهم أو دولتهم التزموا بأوامر الله ونواهيه فأقاموا
فليكفر لأنهم آمنوا بالفعل » وأقاموا بالإيمان دولة تحرس حدود الله وتصون حقوقه
إن نقل آبات الدعوة إلى معنى الدولة عبث فالدولة تطارد اللصوص ولا تقول من
عليهم مار 0" فإن أجهزة الدولة 7 تقوم على السيطرة ة فتضرب على أيدى
المفسدين َ وتقتصّ من القتلة والمعتدين
والخطأ الفادح الذى وقع فيه منكرو الدولة فى الإسلام أنهم جاءوا إلى آيات لبلا
وأرادوا تطبيقها فى دائرة التأديب والتهذيب » وتلك جهالة قبيحة وفوضى منكورة !
وإذا كان بعض الناس يضيق بالأساس الذى قامت عليه الدولة لأن الدولة مؤمنة منة
أما أن يصيح بين الحين والحين : لا إله والحياة مادة ! أو لا تشغلونا بهذه الصلوات المعْنتة ! أو
افتحوا أبواب الحانات! أو دعونا نلتقى بالنساء كما نشاء! فهذه الصيحات الكفور تقرب أجله
إن المسلمين يلتصقون بدينهم عن حب وإعزاز » وهم يبذلون دونه النفس والنفيس
والجماهير المحرجة تقاوم أعداءه باستماتة » أما العصابات التى ارتلّت إثر الغزو الثقافى
فهى قلة مغموصة ؛ وهى تستعين بالاستبداد السياسى لتفرض ضلالها وهيهات