لماذا اختل الميزان ؟
وعندما مات ابنه ابراهيم عليه السلام حدث خسلوف فى
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تتخسفان
لموت أحد ©
وأخيرا فإنه يحدث فى بعض الأحيان أن تكون المثل عند الإنسان
أكبر من حجم الدنيا لأنه لم يذق حلاوة المجد والحياة والسلطان
والمال ونعيم الحياة ولكنه حين تقبل عليه الدنيا قد تتغير مثله
ولذلك نسمع من كثير من الذين قادوا ثورات الإصلاح فى العالم أنهم
انحرفوا عن الطريق وأنه لابد من تصحيح مسار الثورة وابعاد
ولكن رسول الله صلى الله عيه وسلم رفض بعد أن انتصر الاسلام
وانتشر فى الجزيرة العربية وثبت أقدامه رفض أن يحصل على ميزة
شخصية فلا هو بنى لنفسه قصرا بل ظل يعيش فى بيته ولا هو
أنشآً لنفسه حرسا مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى :
معصية إبليس
من السهل على النفس البشرية أن تقول نعم لن أفعل ذلك وهذا
ليس اختبارا حقيقيا للإيمان ولكنك لو وجدت المال الحرام أمامك
تستطيع أن تأخذه دون أن يراك أحد فإنك فى هذه الحالة قد
تضعف ؛ وتسول لك نفسك أن تمد يدك إلى المال الحرام رغم إنك قد
وهكذا جعل الله أحداث الدنيا اختبارا عمليا للإيمان وتمحيصا لما فى
يرضى الله أم تنفق فى المعاصى وليرى إذا كنت ستصبر على
الشر وتحمد الله أم ستضيق نفسك وترتكب ما يغضب الله وليس
هذا عن عدم علم الله بما ستفعل ولكن لتكون شهيدا على نفسك يوم
القيامة تماما كما تأتى للطالب فى العام الدراسى وتسأله هل أديت
واجبك , واستذكرت دروسك فيقول نعم فتقول سأمتحنك الأستاذ
فإذا رسب فى الامتحان وجاء يجادل أستاذه والإنسان أكثر شىء
فلا يستطيع أن ينطق وفى ذلك يقول الله سبحانه وتعالى عن الحساب
يوم القيامة :
( سورة الإسراء - الآية ١4 )
معصية إبليس
ولذلك شاء عدل الله سبحانه وتعالى أن يجعل إبليس شهيدا على
( سورة الحجر - الآية )77١
وقال سبحانه
سم رمرم سر مج ددا رم و جو ل
( سورة الاعراف - الآية ١١ )
علم بما فى صدر إبليس من الاستكبار فالله تبارك وتعالى يعلم لماذا
لم ينفذ إبليس أمر السجود لآدم رغم أن إبليس لم ينطق بذلك ومن
وفعلا فإن إبليس الذى ركبه الكبر والغرور نطق ليشهد على نفسه شهادة
الكفر فقال :
مم 2 ب لاع ترس 27 ا م ا
تيء الحجر - ا
وقال سبيحانه 5
أنأخَرينه خفتني بن رولف ين طين #
( سورة ص الآية 76)
معصية إبليس
٠ وقال سبحانه :
م #أسجد لمن خلفت طينا #
( سورة الاسراء - الآية 6١ )
وأخرج الكبر الذى كان يعلمه الله والذى أخفاه إبليس فى صدره
فقال :
ل أ كن لاجد 2 له ا ام ردم 3 : #
آر اكن لاجد لبش خلقته, ين صلصلل من مز مسنون
( سورة الحجر - الآية 7 )
أى أنك يارب خلقت من هو أدنى منى ثم أمرتنى أن أسجد له
وهكذا أنكر على الله سبحانه وتعالى الأمر وقال أنا خير منه أى أنه
لم يتعال فقط على آدم بل تعالى على أمر الله له با لسجود لآدم فقال
أنا خير منه وكأن علمه والعياذ بالله يفوق علم الله الذى خلقه
خلقتنى من نار وخلقته من طين »#
إبليس الذى أدى إلى طرده من رحمة الله فهو يقول فى الحيثية
الأولى :
حمإ مسنون »
ثم يضيف فى الحيثية الثانية:
ان اا دل لا2 ,دي كل قلا كا
معصية إبليس
خلقتنى من نار وخلقته من طين *
وهنا يعترف إبليس بأن الله هو خالقه وهو خالق آدم وهذه حقيقة لم
الذى خلق هو أعلم بمن هو خير ولا يعلم هذه الحقيقة إلا الخالق
وتعالى هو الذى خلق وهو العليم بخلقه قد كرم آدم فهل يأتى
المخلوق ويقول للخالق :
وهل المخلوق اعلم من الخالق بما هوخير وما هو شر ان الذى
أدرى الناس بها وكل من يستخدم هذه الآلة يأخذ علمه من
صانعها فإذا صنع آلة أخرى هى خير من الآلة الأولى ثم قال ذلك
للعالم اجمع فلا أحد يستطيع أن يناقشه لأنه هو الصانع وهو الأدرى
وتعالى ايأتى مخلوق والعياذ بالله ليقول لخالقه أنا خير منه
أيستطيع مخلوق مهما علا وبلغ أن يقول لخالقه أنا خير من فلان
الذى خلقته اليس هذا غباء وعدم فطنة ولكنه الكبر يعمى
الصدور ويوقف العقول ويجعل المخلوق بحب بغروره أنه لا عليم
هناك التماس لعذر ما ولكن إبليس لم يعمل شيئا تميز به عن أدم
آدم لأنه خلق من نار وآدم خلق من طين وهل مادة الخلق هى التى
تميز مخلوقا عن مخلوق أم أن الله سبحانه وتغالى الذى خلق ووضع
أفضل من كن لأننا نعلم أنه هو الذى خلق وهو وحده الذى يعلم من
هو خير من من ولا يستطيع أحد أن يدعى هذا العلم
وهكذا نطق إبليس بالكفر ورد الأمر على الآمر وقال لا أسجد
حينما فعل إبليس ذلك قال الله سبحانه وتعالى :
( سورة الحجر )
وقال سبحانه :
لحك دود سد ا قا
© فأخرج منها فإنك جم © بإ ليك لعن إل يوم الدين و #*
( سبورة ص )
وقال سيحانه :
لد > ( سورة الأعراف )
معصية ابليس
منه فلم يستطع حين طرده الله أن يفعل شيئًا أو كما قال أنا خير
يستطيع أن يقول لو أن له حولا وقوة لن أخرج ولكنه فى السجود
سبحالة وتعالى لا يستطيع إبليس أن صيه لأن اسيل لوال
وقال الله سبحانه وتعالى لإبليس :
أى اللعنة على عمومها من كل طائع لى مسبح بحمدى سواء كان
من الملائكة أو من البشر او من كل ما خلق الله وفوق لعنات هؤلاء
جميعا فإن عليه لعنة الله التى هى أكبر وأقوى من كل هذه اللعنات والتى
وهنا يثور سؤال لماذا لم يلق الله سبحانه وتعالى بإبليس فى النار
فى اللحظة التى أعلن كفره فيها ورد الأمر على الآمر نقول ان الله
معصية إبليس
ويأخذ بإبليس ويلقيه فى جهنم فى التو واللحظة بل كان لابد أن
الكافرين فى الدنيا ولا يأخذهم ليلقى بهم فى النار لحظةكفرهم والله
سبحانه وتعالى يقول
ا عقر نار عرض ص عدم سمج يج دض
يورم إل أجل مسمى 8
( سورة فاطر - 49 )
هنا تضاءل إبليس وأحس بالذنب الذى ارتكبه تضاءل بعد أن كان
مستكبراً على الله يرفض السجود ويقول أنا خير منه تضائل ليقول :
( سورة الحجر - الآية © )
هنا تضاءل إبليس ولو كان يملك من الأمر شيئًا لتصرف بذاتية
أن تقو تقوم الساعة ثم بعد ذلك يفعل به ما يشاء وفى هذا نرى أن
قيد الحياة او ينجى نفسه يوما واحداً من العذاب فبماذا توسل
إبليس إلى الله هل توسل له بعطاء الألوهية الذى أنكره لو أنه
توسل له بهذا ما استجاب له الله لأنه كفر بعطاء الألوهية وأنكره ولكنه
الخلق كله إلى الوجود وبما أنه سبحانه وتعالى رب لكل المخلوقات
معصية إبليس
المؤمن والكافر - فقد أعطى عطاء ربوبيته للجميع المؤمن والكافر
او كافراً ولذلك قال الله سبحانه وتعالى :
© ولا تفلو النمس آلتى حرم الله إلا لحني :©
( سورة الإسراء - الآية 77 )
إطلاقها وقال :
ع يرال ا ان ب ا لداجي
( سورة الانعام - الآية ٠١8 )
وهكذا شاء عدل الله سبحانه وتعالى أن يكون عطاء ربوبيته لكل من
استدعاهم للوجود متساويا وإنما الذي يختلف فيه الناس هو عطاء
تضاءل ابليس وتوسل إلى الله بعطاء الربوبية أن يبقيه إلى يوم
يبعثون ٠ وقال : « فبعزتك » أى أنه توسل إلى الله سبحانه وتعالى بأن
الله عزيز وغنى عن خلقه جميعا ولا يضيره ولا ينقص من ملكة