فَقُلٌُ التحدى
الصغيرة ولو أنكم التفتم إلى هذا لعرفتم الحكمة من المثل ولأدركتم أن
هذه البعوضة الصغيرة التى تسهينون بها في مثل حى وضعه الله أمامكم على دقة
الخلق وقدرة الخالق » فى أن يجمع كل تلك الأجهزة اللازمة لحياة هذا الكائن
الحى فى هذا الحجم الصغير ولكنها سطحية التفكير وعدم القدرة على التمييز
فى عقول الكافرين
حكمة الخلق
عن خلق البعوضة فى هذا الحجم الصغير بل هناك ما هو أصغر من ذلك
أصغر وأصغر وقد تقدم بنا العلم » فاستطعنا أن نرى أشياء لم نكن نراها
وقدرتها فالجراثيم مثلا على دقة حجمها تستطيع أن تقتل أقوى الكائنات
الخية » وتهلكه دون أن يستطيع النجاة منها بل أن أخطر الجراثيم خطرا على
الحياة البشرية هو الذى لا نستطيع أن نراه حتى الآن لدقة حجمه » فلا يظهر
تحت الميكرسكوب الالكترونى وهذا لا يستطيع العلماء أن يقاوموه أو أن
على الإنسان من الجراثيم التى ترى ولا يستطيع أحد أن يعرف الداء ليجد له
الدواء ولذلك فإن المشكلة التى تحير العلماء فى كثير من الأمراض + هى الى
لا يستطيعون عزل الميكروب المسبب للمرض حتى يرونه ويدرسونه
ويفحصوله
بل ان من أكثر الأشياء دقة وربما فتكا » هى الأسلحة التى لا ترى كاستخدام
أشعة الليزر مثلا وهذه وحدها هى القادرة على تدمير الأقمار الصناعية أو
قَقَلُ التحدى
الإنسان رائحتها
إذن الدقة فى الخلق هى إعجاز من الله سبحانه وتعالى لابد أن نتنبه له
وكلما زادت الدقة زادت معرفتنا لقدرة الخالق الذى استطاع أن يخلق فى هذا
الحيز الصغير الذى لا يرى بالعين المجردة استطاع أن يخلى فيه حياة
تتكاثر واستطاع أن يخلق فيه قوة تستطيع أن تفنى ما هو أكبر منها بملايين
المرات وماهو أقدر منها ظاهريا ولوأن الكفار كان لديم شىء من
فى دقة الخلق ويلفتنا إلى أن ما قد لا نراه بأعيننا قد يكون أشد قوة وأخطر مما
الكفار ألا يستحيى رب محمد أن يضرب مثلا ببعوضة أن يعرفوا من
ظاهر الحياة الدنيا أنهم عاجزون أمام هذه البعوضة الصغيرة الضعيفة التى
يردوها أو يعيدوها مرة أخرى إلى أجسادهم وهى تستطيع أن تنقل إليهم
الأمراض التى قد تقتلهم ولا يستطيعون منها النجاة ولذلك فإن ضرب
المثل بالبعوضة فيه حكمة بالغة
ار م تاج رورم ا ل 2 ار مر ع 2
ذا أزاد الله نذا مب
7 6 0 من الآية 79 سورة البقرة)
فل التحدى
سبحانه وتعالى هو الحق وحتى لولم يصلوا إلى العلم الأرضى فى هذا المثل
فيكفى أن الله سبحانه وتعالى قد ضرب هذا المثل ليكون حقا فالمؤمن يستقبل
كلام الله سبحانه وتعالى من منطلق إيمانى ومادام الله قد قال فيكفى
هذا فإذا ظهرت الحكمة بعد ذلك أو كشف الله سبحانه وتعال عن
الحكمة يكون ذلك تثبيتا للإيمان وإذا شاء الله أن يبقى الحكمة فى علمه
هو فيكفى حيثية عند الإنسان المؤمن أن الله قد قال ولذلك فإن كلام الله
يزيد المؤمنين إيمانا وتصديقا أما الكافرون الذين لا يؤمنون بالله فإنهم
يأخذون هذا الكلام على ظاهره وعندما تفشل عقوطم أو لا تستطيع الوصول
تفكروا وتدبروا دون بحث علمى أو تقدم تكنولوجى فى كيف أن الله سبحانه
وتعال خلق فى هذا الحجم الصغير حياة كاملة لكان هذا يكفى م اولكين
تفكيرهم هو أن الإنسان كبير الحجم والبعوضة صغيرة ة الحجم ٍ ومن هنا فإن
لاد ا جربا بال لذ ا ١ هو شىء فى رأيهم لا يصح
) من الآية 79 سورة البقرة ١
أى أن الله سبحانه وتعالى بهذا المثل يضل به كثيرا من الناس رك ال م
والكافرين والمنافقين الذين لا يأخذون من الحياة الدنيا إلا ظاهرها
فى التفكير أما أولئك المؤمنين الذين يتدبرون القرآن الكريم فهذا المثل
يهدى كثيرا منهم لأنهم يتدبرون فى كلام ويصلون إلى المعنى المقصود من دقة
يَثْلٌ التحدى
ثم يقول الله سبحانه وتعالى :
رصا ع الف 0
أى أن أولتك الذين تصيهم الضلالة هم الفاسقون الخارجون عن منيج الله
حكمة اخفلق::
التحدى الأعظم
تق بعد ذلك إلى المثل الذى تحدى به الله سبحانه وتعالى حين قال :
_]؛- و عر عراس إل ءَ مم عر #ر ا
م يتايها الئاس ضرب مثل فاستمعوا له م إن لين تدعونٌ من دون
الله ار يحلقوا ذبابا ولواجتمعوا له, و إن يسلبهم آلذباب شيعا لا استنقذوه
اد : (سورة الحج)
وفى هذا المثل تحد للبشرية كلها ذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول لهم
إنكم وما تدعون من دون الله من آلمة أو من علم أرضى لن تخلقوا الذباب الذى'
تحد بأن ما يشرك به الناس من أصنام وآلهة مزيفة عاجزة عن أن تخلق الحياة فى
أتفه الأشياء بالنسبة لنظرتهم على الأقل فهى لا تستطيع أن تهب الحياة لأحد
ولو للذبابة 1 ثم يتقدم الزمن وتتقدم الحضارات والعلوم والاختراعات
ويصل الإنسان إلى القمر وقد يصل إلى المريخ والزهرة ويأق العلم كل
مَقُلُ التحدى
يوم باختراع مذهل لا تصدقه العقول وتسمع من يقول لك لقد انتهى
عصر الإيمان وبدأ عصر العلم وترد أنت عليهم بهذا المثل إن الله قد
بها الأرض من ماء وهواء وتربة خصبة تنبت الزرع ولاتحداكم أن تخلقوا
لو اجتمعتم لن تفلحوا وكأن التحدى للناس جيعا ؛
ولكن يبين الله سبحانه وتعالى أنه هو الذى يعطى العلم للإنسان وهو
الذى يكشف له عن أسرار وضعها فى كونه فقد كشف لكم الله عن أسرار
جعلتكم قادرين على غزو الفضاء وعلى السير فوق القمر وعلى اكتشاف
وهو خلق المادة الحية أو خلق ذبابة
وقول الله سبحانه وتعالى ضُرِبَ مثل فاستمعوا له وكلام الله متعبد
بتلاوته لا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة معناه أنه لابد أن تستمع لهذا
المثل فى كل عصر وحتى قيام الساعة وهو منطبق وحقيقى فى كل
العصور أى أنه يقينا لن ين عصر يستطيع الإنسان أن يخلق فيه ذبابة مهما
ذلك فيقول : « فاستمعوا له» ثم يقول الله إن الذين تدعون من دون
الله وهكذا كان التحدى من الله سبحانه وتعالى على اطلاقه أى الذين
تدعون من دون لله من آلة : :وغلم ولي وأصِحَاب اقدزة
صحاب نفوذ وشياطين وجان وكل من تستطيعون أن تدعوه من دون
حدة فإن استطاعوا يكون لكم العذر فى دعوتكم ولكن الله يقول لنا
ولا معامل الدنيا كلها ولا أبحاث الدنيا كلها أن تخلق جناح
أو حتى خلية للمادة الحية بحيث يتتطيع أى: مكاير أو جليد أن
ل هذا من خلق الإنسان وفى هذه الآية اعجاز كبير لأن الله سبحانه
بر الإيمان وبدأ عصر العلم فرد الله سبحانه وتعالل عليهم قبل أن
لوها وقال لهم : إذا كان عصر الإيمان قد انتهى وعصر العلم قد بدأ
دعاء والله يقول لكم قبل أن تقدموا على ذلك انكم لن تقدروا
ثم يمضى الله سبحانه وتعالى ليزيد فى تحقير الكافرين والمنافقين ويقول
م إذا أخذ الذباب منكم شيئا فاستعيدوه منه إذا علق بأرجل الذباب
من طعامكم فاستعيدوه منه مرة أخرى ثم يزيد الله فى التحدى فيقول
حانه وتعالى نزل بالتحدى من مرحلة الخلق إلى مرحلة استعادة ما يسلبه
عظمة الخالق فى دقة الخلق
ثم قال الله سبحانه وتعالى : « ضعف الطالب والمطلوب » أى أن
تس التحدى
#م ماقدروا الله حق قدره 2 إن الله لقوى عَزيز © «
أى أن البشر كلهم لا يقدرون قذرة الله حق قدرها فالله قوى لا حو
أنه كان يكقى نظرة واحدة لقدرة الله في كونه أن تجعلكم تعرفون هذه القد
بالنسبة لمذهبات النعمة وحذرنا ألا نقع فيها ذلك المثل هو انكار <
الفقير واليتيم والمسكين والمحتاج فى النعمة ومحاولة أخذ حقوقهم من الزك
الصدقة وغيرهما مما فرضه الله
فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة « الروم » :
يم فكات ذا القرقئ حفه, والمسكين وأين آلسبيل ذلك خير للذين يريده
وبعض الناس يعتقد أن المال يزيد بأكل حق اليتيم والفقير والمسكين و
الصدقة تنقص المال والزكاة تذهب بجزء منه والحقيقة غير ذلك تماما
فالصدقة والزكاة تطهران المال وتحفظانه وتزيدانه بركة فتبقى النع
على النعمة أم سنبغى ونطغى ونفسد فى الأرض والله جعل ى ماله <
للضعفاء والفقراء فلا آتى أنا وأسلبب هذا الحق لأن الله قادر على
يذهب بالمال كله
مكل التحدى
ولنقرأ فى سورة القلم :
لين د فانطلقوا وهم يتخلفتون َِ أن ات عب
فهو يضرب لنا مثلا بأصحاب الجنة مجموعة من النأس يملكون بستانا
يدون أن يأكلوا حق اليتيم والفقير والمسكين فى هذه النعم » فلا يعطوه
ل اقيم قبل أن يستيقظ الناس ولا يسمحوا ليتيم تيم أو فقير بأن يقترب من
ب <> وق الصباح الباكر + وقبل طلوع الشعش يوفظ بعضهم بعضا 2
ويتسللون واحدا بعد الآخر إلى الجنة ليأخذوا ثمرها حينئذ وحين يصلون
يجدون أن الثمر كله قد تلف والرزق كله احترق وأصبح هشيا ذلك أنه
وهم نائمون طاف عليها طائف من الله فأصبح ثمرها كالصريم أو الشىء
«المحترق المهشم أى لا تصلح للغذاء الآدمى جفت وسقطت وتلفت
'الطريق إليها وأنهم لابد دخلوا مكانا آخر فلقد كانت هذه الحنة حتى
وأنهم فى ظلمهم للضعفاء لم يتذكروا أن الله مع هؤلاء الضعفاء وأنه هم
أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون » والأوسط هنا إشارة إلى أن خير الأمو
عند الله الوسط وهو بين الاسراف والتقتير قال أوسطهم لولا تسبحود
الله وتعودون إليه ثم أخذوا يلومون بعضهم البعض وكل واحد متب
يحاول أن يحمل الآخر تبعة ما حدث واعترفوا بأنهم كانوا طاغين ومتجبرين و
حق المحتاج واليتيم
ويقول الله سبحانه وتعالى « كذلك العذاب » فى الدنيا إن من ينسى الله
ويجرم الفقير والمسكين من حقه يجرمه الله من نعمه
وهكذا نرى أن الله سبحانه وتعالى يبين للإنسان المؤمن فالقرآن نزل
يبين لنا مهلكات النعم فى الدنيا أو مذهبات النعم وقال أيها المؤمئون إه