قوانين الكون والانسان
سوى الله فإنه سيتعرض للفناء مهما بدا ساكنا مستقرا أبديا ولذلك فإن
الله حين أقسم يأتى القسم من الله سبحانه وتعالى وهو الوحيد الباقى وألا
ا شىء سيلحقه الفناء هذا أول أهداف القسم أما الهدف
الثانى فهو بيان الوسيلة التى يتحقق بها للإنسان المؤمن النجاة من كل هذا
والوصول إلى الحياة الخالدة الباقية 2 وهذه الوسيلة هى اتباع منهج الله ومنبج
الله لا يمكن للعقل أن يبتكره لأن كل عقل وكل نفس لها هوى وهذا
الحموى أو الغرض يدخل فى كل ندا تقزم به هله التفسن من اعداد أو تير
وتعالى أو من صنع البشر فا علبك لا ان تظرال اولك الين يدعون
إليه فالمنيج البشرى يضعه إنسان سواء كان مفكرا
فيلسوفا أو سياسيا أو من رجال القانون المهم فى هذا كله ا
هيع ذا المنهج وتكون حوله مجموعة من الناس أيا كانوا وبأى
شكل يدعون لتطبيق هذا المنهج أنظر إلى هؤلاء الناس إذا وجدت أنهم
يستفيدون فائدة شخصية من تطبيق هذا المنهج بأن يزدادوا ثراء أوغنى أو
إ أو يمتلكوا شيئا فاعرف أن هذا منهج بشرى وضعه إنسان
أو عدد من الناس لهم هوى أو غرض في نفوسهم يريدون تحقيقه فإذا أخذنا
يدعون لهذا المنهج أو يقودونه سواء كانوا أعضاء للجنة المركزية أو أعضاء
للمؤتمر العام للحزب نجد أنهم مميزون عن باقى الناس يحصلون على
ميزات لا يحصل عليها أحد غيرهم وهم يعيشون عيشة الترف
شخصية لمن يدعون لتطبيق هذا المنهج نقول أنه منبج وضع لتحقيق غرض
معين أو منفعة خاصة لعدذ محدود من الناس وإذا أخذنا النظام
بالحاكم مستفيدون أ هم أكثر الناس استفادة من هذا النظام حينئذ
نحس ونعرف أن هذا النظام من وضع بشر ولكن حين يقول رسول الله صلى
بعتي رج [الاتكاعي جار
#عيي ال الاك از ا التاق ور ايا تت او وا التي رب زاطقاة ون كي جلك اكور لب
زم # قحس ل اا عندما يتوقف الكون !
فى كثير من الأحيان يلفتنا القرآن إلى أشياء قد تغيب عن عقولنا أحيانا
بسبب زحمة الحياة وأحيانا بسبب التعود والعادة وأحيانا بسبب العجلة
الصبر قليل التفكير فى الحكمة فى كثير من الأمور
ذلك أن الله سبحانه وتعالى وضع فى كل شىء حكمة وسواء غابت عنا أو
عرفناها فهى موجودة؛والله المبدع قد خلق فى الكون أسرارا تتكشف كل
أن سورة التكوير تبدأ بشرح الأهوال التى تتعلق بقيام الساعة أو بيوم
القيامة وفى كل آية من الآيات الأثنتىق عشرة الأولى كلمة إذا فتبدأ
السورة
الجواب المراد وهو :
وفى سورة الانفطار أيضا إذا يقول سبحانه :
سورة الانفطار
أى أن هذه كلها مقدمات ع ما تحدث تعلم كل نفس ما قدمته وما أخرته
الآخرة وعلم الإنسان بما قدم وأخر
عل أننا نلاحظ أن هذه الآيات تصور انقلابا هاثلا فى الوجود انقلابا لم
باستكانة واعتادت على النجوم فى نظامها الرتيب واعتادت على الجبال
7 0 قواني الكون والانسان
عه و « إذا سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها »
وحين يقف أب كز السليق: وهو يحكم بتعاليم الله ليقول : القوى منكم
فأاعينونى وإن أخطات فقومو ) نعرف أن ذلك هو منهج الله
أى إنسان أقيم عليه الحد وقطعت يده وإذا سرقت فاطمة بنت محمد
تحينة و زبلا جا خليفة وحاكم وقال:إن القوى ضعيف حتى أخذ الحق
والضستف عن حت احا الح له أصبح مركز القوة الوحيد هو الحق
عد ولا توجد أى مراكز أخرئ تستطيع أ تفف آمام انلبق بل كل قوى
يصبح ضعيفا حتى يؤخذ الحق من وإذا كان الحق هو مركز القوة الوحيد فى
الحكم الاسلامى انتهى الهوى تماما ولا يستطيع أى إنسان أن يحصل على
ميزة بل أن المهاجرين فى أول الاسلام تركوا أموالهم وكل ما يملكونه من
وسائل الترف والزينة والجاه والمال فى مكة وهاجروا إلى المدينة فكانهم
الدنيا فى سبيل المنهج والدعوة إليه وحيث تحس أن الإنسان يترك
أن هذا المنبج هو منبج الحق الذى لا يوجد فيه هوى ولااغرض
منبج البشر وكيف تعرفه ©
طفيفا فتلك هى الطبيعة البشرية ولكن الذى لا هوى له هو الله سبحانه
قوانين الكون والانسان | 0ض يح هرح ره
يتم عن حق وعدل فإذا زاد على ذلك مع أن علم الله لا يصل إليه
بشر وحكمته فوق عقول الناس أصبح التشريع كاملا متكاملا
والإيمان هنا هو إيمان بقدرة الخالق فمتى آمنت يصبح كل ما يصدر عن
الله ولا تراه لأنه مخفى عنك أو لأنه سيحدث بعد فترة من الزمان
ومادام صادرا عن تلك القدرة الائلة الى لا تحدها حدود ولا قيود ٠ فهى
بالخطاب المباشر إلا فى الآخرة ومن هنا فلابد من رسول يجختاره الله سبحانه
وتعالى ليبلغ الرسالة أو المنهج وقد أتت الرسل على مر التاريخ تحمل تعاليم
السماء إلى البشر وتصحح ما فسد من أن يصبح هوى النفس والغرض
هو الحق وكريم بمعنى أنه معروف عندكم بكرم الخلق وقد كنتم تأتمنونه
على كل غال ونفيس وحتى بعد أن أعلن الرسالة وبدأ الدعوة إلى الدين
والدليل على ذلك أنه عندما هاجر رسول الله إلى المدينة كانت عنده ودائع من
كلف من يعيد إليهم هذه الودائع إذن فهو كريم وأمين بشهادة قومه قبل
الرسالة وبعد الرسالة والله يقسم أنه كريم وأمين أيضا فى رسالته
وأمين فى تبليغ هذه الرسالة كما أنزلها الله سبحانه وتعالى فالقسم هنا جاء عن
أشياء تدخل فى قدرة الله وحده ولذلك لابد من تأكيد من الله بأنها
ستحدث والقسم يأ بأن البلاغ صحيح وأن الرسول الذى يقوم بالبلاغ
قي ف 5 نت دز إثثتتتالل رق مدحسصوي
بعد أن أوحيت إليه الرسالة كريم أيضا بمعنى أنه سخى فى العطاء
لا يؤدى ما طلب منه فقط ولكنه يزيد على ذلك حبا فى الله وعشقا لمنهج
الله فالرسول وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقوم الليل كله
ويصلى حتى تتورم قدماه ويؤدى فوئ ما طلب منه ويلزم نفسه بأشياء لم
ما طلبه الله منه إلى درجة ارهاق النقفس لإرضاء الله
«ذى قوة عند ذى العرش مكين »
والله سبحانه وتعالىل حين يقول قوة لا يعنى القوة البدنية ولكنه يعنى
قوةالنفس فقوة البدن هذه مسألة سهلة يستطيع كل انسان أن يصل إليها
ولكن قوة النفس هى الاختبار الحقيقى للرجال وقد قال رسول الله ليس
القوى بالصرعة ولكن القوى من يملك نفسه عند الغضب فالله سبحانه
وتعالى حين يصف نبيه بالقوة ليس معنى هذا أنه مصارع قوى أو معناه
الغلبة البدنية ولكنه قوى يقف وحده أمام الدنيا كلها ويرفض أن
للنفس استطاعت قوة نفسه أن تتغلب على هذا كله فيقول : « الله لو
وضعوا الشمس فى ممينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر أو أهلك
هذه هى القوة الحقيقية للنفس قوى وهو يواجه مع قلة ضعيفة ذليلة
قوانين الكون والانسان
قوى وهو يخرج مع أبى بكر ويرى كفار قريش على باب الغار سيوفهم
ولا يخاف شيئا قوى وهو يأخذ بدعوته إلى المدينة ويواجه المعركة تلو
المعركة حتى إذا جمعت له قبائل العرب كلها واليهود فى المدينة ليقضوا
على دينه ووجد نفس يواجه قوى هائثلة لم يدخل الخوف إلى قلبه بل ظل
ثابتا صامدا قويا فى الحق فعندما أتى على بن أبى طالب مع رجال يهودى
فيركن إلى الترف وإلى المسكن الفاخر
إنسان له حق كان يرحب بأن يقضى الرسول بينه وبين خصمه وعندما
يعرف أن قوة نفس الرسول ستجعل الحق وحده ينتصر دون أى شىء آخر مها
هذه هى القوة فى أمور الدنيا ولكن الآية الكريمة تقول :
«ذى قوة عند ذى العرش مكين )
فيا هى القوة عند الله سبحانه وتعالى :
بعض المفسرين يقول : ان هذه الآيات فى وصف جبريل عليه السلام
وأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعطيئا ما هو غائب عنا وهو الرسول
الذى اصطفاه الله سبحانه وتعالى من الملائكة ليلغ إلى رسالة إلى محمد عليه
الصلاة والسلام وأن الله سبحانه وتعال أراد أن يؤكد لنا أن كلا
الذى أبلغه إلى البشر وهو محمد عليه الصلاة والسلام كلاهما أمين فى
بلاغه وبعض المفسرين يقول : ان الله سبحانه وتعالى لا يحتاج لوصف
اسح أ ل ا قوانين الكون والانسان
جبريل بالأمانة لأن جبريل مسير لا اختيار له فالملائكة يفعلون ما أمرهم
ذلك هم البشر الذين حملهم الله الأمانة فقبلوها وأصبح م اختيارات
فهم يستطيعون قول الحق ويستطيعون إنكار الح إلى آخر ما نعرفه من
يريدون أن يشككوا فى هذا الدين وتشكيكهم ينصب عل أنه قول بشر
أو قول شاعر أى أنه ليس منهج الله ومن هنا جاءت الآية لترد عليهم
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد اصطفى رسولا من البشر ورسولاً من
الملائكة فلا تعارض فى أن تنطبق أوصاف القوة والأمانة والكرم عليهها
والله سبحانه وتعالى يقول :
«ذى قوة عند ذى العرش مكين »
أى أنه ليس قويا فى الدنيا فقط ولكن ممكن عند ذى العرش له مكانة
« مطاع ثم أمين »
قد يقول بعض الناس أن الرسول قد يتصف بالقوة والمكانة عند الله ولكن
الناس الذين اتبعوه لا يطعيونه ولكن الله سبحانه وتعال يقول شم “أن
أولئك الذين يتبعون هذا الدين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون
ما يؤمرون أى أن الذين يتبعون رسول الله يطيعونه ويفعلون ما أمرهم الله
به ولكن لاذا التنويه هنا بالطاعة
معنى الطاعة ©
ولا نأخذ اللفظ على اطلاقه فالطاعة إما أن تكون فى أمور محبية إلى
قوانين الكون والانسان
النفس كان يدعوك إنسان إلى أن تقضى فترة فى مكان جميل أو تؤدى عملا
يليك مالا وفيرا بجهد قليل أو تسافر إلى بلد أنت تنك أن تسافر إليه أو
قد يدعوك إلى طعام محبب إلى نفسك إلى آخر ما هو محبب إلى النفس
البشرية حينئذ تكون الطاعة سهلة ومحببة إلى النفس ولكن عندما يدعوك
الإنسان إلى مشقة تتحملها نفسك » حينئذ تكون الطاعة اختبارا لليمان
ولقد تحدثنا من قبل فيا حرمه الله وقلنا ان التحريم هو لصالح كل فرد
كلها يدها إلى ماله فإذا كان هو فردا واحدا منع من عمل فقد تم هذا المنع
المجتمع من أساسه فمجتمع فيه السرقة مباحة ينتهى إلى فوضى تهزه
بعنف وتقضى عليه ومجتمع فيه القتل مباح أو العرض مباح أو أى
وتعالل بها
ولعل من الغريب حين نتأمل أننا نجد أن مبادىء الدين الإسلامى مطبقة
كقيم اجتماعية فى المجتمعات المتقدمة ففى أى مجتمع متقدم تراه يحافظ على
حقى كل إنسان يعاقب أشد العقوبة على الكذب باعتباره من الرذائل
التى تقود المجتمع إلى عدم الثقة وإلى اخفاء الحقائق وإلى أشياء كثيرة
يكانىء الأمين ويعترف بالفضل لصاحبه ويفتح الآفاق أمام الجميع
كل هذه الأشياء هى من قيم الإسلام ولكن هؤلاء الناس أخذوها وجعلوها
قييا إجتماعية لماذا ؟ لأن التقدم لا يتم إلا بتطبيقها بل إن الأعجب من
تقاومها وتشن الحملات لمنعها كالخمر مثلا محاضرات عن مضار
سبحانه وتعالىل عن الإسلام :
سورة الصف
والذى لاشك فيه أنه لا يوجد تفسير أصدق لهذه الآية من التفسير الحادث
الآن فالذين يحجاربون شرب الخمر ويجحاولون اقتلاع هذا الداء من
القيم للمجتمع مستمدة من تعاليم الله ولكن بلا إيمان وإنما كضرورة
إجتماعية » يعلنون للعالم أجمع أنهم يظهرون مبادىء هذا الدين وإن كرهوا
أن يزدهر الدين نفسه فهم كارهون لظهور الدين وفى نفس الوقت
زار أوربا « رأيت قوما لا يقولون لا إله إلا الله ويعملون بها ونحن قوم
نقول لا إله إلا الله وفى أحيان كثيرة لا نعمل يها
الدليل على الاتهام
ويقول الحق سبحانه وتعالى :
« وما صاحبكم بمجنون »
وعدوانا برسول الله وانظر إلى قول الله سبحانه وتعالى وإلى دقة القرآن
الكريم وبلاغته فى التعبير ا