أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن هناك نوعا
من الحياة فى البرزخ ولكن الناس تعيش
هذه الحياة بمفهوم الحياة الدنيا وهذا خطأ
لان مفهوم الحياة الدنيا له قوانينه » وحياة
البرزخ لها قوانيتها » والحياة فى الآخرة لها
قوانيتها وكل من هذه القوانين مختلف تماما
بالنسبة للإنسات
فالحياة فى الآخرة مثلا أبدية ليس فيها موت » والحياة فى
الدنيا فيها موت » والحياة فى الببزخ فيها كشف لما هو غيب
عنا » والله تبارك وتعالى قد عرفنا ببعض الآيات الكبرى الى
ستحدث عند ناية العالم
لأن الله جل جلاله أخبنًا بها ولكن ليس من المفروض أن
نعرف كيفية حدوثها
إن هناك فرقا بين أن تؤمن بالحقيقة وأن د تعرف كيفية
حدوثها فالإيمان بالحقيقة شىء » والإيمان بكيفية حدوثها
شىء آخر كيفية الحدوث هذه من غيب الله سيحانه وتعالى »
ولذلك عندما سأل ابراهيم ربه عن الكيفية الى تحدث بها
عملية احياء الموق كي يروى لنا اراد الكريم +
( من الآية 76٠١ سورة اليقرة )
حاول بعض المشككين من الناس أن يفسر هذه الآية على
أساس أنها تمس إيمان ابراهيم أب الأنبياء عليه السلام
لاحصر لها ولاعد » ثبت فيها ثبوت الجبال الرواسى » وجعل
من ذريته الأنبياء ولا يمكن أن يكون كل جذا التكريم
لإبراهيم عليه السلام الا أن يكون مؤمنا حقا ؛ ومن
تبارك وتعالى أن يفهم ابراهيم وكذلك الناس جيعا ألا يسألوا
عن الكيفية » لأنك مع الله سبحانه وتعالى لا تسأل كيف ؟
فالله يقول للشىء : «كن فيكون » والكيفية هنا فوق
قدرات العقول كلها » ولذلك أدخل الله جل جلاله ابراهيم في
تجربة ايمانية وذلك فى قوله تعالى :
# قال قز َك تبتسرهنٌ وك وأ جاع
(من الآية 760 سورة البقرة)
هل غَرّف الله سبحانه وتعالىل ابراهيم عليه السلام
بالكيفية ؟ لا ولكنه جعله يشهدها دون أن يعطيه
أسرارها » لأن هذا - كيا قلنا - فوق قدرة العقل البشرى
هذه القصة لم تحدث مع ابراهيم وحذه ؛ بل حدثت مع
أحد أنبياء اليهود » وحدثت مع زكريا عليه السلام » وحدثت
مع مريع عليها السلام
لقد مر أحد أنبياء اسرائيل على قرية دمرها عذاب من الله
تبارك وتعالى َ فقال كما يروى لنا القرآن الكريم :
يَ# أزك ار برعا مَر مور او اع وها قال
من الآية 1794 سورة البقرة)
كما يروى لنا القرآن الكريم :
( من الآية 754 سورة البقرة )
استيقظ لم يكن شىء فيه قد تغير » بل كان على نفس الميئة التق
مات عليها استيقظ شابا قويا » لا شىء حوله ينبئه بأنه
مات ماثة عام ولذلك عندما سأله الله تعالى : كم
لنت 6 ؟ قال قياسا على عادة النوم عند الإنسان :جل( لبت
يُوماً أو بَعْض يَوْم © لأن الإنسان لا يستطيع أن ينام أكثر
بن 0 م حم اريم خا عربحط اي -
رماع الما #*
( من الآية 784 سورة البقرة )
طعامه لم يتغير ولم تؤثر فيه السنون » ثم نظر الى حماره فوجد أن
الحمار أصبح عظاما نخرة أى أنه مات ثم تعفن ثم تحلل
حتى أصبح عظاما نخرة ؛ وهذا ما لا يمكن أن يحدث بين يوم
وليلة ُ م أعطاه الله آية أخرى ليشهد عودة العظام النخرة
وعودة الحياة الى حماره حينئذ قال :
( من الآية 794 سورة البقرة )
إن طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى قد أوقف الزمن عن
الطعام فبقى طازجا ل يفسد ؛ وأجرى الزمن على الحمار
فأصبح عظاما نخرة الله تبارك وتعالل يفعل بقدرته لقو
ذلك ؟ لا ولكنه سبحانه وتعال أدخلة خلة فى تجرد
ليعرف أن الله على كل شىء قدير
وزكريا عليه السلام حين دخل المحراب على مريم فوجد
سبحانه وتعال بدلائل القدرة التى رآها وطلب منه جل
جلاله أن يرزقه بالولد لكن زكريا تذكر الأسباب وكيف أنها
منعدمة عنده وعند زوجته فقال كما يحكى القرآن الكريم فى
يتم بها
ية عملية
قوله تعالى :
( الاية ٠ سورة آل عمران )
سيعطيه بها الغلام بدون أسباب ؟! إن الأسباب تحكم على من
هى عاقر وتقدمت فى السن ألا تلد : فاذا كان زوجها شيخا
كبيرا يكون الامتناع أكثر » بل يكون ذلك من المستحيل فى
أسياب البشر لكن من سَبِّبَ الأسباب لا تعجزه الأسباب
ولا تقيد قدرته الله سبحانه وتعالى لم يبل رسوله الكيفية
التق سيتم بها ذلك ولكنه قال سبحانه : يي كذلك الله يفعل
ما يشاء *»
ابن مريم ومع أنها رأت معجزات كثيرة تخرق قانون
الأسباب إنه يأتيها الطعام فى غير موسمه » وإنه يتواجد
عندها دون أن يحضره أحد وهذا عطاء من الله لا بدون
الأسباب » لكن عندما بشرت بالغلام رجعت الى الأسباب كيا
يروى لنا القرآن الكريم :
لودلل وس رآ
ونا َنيب 4
إن الإنسان فى حياته يتغير كل يوم خضع لقوين لا عام
عنبا شيئًا » فهو فى حالة اليقظة له قانون » وفى حالة النوم له
قانون آخر لا نعرفه » ولذلك عندما ينام الإنسان يرى 8
لا تخضع للعقل يرى أنه يتكلم مع أشخاص انتقلوا إلى
رحمة الله منذ فترة طويلة ؛ أو يسقط من فوق جبل فلا يصاب
بسوء » أو أنه يذهب إلى آخر الدنيا ويعود فى دقائق معدودة
لاتتحركان » ويتكلم ولسانه ثابت لايتحرك » ويرى أنه يعذب
أو ينعم
إن كل هذا يحدث فى لحظة واحدة انتقال الإنسان من
قانون اليقظة إلى قانون النوم ريما يحدث فى أقل من دقيقة
وهذا يجعلنا نعرف أن انتقال الإنسان من قانون إلى قانون
قرأنا القرآن الكريم نجد أن الحق تبارك وتعال يقول :
وف سورة آل عمران :
مو ازور رصع رص رك ار 272 ب
( الآية 47 سورة ال عمران)
وهكذا عندما تساءلت مريم كيف سترزق بغلام وم يمسسها
بشر ؟ والطفل بأسباب الدنيا لا يأ الا من اجتماع رجل
ورسله الذين اصطفاهم واختارهم من خلقه ؛ وكلفهم بإبلاغ
منبج السماء للأرض ( كيف ) يحدث ما حدث قال
الحق جل جلاله : ( قال كذلك قال ربك 6
والساعة تقترب من موعدها لا نقول ولا نتساءل كيف يحدث
ذلك بعد أن رأينا طلاقة قدرة الله » وأنه سبحانه وتعالى
يقول الله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم منبئا بما سيحدث
من آيات عندما تقترب النهاية ايذانا بفناء العالم :
ل ابابا افون #
ل الاية ام سورة النمل )
العلم الدنيوى ويحسبون أنهم قد حكموا كل شىء؛
يأقى الله سبحانه وتعالى بآية تثبت لهم عجزهم أمام قدرة الله
سبحانه وتعالى
لقد وصل الإنسان الى القمر ء وقد يصل الى المريخ ؛
العالم كله ؛ فأصبح الحدث الذى يقع ف منطقة ماء يراه
الناس 21 كل انحاء الأرض فى نفس لحظة وقوعه وأصبح
الإنسان يتكلم فى أى مكان من الأرض » فيصل صوته الى
تحقق أكثر من ذلك
لكن فى الوقت الذى يكون فيه الإنسان مغترا بعلمه مفتونا
بما حقق يخرج الله تبارك وتعالى له من الأرض دابة هذه
وكل ما كشفه الله سبحانه وتعالى من أسرار فى كونه للانسان »
لا يجعله يستطيع أن يجعل الدابة تتكلم فيخرج الله سبحانه
وتعالل لهم من الأرض دابة تكلمهم !!
ولكن هل ستتكلم هذه الدابة لغة واحدة ؟
أو ستتكلم بكل لغات الأرض لتكون المعجزة أكبر ؟! لا أحد
أن علمهم قاصر ومحدود لقد اعتقدوا بما وصلوا اليه من
علم أنهم قد سيطروا على كل ما فى الأرض ء ثم فى ظل هذا
الإعتقاد الزائف يجدون هذه الدابة الت تتكلم تتحداهم وتثبت