يدعونهم إلا قليلًا؛ ومثل هؤلاء بعيدون كل البعد عن
الإصلاح الحقيقي المطلوب
وليشَ أمام المربين والدعاة سبيل للنجاح والنصر
على كثرة الذكر والخشوع والانكسار والخضوع بين
يدي الله تبارك وتعالى» والاهتمام الشديد بأحوال
المسلمين؛ والتعاضد والتناصر والإخاء» هذا عَقْد لا مفر
منه؛ وعِقد جميل لا بد من التحلي به؛ وينتج عن هذا
عاطفة إيمانية آسرة لا يقوم لها شيء؛ ويتأثر بها كل من
رآها وخالطها أحسن التأثر وأجمله وأفضله
يكادون يتآخون ويتناصرون ويتعاضدون؛ ويقع بينهم
الكلام موقع العمل» والدنايا والسفاسف موقع المعالي
والرفعة» والهمة الساقطة موقع الأخذ بالعزيمة والفوز
بالغنيمة
هذا بذاك أمر لا مفر منه؛ وقضاء حتم لا رآد له
الكوارث والمصاب وما حلت بساحتها النعكبات والهزائم
السماء» وارتضوا الدنايا وراضوهاء واستبعدوا معالي
الأمور وحاربوهاء فإن أردنا - معشر الدعاة وطلبة العلم -
إرجاع الناس إلى ما كانوا عليه في ماضيهم السعيد
ومجدهم التليد فليس لنا من سبيل إلا الارتفاع بإيمانهم
وتقوية يقينهم» وإشعال عواطفهم الإيمانية؛ سبيل وأحد
ليس له ثانٍء وطريق فرد لا بد من سلوكه والشواهد
على هذا أعظم من أن تُحصر
وليس المراد من هذا المبحث ذكرّ الرقائق» فقد
تكفلت بها كتب كثيرة جداً في القديم والحديث؛ وليس
المراد أيضاً - التوسع في ذكر مظاهر الهُزال الروحيّ
والضعف الإيمانيّ وكيفية العلاج التفصيليّ لهذه القضية
المطلوب المهم هنا هو التركيز على مظهر واحد من
مظاهر هزال الروح؛ وجانب واحد من جوانب الضعف
في باب الشخصية الإيمانية ألا وهو خمود العاطفة
الإيمانية القوية أو ضعفها للحد الذي يبدو معه الشخص
-١ نحن فى عصر قضاياه الفكرية والإيمانية
يصح أن توضع القضايا الكلية والأمراض السلوكية كلها
مثلا أعظم من أذ يحاط به في موضع واحدء فإفراد
البعض بالحديث قد يكون له فائدة راجحة ظاهرة؛ إذ
كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً
وضعفاً وأسباب علاج قد يكون الجانبّ المحتاج إلى
إظهار وبيان ومزيد إبراز؛ إذ تكفلت كتب كثيرة جدا
بالحديث عن الرقائق لكن نزراً يسيراً منها قد تحدث عن
العاطفة الإيمانية فلذلك أردت إفرادها بالتصنيف
والبيان» والله أعلم
تعريف العاطفة
العاطفة لغة:
العطف: الإشفاق والميل والحنوء ومعاني العطف
يخفى
والعاطفة اصطلاحاً:
ولا ريب أن هذا التعريف يتناول أصل العاطفة؛ لا
)١( مجلة الأزهر: المجلد 7١0 الجزء الرابع: ص77
العلاقة بينهماء وكذلك لا يتناول تحليل أصل الوضع
وقيل هي: «كل ما يعطف بالمرء ويميله إلى عمل
فيه بلغة لما تنزع إليه نفسه كعاطفة الغضب والكرم وغير
وهي ذات أثر بالغ في حياة المرء؛ وقد تتحكم فيه
بالكلية ما لم يضبطهاء لهذا قال الأستاذ الشاعر أحمد
إن للعاطفات حكماقوياً
كم أذلت جبار قوم ولت
00 معجم متن اللغة: ع ط ف
18ه كان يقال له: «الراوية» لكثرة ما يحفظ تعلم في
الأزهر واشتغل محامياً شرعياً؛ ثم عمل في دار الكتب المصرية
موظفاً نحو عشرين سنة أملى مقالات أدبية لمجلتي الرسالة
والثقافة؛ وله كتابان مطبوعان فيهما نماذج من شعره توفي
رحمه الله تعالى سنة 17719ه انظر الأعلام: 174/١
وهي تقوى مع الجهاد فويل
للورى من جهادها الأبد!؟
)0 مجلة «الرسالة»: العدد 1948 صفر سنة 876"١هء السئة
أهمية العاطفة الإيمانية
وأثرها في الحياة
١ - حسن التأثير:
صاحب العاطفة الإيمانية القوية شخص مؤثر
هو مفتاح الاستجابة؛ يقول الأستاذ عبدالله علوان"؟
رحمه الله تعالى واصفا ذلك الصنف:
010 هو عبدالله ناصح بن سعيد علوان؛ عالم داعية؛ ولد بحلب سنة
7 وتعلم فيهاء ودرس بالأزهر وتخرج في كلية أصول
الدين به عين مدرساً في ثانويات حلب ثم مدرساً بجامعة
الملك عبدالعزيز بجدة؛ ونال الدكتوراه من جامعة السند
بالباكستان توفي رحمه الله تعالى بجدة سئة 1408 ودفن
بمكة المكرمة اله عد مصنفات انظر «ذيل الأعلام»: 134
الشلبحة الأوفف
المللكة العيستة اللكودية جددة
مات ناكل 1125694
كاتف :1803537 _ فاكس : 0178 :14
الإيمان يبرق من خلال عينه؛ والإخلاص يشرق من
تقاسيم وجهه؛ والصدق يتدفق من حنان صوتة؛
وخشوع لهجته؛ وإشارة يده؛ بل كلامه يسري في
القلوبء ويبدد ظلام النفوسء كما يسري الماء
الساطع موجات الظلام» أولئك الذين هداهم الله
فيهداهم يهتدي الخلق؛ وبدعوتهم يستجيب الناس؛
وقال أيضاً موضحاً نتيجة تنمية العواطف الإيمانية
وأثرها على الشخص:
اتزان وفي سلوكك خلق»”"
() «روحانية الداعيةة: 4