8- لا بأس من وجود تفسير مختصر بجوازنا: لخلاء شبهة أو معرفة معنى شق علينا فهمه؛ وإن كان من الأفضل
الرجوع إليه بعد إنتهاء القراءة حتى لا نخرج من جو القرآن والإنفعالات الوجدانية التي نعيش في رحابماء إلا إذا لحت علينا
كلمة نريد معرفة معناها في التو واللحفلة
قيام الليل من الوسائل المهمة في إحياء القلب» يقول صلى الله عليه وسلم:
((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم؛ وقربة إلى الله تعالى؛ ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات
ومطردة للداء عن الجسد)) إن التعرض لنفحات الليل واقتسام الغنيمة مع المجتهدين لمن أعظم وسائل غرس الإمان في
القلب ولقد افترض الله قيام الليل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام قبل أن تنزل الفرائض» وتبل أن
تشرع الحدود؛ بل قبل أن تفرض الصلوات الخمس» لأن الإنسان إذا خلا بريه واتصل قلبه به في جنح الليل طهر القلب
إن هذه الوسيلة العظيمة التي مجمع بين تدبر القرآن وما فيه من كنوز وبين اللكوع والسجود؛ وما فيها من معان الذل
والمخضوع والإنكسار للمول سبحانه وتعالى لمن أهم وسائل التقرب إلى الله عز وجل فلا ينبغي أن تفوتنا ليلة دون قيام مهما
كانت الظروف» والأفضل مانب أدائنا لصلاة التراويح أن نستيقظ قبل طلوع الفجر بوقت كاف للتهجد والإستغفار»
لتذوق طعم الحياة الحقيقية باستنشاق نسيم الأسحار ونحن نناجى الرحمن
قال بعض الصالحين: ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أُهل التملق في قلوم بالليل من حلاوة
المناجاة وقال إقبال: كن مع من شكت في العلم والحكمة؛ ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنة في السحر إنه -
رحمة الله - يريد أن يقول:
وقفة مع الله في السحر تقلع فيها ثياب الشهرة والعزة»؛ وتنزع فيها الألتقاب الزائفة وتعيش حال العبد الخائف من غضب
مولاه الطامع في رحمته
فجهز مطالبك» وحدد أهدافك وكن خفيف النوم تتتهظر دقات الساعة للخلوة بالحبيب
عندما يمن الله علينا بالإستيقاظ قبل الفجر بوقت كاف» علينا ألا نطيل القيام والقراءة فقط بل نطيل لكوع والسجود
فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ففي السجود يتم إخراج معان الذل والإنكسار وإظهار الفقر والمسكنة
وهنا لفتة طيبة ذكرها د عبد الستار فتح الله؛ وهي أن الله عز وجل فرض علي رسوله قيام الليل بنزول سورة لمزمل
وسور المزمل من أوائل ما نزل من القرآن فكيف يحي ما يقرب من نصف الليل بآيات قليلة هي كل ما نزل من القرآن
إذاً فللقصد طول السجود مع القيام والكوع
فمناجاة الله في السجود لمن أعظم صور الفرار إليه سبحانه واسترضائه؛ وطلب العفو والصفح منه وإلهار الذل
اسجد واقترب :
إذا أردنا أن تحقق السجدة هدفهاء فنقترب من خلالها إلي الله شيئاً فشيئاً كما قال سبحانه وتعالى: [َوَاسْجُدٌ
وَافْتَرِب] (العلق : 19) علينا أن نجعلها سجدة حارة تنسكب فيها الدموع لتكون مداد رسائلنا إلى مولانا
قال عبد الله بن المبارك:
إذا ما الليل أظلم كابدوه فيسفر عنهم وهم كوع
أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم نحت الظلام وهم سجو أنين منه تنفرج الضلوع
ماذا نفعل لو حرمنا القيام ؟!
قد نأخذ ججميع الأسباب للعينة على الإستيقاظ للتهجد ثم نفاجاً بأذان الفجر فماذا نفعل؟! إنما رسالة من الله عز
وجل تحمل لنا معاني كثيرة: منها أن هذا الحرمان قد يكون بسبب ذنب أذنبناه أو تقصبير في حق من الحقوق ومنها أن
الرغبة في القيام لم تكن أكيدة ومنها أنما قد تكون ابتلاء من الله لينظر ماذا سنفعل
بصدقة السر فإنما تطفىء غضب الرب
الإمام مسلم قي صحيحه
وى بعض الأحوال قد نستيقظ قبل الفجر وعندما نبدا في الصلاة نفاجاً بحروب قلوينا منا في أودية الدنيا كلما
فعلينا في هذه الحالة بالإلحاح والإلحاح على الله عز وجل والإستغفار مرات ومرات حتى يفتح لنا الباب ألم يقل
سبحانه: [قَلَوْلا إذْ جَاءَهُمْ بَأسنَا تَصَرعُوا] (الأنعام: 43) نعدم القيام أو حرمان حلاوة المناجاة وإقبال القلب على الله
خامسا: الإستغادة من الأوقات الفاضلة
يقول ابن رحب: جعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض» كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من
بعض» وجعل ليلة القدر خيراً من ألف شهر وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلا وله تعالى ونليفة من وظائف طاعاته
وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصييه نفحة من تلك النفحات يسعد بها سعادة يأمن بعدها
هذه النفحات بلا شك ستصيب من يتعرض لا أما الغافل عنها فأحسن الله عزاءه
© نعلى مستوق اليوم هناك ثلانة أوقات يسميها العلماء بأوقات السير إلى اله بالطاعات وهي آخر الليل وول النهار
بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) وقد وردت من النصوص الكثيرة في أذكار الصباح والمساء وق فضل من ذكر الله
حين يصبح وحين يمسى؛ ركان السلف لأخر النهار أشد تعظيما من أوله
يقول الإمام حسن البنا: أيها الأخ العزيز أمامك كل يوم لحفلة بالغداة ولحظة بالعشى ولحظة بالسحر تستطيع أن
وليالي القروبات التي وجهك إليها كتابك الكيم ورسولك العظيم صلى الله عليه وسلم» فأحرص أن تكون فيها من الذاكرين
© أما بالنسبة للأسبوع فليوم الجمعة شرف عظيم وفيه ساعة يجاب فيها الدعاء فلنحرص على التعرض لحاء يقول
النووي: ويستحب الإكثار من الدعاء قٍِ جميع يوم الجمعة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس رجاء مصبادفة ساعة الإجابة
فعلينا بالإجتهاد في هذا اليوم المبارك ولنضع له برنامج خاصاء ولنبكر فيه الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة اللجمعة على
© وإن كان شهر رمضان له أفضلية خاصة عن بقية الشهور فإن ليلة القدر لها شرف عظيم؛ يقول صلى الله عليه
وسلم ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا عفر له ما تقدم من ذنبه)) والتماس ليلة القدر إنما يكون في العشر الأواخر من
رمضان» لذلك يستحب الإجتهاد فيها فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مكزره وأحيا
ليله وأيقظ أهله
© ومن هذه المواسم أيضا: موسم العمرة فهي في رمضان تعدل حجه فلنحرص علي القيام بما وليعمل كل منا على
أن ينظم أموره بالطريقة التي تعينه على الإستفادة من هذه الأوقات الفاضلة» فإن فاته وقت منها لم يترك الإجتهاد في البقية
الأخرى
ه مادساً: الإعتكاف
الإعحكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله؛ وهو مستحب في كل وقت في رمضان وغيره وأفضله في العشر الأواخر من
رمضان ليتعرض العبد فيها لليله القدر والتي هي خير من ألف شهر ولقد ذهب الإمام أحمد أن المعحكف لا يستحب له
مخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن» بل الأفضل له الإنفراد بنفسه والتخلي بمناجاة ريه وذكره ودعائه وهذا
الإعتكاف هو الخلوة الشرعية التي لا يترك معها الجمع والجماعات؛ فعلينا أن نغتنم أي وقت - مهما قصر - في نحار
رمضان أو ليله ننوى فيه الإعتكاف وتختلي فيه بالله عز وجل
ولنحرص على الإعتكاف في العشر الأواخر فإن لم نستطع فليكن ذلك في لياليها وبخاصة الوتر منهاء ولنحظر من
الخلعلة والكلام وكل ما يقطع علينا خلوتنا الله عز وحل» يقول ابن رحب: ((فحقيقة الإعتكاف قطع العلائق عن الخلائق
وللأخت اللسلمة أن تحتكف في مسجد بيتها استناداً على رأى الأحناف في جواز ذلك ولتقتطع من يومها وقناً تلازم
فيه مسجدها وتقبل فيه على الله عز وجل
سابعا : الدعاء :
أوتات مخصوصة يفضل فيها الدعاء منها: بين الأذان والإقامة؛ ودبر الصلوات؛ وقي الثلث الأخير من الليل؛ ويوم الجمعة منذ
أن يصعد الإمام المنبر حتى تتهي الصلاة وكذلك في الساعة الأخيرة من هذا اليوم» وف ليله القدر وعند نزول الملر
وللصائم دعوة مستجابة» وكذلك المسافر وي كل ليلة من رمضان عتقاء من النار وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو
الدنيا والآخرة ولنحذر من الدعاء باللسان دون حضور القلب قال صلى الله عليه وسلم ((واعلموا أن الله لا يستجيب
ولتكثر من الدعاء لإخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان ولنخص المابطين في فلسطين بحظ وافر من الدعاء
| ثامنا: الصدقة
إن المتأمل لكتاب الله عز وجل يجد الكثير من الآيات التي تحث المسلم على الإنفاق في سبيل الله؛ ولقد كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان يقول تعالى: [َخُذْ من أَمْؤَالِم صَدَقَةٌ تُطَهَرْكُمْ
وَترَكِهِمْ بِهَا] (النوبة: 103) المستفيد الأول من الصدقة هو صاحبها لأنما تخلصه من الشح وتطهره من الذنوب
فبداية انطلاق النفس نحو السماء وتخلصها من جواذب الأرض هو تطهرها من الشح الجبولة عليه بدوام الإنفاق ِ
سبيل الله حتى يصير سجية من سجاياها تتزهد في المال ويخرج حبه من القلب
وللصدقة فضل عظيم في الدنيا والآخرة فهي تداوى المرضى وتدفع البلاء وتيسر الأمور وتحلب الرزق وتقي مصارع
السوء وتطفيء غضب الرب وتزيل أثر الذنوب» وهى ظل لصاحبها يوم ١ القيامة وتحجبه عن النار وتدفع عنه العذاب
يُرِيدُونَ وَجْةَ (الروم: 38) ولا عذر لأحد في تكهاء فالله عز وجل لم يحدد لنا قدر معيناً تتصدق به فالباب مفتوح
أمام الجميع كل حسب استطاعته
»| تامعاً: الفكر والذكر
ذكر الله عز وجل هو قوت القلوب ومادة حياتماء قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر
ربه مثل الحي والميت)) ويقول ابن تيميه: الذكر للقلب مثل لماء للسمك» فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ودور
الحنة تبنى بالذكر» فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملافكة عن البناء فإذا أخذ في الذكر أخذو في البناء
رآل عمران: 190191) يقول حسن البصري: إن أهل العقل لم يزالوا يعودون بالذكر علي الفكر وبالفكر على الذكر
حتى استنعلقوا القلوب فنطقت بالحكمة
فالبداية تكون بالتفكر في بحال من المحالات ثم يتبع ذلك بالذكر المناسب له فعلى سبيل المشال إذا تفكر الم في
ذنويه وتقصيره في جنب الله عليه أن يتبعه بالإستغفار
وإذا ما تفكر في بديع صنع الله وآياته في النفس والكون اتبع ذلك بالتسبيح والحمد» وعندما يتفكر العبد في حاجاته
قدر العمل التام» فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب» تشكون صورة العملين واحدة
وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض
عاشرا: محاسبة النفس
بعد مرور عدة أيام من رمضان تصبح النفس سهلة القيادة عند ذلك علينا أن نبداً في محاسبتها علي ما مضى من
أعمال وهناك بحالات كثيرة لمحاسبة النفس تنناول حياة المسلم من جميع جوانبهاء على الواحد منا أن يقف أمام كل بند من
بنودها ليعرف أين تقع أقدامه بالنسبة إليه وحبذا لو سجلنا الذنوب وأوجه التقصير ليكون ذلك دافعاً لحسن التوبة
وتصحيح الأنسان
مجالات المحاسبة :
أ- عبادة الجوارح: مثل الصلوات الخمس في أول وقتها في المسجد»؛ السنن الرواتب» أذكار الصلاة؛ صيام رمضان
وصيام التطوع» مداومة الإنفاق في سبيل الله؛ أذكار الصباح والمساء» تحرى السنة في الأقوال والأفعال
ب- معاصي الجوارح: مثل الغيية والنميمة؛ السخرية؛ الإستهزاء بالآخرين» الخدل ولمراء» إفشاء السرء الغمز
واللمن الكذب اللغو والثرزّرة عدم غض البصرء الخوض في الباطل» سرعة الغضب؛ إخلاف الوعد
ج- عبادات القلب: الخضشوع في الصلاة الخوف من الله واستشعار مراقبته؛ الرضا بقضاء الله وقدره؛ التوكل علي
الل الصير عند المصميبة؛ الشكر عند ورود النعم تتم
د- معاصي القلوب: الإعجاب بالعمل والتسميع به الضيق بالتقد» الحسدء الغرورء المباهات للن بالعطاياء إتباع
الحوى» احتقار الآخرين» وسوء الضن بمم
الجنائز» الإحسان إلي الآخرين» أداء الأمانات إلي أهلهاء دوام التبسم والبشر» إتقان العمل
وعلينا بعد كل جلسة من هذه الخلسات الإكثار من الاستغفار» ولو أُمكن الصلاة - ولتكن صلاة النوبة - قال
خلاصة القسم الأول
هناك عشر وسائل تساهم في تحقيق النمرة المرجوة من رمضان علينا أن نضع من خلالها برناجحاً لأنفسنا نسير عليه
شتخصص وقناً ثابتاً للإعتكاف في للسجد وليكن من الفجر حتى طلوع الشمس فإن لم نستطيع فمن بعد العصر إلي
ولتخصص صندوقاً في البيت نضع فيه الصدقة اليومية وليكن لنا وقت للتهجد قبل الفجر ولو بنصف ساعة بخلاف
وعلينا كذلك تخصيص أوراداً من الذكر اللطلق كسبحان الله ومحمده مائة مرة؛ واستغفار () مرة وصلاة على
الرسول () مرة » وحوقلة ()؛ ويقترح تقسيم هذه الأذكار على مدار اليوم والليلة
وعلينا أن نستفيد من أوقات استجابة الدعاء فتلح فيها على الله عز وجل وندعوه دعاء المضطر اللشرف على الغرق
القسم الثاني
مع الناس
إن السعي بالخير وسط الناس له مردود إيَانٍ كبير في قلب العبد المسلم» فهو يزيد الإمان ويثبته ويصل بصاحبه إلي أن
يكون محبويا عند الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: (زأحب الناس إلي الله أفعهم وأحب الأعمال إلي الله عز
المسلم في حاجة؛ أحب إلي من أن أعنكف في المسجد شهراً؛ ومن كف غضبه ستر الله عورته؛ ومن كنم غيطاً -
أعمال الخير علينا أن نحرص علي القيام بها في رمضان لتصبح بعد ذلك عادة وسجيه من سجاياناء فكما قالوا: تعودوا الخير
فإن الخير عادة
1- الإحسان إلى الروجة والأولاد:
إن الإحسان الحقيقي للزوجة والأولاد إنما يكون بأخذ أيديهم إلي طريق اله والتنافس معهم في السباق نحو الجنان
(التحيم: 6) فعلينا أن نستفيد من موسم رمضان في الإرتقاء الإيماني والسلوكي بجم؛ نتجلس معهم تبيل حلول الشهر المبارك
ونضع لكل منهم برنابحاً يسير عليه يراعي جانب العروة الونقى؛ وهما كما مر علينا سابقاً إخلاص العبادة لله والإحسان إلي
الخلق
وعلينا كذلك أن ننظم لحم أوقاتمم ليتمكنوا من القيام بما عليهم من واجبات ولتخصص مكانا في البيت ليكون بثابة
ولتكن لنا معهم جلسة يومية - وإن قصرت - وتحختار لها الوقت المناسب للجميع؛ وفيها نقراً معا ما تيسر من القرآن
مع الإستماع إلي خواطر التدير
ومع القرآن علينا أن نتدارس كتابا نافعا في الحديث أو السسيرة» ثم نتابع حصيلة اليوم من الأعمال الصالحة فنشجع
المحسن ونشحذ ههة المقصرء ولحتم اللقاء بالدعاء لأنفسنا وللمسلمين
2- الجود والكرم:
وهذا باب عظيم من أبواب الخير علينا أن نلجه في رمضان ((ولقد كان السي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون