لن يحزن قلبك؛ ما دام يحمل الخير للناس
سيندمل الجرح؛ ويزول الوجع؛ وستمضي قٍِ طريق الحياة بمذا القلب الحيّرء يفيض منه النور
فمن قطعك وصلته؛ تغني القريب الفقير؛ وتقري القريب الضعيف؛ أنت سند أهلك؛ ووتد
٠ "تصدق الحديث"
لا تكذب أَبثَّاء لا تغش أُبنَّا؛ لا تزور شهادة؛ ولا تدلس مقالة؛ لم يُعهد عليك كذبة واحدة
في حياتك؛ ولم تتلطخ لحظة واحدة في باثن الكذب
٠ تحمل الكل"
" "تقري ) َ | ١
مرو
تين على نواب الدهر"
فمصائب الأيام كثيرة؛ وجراح الواقع كبيرة؛ فيأتيك طالب العون شعينه على نائبته؛ ويأتيك
وتصل الرحم؛ وتحمل الكل؛ وتقري الضيف؛ وتعين على نوائب الحق؛ وأنا لك جار فأرجع
قريب ظالم؛ هم أحق بالتمكين؛ وأو بسعادة الدنيا والآخرة؛ وكان حقًّا على الله أن يسخر
لهم أمثال "ابن الدغنة" ينصرهم ويؤازرهم؛ حتى ينعم صناع الخير في ظلال الله
[العاشر من رمضان السنة العاشرة من البعثة ]
وزوج النبي " خديجة " في شه واحد تقريبًا ٠
مانا - وهما السندان القويان -- ورسول الله -- صلى الله عليه وسلم - في أمس الحاجة
أما أبو طالب فكان بمثابة "السند الخارحي " لرسول الله -- صلى الله عليه وسلم - يدفع
الإسلامية منصورة بالله ثم بمنهجهاء ويأنٍ الله أن يقال :إن الدعوة انتصرت بعشيرة محمد أو
سبق وفضل:
الصادق له؛ والرفيق الساعى له تخفف عنه؛ وتواسيه ؛ وتسعى في قضاء حوائجه؛ وكانت -
رضي الله عنها -- قد أكرمت رسول الله بالعمل الكرم يي بحارتماء وتزوجته - رضي الله عنه
طرده الناس
فإذا دخل بيته إليها -- بعد يوم شاق في الدعوة والتلبيغ -- سرعان ما ينسى الألم والحزن؛ إذا
تمسح بيدها الحانية على قلبه وكانت -- رضي الله عنها - امرأة حاذقة صَنَاعٌ في إدخال
الطهر والعقة:
أما طهارتماء فقد كان لقبها تي الجاهلية " الطاهرة "
الرياني؛ أن اختارها الله زوجةٌ لخاتم الأنبياء
ولله در العفة؛ بَلَقُت أهلها الدرحات العلى !
الحكمة :
انطلقت تمشي به إلى ورقة بن نوفل - وكان عالما بالأديان - ؛ لحل لزوجها اللغز الذي
أشكل عليه في أمر النبوة ولم تكن بالمرأة السلبية التي لا تبالي بشؤون زوجها
القطنة :
عَم سمط بآ لاون بساادطا الزىجأباد ليقي
ابن هشام : 238:/1]
فقد علمث - برجاحة عقلها - أن الملاشكة تستحي؛ وأن الشياطين تستحي؛ ففحيات هذه
لحاجاهم» ون فاته العقلم والفطنة أن ماله الجهل
الصبر على تطليق بناتها :
و يزعزعٌ إعانماء و تتزحزح ثقتّها بزوجها يوم تسببت الدعوة الإسلامية - بزعم البعض --
قي تطليق بناتما
أي هب فأجابمم؛ وطلقت رقية وأم كلثوم ل [ ابن هشام 6521 ١ بتصرف)]
عام
تقل خديجة كما تقول نساء بعض الدعاة : لقد جلبت لنا دعوتك خراب البيوت؛ وطلاق
لم تقل هذا بل صبرت؛ ورأت أن حكمة الله اقتضت؛ أن يبدلتهن بزوج أكرم وأخلق وأغنى
وأجل مماكُيٌ يطمحن إليه فحالهن مع الله كحال الطفل الذي سلبه أبوه الطعام الخبيث
ومنحه الطعام الطيب الغريض
الصبر على الحصار :
أن تبقى إلى جواره حتى تنقشع الظلمة؛ ورضيت أن تترك منزلها الفاخر وفراشها الوثير وتخرج
وطالت بهنا أيامم الحصار وهي واثقة راسخة رسوخ الشم الروسي»؛ سامقة سمو الجوزاء العوالي
ذكل ذلك على مدار سنوات الحصار الثلاث من شهر ا محرم للعام السابع للبعنة وحتى ا محرم
للعام العاشر للبعثة
سلام وجَنَّة ورضوان
ولما انقشعت ظلمة الحصار؛ وتبدد كابوس السجن؛ خرحت - رضي الله عنها - وقد أعياها
وبيوت الجخنة قصور -؛ تنعم ف قصرها بغاية الهدوء والنعيم؛ وقد نزل الأمين جبريل -
الجليلة فما أكرمها وأكرم منزلتها
الأرض " محمد "؛ ليقوم بدوره بتليغ التحية الكرعة والبشارة الكريعة؛ من كريم عن كيم عن
كرم إلى سيدة نساء العالمين 1" حديجة 0"
وتوفيت -- رضي اله عنها- في رمضان من العام العاشر من البعثة؛ ودفنت بمدافن مكة عند
جبل الحجون؛ عن خمس وستين سنة [انظر : الذهبي : سير أعلام النبلاء 112/2]
فماتت ولم تر في الدنيا لقاء ما قدمته؛ فلم تفرح بغنيمة؛ ولم تر دولة المسلمين؛ بيد أن الأجر
العظيم الذي لا ينقطع فضله قد أخره الله لهاء فليس بمقدور ملوك الأرض جيعًا أن يوفوا لها
وفاء بلا حدود
وكان يكرم صويحبات خديجة؛ فإذا ذبح أو طبخ أهدى إليهن؛ إكرامًا لها وهي في قبرها !
ويكثر من الحديث عن فضلها أكثر وأكثر ؛ ويستمر الحال حتى تأتيه عادية أو صارفة تقطع
الحديث عن فضل خديجة !
ويوم بدر [ في رمضان 2 ه ]» جاءت كل عشيرة تفعدي أسرها من ثيوب المسلمين؛ وكان
أب الَْاصٍٍ بن الييع - زوج زينب - بين الأسارى؛ وكان الإسلام قد فرق بينه وبين بنت
رسول الله -- صلى الله عليه وسلم -؛ وأرادت زينب - الوفية بنت الوفية -- أن تنقذ زوجها
من الأسر» علها رد له يدا من أياديه البيضاء؛ أو يشرح الله صدره للإسلام ل
وبينا النامئٌ يتوافدون على النبي - صلى الله عليه وسلم --كل يدفع الفداء لقاء قبض أسيره؛
إذ بعنت زنب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبي العاص بمالٍ وبعخت
وجيء بالمال والقلادة إلى رسول الله -- صلى الله عليه وسلم - » لإطلاق أبي العاص؛ فلما
ففعلوا [ ابن هشام 652/1 ( يتصرف ) ]
يقر بعد رحيل الحبيبة الكيقة؛ تلك المرأة التي حار رسول الله -- صلى الله عليه وسلم - في
ورق لطاء رقة شديدة؛ فأوشك أن يرسل غبرة حارة من عينيه الكركتين؛ بيد أن العبرة لم تسيل
عليه وشرع يستنزل فيهم الكرم؛ ويستسمح أصحابه - وهو الكريم الأكرم - أن يطلقوا
وي يوم فتح مكة[ رمضان 8ه]ء لما أراد أن يبيت؛ لم يذهب إلى بيت من بيوت أصحابه؛
وهو لو شاء لصادر أرقى بيت في مكة؛ ولكنه ضرب خيمته إلى جوار قبر خديجة؛ وكأنما لما
الله -- صلى الله عليه وسلم - إليها على قدم وساق؛ قد اختلطت في قبله غبرة الفراق وفرحة
الفتح؛ ولسان حال المقام يقول : صدقت يا خديجة : " لا يخزيك الله أب "
يا أم القاسم ! رضي الله عنك !
أصبحت تعلمةٌ العفة لبنات المسلمين؛ وتعلمة الوفاء لزوجات المسلمين؛ وتعلّمة الصبر
لداعيات المسلمين ؛ بل أنت سيدة الحكمة لحكماء المسلمين
فعيشوا -- إخواني وأخواتي - في ظلال سيرة أمنا بين العفة والوفاء والصبر والحكمة