أهل التميز قيٍ رمضان
ولقد ربط الله تعالى في هذه الآية بين الصوم والعلم لأن " العالم بالله
من عباده العلماء ) [ قاطر : 1*8 ] فذكر العلم والمراد الخشضية ؛
وصاحب الخشية يراعي الاحتياط والاحتياط في فعل الصوم ؛ فكأنه
قيل : إن كنتم تعلمون الله حتى تخشونه كان الصوم خيراً لكم
يقول القاسم بن محمد: ' كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان
قال: فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ
الظلمة ذكر القيامة فتأثر
غاب منها السراج؛ ظلمة من الظلمات فتذكر ظلمة القبرء وتذكر
أهوال يوم القيامة؛ وهكذا القلب المتعلق بالله؛ إذا رأى ظلمة تذكر
ظلمة القبرء وإذا رأى ناراً تذكر نار جهنم وسعيرهاء وإذا رأى
خضرة ونعيماً تذكر نعيم الجنة فهو متعلق بالله دائما
أهل التميز قيٍ رمضان
يقول الشاعر :
نوم الحمام علو الغصون شجاني * * * ورأى العذول صبابتي فبكانيٍ
إن العمام ينوم من خوك النوى *** وأناأنوم مخافة الرحمن
يارب عبدكمن عذابكمُشفق *** بكمُستجيرّمن لظى النيران
ارحم تضرعه إليكوحزنة * * * وامنن عليه اليوم بالغفران
ذكر الإمام أحمد في كتابه الزهد ؛ أن ابن مسعود مر على هؤلاء
وذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة أن مطر الوراق وصاحبه هرم
بن حيان كانا يصطحبان أحياناً بالنهار؛ فيأتيان سوق الرياحين
فيسألان الله الجنة ويدعوان ثم يأتيان الحدادين فيعوذان من النارء
ثم يتفرقان إلى منازلهما
يقول أحد تلامذة أمير المؤمنين في الحديث سفيان بن سعيد الثوري
: كنت أتعجب من حياة الإمام ! وكذت من عجبي به أتبعه في خذواته
من جيبه رقعة فينظر إليها ثم يعيدهاء يفعل ذلك في اليوم مرات؛
الإمام: يا سفيان ! اذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل
يتميزون بشكرهم وحمدهم :
فمن غايات الصوم تعلم الشكر والحمد ؛ قال تعالى : ' شهرْ رمضان
أهل التميز قيٍ رمضان
ولقد ربط الله تعالى في هذه الآية الكريمة بين الصوم وبين الشكر ؛
فالصبر يستلزم الشكر ولا يتم إلا به و بالعكس متى ذهب أحدهما
ذهب الآخر ؛ _فمن كان في نعمة ففرضه الشكر والصبر
فالمسلم دائم الشكر لربه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ؛ ولا
تحصر ولا تستقصى ٠ وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه
سم : "أنه قام حتى تورّمت قدماه فقيل له: تفعل هذا وقد غفر الله
لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبداً شكور"
وقال لمعاذ: 'والله يا معاذ إني لأحبك فلا تنس أن تقول في دبر كل
وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم في "المستدرك"
وصححه؛ وصححه الألباني في "صحيم الجامع " رقم (7919)
في "الحلية " والحاكم في "المستدرك" عن ابن عباس, وصححه
الألباني في "صحبم الجامع" رقم (0“00) , و "السلسلة الصحبحة "
رقم (171)
أهل التميز قيٍ رمضان
فالمؤمن الصائم يتميز بأنه دائم الشكر لربه تعالى إذا صام وإذا أفطر
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : ذكر بعض أصحاب أهل العلم
أن في بعض الكتب التي أنزل الله جل و عز قال : سروا عبدي
الله قال : روعوا عبدي المؤمن قال : فلا يطلع عليه طليعة من طلائع
يحمدني على كل حال شعب الإبمان 117/2
يقول الشاعر :
حافظ على الشكر كي تستجزل القسما * * * من ضيع الشكر لم بستكمل النعما
الشكر لله كنرٌ لا نقاد له * * * من يلزم الشكر لم بكسب به ندما
يتميزون برشدهم وحكمتهم :
الصائمون المتميزون هم أهل الرشد والهداية قال تعالى مختتما آيات
الصوم : ' وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دغوة الدّاع إذا
البقرة
أهل التميز قيٍ رمضان
فالصائم المتميز لا يغضب ولا يسخط ولا يجهل ؛ بل يدرك أن جميع
جوارحه لا بد أن تصوم ؛ عن أبي هُريْرة ؛ أن رَسول الله صلى الله
صائمأخرجه مالك "الموطاً 1٠*١1" و "أحمد "120/1 (1 717
قد كاد أن تَدُوتا من الغطش ؛ فَأَغرض عنه ؛ أو سكت , ثم عاد ؛
لحُوم الناس أخرجه أحمد 1/0 12+07(27)
أهل التميز قيٍ رمضان
يتميزون بقراءة القرآن ؛
وسلّمَ قال : نزت صُحْف إتراهيم في أَولِ ليل من رمضان ؛ وأَنْزلَتَ
الدّوْرَاة 0 مضين من رمضان ؛ والإنجيل لثلاث عشرة خلت من
أحمد (+11717) , ورواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيم الجامع
رات كَاليوم فرحا اقرب من حزن فقت لها حين بكست : اخصّك
أهل التميز قيٍ رمضان
و"مسلم "121/7 و12
فرقان من طَيْرِ صواف ؛ إن اْقرآن يِلقَى صاحبة يوم القيامة ٠ حين
هذا كان ؛ أو ترتيلاأخرجه أحمد 28/0 زمر «م)
أهل التميز قيٍ رمضان
قال ابن رجب : " كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في
جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة فإذا جاء العشر ختم في كل
ليلة مرة ' ( الحليبة 1/م7و لطائف المعارف ص 191)
وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة ؛ وفي بقية
الشهر في ثلاث' ( لطائف المعارف ص191)
والشافعي رحمه الله قال عنه ربيع بن سليمان : "كان محمد بن
أدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ؛ ما منها شيء
إلا في صلاة ' قال ابن عبد الحكم : كان مالك إذا دخل رمضان نفر
من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم؛ وأقبل على تلاوة القرآن من
المصحف ؛ وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان
ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن
قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث
ومجالسة أهل العلم؛ وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف قال عبد
الرزاق: كان سفيان الذوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة
وأقبل على قراءة القرآن وكانت عائشة - رضي الله عنها - تقرأ
في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت
وكما يتميزون بحبهم للقرآن وحرصهم على تلاوة آناء الليل
وأطراف النهار ؛ فإنهم كذلك يتميزون بالتخلق بأخلاق أهل القرآن
فيدورون معه حيث دار ؛ عن المسيب بن راقع ؛ عن عبد الله بن
أهل التميز قيٍ رمضان
الإيمان للببهقي 19/1 مصنف ابن أبي شيبة 12/12
ويقول التابعي الجليل الفضيل بن عياض رحمه الله: 'حامل القرآن
حامل راية الإسلام ؛ لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ؛ ولا يسهو مع
من يسهو ؛ ولا يلغو مع من يلغو'
وقال أيضاً: 'ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من
قال الشاعر :
اإنرانقا وجل يسم [لو سبل #*# اسن ماعن تسوسا لظ تسران
يتميزون بمداومة الذكر والدماء؛
فلقد أدركوا أن رمضان شهر الذكر والدعاء ؛ عن أَبي الدَرْداء ؛ أن
الّبِيٌ صلى الله عليه وسلم قال:ألا نكم حير أعْمالكم وأَرْضاهًا عند