رمضان وتسلمه مني متقبلا] )١(
واعلم أنه يجب صيام شهر رمضان بأحد أمرين: إما برؤية هلاله» أو إكمال عدة
شعبان ثلاثين يوماء و ينبغي للإنسان أن يتلقى هذا الشهر الشريف بالقبول والفرح
والاهتمام بأداء حقوق الصوم فيعمر نهاره بالصيام وليله بالقياءهو بلوغ رمضان وصيامه
نعمة عظيمة على مَنْ أقدره الله عليه و يدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان
الله عليه وسلم «أليس صل بعدههما كذا وكذا صلاة وأدرك رمضان قصامه؟
فوالذدي نسي بيده إن بينهما لأ بعد مما بين السماء والأرض» أخرجه أحمد وغيره
وكان النبي صلى لله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضانء فعن أبي هريرة رضي
رمضان؛ شهر مبارك» كتب الله عليكم صيامه» فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه
أبواب الجحيمء وغل فيه الشياطين فيه ليلة خبر من ألف شهر؛ من حرم خيرها
فقد حرم» رواه الإمام أحمد والنسائي (") وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وأصحابه أجعين
196 لطائف المعارف ص )١(
وهوحديث جيد لشواهده 17/١ قال الألبانى في تعليقه على مشكاة المصابيح )»(
والثانية قوله تعال «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة»(") فمن صل ولم يزك لم يقبل
لم يقبل منه هذا ما رأينا الكلام حوله نصيحة لكم وبراءة للذمة ومعذرة بين يدي الله
عن إثم السكوت ونرجوا الله أن يصلح قلوب الجميع و يرزقنا الاستقامة و يثبتنا على دينه
إنه على كل شىء قدير وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم('١)
)١( سورة النساء آية 4ه
)١١( سورة البقرة آية ؟1 و١٠11
)١©( سورة لقمان آية 16
)٠( هذا الباب من املاء الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان
سد الات
الباب الخامس عشر
في أهمية الزكاة في الإسلام(١)
الحمد لله الذي فرض الزكاة وأوجبها على الأغنياء حكمة بالغة وتطهيراً للأموال
ورفقاً وتيسيراً للفقراء والضعفاء والمسا كين فسبحانه من إله عليم حكيم وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صل عل نبينا محمد وعلى
فرق اليك الز ة تطهيراً لأموالكم ومساعدة لفقرائكم قال تبارك وتعالى «وأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة» البقرة آية (47)
خيراً هم بل هوشر شم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة وللهُ ميراث السموات
والأرض والله بما تعملون خبير» آل عمران آية 18١
وعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال (من آتاه الله
مالا فلم يؤد زكاته كل له يوم القياهة شجاعاً أقرع له زبيبتان بُطَوّقَه بوم القيامة ثم
يحسين الذين يبخلون» الآية رواه البخاري ومسلم
(بني الإسلام على حمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وحج بيت الله وصوم رمضان) رواه البخاري ومسلم
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم
8+ من مجالس شهر رمضان للشيخ عبد الله السند ص )١(
وسلم قال (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آناه) رواه مسلم
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم
شىء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به ومالا
البخاري ومسلم وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال سألت رسول الله صل الله
عه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهد كم على حكيم أني أعرض
الناس بعد النبي صل الله عليه وسلم حتى توفى رضى الله عنه] رواه البخاري
وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم
لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن (إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب فإذا جثتهم
فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا
لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على
فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموشم واتتق دعوة المظلوم فإنه
ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري ومسلم
فيا عباد الله: اعلموا أن الزكاة ركن من أركان الإسلام فرضها الله تعالى على الأمة
الاسلامية في السنة الثانية من الهجرة وقرنها الله عز وجل مع الصلاة في كثير من آيات
القرآن الكريم لما لها من الأهمية في الدين والدنيا فلا تكاد تقرأ في القرآن إقامة الصلاة
إلا وقرأت معها إيتاء الزكاة لأن الصلاة تهذب الروح والزكاة تهذب المال وإذا تعود
الإنسان اخراج الزكاة من ماله مرة أو مرتين وعلم يقيناً أنها تنفعه في المستقبل وتنفع
التغابن آية (17)
فالزكاة إذاً طهرة للمال وتزكية للنفس» ومن فوائد الزكاة تولد المحبة بين الغني
والفقير والزكاة عنوان للإيمان ومظهر شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه والله سبحانه
وتعالىل جعل بذل المال والانفاق في سبيل الخبر علامة من علامات الإيمان ووصف
البخل من آيات النفاق إن البخل ومنبعه القسوة على عباد الله والحرص على المال
استرسالا في الشهوات وميلاً مع الأهواء لا يجتمع مع الإيمان الصحيح في قلب واحد
بم أمر الله فيما طلب منه على ما يحب و يرضى
فيا عباد الله: اعلموا أن السعة في الرزق ووفرة المال من أجل النعم ومن الشكر على
نعمة الغنى بالمال اخراج ما وجب فيه من زكاة وحقوق؛ وما ندب إليه من صدقة إحسان
إلى الضعفاء والمساكين وصلة رحم من له رحم توصل به فالإنفاق في سبيل الخير وما ينفع
المسلمين في دينهم ودنياهم ومرافق حياتهم من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله كل ذلك
من حقوق المال وأداؤومن شكر النعمة والنماء والبركة بعد ذلك حاصلان في المال ولا
ريب لا تضر مالا صدقة بل تزيده وخير الناس من يكون قدوة حسنة في الخبر وسبباً في
البر والإحسان
يا من أنعم الله عليهم بالمال أنفقوا من أموالكم على إخوانكم المحتاجين أنفقوا منها
في سبيل البر والإحسان فطريق الخير واسع والإنفاق فيها سهل على من يسره الله له
فيا عباد الله إذا فكرنا في مسألة المال وتداول الأ يدي عليه رأينا أن الرزق بيد الله
النعمة وهذا بائس محروم والله سبحانه وتعالى لا يغني شخصا لأنه يستحق الغنى, ولا
يفقر شخصاً لأنه جدير بالفقر فقد يغني عبداً وهو كاره له غاضب عليه لكفره وفسقه وقد
يغني عبداً كان من عباده الصالحين ثم جاءه الغنى فأشقاه وقد يفقر عبداً وهوراض عنه
بما قسم له
فيا عباد الله: اعلموا أن الزكاة لا حق فيها لغني ولا لقوي مكتسب وإنما هي للضعيف
العاجز عن اكتساب حاجته؛ ومصارف الزكاة ووجوه انفاقها محدودة بحد معروف ولا
تصرف إلا لمن ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم بقوله «إنغا الصدقات للفقراء
والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله
وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم» التوبة آية (30)
(ثلاث والذي نفي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا بنقص مال من صدقة
فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزاً يوم القيامة ولا بفتح عبد
باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر) رواه أمد
فق بحوث هامة حول الزكاة
أما بعد فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هوالنصح والتذكير بفريضة الزكاة التي
تساهل بها الكثير من المسلمين فلم يخرجوها على الوجه المشروع مع عظم شأنها وكونها
أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم بناؤه إلا عليها لقول النبي صل الله عليه
وسلم (بني الإسلام على خمخس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام
الصلاة وإبتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) متفق على صحته
وفرض الزكاة على المسلمين من أظهر محاسن الإسلام ورعايته لشئون معتنقيه لكثرة
فوائدها ومسيس حاجة الفقراء المسلمين إليها فمن فوائدها تثبيت أواصر المودة بين الغني
والفقير لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليهاء ومنها تطهير النفس وتزكيتها
والبعد بها عن خلق الشح والبخل كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى:
«خذ من أمواشهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»(') ومنها تعويد المسلم صفة الجود
والكرم والعطف على ذوى الحاجة؛ ومنها استجلاب البركة والزيادة والخلف؛ كما قال
تعالل «وما أنفقتم من شىء فهويخلفه وهوخير الرازقين»(") وقول النبي صل الله
عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول الله عز وجل (يا ابن آدم أنفق نتفق عليك)(") إلى
غير ذلك من الفوائد الكثيرة
وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها قال الله تعالى
«والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم
٠١٠ سورة التوبة آية )١(
30٠ متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فميا اتفق عليه الشيخان جص )©(
يعذب به صاحبه يوم القيامة كما دل على ذلك الحديث الصحيح عن النبي صل الله
سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار)(*) ثم ذكر النبى صل الله عليه وسلم صاحب الإبل
والبقر والغتم الذي لا يؤدي زكاتها وأخبر أنه يعذب بها يوم القيامة وصح عن رسول الله
صل الله عليه وسلم أنه قال (من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة
شجاعا أقرع له زبيبتان بطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه - ثم
والزكاة تجب في أربعة أصناف الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والسائمة
من بهيمة الأنعام» والذهب والفضة وعروض التجارة ولكل من هذه الأصناف الأربعة
نصاب محدود لا تجب الزكاة فيما دونه فنصاب الحبوب والشمار خمسة أوسق والوسق
ستون صاعا بصاع النبي صل الله عليه وسلم فيكون مقدار النصاب من التمر والزبيب
والحنطة والأ رز والشعير ونحوها ثلاثماثة صاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو
أربع حفنات بيدي الرجل المعتدل الخلقة إذا كانت يداه مملوئتين وأما نصاب السائمة
من الإ بل والبقر والغنم ففيه تفصيل مبين في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وفي استطاعة الراغب في معرفته سؤال أهل العلم عن ذلك ولول قصد
الإيجاز لذ كرناه لتمام الفائدة
(4) سورة التوبة آية ٠*
(ه) رواه البخاري ومسلم «الترغيب والترهيب» جب ص 6 - لا*
وأما نصاب الفضة فمائة وأربعون مثقالا ومقداره بالدرهم العربي السعودي ستة
وو ريالا ونصاب الذهب عشرون مثقالا ومقداره من الجنيهات السعودية أحد عشر
جنيهنا وثلاثة أسباع الجنيه والواجب فيها ربع العشر على من ملك نصاباً منهما أومن
أحدهما وحال عليه الحول والر بح تابع للأصل فلا يحتاج الى حول جديد كما أن نتاج
السائمة تابع لأصله فلا يحتاج إلى حول جديد إذا كان أصله نصابا وفي حكم الذهب
والفضة الأ وراق الدقدية التي يتعامل بها الناس اليوم سواء سميت درهماً أو ديناراً أو
دولارا أوغير ذلك من الأسماء إذا بلغت قيمتها نصاب الفضة أو الذهب وحال عليها
الحول وجبت فيها الزكاة» و يلتحق بالنقود حلى النساء من الذهب والفضة خاصة إذا
بلغت النصاب المتقدم وحال عليها الحول فإن فيها زكاة وإن كانت معدة للاستعمال أو
العارية في أصح قول العلماء لعموم قول النبى صل الله عليه وسلم (ما من صاحب
نا() ألخ الحديث المتقدم وماشبت عنه صل الله عليه وسلم أن رأى بيد امرأة
سوارين من ذهب فقال أتعطين زكاة هذا قالت لا قال: (أيسرك أن بسورك الله بهما
والنسائي بسند حسن وثبت عن أم سلمة رضى الله عنها أنها كانت تلبس أوضاحاً من
ذهب فقالت: يا رسول الله أكنز هوفقال صل الله عليه وسلم (ما بلغ أن يزكى فزكى
فليس بكنز)(") مع أحاديث أخرى في هذا المعنى أما العروض وهي السلع المعدة للبيع
فإنها تقوم في آخر العام ويخرج ربع عشر قيمتها سواء كانت قيمتها مثل ثمنها أو أكثر أو
أقل لحديث سمرة قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم [يأمرنا أن نخرج الصدقة من
1١ رواه الحاكم ومسلم المصدر السابق ج- 7ص )١(
أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه وأخرجهأبوداود في باب (الكنزما هو؟) )(
«الإمام بأحاديث الإحكام» ص ؛"؟