درا 1 أدرك رمضان
الدرس الثلاثون:
الدعاء
الحمد لله مجيب مَنْ دعاه؛ له الحمد في الأولى والآخرة وإليه المآل؛
فإن شهر الصوم شهر ذلة وخضوع ومسكنة ودموع» يتقرب فيه المسلم
إلى الله عز وجل بأنواع العبادات» وأجل القربات؛ من صلاة وصيام ودعاء
وصدقة وغيرها
وهو حبل موصول» وعروة وثقى مع الله عز وجل وللدعاء فضائل ومزايا
أولاً: أن الله عز وجل أمر بالدعاء قال رَيُكُم عرق أَسَتَحِبٌ
دادعا
الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل» فعليكم عباد الله بالدعاء 1ه
صحيح»؛ وابن ماجه (7879) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7د2 0
(7) رواه الترمذي (+7178 تحفة) والحاكم (1/ 447 ) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (34045)
ها د درساً لمن أدرك رمضان
خامساً: لا يرد القضاء إلا الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام
وفي الدعاء من الذل والانكسار لله عز وجل معنى عظيم من أنواع
العبودية وتخليص القلب وتفريغه من التعلق بغيره؛ والدعاء من أكرم الأشياء
عند الله كما روى ذلك الترمذي «ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء؛!"؛
وفي الدعاء ادخار الأجر والمثوبة عند الله إذا لم جب الداعي في الدنياء وهذا
أنفع وأحسن
فلا يقل : اللهم اغفر لي إن شئت؛ ارحمني إن شئت؛ ارزقني إن شئت وليعزم
مسألته؛ إنه يفعل ما يشاء لا مكره له("
ثانياً: حضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء؛ كما قال عليه الصلاة
والسلام : «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة؛ واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء
من قلب غافل لاو»(*
ثالثاً: الدعاء في كل الأحوال: لقوله كِلةٍ: «من سره أن يستجيب الله له
عند الشدائد والكرب» فليكثر الدعاء في الرخاء»*'
() رواه الترمذي )5847( تحفة) وابن ماجه (2874) والبخاري في الأدب المفرد (717)
وحسنه الألباني
(©© رواه البخاري (7477) ومسلم (1779)
(ه) رواه الترمذي (710 تحفة) والحاكم (544/1) وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع
٠ درساً ار أدرك رمضان
يسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنىء ويثني عليه ويصلي ويسلم على
رسوله كل وأن يتوخَّى أوقات الإجابة؛ ولا يتكلف السجع في الدعاء؛
وأن يكون مستقبلاً القبلة رافعاً يديه متوضئاً قبله؛ مع إظهار الافتقار
والضعف والشكوى إلى الله عز وجل
من الأوقات والأحوال التي يستجاب فيها للداعي : ليلة القدر» وفي
جوف الليل» ودبر الصلوات المكتوبة» والدعاء بين الأذان والإقامة» والدعاء
حال السجود وفي آخر ساعة من يوم الجمعة» والصائم؛ والمسافرء والوالد؛
ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب» وغيرها من أوقات الإجابة فاحرص على
استغلال هذه الأوقات والأحوال في هذا الشهر المبارك» وأكثر من الدعاء
لنفسك بالهداية والتوفيق» وقبول التوبة والتجاوز عن الخطيئة؛ والعفو عن
التقصير والزلل» واسأل الله عز وجل أن يجييك على الإسلام ويميتك عليه؛
وأن ينجيك من النارء واسأله الخاتمة الحسنة والدرجة العالية في الجنة؛ ولا
تغفل عن ذريتك فقد سبقك الأنبياء والمرسلون إلى ذلك ودعوا كثيراً لذرياتهم
وزوجاتهم» واجعل لشباب المسلمين نصيباً من دعائك؛ وخصنّ علماء ودعاة
الأمة وولاة أمرها ورجالها المخلصين بالدعاء والتوفيق والسداد
واحذر أخي المسلم من موانع الإجابة ومنها :
أولاً: الاستعجال في الدعاء فإن الرسول كل يقول: «يستجاب للعبد
ما لم يََدْغٌ بإثم أو قطيعة؛ رحم ما لم يستعجلء قيل: يا رسول الله ما
* د درا لس أدرك رمضان
* قال كة: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه»'"
إلا عند الفجر
# عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله كَيةٍ أجود الناس
بالخير» وكان أجودّ ما يكونٌ في رمضان حين يلقاه جبريل » كان أجود
بالخير من الريح المرسلة !"
وللصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليهاء واحرص على أدائها
بحسب حالك ولها صور كثيرة منها:
أ إطعام الطعام:
السلفٌ الصالح يجرصون على إطعام الطعام سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو
إطعام أخ صالح» فلا يُشترط في المطعّم الفقرء ففي الحديث عن عبد الله بن
عمرو - رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله كِلةٍ: أي الإسلام خير؟
)759( أخرجه البخاري ( فتح - 1401)؛ ومسلم )١(
8 د درسالمسر أدرك رمضان
الاستعجال؟ قال : يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي؛ فيستحسر
ثانياً: أكل الحرام من ربا ورشوة وسرقة وأكل مال اليتيم» وأكل حقوق
الغيرء والتعدي على أموال الناس» وأخذ حقوق العمال» وكذلك خيانة
الأمانة؛ والتأخر عن الدوام أو إضاعة وقته؛ ولو حسبت كم دقيقة تضيع من
جرّاء تأخرك أو خروجك بدون عذر شرعي لعرفت كم يدخل بطنك من
الحرام وبدون وجه حق» يقول كَليَةٍ في الرجل الذي يمد يديه إلى السماء
ثالثاً: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحديث الرسول كَث:
«والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكرء أو ليوشكن الله أن
يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لعن فلا يستجيب لكم»!"
ووافقتموه» وعرفتم الموت فلم تستعدوا له؛ ودفنتم الأموات فلم تعتبرواء
وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس؟»
لا يغيب عن بال الداعي أنه يحصل بسبب الدعاء: سكينة في النفس
الألباني قٍِ صحيح الجامع(70170)
1 درساً ان أدرك رمضان
وانشراح في الصدرء وصبر يسهل معه احتمال الواردات عليه؛ وهذا نوع
عظيم من أنواع الإجابة فأكثر من الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل ولا تكن
ممن عناهم الرسول كَل بقوله: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء؛ وأبخل
سيع إلى قول الله عز وجل وهو يناديك(وَقَالَ رَيْكُمْ اعرف
لقنن الستات,
مفتوح فقد أمرك أن تسأله ووعدك بالإجابة
واسأل الله بقلب حاضر ونفس منقطعة إليه؛ وأمل ورجاء في الإجابة؛
فإن الله كريم جواد؛ بر رحيم٠
واستر عوراتنا» اللهم أصلح أحوال المسلمين» وول عليهم خيارهم» ربنا
واغفر لنا ولوالديناء ولجميع المسلمين» وصل الله على نبينا محمد وعلى اله
وأصحابه أجمعين
6 رواه الطبراني قف الأوسط (07) وابن حبان (7/ ١ والبخاري ف الأدب المفرد ( ٠١
وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد موقوفاً وصح مرفوعاء وانظر: صحيح الجامع
را 1 أدرك رمضان
الدرس الحادي والثلاثون:
وصايا عامة
على نفسك؛ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين» نبينا محمد
فإن خير مايُقدم للأخ المسلم وصايا الإسلام وتعاليمه»؛ فإن في
التمسك بها النجاة والسعادة في الدارين» ومن تلك الوصايا:
أولا اعلم - وفقك الله تعالى أنه لابد من توفر شرطين لأي عبادة
أو طاعة تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالي وبسقوطهما أو بسقوط أحدهما
الشرط الأول: الإخلاص لله في هذا العمل وذلك بأن تكون مخلصاً في
الشرط الثافي: المتابعة للرسول كِليةٍ وذلك بأن يكون العمل قد سنّه
الرسول كثة
الأصل في العبادات الاتباع وليس الابتداع كما قال كِيةٍ: «من
أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد»”'" وفي رواية: «من عمل عملاً
1 درساً لمن أدرك رمضان
فدين الإسلام كامل شامل» كما قال الله تعالى: ألم كلت لكم
فكيف بحال من أحدثوا في الدين ل منه؛ كالاحتفال بالمولد
المناسبات التي لم يثبت عن نبينا محمد كل ولا عن أحد من الصحابة؛
ولا من تابعيهم تعظيم لها؟ فهل الذين بيحيون هذه الليالي والأيام يبون
الرسول كيةٍ أكثر من حب الصحابة والتابعين؟!
ثانياً حافظ على السنن الرواتب وهي: قبل الفجر ركعتان» وقبل
الظهر أربع وبعدها ركعتان» وبعد المغرب ركعتان» وبعد العشاء ركعتان
لقوله ك8: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً
غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة (أو إلا بي له بيت في الجنة)"''»
واحرص على أن يكون أداؤها في البيت لقوله ثيةٍ: (صلوا أيها
الناس في بيوتكم» فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)”"'
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمّن واظب على ترك السنن
ثالثاً عليك بالمحافظة على صلاة الوتر فإنها من السنن التي كان
بالليل ورا :
ً درسا ار أدرك رمضان
وسنة الضحى لقوله كَيةٍ: «يصبح على كل سشلامى من أحدكم
وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة؛ ونهي عن المنكر صدقة
فبالمداومة على هذه السنة تكون على صلة بربك طوال يومك
وابعاً: ليوم الجمعة وليلته مزايا وآداب تميّرَه عن سائر الليالي والأيام
أ الاغتسال في يوم الجمعة» وقد أوجبه بعض أهل العلم واستدلوا
بقوله عليه الصلاة والسلام: «اغسل يوم الجمعة واجب على كل
ج - الإكثار من الصلاة والسلام على رسول كي في هذا اليوم لقوله
كلة: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن
د- أن في يوم الجمعة ساعة إجابة كما ورد عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله كيةٍ ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد
(؟) رواه مسلم (843)» ومحتلم: أي بالغ
(©) رواه أبو داود )٠١47( النسائي (1177) وصححه الألباني في صحيح الجامع )171١١(
)0 رواه البخاري: (5 17 ومسلم (697)