له الجنة ومن لقى الله قد أشرك وجبت له الناره ومن عمل
بالسيئة جزى بهاء من أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها جزى
مثلهاء ومن عمل حسنة جزى عشرًاء ومن أنفق ماله فى سبيل
الله ضفعت له نفقته: الدرهم بسبعمائة والدينار بسبمعائة؛
والصيام لله عز وجل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز وجل»
* ففى الحديث الذى رواه مسلم أن النبى للخل قال: «كل
عمل ابن آدم يضاعف؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة
فطره» وفرحة عند لقاء ربه؛ ولخُلُوف فم الصائم عند الله
أطيب من ريح المسك»
* قال ابن عبد البر: كفى بقوله: «الصوم لى» فضلاً
للصيام على سائر العبادات وقد اختلف العلماء فى المراد بقوله
تعالى : «الصيام لى وأنا أجزى به» مع أن الأعمال كلها له وهو
الذى يجزى بها على أقوال:
* قال أبو عبيد فى غريبه: قد علمنا أن أعمال البر كلها لله
وهو الذى يجزى بهاء فترى - والله أعلم - أنه إنما خص
كيف نفوز بشهر رمضان؟ سه
القلب وذلك لآن الأعمال لا تكون إلا بالحركات إلا الصوم
فإنما هو بالنية التى تخفى على الناسء وهذا وجه الحديث
* قال القرطبى: الما كانت الأعمال يدخلها الرياء» والصوم
يترك شهوته لاجلى
* وقال ابن الجوزى: جميع العبادات تظهر بفعلهاء وقل أن
يسلم ما يظهر من شوب»؛ بخلاف الصوم
وارتضى هذا الجواب المازرى وقرره القرطبى بأن أعمال بنى
فى الصوم الظاهر
وإن كان قد يدخله الرياء بالقول كمن يصوم ثم يخبر بأنه
الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها
وقد حاول بعض الائمة إلحاق شىء من العبادات البدنية
الرياء ؛ لأنه بحركة اللسان خاصة دون غيره من أعضاء الم
فيمكن للذاكر أن يقولها بحضرة الناس ولا يشعرون بذلك»""
* قال الحافظ ابن حجر: «المراد بقوله: «وأنا أجزى به» أنى
أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته؛ وأما غيره من
العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس
* قال القرطبى : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها
إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير
* قال المناوى : «وأنا أجزى به إشارة إلى عظم الجزاء عليه
وكثرة الثواب لأن الكريم إذا أخبر بأنه يعطى العطاء بلا واسطة
اقتضى سرعة العطاء وشرفه»"
2 وقال ابن رجب الحثيلى: ايكون استثاء الصوم من
الأعمال المضاعفة فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها
العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير حصر عدد
)٠9١ ١١7 /4( فتح الباري ) ١(
)78١ /( فيض القدير للمناورى )١(
كيف نفوز بشهر رمضان؟ الل
فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى: فَإِنَمَا وى
جا أنه سمى رمضان شهر الصبر
أنواعالصبر
محارم الله وصبر على أقدار الله المؤلمة
ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس
والبدن وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه
أيها الأخ الحبيب أيتها الأخت الفاضلة
إننا نحتاج أن نصوم صيامًا حقيقيًا لكى نصل إلى درجة
)9١90718( لطائف المعارف )٠(
المتقين فليس الصوم هو الصوم عن الجماع والطعام إنما صوم
الجوارح عن الآثام وصمثت اللسان عن فضول الكلام؛ وغض
العين عن النظر إلى الحرام» وكف عن الكفً عن أخذ الحطام»
رمضان كمن عمره كله للجشاء والطعام قمن الناس قوم قبل
رمضان يأخذون بحظ أنفسهم من الشهوات والأكل ويقولون:
وربما لم يقتصر كثير منهم اغتنام الشهوات المباحة بل يتعدى
إلى المحرمات وهذا هو الخسران المبين» وأنشد لبعضم:
إذا العشرون من شعبان ولت
فواصل شرب ليلك بالتهار
ولاتشرب بأقداح صغار
فإن الوقت ضاق على الصغار
كيف نفوز بشهر رمضان؟
إذا العشرون من شعبان ولت
فواصل ذكر ليلك بالنهار""
على الفساد مثابر
من لم يربح فى رمضان ففى أى وقت يربح؛ "ومن لم
يقرب فيه من مولاه فهو على بعذه لا ييبرح
فسيغتمون عرائسًا بعرائس
وتقر أعينهم بما أخفى لهم
وسيسمعون من الجليل سلاما"
١( ) رى الظمآن فى فضل الصوم وفضل رمضان/ د سيد حسين (ص : ١١8 )؛
(1) «عقود اللؤلؤ وا مرجان فى وظائف شهر رمضان؛ للشيخ إبراهيم بن عبيد آل
عبد المحسن
رح كيف نفوز بشهررمضَان؟
الكمالكله فى طاعة الله
* قال أحد السلف: «كل شىء ناقص فى عرف الناس فى
خلوف أفواه الصائمين أطيب من ريح المسك
عرى المحرمين لزيارة بيته أجمل من لباس الحلل
نوح المذنيين على أنفسهم من خشيته أفضل من التسبيح
اتكشار اللتغيتين المظمته مو اللبين:
بذل النفوس للقتل فى سبيله هو الحياة
جوع الصائمين لاجله هو الشبع
عطشهم فى طلب مرضاته هو الرى
نصب المجتهدين فى خدمته هو الراحة
اشكر الله على نعمة الهداية
كيف تفوز بشهررمضان؟ »0
* يقول صاحب الظلال (رحمه الله):
«هذه غاية الفريضة: أن يشعر الذين آمنوا بقيمة الهدى الذى
يسره الله لهم وهم يجدون هذا فى أنفسهم فى فترة الصيام
أكثر من كل فترة؛ وهم مكفوفو القلب عن التفكير فى
كما قال لهم فى مطلع الحديث عن الصيام العلكم تتقون»
وهكذا تبدو منة الله فى هذا التكليف الذى يبدو شاقًا على
الأبدان والنفوس» وتتجلى الغاية التربوية منه» والإعداد من
ورائه للدور العظيم الذى أخرجت هذه الأمة لتؤديه أداء تحرسه
التقوى ورقابة الله وحساسية الضمير»""
أين نحن من قوم كان دهرهم كله رمضان ليلهم قيام
باع قوم من السلف جارية فلما قرب شهر رمضان رأتهم
يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرهاء فسألتهم فقالوا: نتهياً
مم كيف نفوز بشهر رمضان؟
كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ردونى عليهم
باع الحسن بن صالح جارية له فلما انتصف الليل قامت
* قيل لبشر: إن قومًَا يتعبدون ويجتهدون فى رمضان
إن الصالح الذى يتعبد ويجتهد السنة كلها
* وقيل لأحد الصالحين: أيهما أفضل رجب أو شعبان؟
الدنيا كلها شهر رمضان؛ المتقون يصومون فيه عن الشهوات
والمحرمات فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم
وقد صمت عن لذات دهرى كلها
من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد ثماته؛ ومن
تعجل ما حرم قبل وفاته عوقب بحرمانه فى الآخرة وفواتة؛