لفتت صيحاته انتباه الحارس الذي اندفع الى الحجرة فراى ؟زاد
واقفة عند الباب » فسألها : ‎«١‏ ماالخطب مع رحمن اليمن ؟! » فوضعت"الفتاة
الحارس براسه علامة الفهم ) ولم بعر صيحات سيده اي اهتمام ومضى لسبيله
‏فرات فيروز واقفا بجائب السرير » وهو ينتظر الفرصة ليضرب ثانية ؛ بيثما كان
راس السرير » وامسكت بشعر الاسود بكلتا بديها وائزلت راسه اما فيروز
فاستل خنجره و فصل راس الاسود عن جسده الضخم وهكذا انتهت حياة
النبي الكذاب + عبنهئتة بن كعب ؛ المعروف بالاسود » وبذي الخمار » والمخمور
في صئعاء للانتقام بعثف من اتباع الاسود ؛ وقتل الكثيرون منهم لكن' هرب
الكثيرون انضا وهؤلاء خلقوا المتاعب للحكام المسلمين في مرحلة قادمة والكثير
عاد مسلماً مرة ثانية » ومن هؤلاء ارتد البعض مرة ثانية وعين فيروز حاكما
على صنعاء
وصل الرسول الذي حمل الانباء السارة الى المديئة بعد وفاة النبي بمدة
قصيرة وقد جلب تقربر القضاء على الاسود العنسى بعض العزاء للمسلمين
المفجوعين بو فاة اللبى ‎٠‏
ان المدشة الآن تمر في ازمة عاطفية ») وروحية +) وسياسمسة فموت
محمد ترك المسلمين في فراغ اذ كان محمد في العشر سنئوات الماضية بالنشسبة
لهم * القائد ) والحاكم » والقاضي » والمعلم » والمرشد » والضديق لقد شارك
٠ ١١2 ‏البلاذرى - صفحة‎ )١(

ويقرر ؛ ويوجه ‏ ويواسي وكانوا يشعرون في وجوده بأنهم في مأمن من
المششاكل والمثافت + والآن ذهب النبي » #فكسعر المسلمون بالوحدة والحوقلات
العربية لقد ثارت جميع قبائل الجزيرة العربية باستثناء القبائل في مكة ؛
والمدينة » وثقيف بالطائف ) ضد سلطة المدينة السياسية والدينية وحنثوا
بيمين الولاء وظهر انبياء كاذبون في البلاد وادعوا النبوة وعندما راى هؤلاء
المداعون الكذابون مقدار الحب والاحترام اللذين حلظي بهما محمد ) دون ان
وكبار السن الذين لم يداعوا النبوة ولكنهم تحالفوا مع المننئين الكذابين في
خططهم الفادرة لاطفاء شعلة الاسلام والعودة الى الاستقلال القبلي زمن
الجاهلية وانحشرت نار الارتداد بسرعة في ربوع الجزيرة العرببة » واصبحت
تهدد مكة والمدينة ‏ المركزين الروحيين والسياسيين للدولة الاسلامية الفتبة
كان السبب الرئيسي للارتداد عن الدين هو ضعف الايمان الحقيقي
فمعظم القبائل اعتثقت الدين الاسلامي في السئتين التاسعة والعاشرة للهجرة
لاسباب سياسية ووجدوا ذلك مناسبا لهم , ونظروا الى محمد كزعيم سياسي
قوي أكثر من كونه نبي ذا رسالة سماوبة جديدة , كان مسلمو مكة هم االمسلمون
البعيدة فلم تمر بهذه التجربة الروحية ففى عدة حالات » عندما يصبح زعيم
القبيلة مساما ؛ فان القبيلة تحذدو حذوه بسبب الولاء القبلي اكثر من الاقتناع
الديني فبوفاة محمد شعرت القبائل بانها حرة في نب ولالها الذي كان ؛ في

نظرها ؛ مرتبطا بشخص وليس بالمدينة او بالاسلام مات محمد © فيم
بستطيعون الآن ان يلفوا بنير النظام الذي فرضه الدين” الجديد : في تحديد
عدد الزوجات الذي يستطيع الرجل ان يتروجه ؛ ولي جمع الضرائب لفائدة
المجتمع ؛ وفي فرض الصلاة والصوم فالزعماء الاقوياء الذين قادوا ثورة
الردة فضلوا ان يكونوا احرارا في استفلال الضعفاء لمصلحتهم الخاصة + غير
مقيدين بالقيود التي فرضها الاسلام عليهم ‎٠‏
خليفة في الاسلام لم يعرف ابو بكر انه يتمتع باية صفة قيادية بارزة من قبل ©
من كل جانب وبدات تهدد وجود الاسلام والمطلوب في هذا الوقت الحرج هو
قالد قوي ) وشديد » وقدير ماذا كانت صورة ابي بكر ! كان رجلا صغير
الجسم ؛ نحيلا ؛) شاحب اللون » غائر العيثين + رفيق الحاجبين وكا
عندما تجمع الناس لمبابعة ابي بكر ؛ وقف ابو بكر والقى اول خطاب له 6
فحمد الله واثنى عليه ثم قال : « اما بعد ابها الناس فإني قد وليت عليكم ©
امانة » والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي » حتى"ارجع عليه حقه +
الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم الا عمهم الله بالبلاء اطيعوني ما اطعت

كانت اهم زياراني الى ميادين المعارك في سورية هي زيارة البرموك
فهذه المنطقة كانت محظورة بسبب قربها من خط وقف اطلاق الثار 6 وغير
مسموح للاجانب بزيارتها » ولكن شكرا للمساعدة التي قدمها سفيرنا السيد
آ شيخ ) فقد منحت اذنا من الحكومة السورية لريارة اي مكان في المنطقة
ارغب في مشاهدنه وليس ذلك فقط ) فقد زودني الجيش السوري ايضا
بواسطة نقل تسير في جميع انواع الاراضي > ورافقني ضابط يعرف المنطقة
جيدا » وقد برهن انه دليل لايمكن الاستغناء عنه وبهذه الطريقة اتيبحت لي
الفرصة لقضاء عدة ساعات ومعي خريطة وبوصلة + وانا اتفحص ميدان المعركة
الشهير بامعان وقد سارت بنا السيارة على امتداد جبهة المعركة مما مكنني
من دراسة طبيعة الارض من عدة مواق هامة » والقيت نظرة فاحصة على
لانه بقع على خط و قف اطلاق النار ؛ لكنني استطعت من قرية تسمى «الشجرة»؛
وهي تبعد تلاثة اميال عن الوادي ) ان اشاهد بوضوح المنطقة اللي جرت فيها
المرحلة الدامية الاخيرة من هذه المعركة
قلمتها الشهيرة ؛ وتفحصت طبيعة الارض حول بعرى ) ثم عدث الى دمشق
لقد مكثت حوالي اسبوعين في سورية وهي بلد تزخر بالجمال والتاربخ
وهنا كانت رحلاتي ميسرة وممتعة بفضل مساعدة وتعاون سفيرنا وسكرترنا
الاول ) السيد « فازال رحيم » وفي الثالث عشر من ابلول ») سافرت برا
بلده مثلما يشعر في الاردن » فالمحبة وحسن الضيافة اللتان يقابل بهما
الباكستانيون لايمكن ان تنسى ‎٠‏ لقد ا قمت في الاردن ضيفا على الجيش الاردني ؛
اقدم شكري الى رئيس الاركان العامة اللواء عامر الخماش كما انلني مدين
المسؤولية الكاملة في تنظيم برنامج زيارتي للاردن الذي حقق نهابة ناجحة

بقيت في مدن سورية وفلسطين ) وبامكان الامبراطور الروماني ان يجلب
لكن اول صدام كبير مع الروم كان قد انتهى ؛ وباستطاعة المسلمين الآن ان
يستمروا في الفتوحات وهم على يقين بأنهم سيحققون الانتصارات في المعارك
الب ة المغائلة التي عجري فيها بقل
بعد المعركة بثلاثة ايام » وطبقالرواية الواقدي » كتب خالد الى ابي بكر
واخبره عن المعركة ؛ وقدر إصابات الروم بخمسين الف قنيل » اما خسائر
العام لجيش الروم ؛ ونائبه ) وعدد كبير من القادة الكبار وأخبر خالد* الخليفة
أيضا انه سيسبر نح دمشق قرببا واستقبات انباء الانتصار في المدينة
بالبهجة وصيحات « الله اكبر » » وتطوع الكثيرون للاشتراك في الحرب اللمقدسة
خالد وطلب منه ان يفرض الحصار على دمشق حتى يتم فتحها ؛ وطلب منه
بعد ذلك ان يهاجم حمص وانطاكية وعلى اية حال » كان على خالد ان لا يتقدم
ابعد من الحدود الشمالية لبلاد الشام
كان هر قل في حمص عندما وصاته أنباء هزيمة الروم النكراء في أجنادين
وشعر هرقل بمدى الكارثة فسافر الى انطاكية ؛ ونظرا لتوقعه بأن يقوم
المسلمون بالتقدم الى دمشق + فق أمر بقايا جيشش الروم في القدس ( وليس
حامية المديئة ) باعتراض المسلمين في الياقوصة " وتاخير تقدمهم ( انظر
الخريطة رقم 16 ) وبنفس الوقت أمر قوات اخرى بالتحرك نحو دمشق
لتمزيز هذه المديئة والاستعداد الحصار
بعد معركة اجنادين بأسبوع + سار خالد بجيش المسلمين نحو دمشق )
وسلك الطريق الواقع الى الجنوب من القدس لتحاشي المرور في هذه المديئة
() وتعرف ايضا بالواتقوصة ‎٠‏

وفي فحل ؛ التي تضم حامية رومانية قوبة » ترك خالد سرية خيالة بإمرة ابي
الاعور السلمي لتثبيت الحامية في الحصن ) وسار بباقي الجيش الى ان وصل
الروم على الضفة الشمالية , كان الروم بوضع لا يسمح لهم بإبداء مقاومة
جدية » حيث مازالوا تحت تاثير صدمة سزيمتهم في اجنادين ) وكانت مهمتهم
الرئيسية هي العمل كحرس مؤخرة فقط لكسب وقت اطول من اجل تحصين
دمشق ومع ذلك فلم تنشب الممركة في الياقوصة حتى منتصف آب عام
6م ( منتصف جمادى الآخرة ) عام ‎١١‏ هجري ) + وهُزم الروم مرة
وتقهقر الروم وتراجعوا بسرعة ) وزحف خالد نحو دمشق ‎٠‏
()) يبدو ان بعض المؤرخين الاوائل ؛ ومن بيئهم الطبري + قد التيمسن عليهم الامر بالنسبة
ان معركة اليرهموك قد حدلت في عام ‎٠١‏ هجري + وهذا غير صحيح ‎٠‏

كانت دمشق تسمى فيحاء الشام وهي حاشرة متالقة تحتوي كل ما
يجعلها كبيرة وشهيرة » ففيها الثروة ) والثقافة + والمعابد ؛ والجنود ‎٠‏ وهي
ارنفاعه احد عشر مترا "أ » ولكن كان يوجد خارج"الاسوار بعض الاحياء غير
المحمية وكان طول المدينة المحصئة ميلا وعرضها نصف ميل وكان لها ستة
أبواب هي : الباب الشرقي + باب توما + باب الجابية ؛ باب الفراديس + باب
كيسان » الباب الصفير ويجري نهر بردى على امتداد السور الشمالي )
وهو نهر صفير جدا ليس له اهمية عسكرية
اثناء حملة الشام ؛ كان القائد العام لجيش الروم في دمشق يدعى
« توماس » ) وهو زوج ابنة الامبراطور هر قل وكان توماس مسيحيا ورعا ؛
كان قائد حامية دمشق يدعى « أدادير » ) وهو جندي متمرس في القتال
قضى معظم سني حيانه في القتال في الشرق واكنسب شهرة في المماراك التي
بخر اية مبارزة ونظرا لانه خدم في بلاد الشام مدة طويلة ) فقد كان يتكلم

الجديد باستثناء ابلاغه عما قاله وفد مُريش كان ابو طالب شاعرا وعندما
تصادفه مشكلة من هذا القبيل » فانه يؤلف قصيدة طويلة يضتمئها جبيع
كانت اعمال النبي محور الاحاديث في منزل الوليد فكان الوليد يجلس
لمجابهة حركة محمد وقد سمع خالد واخوته أباهم وهو يصف ما تمبين
وفد قريش الاول وبين ابي طالب وبعد بضعة اسابيع + استمعوا الى ابيهم
كسابقه وقد تابع النبي رسالته بعد ذلك اتخذ الوليد خطوة جريئة
فقرر ان يقدم ابنه « عمارة » الى ابي طالب كبديل لشخص محمد + وكان
عمارة شابا وسيما طويل القامة وكان مثالا للشاب الفاضل في نظر الرجال
والنساء فجاء وفد قريش الى ابي طالب ومعهم عمارة وقالوا له : لا يا ابا طالب
هذا هو عمارة بن الوليد انه من خيرة شباب قريش ومن أنبلهم واوسمهم
وبالمقابل اعطنا ابن اخيك الذي انقلب ضد دينك ودين آبائك وقد سبب انشقاتا
في قبيلتنا وسوف نقتله اليس هذا عدلا - رجل مقابل رجل ؟ » +
صدم ابو طالب بالعرض وقال : « لا اظن ان هذا عدلا على الاطلاق +
وقسماآ بالله ان هذا سوف لن يتم”" » وقد فشات مهمة الوفد ولا يعرف
ماذا كان رد فعل عمارة بالنسبة لهذا الفشل هل هو خيبة الامل او الفرح +
بعد ان أيقنت قريش انه لايوجد امل في لشيه عن عزمه أو | قناعه ) ثررت
ان تجعل حياة محمد واتباعه جحيما لا بطاف بحيث يخضع في النهابة الى
رغبات آل قريش فاطلقوا متشردي مكة ضده وصار هؤلاء بصرخون
+ ‏صفحة 1717 ؛ وابن سعد صفحة حا‎ + ١ ‏ابن هشام جزء‎ )١(

كانت حامية « ادادير 1 تتالف من حوالي أتثي عشثر ألف جئدي + أكن
منسفة بشكل جيد ؛ الا انه لم نتخذ اي ترتيبات لتخزين الطعام والعلف ؛
وهذه الترتيبات تستفرق الاسابيع والاصهر بالنسبة للحامية والسكان الكثيريئ
وفي الحقيقة من الصعب وضع اللوم على الروم لهذا الاهمال ؛ لانه منذ الهزيمة
النهانية العاأرس على يد هرقل في عام 138 عم » لم يهداد بلاد الشام اي
حطر من اي نوع ؛ ولم يشعر الروم بالخطر الحقيقي الذي بات يهددهم الا
بعد معركة اجنادين
واعداد دمتق للحصار وبعد ان أمر بقايا جيشش اجنادين بتاخير المسلمين
في الباقوصة » ارسل قوة قوامها خمسة آلاف جندي من انطاكية لتعزيز حامية
دمشق و واضعت هذه القوذ نحت قيادة « كولوس » 4 الذي وعد الامبراطور
بجلب راس خالد على رمح ''' وصل كولوس الى دمشق خلال نشوب معركة
الياقوصة وبذلك ارتفع عدد حامية دمشق الى سبعة عشر الفا ؛ ولكن
كولوس وادادير كانا لايحبان بعضهما البعض ويتمنى كل" منهما الفشل للآخر ,
عمل توماس بدون كلل لاعداد المديدة للحصار فجنممت المؤن من القرى
المجاورة لتعزيز صمود الحامية والسكان في حالة قطع خطوط الامداد من قبل
المحاصرين وعلى ابة حال ) فلم شم جمع المؤن الكافية لحصار طويسل +
وارسل الكشافون لراقبة تحرك المسلمين والإبلاغ عن اي تحرك لهم © و"امرت
القوة الرئيسية لجيشن الروم بترك حراسات قوية واحتيباط في دمشق ؛
والاستعداد لخوض معركة خارج أسوار المديئة + وكانت الفكرة هي هزيمة
كانوا ينتفارون وصول خالد بقلق كبير ‎٠‏
فيما بعد في الناريخ العسكري ب « الاركان العامة » فقد جمع من جميع