م هنا عن المكذِّبين والكافرين الذين سبق ذكرهم : قوم عاد ؛
٠ ومدين ٠ وقوم لوط , وقارون , وفرعون , وهامان , فكان
الاي أن يذكر الحق سبحانه تعليقاً يشمل كن هؤلاء لأتهم
ذكرهم من المكذّبين فالتنوين فى فكلا ٠ 60 6 [العنكبوت] _ عوض
وقوله سبحانه ( أخذنا يذنبه ٠ 60 © [العنكبوت] والاخذ يناسب قوة
مُقْنَدرِ , #67 [اتقير] فالعزيز : الذى يغلب ولا يُغلب , والمقتدر أى :
القادر على الأخذ ٠ بحيث لا يمتنع منه أحد ؛ فهو عزيز
تذييل الآية :
ثمِ فصل الحق مصيحاتة وتعالى وسائل أخذه لهؤلاء المكذبين :
متهم من أَرَسلْنا عَلَيّْه خَاصبًا ٠ 60 6 [المنكبوت] الحاصب : هو
الحصى الصغار ترمى لا لتجرح ؛ ولكن يُحْمى عليها لتكوى وتلسع
النار ربما إن أحرقته يموت وينقطع ألمه , لكن رميهم بالحجارة
المحمية تلسعهم وتّديم آلامهم كما تسمعهم يقولون : ساحرقه لكن
وهو الصوت الشديد الذى تتزلزل منه الأرض ء وهم شود امهم من
60 [العنكبوت] وهم قوم نوح ٠ وفرعون ٠
هذه وسائل اربعة لإهلاك المكذِّبين : النار فى الحصباء ٠ والهواء
فى الصيحة والتراب فى الخسف + ثم الماء فى الإغراق + ورحم الله
الفخر 9 حين قال فى هذه الآية أنها جمعت العناصر التى بها
وجود الإنسان والعناصر الأساسية أربعة : الماء والثار والتراب
والهواء وكانوا يقولون عنها فى الماضى العناصر الاربعة لكن
العلم فرق بعد ذلك بين العنصر والمادة
فالمادة تتحلّل إلى عناصر أمّا العنصر فلا يتحلل لأقل منه ٠ فهو
أن تُسآله إلى سمي ى << إل وكذلد النساء ملأدء اتتكون من عه
عناصر وذرات إلى أن جاء ( مندليف ) ووضع جدولاً للعناصر ؛
واحد يعنى : يتكون من ذرة واحدة ؛ وهذا رقم اثئنين يعنى يتكون من
ذرتين إلغ إلى أن وصل إلى رقم 47 لكن وجد فى وسط هذه
الأرقام أرقاما ناقصة اكتشفها العلماء فيما بعد
فمثلاً ٠ جاءت مدام كورى ٠ واكتشفت عنصر الراديوم , قوجدوا
)١( هو محمد بن عمر ؛ ابو عبد الله , فخر الدين الرازى الإمام المقسر ٠ اوحد زمائنه فى
المعقول والمنقول وعلوم الآوائل وهو قرشى النسب أصله من طبرستان ٠ ومولده فى
الرئّ ( 514 ه ) وإليها نسيته ويقال له ١ ابن خطيب الرئّ > تُوفى فى هراة عام
(10 ه) عن 17 عام من كتبه : مقاتيح الغيب 606 محصل أفكار المتقدمين
والمتاخرين ( الأعلام للزركلى 17/7 )1
فعلاً أن رقمه من الأرقام الناقصة فى جدول ( متدليف ) ٠ فوضعوه
فى موضعه ؛ وهذا يدل على أن الكون مخلوق بعناصر مرتبة وصلت
مع التقدم العلمى الآن إلى ٠١١ عناصر
لما خلل العلماء غناصر الثلربة المخصبية التى تاكل متها
المزروعات وجدوها ١١ عنصراً تبدا بالاكسجين كأعلى نسبة ,
فَلمَا حَللوَا عناضر جسم الإنسان وجدوا نفس هذه العناصر الستة
عشرة
وكان الحق سبحانه وتعالى - أقام حتى الكفار ليثيبتوا الدليل
على صدقه تعالى فى خْلق الإنسان من طين + لنعلم أن الحق سبحانه
حينما يريد أن يُظهر سر من أسرار كونه يأتى به ولو على أيدى
الكفار
وأول من قال بالعناصر الأربعة التى يتكون منها الكون فيلسوف
اليونان أارسطو الذى توفى سنة 784 قبل الميلاد وعلى أساس هذه
العناصر الاربع كانوا يحسبون النجم , فمثلاً عن الزواج يحسبون نجم
الزوج والزوجة حسب هذه العناصر فوجدوا نجم الزوج هواءً ,
ونجم الزوجة نار فقالوا ( هيجعلوها حريقة ) ٠ وفى مرة أخرى
وجدوا الزوجة مائية والزوج ترابياً فقالوا ( هيعملوها معجنة )
ومعلوم أن الحق سبحانه لطلاقة قدرته تعالى يجعل عناصر البقاء
هى نفسها عناصر الفتاء , وهو سبحانه القادر على أن يُنجى ويُهلك
بالشىء الواحد , كما أهلك فرعون بالماء وأنجى موسى - عليه
السلام بالماء
الإنسان حيث خلقه الله من ماء وتراب فكان طينا , ثم جف بالحرارة
حتى صار صلصالاً كالفخار ثم هو بعد ذلك يتنفس الهواء ؛ فبنفس
هذه العناصر التى كان منها الخَلّق يكون بها الهلاك
والحق - سبحانه وتعالى - يريد من خلْقه أن يُقبلوا على الكون
والأسرار ؛ لذلك تجد أن كل الاكتشافات جاءت نتيجة دفَّة الملاحظة
لظواهر الكون - َ
فيتبغى إذن ان نتامل فيما نرى وما توصل الإنسان إلى عصر البخار
وإلى قانون الطَّفُو عند أرشميدس ٠ وما توصل إلى الكهرباء والجاذبية
والبنسلين إلا بالتأمل الدقيق لظواهر الأشياء لذلك فالملاحظة هى
قاس ذا مالمقموري اللتادلم توريب ثانياً , ثم إعادة التجريب
لتخرج النتيجة العلمية
والهواء سبب أساسى فى حياة الإنسان , وبه يحدث التوازن فى
الكون + لكن إن أراد الحق سبحاته جعله زوبيعة أو إعضصاراً مدمر)
وسيق أن قلنا : إنك تصبر على الطعام شهرا ٠ وعلى الماء عشرة
أيام , لكن لا تصبر على الهواء إلا بمقدار شهيق وزفير ٠ فالهواء إذن
أهم سبب من أسباب بقاء الحياة ؛ لذلك نسمعهم يقولون فى شدة
الكيد : ( والله لاكتم أنفاسه ) لأنها السبيل المباشر إلى الموت ؛
فالهواء عامل أساسى فى وسائل الإهلاك المذكورة
وبالهواء تحفظ الأشياء توازنها فالجبال العالية والعمارات الشاهقة
فى أ موضع كما هو وبنفس ألفاظه دون أن تُغيّرِ فيه شين
فمتلاً ٠ حين ترى التلميذ المهمل يناكر قبيل الامتحان ٠ وحين
ترى مَنَ يُقدم على أمر دون أن يُعدٌ له عدت لك أنّ تقول : قبل الرماء
وتقول لمن تسلّط عليك وادعى أنه أقوى منك : إن كنت ريح فقد
والحق سبحانه يضرب لنا المثل للتوضيح ولتقريب المعانى
للأفهام ؛ لذلك يقول سبحانه : إن الله لا يستحى أن يضرب مَثْلاً ما
يحنبون أنّ يستدركوا على كلام الله يقولون : مادام الله تعالى
وهذا يدل على عدم فهمهم للمعنى المراد لله عز وجل ؛ فالمعنى :
)١( قول ابن كثير فى تفسيره (14/1) : ١ قوله تعالى : ما فوقها 60 [البقرة) فيه قولان :
أحدهما : فما دونها فى الصثر والحقارة وهذا قول الكسائى وأبى عبيد قاله الرازى وأكثر
المحققين
قتادة بن دعامة واختيار ابن جرير ٠ ٠
ومن الأمثلة التى ضربها الله ل لنا قضية التوحيد قوله
فالذى يتخذ مع الله إلها آخر كالذى يخدم سيدين وليتهما متفقان ٠
متعب بينهما فهل يستوى هذا العبد وعبد آخر يخدم سيدا واحدا ؟
كذلك فى عبادة الله وحده لا شريك له فبالمثال اتضحت القضية ٠
ورسحْتٌ فى الاذهان ؛ لذلك يقول سبحانه : أنا لا استحى أن أضرب
تربية العقيدة الإيمانية يؤٌكد على واحدية الله وعلى أحديته ,
أكَّد الله هذه الحقيقة فى قرآنه بالحجج وبالبراهين ٠ وضرب لها
وقوله تعالى : لمن أنفسكم (62 6 (نروم] يعنى : ليس بعيداً
عنكم واقرب شيء للإنسان نفسه ؛ إذن : فاوضح مثل لما غاب
عنك أن يكون من نفسك ٠ ومن ذلك قوله تعالى : نقد جاءكم رَسول
يقول سبحانه : أريد أن أضرب لكم مثلاً على أن الإله الواحد
رزقى لكم موال وعبيد , فهل جئتم للرزق الذى رزقكم الله وللعبيد
نحن + ثم جعلتم لهم مطلق الحرية والتصرف ؛ ليكونوا أحرار) أمثالكم
إنكم لم تقبلوا ذلك مع مواليكم وهم بشر أمثالكم ملكتموهم بشرع
من البشر , فهم متلكم فى الآدمية , وملكيتكم لهم ليست مُطلقة
فانتم تملكون رقايهم وتملكون حركة حياتهم , لكن لا تملكون مثلاً
وإزاذتهم + ثم فو ملك اقند يفوتك , كان تبيعة أى تعتقة او حتى
بالموت ومع ذلك ما اتخدتموهم شركاء ؛ فَعَيّب أن تجعلوا لله
وتلحظ هنا أن الله تعالى لم يناقشهم فى مسألة الشركاء بأسلوب
الخبر منه سبحانه , إنما اختار أسلوب الاستفهام وهو أبلغ فى تقرير
وأنت لا تعدل عن الخبر إلى الاستفهام عنه إلا وأنت تعلم وتثق
بأن الإجابة ستكون فى صالحك , فمثلاً حين ينكر شخص جميلك
فتقول مُخبر) : فعلتٌ معك كذا وكذا ؛ والخبر يحتمل الصدق ويحتمل
الكذب , وقد ينكر فيقول : لا لم تفعل معى شيثا
أمَّا حين تقول مستفهما : ألم افعل معك كذا وكذا ؟ فإنك تُجِته
يعترف لك بجميلك ولا اقل من أن يسكت + والسكوت يعنى أن الواقع
لذلك يستفهم الحق سبحائه وهو أعلم بثلقه هل لكُم من ما
وقوله تعالى : فى مَا رَزَقنَاكُم ه6 6 [الروم] سبق أن تحدثنا
ملكية خَلقه واحترم سعيهم بده مسري
والعالم رزقه العلم يُعيه للجاهل ؛ والحليم رزقه حلم يُعديهِ للغضوب
وهكذا وإلا فالمال أهون ألوان الرزق ؛ لأن الفقير الذى لا يملك مالا
ولم يتصدق أحد عليه قصارى ما يحدث له أن يجوع ويُباح له فى
ري 3 الزحيرحرحيرحرص ررح حررص حي رصرحى صر
ولين , فإن كان جائعا لا يسال الناس مالا إنما لقمة عيش وقطعة
جبن أو ما تيسّر من الطعام لييسٌُدٌ جَوعته ٠ وسائل الطعام لا يكذبه
ما استطاع أن ياكل , أما سائل المال فقد نظن فيه الطمع وقصد
الادخار إذن : أفضح سؤال سؤال القوت
لذلك فى قصة الخضر وموسى عليهما السلام : ل حت إذَا أبيَا
حتى لقمة العيش المحستيا أن نَوْصَتَغْوَاً بألأم الناس + وقد أباح الشرع
فيه : طالب قوت ما لعي :
والحق سبحانه تكفّل لك برزقك إنما جعل للرزق أسباباً وكل ما عليك
أن تأخذ بهذه الأسباب ثم لا تشغل بالك هما فى موضوعه وإياك أن تظن
أن السْعَى هو مصدر الرزق ؛ فالسعى سبب والرزق من الله ٠ وما عليك إلا
أن تتخرى الأسباب ٠ فإنَ ابطا رزقك فارح نفسك ؛ لاتك لا تعرف عثواته :
والذى يُتعب الناس أن يظل الواحد منهم مهموما لامر الرزق مُفْكَر فيه ,
ولو علم أن الذى خلقه واستدعاه للوجود قد تكقّل برزقه لاستراح ؛ فإن
أخطات أسباب الرزق فى ناحية اطمثن فسوف يأتيك من ناحية أخرى