لنتصور شركة عالمية لديها فروع عديدة في عالمنا الحالي: ولنضع في
اعتبارنا أن هذه الشركة تعمل ضمن تشكيلات تجارية ينتسب إليها
مئات الآلابى يختلفون فيما بينهم من ناحية المؤهلات والإمكانات
ولكن الجميع يعملون لتحقيق هد ين محدد ومن الطبيعي أن يكون لهذه
الشركة مصانع ومراكز | نتاج وإدارة وشعب وفروع منتشرة ني أنحاء
العالم كافة
لنفترض على سبيل الخال أن فرع الشركة في | نكلترا قد أبلغ المركز
الرئيس في أمريكا عن طلبات الزبائن في إ نكلترا واستجابة لهذه
الطلبات قام المركزفي أمريكا ١مجلس الإدارة؛ بإصدار التعليمات
اللازمة بهذا الخصوص إلى قسم الأبحاث والتطوير في إيطاليا وبدوره
قام هذا القسم بتصميم النماذج الأولية وتوزيعها ني السّوق الإنكليزية
لغرض معرفة رد الفعل لدى المستهلك هناك وبعد أن حظيت هذه
التمافج بقبول المستهلك صدرت التعليمات إلى مصنع هذه الشركة
والموجود في الصين بالشروع في إنتاج هذه النماذج إضافة إلى الشروع
في حملة دعاية عالمية للتعريف بالمنتجات الجديدة
بلا شلك إن المثال المذكور لا يتحقق إلا بوجود شبكة راقية من
وسائل الاتصال لتحقيق أعلى درجات النجاح فضلاً عن وجود
تنسيق وتكامل بين المديرين والمهندسين والعمال وموظفي الإعلان
وموظفي التسويقإلخ ولا يتم النجاح إلا بوجود تكامل وتنسيق
والتكامل وبالمقابل فإن الشركة لا تستطيع أن تستمر في عملها
التكامل والا نسجام الكاملين
قوة أو جزء من عشرة ملايين جزء من الغرام: وأئتت الأبحاث
هرمون الألدوسترون *د وهذا الأمر يطرح أمامنا حقيقة مهمة جداً
وهي حاجتنا إلى تخزين إفرازات الغدة الكظرية لعشرة ملايين إنسان ِ
للحصول على غرام واحد فقط من هرمون الألدوسترون ولقد خلق
جسم الإنسان على أكمل صورة وأحسن تقويم وهو يحتوي على
موازنات حسّاسة جداً لأن أي تغيير في نسبة هرمون الألدوسترون
وكما يتضح لنا فإن مهمة هرمون الألدوسترون تحقيق هدفين
مهمين: الأول زيادة تركيز أيون الصوديوم الموجب والثاقي العمل
على رفع ضغط الدم وهذان الهدفان متلازمان تلازماً وثيقاً وهرمون
الالدوسترون يعمل على تحقيق هذين الهدفين في آن واحد فإذا
حدث أن ارتفع تركيز أيون الصوديوم في الدم فإن نسبة الماء تزداد ني
الدم لأن الم ميل إلى الاتجاه نحو الوسط الذي يوجد فيه أيون
الصوديوم بتركيز عال
الهرمون يسبب ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم: وعن طريقه يؤدي إلى رفع نسبة الماء في الدم
مستخدماً خاصيته في التفاذ وعند ا نخفاض تركيز الصوديوم يعمل الألدوسترون على تفيز
الخلايا الموجودة في القنوات الشعرية الكلوية على النقاط أيونات الصوديوم الموجودة في البول
المرشح وهكذا يدخل أيون الصوديوم إلى الخلايا المتقطة له أولاً ومن ثم إلى الدورة الدموية
ثانياً وتتبع جزيشات المء أيونات الصوديوم أيتما ذهبت وبهذه الوسيلة يتم الحفاظ على
التوازن الأيوني بالتقاط أيونات الصوديم أولاً وتم الحفاظ على ضغط الدم ثابتاً عن طريق
زيادة نسبة الماء فيه ثانيا
تتميز الخلايا الموجودة في القنوات الشعرية الكلوية بكونها تقايض أيونات الصوديوم
رمم تجميع كل هرمون الألد وسترون الموجود في أجسام 100 مليون إنسان لتمّ الحصول فقط على ما يقارب غراماً واحداً
لأن التوازن الأيوني في الدم يحتم وجود كل منهما بنسب معينة
إن هذا التوازن الأيوني ١ للأيونات المعدنية؛ مهم جداً لإحداث التوازن بين السائل
الموجود داخل الخلية والسائل الموجود خارجها بمعنى إحداث توازن بين الوسط الحمضي
والقاعدي إضافة إلى تسهيل عمل العضلات العصبية إن هرمون الألدوسترون يتم تركيبه في
الجزء اخارجي من الغدة الكظرية ١ القشرة الأ ندارية» والخلايا الموجودة في هذا الجزء لا تعلم
معجزة الهرمونت
تقوم الحلايا الموجودة في القنوات الكلوية بالتقاط أيونات الصوديوم الموجبة من جهة وطرح أيونات البوتاسيوم الموجبة إلى البول من جهة أخرى
لأن نسبة هذين الأيونيين يجب أن تبقى غسمن حدود معيئة في الدم ويتولى هرمون الألدوسترون مهمة الحفاظ على التوازن بين هذين الأيونين
أي شيء عن الخلايا الموجودة في أعماق الكلية ولكن كيف لها أن تفرز الهرمون الخاص الذي
يحفزها على امتصاص الصوديوم وطرح البوتاسيوم؟ كيف تعر أهمية إحداث التوازن
الأيوني في جسم الإنسان؟ وكيف تعرق أهمية الحفاظ عل ضغط الدم ثابتاً؟ كيف تبذل هذه
الخلايا جهوداً عظيمة للحفاظ على التوازن الأيوني الذي يجهل وجوده الكثير من الناس بل
أكثرهم ؟ لماذا تتحمل هذه الخلايا مسؤولية أداء هذه المهمة؟
الجواب واضح كمافي كل مرة إن كل خلية من خلايا الإ نسان مخاوقة لأداء مهمة معينة
وقد منحت خصائص معينة لأداء هذه المهمة ووضعت في المكان الذي تستطيع أن تزدي فيه
هذه المهمة على أكمل وجه وملخص القول إن الإنسان مخلوق وجميع أجزاء جسمه تنطق
بهذه الحقيقة
التخطيط البارع
في السّطور القادمة سوق نطلع معاً على هوج نادر من التخطيط البارع وهذا التخطيط
يزيد من سعة أفق الإ نسان بعد الاطلاع عليه: لذا فأرجو من القارئ عدم التوقف عند الأسماء
لأن معظمها لاتينية بل عليه التمعن في كيفية تكون هذا امخطط البارع ورجاني الآخر من
القارئ أن يفكرني كل خطوة من خطوات هذا امخطط البارع ليكتشف بأن هذه الأمورم تأت
بمحض المصادفة وهل مكنها أن تكون كذلك؟
إن هذا السؤال مهم جداً لأن دعاة التطور يرتكبون خطأ تاريخياً وفكرياً في إنكارهم
لوجود الله سبحانه وتعال ويسوقون فكرة » المصادفة؛ كأساس لوجود الكائات الحية
إن نظرية التطور تستند إلى فكرة المصادفة في تفسير وجود الإنسان وتفسير أي شيء
يتعلق به بيد أنه سوق ينكشف أمامنا الوجه الحقيقي لنظرية التطور ونرى مدى ضحالتها
وضعفها
إن اللموذج الذي نحن بصدده هو النظام الموجود والذي يدخل حيز التنفيذ وقتما
ويشبه عمله كل صفارات | نذار الحريق التي صممت على أساس حساسيتها تجاه أي دخان ملأ
المكان بدرجة معينة ويبداً هذا النظام بالعمل فوراً بمجرد أن يتخفض ضغط الدم و هذا
الانخفاض قد يسبب خطراً على حياة الإنسان وحالما
يبدأ هذا النظام بالعمل تبدأ عدة مراحل من التطورات
الحقيقي ومكن تلخيص هذه المراحل كما يلي:
١ تضييق الأوعية الدموية ويشبه عملها عمل
خرطوم المياه الذي يجعل الماء يتدفق بقوة أكثر كلما
2 امتصاص كمية أكبر من المء الموجود في
د دفع الإنسان إلى شرب المء باستمرار
ولكن كيف مكن تحقيق كل هذه المراحل؟ إن
هذا النظام الذي تحدثنا عنه هو الذي يتولى ذلك وهو موجود في جسم كل إنسان منذ الولادة
معجزة الهرمونت
إن هذا النظام يعمل كما يلي: عندما ينخفض ضغط الدم ١ عندما يقل تركيز أيونات الصوديوم في
إن إحساس هذه الخلايا بانخفاض ضغط الدم أو ا نخفاض تركيز أيون الصوديوم في الدم
يعتبر معجزة بحد ذاته والأهم من ذلك كيفية إفراز هذه الخلايا لمادة الرينين لأن هذه المادة
تمغل الحلقة الأولى في سلسلة من التفاعلات الحيوية
هنالك نوع من البروتين يوجد في بلازما الدم ولا يبدي أية فعالية ني الأوقات العادية وهذا
البروتين يدعى ب » أنحيوتنسينوجين« ويتكون في الكبد إن سلسلة التفاعلات الإعجازية تبدأ من
والتي تدخل حروفها بعضها فوق بعض وعند مدها تبداً بإعطاء معنى معين ومفيد
ولكن الأولى تفرز جزءاً من حرون ١الإعلان» والثانية تفرز الجزء المكمل من هذه الحخروق
يلتقي هرمون الأبجيوتنسيتوجين الذي يتم تركيبه في الكباد
واحدة تودي مهمة واحدة, واتحاد ملاتن
خطفدين مركبتين في عضوين خطفين وبكل
انسجام وتكامل بينهما يمكس التصميم
الحارق والمعجز جسم الإنسان
كيف يحدث ذلك؟ كيف يحدث أن يكون الرنين مكملاً للبروتين المدعو أنحيوتتسينوجين؟
هل من الممكن أن يتم كل ذلك بمحض المصادفة؟
الجواب طبعاً لا فمن المستحيل أن يحدث كل ذلك بالمصادفة
إن الجزيئة الجديدة تكون غير فعالة أيضاً لأن سلسلة التفاعلات لم تته بعد وهنا تظهر جزيئة
إن الخلايا الكبدية والكلويّة قامتا بإفراز مادتين مختلفتين اتحدتا لتكوين مادة جديدة من
ناحية أخرى قامت الخلايا الرثوية بإفراز أنزيم لا علاقة له بالمادتين الكبدية والكلوية ولكن
بمكن اتحاده بالمادة الجديدة الناتجة من اتحاد الأول بالثانية وبالإضافة إلى كون الخلايا الرئوية
تقوم بإفراز هذا الأ نزيم حتى قبل تكون المواد الكبدية والكلوية كيف مكن للرئة أن تفرز مادة
لازمة لتفاعلات م تحدث بعد؟ كيف مكنها أن تكتشف التركيبة الكيميائية الملائمة لهذا
الأنزيم الذي يستطيع تحويل مادة إلى مادة أخرى ؟
هل من الممكن أن يحدث ذلك بمحض المصادفة؟
الجواب: بالطبع لا مرة أخرى لأن العملية تتألف من عدة مراحل مدروسة ومخطط لها
مسبقاً والدليل على روعة التخطيط هو ظهور أ نيم » أنجيوتنسين - 2« وهذا الأنزيم يتوى
مهمتين خطيرتين تقودان العملية كلها نحو النتيجة المطلوبة الأولى: تضييق جدران الأوعية
الدموية والذي تحدثنا عن أهميته كمرحلة أولى من المراحل الثلاث وهذا الأنزيم يؤثر مباشرة
معجزة الهرمونت
الأوعية الدموية ويعتبر هذا الأمر جزءاً من اغطط البارع للعملية وتضييق الأوعية الدموية
يساعد بالطبع في زيادة ضغط الدم داخلها
هل من الممكن أن يحدث هذا مصادفة؟
الجواب: أيضاً «مستحيل» لأن جزيئة أنزيم «أنجيوتتسين 2 » مركبة على أساس
تأثيرها على الأوعية الدموية لتضييقها وهذا التركيب لا مكن له أن يتم بمحض المصادفة أبداً
والمهمّة الثانية لأنريم « أنجيوتنسين _ 2 » هي تفيز خلايا الغدة الكظرية على إفراز هرمون
الألدوسترون عند وصول هذا الأنزيم إلى هذه الخلايا وهذا دليل على امخطط البارع للعملية
على امتصاص الم من البول المرشح وضخه إلى الدورة الدموية مرة أخرى وهكذا يرتفع
ضغط الدم مرة أخرى وهذا يحقق المرحلة الثانية من العملية
إن التوافق والانسجام بين الكليتين والرثنين والكبد في إفراز مواد كيميائية متكاملة مع
بعضها يؤدّي في النهاية إلى إفراز الهرمون المناسب وهذا يعني أن الخلايا الكبدية والكلوية
والرثوية في حاجة إلى العمل ضمن فريق يهدى إلى غاية مشتركة وأن هذا الفريق عليه أن
يجري بحثاً مضناً عما ينبغي فعله في حالة | نخفاض ضغط الدم وفي نهاية البحث عليه أن يقرر
ماسيفعله من إجراء مناسب لعلاج الموقف الصعب وهذا الإجراء بالطيع سيكون تضييق
الأوعية الدموية والعمل على ما من شأنه أن يؤدي إلى إفراز هرمون الألدوسترون
وعلى هذا الفريق أيضاً إجراء بحوث مضنية عن تشريح الغدد الكظرية والعضلات
الحيطة بالأوعية الدموية وكيفية عملها وفي النهاية يتم التوصل إلى الجزيئة السحرية المسماة
« انجيوتنسين - 2 » والتي تستطيع تحفيز العضلات الحيطة بالأوعية الدموية على التقاص
وبالتالي تضييقها وتستطيع أيضاً تحفيز الغدة الكظرية على إفراز الألدوسترون والخطوة
الأخيرة هي كيفية تركيب هذه الجزيئة السحرية وكل عضو من الأعضاء الثلاثة يتولى مهمة
تركيب جزء من المواد الخام اللازمة لإ نتاج تلك الجزيئة ويتوصل الفريق في النهاية إلى خط
إنتاجي من ثلاث مراحل فالكليتان تقومان بإنتاج ال » رينين؛ والكبد يقوم بإنتاج ال
عند انخفاض ضغط الام يتم تركيب مادة الأنجيوتنسيدوجين في الكبد وتركيب مادة » الرييين< من قبل بعس خلايا الكلية وتفحد هاتان
المادتان كما لو كانتا قطعدين من جسم واحد وبعد حدوث الاتحاد يبدا أنزيم يدعى ال 21 /١ بالتأثير على هذه المادة؛ ويهج منها تركيب
آخر يدعى أجيوتنسين2 الذي يودي إلى تصييق الأوعية اللذموية وكذلك إلى إفراز الألد وسعون في الكلية ويودي هذا الهرمون إلى
إعادة امتصاص الماء من قبل الكلية, وبعد هذه المراحل الحالية بيدا ضغط الدم بالارتفاع ثانية
» أنحيوتنسيدوجين١ والرثتان تقومان بإنتاج ال 868 وبهذا الشكل يتم توزيع الأدوار بكل
إتقان ومهارة
ولو رفضنا مبداً وجود هذا النظام المتكامل من قبل قوة قادرة على الخلق فينبغي علينا
قبول فكرة اجتماع هذه الخلايا وتباحثها فيما بينها وإجرانها للبحوث للتوصل إلى القرار
الصحيح والمناسب وفق تخطيط سليم وبارع ومتقن وطبيعي لا يمكن لناقبول هذه الفكرة من