درجةق في رحاب الأخوة
قال رجل لعمرو بن العاص : والله لأَتَفْرْعَنُ لك!
ويرري أهمل الحديث أن عامر الشعبي - وهو من علماء التابعين
نعم هذا هو الحلء فماذا يقول الرجل بعدهاء يا ترى؟!
لأن من استطاع أن ينهي الخصام» وأن يجعل للصلح موضعاء
في سيرة سالم بن عبدالله بن عمرء رضي الله عنهمء أجمعين» أن
رجلا زاحمه في منى»؛ فالتفت الرجل إلى سالم - وسالم علامة التابعين -
فقال له: إني لأظنك رجل سوء
لكن الفاجر والمنافق يزكي نفسه أمام الناس!
كان سعيد بن المسيّب يقوم وسط الليل؛ ويقول لنفسه: قومي؛ يا
مأوى كل شر!
سعيد بن المسيب يقول لنفسه هذا الكلام! ! ونحن ماذا نقول لأنفسنا! !
اللهم استرئا بشترك :
أصلاً على أسس العقيدة وأخلاق الإيمان» وإلا فهم أمة أمية خرجت من
أصبحوا قادة للأمي وقدوة حسئة للناس!
وحسن الخلق - أن يكون كلامه؛ لا حيف فيه ولا نقص؟!
وتجد هذا طيباً؛ لكنه عجول لأن الله وزع المناقب والمثالب على
الثامن
ب في رحاب الأخوة
فإذا عُذّت معايب الإنسان فاعلم أنه صالحء ولكن بعض الناس
يوم القيامة بميزان آية الأحقاف يقول تعالى: ركيد أل صَلًُ نَقبلٌ عَنهُم َس
[الأحقاف: الآية 19]
لماء قلتين لم يحمل الخبث»
بعض الناس ماؤه قليل أي شيء يؤثر فيه قطرة تؤثر فيه ولكن
كلام الله ع وجل فألقاها في الأرضء وأخذ زان أيه يجره إليه
قال ابن القيم:
(0) عن ابن عمرء رضي الله عنهماء وانظر: «المشكاةة (477) و«الإرواء» (17)
وألف بين قلوبهم بق
قال ابن القيم : إلا الحدودء؛ وهذه عبارة ثبتت في بعض الروايات من
يقول بشار بن برد:
ويقول في بيت آخر:
فصاحب أخاكء وتحمل منه الزلة؛ واغفر له العثرة؛ وتجاوز عن
وليتنا نتذكر حسنات الناس» فما أعلم أحداً من المسلمين مهما قصر
07 في رحاب الأخوة
يؤتى برجل يشرب الخمر إلى الرسول 88» فأمر به فَجُلِد؛ وكان قد
فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به
فقال المعلم العظيم يَ#ةٍ: «لا تلعدوه!! فوالله ما علمتُ إلا أنه
يبحب الله 0
وفي لفظ» قال رجل : ما له أخزاه الله
فقال رسول الله يَيْ؛: «لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم»!"
فأئبت له © أصل الحب؛ وهي حسنة؛ وأثبت له بقاءه في داثرة
الأخوة الإسلامية» وهذه من أعظم الحسنات؛ فلماذا لا نتذكر للناس
إنك لا تجد شريراً خالصاًء إلا رجلا كفر باللهء أو تعدى على
حدودف أو أعلن الفجورء أو خلم ثوب الحياء؛ أو عادى الأولياء والأخيار
والصالحين ونبذ الإسلام وراءه ظهريًا
)١( أخرجه البخاري (1780) عن عمر بن الخطاب» رضي الله عنه
() أخرجه البخاري (17/81) عن أبي هريرة؛ رضي الله عنه
قصص التصافي ا(
قصص التصافي
فهذه الأخوة المعتصمة بالله؛ نعمة يمتن الله بها على المسلمين؛ وهي
نعمة يهيثها الله لمن يحبهم من عباده؛ وما كان إلا الإسلام وحده يجمع
فيصبحون بنعمة الله إخواناً؛ وما يمكن أن يجمع القلوب إلا أخوة في الله
تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية؛ والثأرات القبلية؛ والأطماع الشخصية؛
)١( أخرجه البخاري (4805 44:7)؛ ومسلم (19/84) عن جابر؛ رضي الله عنه
- في رحاب الأخوة
© ذكر أهل التاريخ أن الصحابة خرجوا في غزوة بني المصطلق
وكان لعمر مولى اسمه: جهجهاه؛ فقام فاختصم مع رجل من الأنصار اسمه
سنان بن وبرة» فغضب الأخير غضباً شديداً حتى تصايحا
فقال مولى عمر: يا للمهاجرين!
فبلغت في النفوس حزازات» وأخبروا بها رأس النفاق؛ وحربة الردة -
عبدالله بن أبي بن سلول - فقال: صدق المثل القائل: جوع كلبك يَتْبَعْكء
إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
وبلغت الكلمة رسول الله كلل فأخبره زيد بن الأرقم؛ وصدّق الله
قوله» وأتى ل فأمر أصحابه بالرحيل لثلا يتحدث أهل النفاق في
القضية» فأهل النفاق يحبون الشائعات» وهناك أناس في المجتمع لا همّ
المصنفات» ويزيدون فيهاء ويتشاغلون بهاء ويلغون في الأعراض كما يلغ
الكلب في الماء
فانظر إلى التصرف الحكيم منه 88 بأن أمر الصحابة بالرحيل لثلا
يتحدثوا في المسألة فيشغلهم بذلك!
ولذلك؛ فمن أعظم الحلول التي تدحض الشائعات»؛ وتنهي ما قد
يحدث بين الأحبةء أن تشغل الناس بالجد؛ وبالعلم» وبالمسائل العلمية؛
وتطرح عليهم قضايا الأمة الكبرى؛ لأن قضايا الأمة والإسلام أعظم من
قضايانا هذه وأعظم من المهاترات
قضايا نشر الإسلام» قضايا محاربة اليهودية العالمية؛ والعَلْمَانية
قصص التصافي >
جعلها الله أمة وشطاء شاهدة على الأمم؛ تعمل بالكتاب والسنّة
الأذل
فقال يله : «يا عمر لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه؛"
هذا هو المنهج الصحيح في التعامل مع الخصوم في هذه المرحلة من
مراحل الدعوة المباركة» فالنبي يق عنده منهج دعوي يسير عليه يريد
قضية الانتقام الشخصي؛ أو أن يقوم الإنسان ويغضب لنفسه؛ فليست من
صفاته كلل
والله لا تطمثن نفسي أن أرى قاتل أبي يمشي على وجه الأرض حتى أقتله؛
فأكون قد قتلت مسلماً بكافر فأدخل النار» لكن يا رسول الله! ائذن لي أن
انظر إلى الإسلام! وإلى عظمة الانتساب إليه؛ فصل بين الولد وأبيه؛
)١( أخرجه البخاري (7518ء+ 4405)؛ ومسلم (15984) عن جابر؛ رضي الله عنه
هي في رحاب الأخوة
حقَّا «لا إله إلا الله محمد رسول الله» تظهر من روائع الإيمان واليقين
والشجاعة؛ وخوارق الأفعال والأخلاقء ما يحير العقول والألبابء ويعجز
عن تفسيره أهل البصائر والعقلاء
وسأزيد على السبعين»
ويأتيه الثاني فيقول له: امرأتي مرضت في الغزوة!
فقال : «١صدقت»
)١( أخرجه البخاري (1734ء 4970)؛ ومسلم (71400ء 1774) عن ابن عمرء
رضي الله عنهما