الله عليه وسلم قسم أموال بي قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين؛ وبعث
وسلاحاً" واصطفى رسول الله لنفسه من نسائهم ربحانة بنت عمرو بن
ويظهر من بعض الروايات أن بيع سبي بي قريظة محل خحلاف»؛ حيث سبق أن
جاء في رواية للزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن زيد
عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه؛ قال: لما سبي بنو قريظة؛ النساء والذرية؛
باع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها في المحرم سنة ه؛ وماتت مرجعه
من حجة الوداع في السنة العاشرة من المحجرة فدفنت بالبقيع انظر: ابن سعد:
الطبقات؛ 178/8 - 13٠ وجمال الدين يوسف بن حسين المقدسي: الشجرة
النبوية» تحقيق محبي الدين ديب مستو؛ الطبعة الثانية (ببروت ودمشقى: دار ابن كثير
4٠ اه/1348م) ص ١ والغريب أن سيد أمير علي ينكر زواج رسول الله صلى
عليه وسلم فليس أكثر من دس وتلفيق انظر: روح الإسلام» ص 45 ويلاحظ هنا
اضطراب المصادر في وقت وفاة ريحانة بنت عمرو فبعضها يذكر أنما توفيت في السئة
العاشرة من الحجرة وبعضها الآخر يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي عنها
وهي في ملكه
الرحمن بن عوف!؟ ثم نصادف رواية أخرى عن يعقوب بن زيد عن أبيه؛
الأم تباع؛ وولدها الصّغار؛ من المشركين العرب» ومن يهود المدينة وتيماء
وهكذا يتبين أن خبر بيع نساء ببنْ قريظة غير متفق عليه؛ فمرة بعث هم إل
ابن عوف» وأخواً بيعوا من يهود المدينة وخيير وتيماء ومثل هذا الاختلاف في
الروايات رما يجعل بيعهم خارج الحجاز أمراً مشكوكاً فيهلا سيما وأن الثمن غير
بجحر فقد ذكر محمد بن مسلمة؛أنه اشترى من السبي ثلاثة؛امرأة ومعها ابناها
بخمسة وأربعسين ديستاراً ""؛ أي أن ثمن النفس الواحدة خمسة عشر ديناراً ليس
غيرواشترى أبو الشحم اليهودي من السبي امرأتين مع كل واحدة ثلاثة أطفال
غلمان وجحوار بخمسين ومئة دينار"؟أي أن ثمن كل نفس أقل من تسعة عشر
لذلك إذا كانت هذه الأنمان دقيقة فإنها لا تشجع على نقل هذه الأعداد
)١( الواقدي: المغازي؛ 7/٠ ه» وانظر: ابن حبان البْسيّ:" السيرة النبوية» فقد ذكر أن
ول يذكر أهم بيعوا حارج المدينة؛ انظر ص 7715
(©) المرجع السابق؛ 814/7
(4) المرجع السابق؛ 817/1 - 017
الكبيرة من الأسر اليهودية عبر صحارى نجحد والشام مع ما قد يرافق ذلك من
المخاطر لأجل بيعهم بثمن زهيد مثل الذي ذكرنا طرفاً منه هناء فتكلفة نقل تلك
الأسر لبيعهم خارج الحجاز ريما فاقت الثمن المرجو منها
وأحواً» هل كل النساء والصبيان من مبي بي قريظة كانوا صالحين من
الناحية الصحية والجسمانية للبيع ؟ أليس فيهم طاعنون في السن أو زمئ أو
قد بالغوافي وصف ما حل ببي قريظة رغبة في إظهار قوة الإسلام
أشير إلى بعضها هنا ؟ إنه افتراض غير مستبعد
وأخواً» يمكن إجمال العلاقة بين الرسول ويهود بن قريظة؛ بأنما بدات
بالمحاجة في الدين» ثم الموادعة بين الفريقين إذ دخل يهود بي قريظة بعد انتصار
بدر الساحق في المعاهدة الشاملة ال دخل فيها غيرهم من القبائل اليهودية؛
وأصبحت ملحقة بصحيفة المدينة ويظهر أن بي قريظة انحازوا إلى المشركين ضد
المسلمين في يوم أحد إذ أعانوهم بالسلاح ومن المحتمل كذلك أن تأزمت العلاقة
بين المسلمين وبي قريظة بعد إجلاء بي النضير مما دعا إلى كتابة معاهدة أخرى
بينهم والمسلمين» ويظهر أن تلك المعاهدة لم يكتب لها أن تستمر طويلاً؛ فقد
تمزيق المعاهدة والتتكر للمسلمين وتهديدهم للآطام الي فيها نساء اللسلمين
وذراريهم ولمديدهم للسابلة؛ مما حدا بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى محاولة
الاتفاق مع غطفان أحد أطراف التحالف ضد المسلمين على أن يعطيهم ثلث ثمار
المدينة مقايل انسحابهم من التحالف وتخذيلهم الناس بل إن خطورة نبذ قريظة
للعهد بالنسبة إلى المسلمين كان أشد عليهم من خطر الأحزاب» فقد أصبحوا
يخافون أشد الخوف على أهليهم وذراريهم من اليهود أكثر من خوفهم من
الأحزاب
لذلك فما إن انسحبت الأحزاب من المدينة جر أذيال الخيبة حىّ سارع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى محاصرة بي قريظة مستجيباً بذلك لأمر ربه؛
وانتهى الحصار كما وصفه الحق تبارك تعالى بقوله: (وَْرّلَ لَّذينَ ظَاهَرُوَهُمْ مِنْ
ريق [الأحزاب: 176]
هذا موجز العلاقة بين البي صلى الله عليه وسلم ويهود بي قريظة وما انتهت
إليه؛ وذلك حسب وجهة النظر الإسلامية المتمثلة في مصادر السيرة النبوية والتاريخ
الإسلامي
الفصل السابع
المستشرقون وقضية بني قريظة
الفصل السابع
المستشرقون وقضية بني قريظة
لقد أو كثير من المستشرقين اهتماماً خاصاً بأمر العلاقة بين النبي صلى الله
فجيبون 610000 مثلاًً عندما يناقش قضية بي قريظة يتحاشى ذكر الأسباب
يوحي للقارئ بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لديه كره متأصل لبي قريظة؛
فيقول: ما إن انسحبت الأحزاب حى بادر محمد بالمسير لاستفصال الجنس المعادي
له من أبناء قريظة ثم يعطي تفاصيل أكثر دقة فيما يتعلق بعدد من قتل منهم وهم
سبع معة حسب رأيه وكذلك ما غنمه المسلمون من أسلحتهم بالتفصيل""
ويلاحظ أن ميور يعترف أن يهود بي قريظة تحالفوا مع أعداء الرسول في
ساعة حرجة؛ وأنه أصبح لديه سبب مقنع في أن يكون على حذر منهم وأن
إحلاءوهم عن المدينة صار ضرورة سياسية؛ إضافة إلى أن سلوك قادههم بلغ حد
الخيانة العظمى الي يستحقون عليها العقوبة الصارمة ولكن ميور يتحفظ على
العقوبة الي أنزلت بقبيلة بي قريظة فهو يعد أن قتل ثمان مئة رجل دون تميز
وإخضاع جميع نساء القبيلة وأطفالها للاستبعاد يعد وحشنية زهيية!"
() 2322 ,لمممسمسال له دنا ع7 ١/١ ,سالط
عليه وسلم دماء يهود بين النضير قبل سنتين تقريباً من حادثة بن قريظة؛ وأجلاهم
ثم إن دعوى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل ثمان مئة رجل من بي قريظة
أمر يحتاج إلى تمحيص؛ كان يجدر بمؤرخ مثل ميور أن يبحث عن الحقيقة في شق
وأطفالها إن جاز قبول مثل هذا الرقم الضخم نسبياً؛ فهو ليس غريباً على الممارسة
البشرية في تلك الفترة من الزمن
أما ففستك فبعد مناقشة طويلة لمشكلة بن قريظة قال: إن كل الذي فعله بنو
قريظة أنمم قرروا بعد تردد إلغاء مبدأ التفاهم الطيب الذي كان يربطهم تمحمد""؛
وأن اللصادر التاريخية الأولى لا تذكر شيا عن مشاركة اليهود في الحصار» ولكن
بعض أهل المدينة المتوجهين إلى منازهم استقبلهم القرشيون بزخات من السهام؛
وأن صفية أحت حمزة بن عبد المطلب قطعت رأس أحد القرشيين حين اقترب من
" إن رأي أكثر مورخي السيرة من الأوربيين اعتدالاً في إعدام ب قريظة أنه
وحشي ولكن إذا حكمنا على أخلاق محمد بناء على هذا التصرف؛ فسيكون
ويكفي أن نذكر موقفه حين استولى على مكة ويمكن فهم السبب الذي جعل
محمداً يتصرف تحاه يهود بي قريظة على هذا النحو» ذلك أنه غضب من موقفهم
غير الثابت إبان حصار المدينة؛ هذا الموقف الذي جعله قلقاً وخائفاً عدة أسابيع؛
فلو أن قريظة ساندوا الأحزاب بطريقة أكثر فاعلية لكان المحتمل أنمم سيلحقون
ضرراً بالغاً بالمدينة لذلك قرر النبي أن يضع نماية للتهديد اليهودي مرة وإلى الأبد
كما يتبين للقارئ» أن آراء فنسنك لا تخلو من حق وباطل» أما ما يظهر أنه
بربطهم مع محمد وهو هنا يريد أن يقول: إنه لم يكن هناك معاهدة ملزمة للفريقين
بالدفاع المشترك عن المدينة ولو سلمنا جدلاً أن الرابط الوحيد بين النبي صلى الله
أما أن المصادر التاريخية لم تذكر شيئاً عن مشاركة بي فريظة في حصار
المدينة فهذا صحيح؛ ولكنها ذكرت نشاطهم العدواني المحموم ضد سكان المدينة
خيلاً حلاقاً متدفقاً لدى محمد وأن معظم الأفكار الناجمة عن هذا الخيال
صحيحة وعادلة ولكن جيع الأفكار القرآنية ليست كذلك بل توجد نقطة
واحدة على الأقل ليست صحيحة ألا وهي أن "الوحي" أو الخيال الخلاق أسمى من
تصرفات الإنسان العادية باعتبارها مصدراً لوقائع تاريخية بجحملة؛ ثم إن خيال محمد
الخلاق فتح آفاقاً عميقة: وأنتج أفكاراً ارتبطت بالقضايا الرئيسة للوجود
خلال القرون الي قلته " (9!,
الوحي وينعت الرسول صلى الله عليه وسلم في كل المناسبات باسمه الشخصي أي
"محمد" بجردا من صفة النبوة
مبداأ نبوة محمد ورسالته ؟ هل وجد في التوراة أو الإنجيل ما يؤكد استحالة حدوث
وإذا تركنا أول فك المستشرقين الذين يحسبهم القارئ غير المتخصص قد
أنصفوا الإسلام ونبيه؛ وحاولنا التعرف على آراء سواهم من المستشرقين الذين
الطبعة الأولى (مالطة: مركز دراسات العالم الإسلامي» 1974)» 171/7 وقارن: