عندما اشْعَدٌ القثال بين المسلمين والدولة الرومانية بقيادة
«الأرطبون» الذي كان من أدهى قواد الروم» وقال عنه عمر بن
عمرو بن العاص» وبالفعل زحف عمرو بن العاص نحو مصر
حينها علم بسفره إلى مصر حتى وصل إلى حصن بلبيس» فوجد
الحصن لمدة شهر حتى فتح الله على المسلمين وقتل أرطبون”"
وتحققت بشارة النبي محمد كَيةِ بفتح مصر كما ورد في
)١( الطبري: تاريخ الرسل والملوك؛ 5/3 ٠ وابن الأثير: الكامل في التاريخ»
شيري؛ دار إحياء التراث العري؛ ط1: 4048 امحخخة لي /١7 27
ملوك مصر والقاهرة؛ وزارة الثقافة والإرشاد القومي؛ دار الكتب» مصرء
مفتده متعدية في مم له 11
صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن شماسة المهريٌ» قال: سمعت
الاحتلال اوماق رت مصر والقهال الإفريقي يمشاجر
وكتب عمرو بن العاص كتابًا للمصريين يَُضّح فيه مبادئ
الإسلام السامية:
«بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاص
أهل مصر من الأمان لأنفسهم وملتهم وأموالهم؛ وكنائسهم
ينتقص ومَنْ دخل في صلحهم من الروم والنوب - أهل النوبة-
)١( مسلم: كتاب فضائل الصحابة #» باب وصية النبي كَةٍ بأهل مصرء
(1047)؛ صحيح مسلم: تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي» دار إحياء التراث
العربي - بيروت؛ ومسند أحمد (11976)؛ مؤسسة قرطبة - القاهرة
12 ل عدت الطائفية في مصر
وذمة الخليفة أمير المؤمنين» وذمة المؤمنين»!"
لقد كان من أهمّ عوامل نجاح الفتح الإسلامي هو دور
المخلّص الذي لعبه الفاتحون بالنسبة للنصارى» ويكفي أن يذكر
التاريخ أن بطريرك النصارى (بنيامين) الهارب في الصحراء عشر
سنوات كاملة؛ لم يذ إلى كرسي البطريركية ويأمن على نفسه ويستقرّ
إل بعد الفتح الإسلامي» وبسيوف المسلمين وفي حمايتهم؛ بل لقد
وضع هذا الفتح نهايةً للمذابح والاضطهادات التي شََتهَا أوربا على
وفي مقابل الاضطهاد الروماني وجد المصريون من المسلمين
الفاتحين الأخلاق الكريمة والعدالة والكرامة الإنسانية والتسامح؛
فلم يجبروهم على ترك النصرانية والدخول في الإسلام؛ بل اختار أهل
)١( الطبري: تاريخ الرسل والملوك ٠١4/4 وابن كثير: البداية والنهاية
() محمد جلال كشك: ودخلت الخيل الأزهر» الزهراء للإعلام العربي -
مصر الإسلام طوعًاء والدليل على ذلك أن تحؤّل أغلبية المصريين إلى
الإسلام استغرق عقودًا طويلة؛ فلقد كان تعداد سكانها من النصارى
واليهود عند الفتح الإسلامي في عام (١٠1هد141م) حوالي 1,05
مليون مصري؛ وفي نهاية عهد معاوية بن أبي سفيان -أي بعد نحو
نصف قرن من الفتح الإسلامي- كان قرابة نصف المصريين لا يزالون
على نصرانيتهم؛ حيث كان عددهم يزيد عن مليون مصري» ولى نهاية
عهد هارون الرشيد عام (147ه<54 80م) -أي بعد مرور قرابة
القرنين من الزمان على تاريخ الفتح- كان تعداد غير المسلمين بمصر
كثيرًا عن 8 , 3 مليون نسمة؛ أي نحو ربع السكان ل على ديانته''"
وبمرور الوقت تعايش نصارى مصر مع المسلمين الفاتحين
)١( فيليب فارج» ويوسف كرياج: المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي
ص7 07-4 ولقد كان انتشار الإسلام خارج مصر أبطأ ولو أخذنا مصر
وسوريا وفارس معّاء فسنجد أن انتشار الإسلام فيها بعد قرن من الفتح لم
يتجاوز /٠١ من السكان عن محاضرة الأستاذ الدكتور/ محمد عمارة
بعنوان: الأقليات غير المسلمة في العالم الإسلامي؛ ألقاها ضمن
فعاليات مؤتمر: حقيقة الإسلام في عالم متغير
مظلة الحكم الإسلامي معاني العدالة والمساواة؛ كما قاسوا معّا
مرارة الظلم والاستبداد دون تفرقة؛ مثلما حدث في عهد الحاكم
بأمر الله الشيعي الإسماعيلي -هذا المجنون- زعيم الدولة
العذاب والاضطهاد دون أدنى تفرقة”'"
لم يُعَكَر صفو العلاقة بين المسلمين والنصارى في مصر على
طوال تاريخهم القديم» ولم نسمع في هذه الفترة بمصطلح الفتنة
كانت بعض مظاهره تجلت في إحدى المراحل الحاسمة من
تاريخنا الإسلامي؛ وذلك بالتحديد في فترة الهجمة التترية على
)١( انظر للمؤلف: قصة الحروب الصليبية من البداية إلى عهد عاد الدين
أفضل قواده اسمه «كتبغا نوين» عل رأس جيوشه؛ وكان -فوق
إمكانياته القيادية والمهارية- نصرانيًاء وبذلك يستطيع التعامل
مع الأعداد الكبيرة النصرانية المشاركة في الجيش» وذلك إلى
جانب محاولته الخبيثة للتأثير على النصارى المقيمين في الدول
على مصر كان له أعمق الأثر على هذه العلاقة؛ لذا نعده البذرة
تاريجنا باسم الحملة الفرنسية على مصر
- انظر للمؤلف: قصة التتار من البداية إلى عين جالوت» مؤسسة اقرأ )١(
١7400177ص ٠٠١ مصر ط١: 577اه«1
16 ا بد تيه عي ب
نصارى مصر ُ
في التاريخ الحديث "
العربي -قلب العالم الإسلامي- بواسطة الحملة الفرنسية على
مصر في عام 1748م كان الإعلان عن مخطط واضح للعمل
على استخدام الأقليات في مشروع الميمنة الاستعمارية على
عزمه على تجنيد عشرين ألقًا من أبناء الأقليات غير المسلمة؛
ليكُونوا مواطئ أقدام وثغرات اختراق تُعينه على بناء
حصاره لمدينة عكا الفلسطينية سنة 1794م- نداءً إلى الأقليات
)١( نابليون بونابرت 1-1١714( 187م): من أشهر القادة العسكريين الأوربيين
في العصر الحديث» قاد الحملة الفرنسية ضد مصرء وخاض معارك طاحلة
سانت هيليتا حيث توفي
اليهودية في العالم كي تتحالف معه؛ لتحقيق هذا الغرض
الاستعماري» مقابل أن يُساعدها على احتلال فلسطين”"
انخدع أحد النصارى المصريين ويُُدعى «يعقوب حناء
1٠٠ نصراني - فيا شعي «بالفيلق القبطي»- بمساندة قوات
الحملة الفرنسية؛ مما يعدّه التاريخ خيانة لأمتهم وطائفتهم
وكنيستهم
كان الرذ الإسلامي المتمثل في دولة الخلافة الثمانية عل يعقوب
الخائن ومجموعته ردا يعكس الأخلاق الإسلامية الراقية في
التعامل مع غير المسلمين» حتى وإن بَعُوَا عليناء فقد صدر فرمان
)١( محمد حسنين هيكل: : المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل الأسطورة
والإمبراطورية والدولة اليهودية» الكتاب الأول دار الشروق - القاهرة»
8 فتن الطائفية في مصر
وللحق فقد فطن إلى هذه الحقيقة الحكماء من المسلمين
المستطاع؛ ونزع فتيل الأزمات ذات البعد الطائفي في كثير من
الأحيان قبل انفجارها؛ تقديرًا منهم لخطورة تحول الأمر إلى
حرب عقائدية» ويقيئًا منهم أن اشتعال الفتنة الطائقية في مصر
ستكون بمثابة «الحالقة» التي ستقضي على أي بادرة أمل في
تحقيق نهضة حقيقية في هذا البلد
لكن يأبى أعداء هذا الوطن -في الداخل والخارج- أن
يتركوه ينعم بحرية أو أمن أو استقرار» راضم بذلون كامل
)١( التصارى المراد - بهم: أتباع عيسى الي؛ قيل: سُمُّوا نصارى نسبة إلى البلد:
عمران: 7 ]؛ فاسمهم في الكتاب والسُنّة: النصارى انظر ؛ رمقل بْنْ
سلييان» تحقيق: عبد الله محمود شحاته»؛ دار إحياء التراث - بيروت» طذا:
7ه /١ 137؛ والطبري: جامع البيان في تأويل القرآنء تحقيق: أمد
محمد شاكر» مؤسسة الرسالةء ط١: ١7 نم7٠٠٠١ه ٠ وصالح
الفوزان: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد» مؤسسة الرسالة؛ ط3:
اهمد 7701/١ 1701/7