دعني أهرب لــ ألفيرد هيتشكوك من الاعمال ذهت الاهمية والتي تحمل طابعه الخاص ذات مرة وقف خطيبا ضد أحد الأنهار فاذا النهر يفيض في الأرض , ويقولون : انه كان اذا خرج يتمشى في الغابة حاملا صنارته كان السمك يقفز من قنوات الماء الى داخل جيوبه مباشرة لأنه كان يعلم أن لا فائدة ترجى من المقاومة
وأنه كان اذا دافع عن قضية استطاع أن يستجد بمعارف القديسين والملائكة وأن يسيطر على الأرض من تحت قدميه , هكذا كان ذلك الرجل وكانت مزرعته الكبيرة في مارشفيلد تناسبه .
وكان الدجاج الذي يربيه يصبح لحما أبيض كله الى الرجلين كما كانت الأبقار ترعى كالأطفال وكان الكبش الكبير الذي يسميه " جوليات " ذا قرون ملتوية تبدد مثل كرمة مورقة , وتستطيع أن تنطح من تشاء خلال باب من حديد ولكن دانيال لم يكن واحدا من الفلاحين المترفين فقد كان يعرف كل مشارف الأرض وكان يخرج على ضوء الشموع ليطمئن الى أن الأعمال في مزرعته تسير وفق ما يريد وهو رجل له فم مثل فم الكلب الكبير الحجم وجبين كأنه الجبل الأشم وعينان كأنهما جمرتان ملتهبتان .
هكذا كان " دانيال ويستر " في عنفوانه الا أن أكبر قضية ترافع بها لم يكن من حظها أن تدون في الكتب اذا كان الشيطان نفسه هو خصمه فيها .
وقد تعودت أن أسمعها تروى على النحو الآتي :
كان هناك رجل اسمه " جابترسيون " يعيش في " كروس كورترز " , " بنيو هابيشاير " وما كان بادئ أمره رجلا شريرا ولكنه كان رجلا سيء الحظ واذا زرع قمحا أصابه السوس واذا زرع بطاطس أصابتها الآفات .
كان يملك أرضا واسعة ولكنها لم تكن تسعده وكانت له زوجة طيبة وأطفال كلما ازدادوا عددا نقص رزقهم .
وكان لسوء الحظ اذا أثمرت الأحجار في حقل جاره اتقدت الصخور في حقله هو واذا اقتنى حصانا أصابته الأورام وباعه في مقابل حصان مختلج بعد أن يدفع فرق الثمن للبائع .
كان من أولئك الذين قدرت عليهم المصائب ولكن " فجبنرستون " ضاق في أحد الايام ذرعا بهذا الأمر .
وفي ذات صباح كان يحرث الأرض فاذا بسلاح المحراث ينكسر ان اصطدمه بصخرة بقسم " جامبز " انها لم تكن موجودة في الأرض بالأمس.