عن أقرب الناس إليه والذي اختاره لكي يكون رفيقه في لهجرة ومع ذلك
أخذ السلطان محمد الفاتج هذا الدرس من الرسول ث3 لذا نراه يقول في أحد
الأيام: "لو أن لحي عرفت سري لخلقتها" هاكم فاتما كبيرا من أتباع الرسول
كان الرسول 8# عندما يقوم بعمل عسكري يوري بغيره وتكتم على
هدفه الحقيقي ويحاول أن يقدم بعض القرائن الي تشير إلى هدف آخر غير
ينوون اهجوم على موضع ماء فإههم يقومون بعمليات تمويه ويفتعلون ضصجة
كبيرة في موضع آخر إذ يخفون نياكم الحقيقة على الدوام فلا يدري أحد أن
سيقومون بتوجيه ضربائقي أ موضع أ! أم في موضع ب؟ أم في موضع ج؟
وهذه تكتيكات تطورت منذ أكثر من أربعة عشر قرتاًء ولكن الكنشف
الحقيقي لهذا هو الرسول كِنلك مع أنه لم ير مدرسة ولح يقر كتاباء ولكنه تعلم
ما تعلم من ربه فأصبح -وهو الأمى- أُعلم العلماء إلى درجة أنك لا تملك إلا
وأن تشهد بأن محمد رسول لله
أجلء كان يخفي هدفه عن الأعداء وق الوقت نفسه يجمع الأخبار عن طريق
وتوا كان يتصرف هكذا بأمر من الوحي أم بسبب فطته الكبيرة فالتيجة 3
تتغير وهى أنه كان يعرف ما يحدث في الادية كما يعرف راحة يده
-باجتهاد خاطئ منه- بعد أن علم أَهُم متوجهون نحوها- مع امرأة يخررهم
فيها بمسير رسول الله 38 إلبهاء وعلم الرسول ث8 هذا من قبل الوحي فأرسل
علي بن أبي طالب والزبير بن العَوّام #د للقبض على المرأة وأخذ الرسالة منهاء
واستمر التكتم في هذا الأمر ولم يشعر أحد بقدوم هذا اليش حىق أصبح
على مشارف مكة وعندما استدعى الرسول يا إليه أبا سفيان عن طريق عمه
الهرب بأسرع فرس أو ناقة لما نجوا لقد أسقط في أيديهم
ومع ذلك كان الرسول ك8 يتصرف بحذرء وحذره هذا كان من أجل
الفريقين إذ لم يكن يريد أن يتأذى أحد لا من جيشه ولامن أهل مكة
ثلاثة شهداء من جيش المسلمين» بينما كان لا يزال هناك الكثير من أهل مكة
أتى الرسول يق مع جيش قوامه عشرة آلاف مقاتلء أجل مع عشرة
آلاف مقاتل مع أنه أتى قبل سنتين مع 100 نفر فقط من المسلمينء وأراد
الرسول 388 إظهار القوة الحقيقية لحيشه هذا فأمر بأن يوقد كل مقاتل ناراء
ء١/: «السيرة النبوية» لابن هشام )١(
رأى هذه النيران الي ملأت البطحاء فقد كل أثر من آثار المقاومة كانت هذه
فج إذ اضطر إلى تشتيت القوة الي جمعها عكرمة بن أي جهلء أما الميوض
الأخرى فقد دخلت مكة دون قال 29
كان أبو سفيان هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يخلى مشاكل في مكةء
ولكن الرسول ث8 استطاع أن يلين قلبه بجملة واحدة فقال: «من دخل دار أبي
لربط يديه ومنعه عن القيام بأي عمل طائش؛» بل أصبح أبو سفيان من أنشط
:- ١/ «السيرة النبوية» لابن شام )١(
52-:9/: «السيرة النبوية» لابن هشام )3(
قرار مفاجع» وهو منع الخروج من البيت لأول مرة في التاريخ» وكان هذا
ضرورياً من ناحية تحقيى الأمن ومن ناحية تسهيل حركة الحيشء لذا قال
الرسول 488: «ومن أغلى عليه بابه فهو آمن»""" وهكذا تم القضاء على أي
احتمال للمقاومة من قبل أهل مكة
لمعرفة درجة عبقريته العسكرية أجلء إن فتح مكة وحده يكفي لأن يدفم كل
لقد كان واثقاً من كل خطوة خطاها في كل مرحلة من مراحل تحقيىق خطته
حى لكأنه فتح مكة مرات عديدة فقد استطاع تطبيق خطته حى دق تفاصيلها
تعيد الفتح» والشهامة وسعة الصدر الي أبداها قحت قلوب أهل مكة فَأمَلوا على
إعلان إسلامهم فما أعذب وما أرق هذه المكرمة الي ساقت أهل مكة سو إلى
الإسلام! والآن أتى دور قلب هذه الفوة الكامنة إلى حركة وإل عمل
يا سبحان الله! ما أعظم هذا الانقلاب! هؤلاء الناس الذين كانوا بالأمس
أعدى أعدقه أصبحوا اليوم مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل محاربة
أعدقه فمن ألقى عليه رسول الله 8 نظرة انقلب من فحم إلى ماس ولكن
)١( «البداية والشهاية» لابن كتير 6 /723-33؛ «السيرة النبوية»لابن هشام ء/لاء
استطاع رسول الله 8 في يوم واحد أن يرفع الأرواح التلطخة هؤلاء القوم
الذين كانوا يد حرجون في الأوحال إلى السماء لكونوانجوماً تشع ها
وليصبحوا قدوة حى يوم القيامة
؛ هفوة نين
حى فتح مكة كانت هناك قائل تتعقب الحوادث لكي تنضم إلى الجهة
الغالبة؛ فلما ثم فتح مكة بدات هذه القبائل بالدخول إلى الإسلام قيلة قهيلة؛
ولكي لا تسمحا بالمزيد من هذه التطورات السلبية بالنسبة إليهما فقد أسرعتا
إلى تشكيل جيش اشترك فيه كثير من النهاب والسلاب أيضا حى بلغ مجموع
تراد ردج 07
أرسل الرسول #8 عبد الله بن أبي خَدَرَد الأسلمي فق لتسقط ويجمع له
الأخبار من وسط هذه القبائل» وقام هذا الصحابي بعمله وبل الرسول ث8 كل
كانت كلنا القبيلتين معروقين بالشجاعة وبالمهارة قي رمي السهام لذا كان
يجب مقابلتهما بجيش شاب يشكل فيه للسلمون الخدد غاليته وهكذا كان قد
أصدر الرسول 8 أوامره بالمسير نحو حُنين دون أي تأخرء لأن الأوضاع كان من
للمكن أن تتقلب ضد المسلمين؛ ذلك لأن جيش العدو إن تيسر له الوقت للتوجه
)١( «البذاية والنهاية» لابن كير : لمح
نحو مكة لكان ذلك فرصة أمام بعض من كانوا يتحينون الفرص في مكة عسل
ضشيء ما ضد السلمينء وفي الوقت نفسه لو قام المسلمون الجخدد في مكة الذين
أحسوا أن كرامتهم قد أهينت بالاشتراك في الحرب ضد الأعداء لكان ذلك باعناً
على تبيت ماهم بالإسلام وإحساسهم بوحدة المصير في المستقبل
وتنقصهم النجربة والخيرة في القتال» وكان على رأسهم خالد بن الوليد فقه
الإسلامي بشن الهجوم على القلب من جيش العدو ولكن دون أن ينتبهوا للأمر
ثم اضطرت هذه الطلائع إلى اللراجع على أثر إمطارها باللبال والسهام لأن
أكثر الجنود لم تكن لديهم دروع؛ وكانت السهام غخديدة عليهم وتصيب
أهدافهاء فإن كان الهجوم على وسط حدوة الخصان تم عن علم فإن الراجع
والقهقر كان خدعة حربية» ذلك لأن رماة السهام ما إن رأوا تراجع المسلمين
وسط معركة أحد- ولكن رسول الله 88 استطاع بشجاعته الفطرية الي كانت
١( ) «البذاية والشهاية» لابن كثر /177 وما بعذها
تلازمه حى في أحرج المواقف وأصعبهاء ويفطته الكبيرة أن يغير وجهة الحرب
ويجوها بفضل الله تعالى من هزيمة مطلقة إلى نصر باهر
عندما أحاط الذهول والذعر بجيش المسلمين وتقهقروا اندفع رسول الله كَل
أمسك بلجام بغلة الرسول ث8 لمنعه عن الاتدفاع نحو العدوء بينما كان
الرسول 8# يصيح بصوته اللهيب:
لبيك!" وجعلوا يسرعون إله وسيوفهم مشهرة في أيديهم؛ وهكذا انتهت فترة
الذهول والتراجع القصيرة وتابوا إلى الرسول 8 وانتهت المعركة بالنصر
لا أملك نفسي هنا من الإشارة إلى نقطةء وهي أن رسول الله 8 اشترك في
أفضل معاركه من ناحية إظهار عبقريته العسكرية ذلك لأن الأمور جرت في
هاتين المعركتين فقد ظهرت أمور وطرات مشاكل غير محسوبة حرفت خططه
دخل نك حيرا بعد ماي سنوات: يا رسول الله أين تتزل غدً؟ فأجابه
الرسول 8: «وهل ترك لنا عقيل ان
أي أنهم لم يتركوا لرسول الله يا بيتاً يستطيع أن يسكن فيه ويجد فيه
راحته كان عقيل أكبر أولاد أي طالب وعادى الرسول ته حى يوم إسلامه
الذي تأخرء ووضع يده على أملاك الرسول 8 وكأنه وارثه فقد كان شعور
الوفاء عنده ضعيفاً كما تم تقسيم أملاك الجميع بعد الهجرة
وقد اتهز المنافق ابن أ ما جرى في مكة من هذا الأمر فجاء إلى الدينة وأخذ
قافلة للمشركين تحمل أموال المسلمين تنوجه إلى الشام وتمر بالقرب من المدينة
بل ساقوا أمامهم إبل وأغنام المسلمين هكذا كانت طيعة النهب عند الكفار
والحقيقة "أن ما جرى وبجري في عالمنا اليوم لا يقل عن هذاء لذا نرى الشاعر
محمد عاكف”" يقول:
حجر لم57
(3) ستتناول هذا الجانب فيما بعد عند تناول الحكم في سيرة الرسول 4
(©) محمد عاكف أرسوي (19771-17871) شاعر تركي » صاحب النشيد الوط التركي
من الفزيمة والوصول إلى النصر في هاتين اللعركتين أفضل وأوضح برهان على
العبقرية العسكرية لذلك القائد العظيم
تعد معركة تبوك من المعارك السريعة الي حققها الرسول 5 فقد اتشرت
مصدر أمل وسرور للقبائل العادية للمسلمين, الجميع كانوا يتوقعون من
انوس كرا بالسلعين:
ومع أن الرسول #8 كان يستعين بالكتمان في جميع غزوته إلا أنه أعلن
مساعدته بالرجال وبالسلاح كانت المدينة وما حواليها تعيش آنذاك ظروقاً
ولكن في هذا السفر وفي هذه الغزوة كم من فقير ذهب إلى الرسول 8 يطلب
منه أن يوفر له راحلة ليشترك في هذه الغزوة» وعندما لا يستطيع الرسول كَل
ذلك رجع وهو يبكي والقرآن الكريم ذكر هذا المشهد المؤثر وخلّده في قوله: