في أخطاء المؤمنين أيضا خير
المجتمعات التي يكثر فيها الجهل فعندما يرتكب الإنسان خطأ يتعرض
للإهانة ويصبح عرضة للسخرية أو لعل خطأاه ذاك قد يجعله يفقد فرصا
ربما رآها مهمة فارتكاب الخطا في المجتمعات الجاهلية هو بمثابة
الكابوس الذي ينبغي عدم الوقوع فيه
أما القرآن الكريم فيتظر إلى هذه المسألة من زاوية أخرى مختلفة
فالمؤمن لا يحكم على الناس من خلال أخطائهي لأنه يعرف أن الذي
أخطأ إنسان وكل الناس خطائين ولذلك فالمؤمن؛ على العكس يشعر
بالرحمة والشفقة على المخطفين
خير وذلك لأن شعوره ليس من نوع الندم المشوب برثاء النفس الذي
يشعر به غير المؤمن, بل هو إقدام و تصميم على عدم تكراره مجددا
كل الأحداث إنما هي جزء من قضائه وقدره كلها عوامل مهمة بالنسبة
"كل نفس ذائقة الموت "
تجكثري ااه الغافل الجاهل, فإن أسوء ما قد يحدث لإنسان هو
الموت هذا لأن أقصى ما يخافه هو الدنو من الموت أو فقدان حبيب
فهو يتجتب حتى مجرد الحديث في الموت ومع أن الجاهل قد يدرك
الخير في أحداث معينة, إلا أن الموت بالنسبة إليه, لا يمكن أبدا أن
إن نظرة المجتمعات غير المؤمتة إلى الموت ثابتة لا تتغير؛ فهي لن
تتمكن أبدا من النظر إليه بطريقة مختلفة الموت في هذه المجتمعات هو
بمثابة الفتاء والزوال الكامل, أما الآخرة فهي مجرد تخمين
إن الأقوام التي تعيش بعيدة عن الحياة الدينية الحقيقية تعتقد أن هذه
الدنيا هي المبدأً والمآل؛ وهي الحياة الوحيدة ولاشيء بعدها وبالموت,
يحزنون أشد الحزن لفقدان عزيز بل والأسوء من ذلك, ففقدان عزيز
فجأة في سن الشباب قد يقود الجاهل لكي يكفر بالله أكثر ويغضب من
القضاء والقدر
لكن هؤلاء ينسون بعض الحقائق المهمة: الأولى, لا أحد على وجه
هذه الأرض يبعث للوجود بإرادته فحياة كل واحد منا بيد الله تعالى؛
كل واحد منا قد ولد في وقت سبق وقدر من الله وحسب مشيئته فالله,
روح من يشاء, في أي وقت يشاء فلا أحد يستطيع أن يؤخر أجله وهذا
مكان آمن محصن, فلن يستطيع أن يتجنب الموت فالإنسان قد يرحل
عن هذه الدنيا في أي وقت وبالمقابل, مهما ناضل أحدهم لكي لا يفقد
عزيزا أو حبيبا -حتى إن استنفد كل الوسائل الممكنة على الأرض لهذه
8 )مذ فالحل هو أن لا نجتهد في تجنب الموت, بل في أن نكون
مستعدين للحياة الآخرة
الموت هو البداية وليس النهاية
إن ضعاف الإيمان أو أولتك الذين لا يؤمنون بالآخرة, لديهم فهم
مشوه للموت و للحياة التي تأتي بعده ولهذا, فهم يعتبرون الموت مصيبة
وفاجعة وليس رحمة فهم يؤمنون أنه عندما يفقدون بالموت أحدا فإنما
رجعة ولا حياة بعده
وفي الحقيقة, فالموت ليس بنهاية أبدية»؛ بل هو انتقال إلى الحياة
الآخرة , حيث المأوى الأخير إنها لحظة نقترب منها جميعا, إلى اليوم
تقدم السن لكن في النهاية الجميع سوف يرحلون يوما عن هذه الدنيا؛
وكل يوم يمر يقربنا من هذا الموعد أكثر فأكثر ولذلك فالاجتهاد
للهروب من الموت أمر لا يجدي, وتجنب الخوض في فكرة الموت
نفسها أو اعتباره كارثة, أمر غير منطقي تماما
وهناك بعض الناس الذين يؤمتون بالآخرة ولكنهم يبدون الحزن
والأسى عند فقدانذ شخص ما لكنهم ينبغي أن يعرفوا أن الله تعالى
لا يظلم أحدا وكل إنسان سوف يحاسب على كل ما عملت يداه في
لعبادة خالقه, فإنَ الموت يكون بابا من خلاله يمضي إلى حياة أخرى في
الآخرة ملؤها السعادة ولكن الموت من وجهة نظر الجاهل الذي ينكر
الآخرة ويستخف بيوم الحساب, هو طريق لعذاب أبدي لهذا السيب,
يصعب عليهم اعتبار الموت خيرا لهم أما بالنسبة للمؤومتين فالموت هو
البداية لنجاة كاملة
إنّ رد فعل المؤمن إزاء موت مؤمن آخر يختلف اختلافا بينّا عن رد
فعل الجاهل لأن الموت الذي ينظر إليه الجاهل على أنه أسوأ ما يقابل
الإنسان هو في الحقيقة, خير للمؤمن ويبين الله تعالى حقيقة الموت عند
الآفاع عن الفلسفات المادية والآراء الإلحادية والأفكار المُتحرفة الأخرى
و احدث وأن نافح منافح عن تلك النظريات بعد مطالعة هذه المؤلفات فان
أن هدم الخصالص نابعة من قوة حكمة القرآن ونحججه النامغة والكاتب لا يسعى
بطريق الإيمان, كما أن ليس همّه تحصيل أي ربح أر مكسب ماذي :
لناس على قراءتها لتكرن وسيلة لهدايتهم هم في الحقيقة يقدمون خدمة الاين
آلا تقذر يشمن
الأذهان وتدخل البلبلة على الأفكار وتزيد من الشُكوك والتردّد ولا تملك تأثرًا
قريًا وحاسمًا في طرد الشبهات من القلورب؛ يُعتبر مَضيعةٌ للجهد والوقت ومن
القوة الأدبية للكاتب أكثر من تركيزها على الهدف السامي المتمشل في هداية الناس
ومن لديه أدنى شك في ذلك فيمكنه أن يتحقق من أن القاية القصوى هي دحض
الإلحاد ونشر أخلاق القرآن من خلال تأثير هذا الجهد وإخلاصه و نجاحه
بتعين إدراك حقيقة مهمة وهي أن الظلم والفوضى السائدين اليرم في أنحاء
الأرض وما يتعرض له المسلمون من أذى سَببه تحكم الفكر الإلحادي في شؤون
العالم والطريق الدي يضمن الخلاص من هذا كله هو الحاق الهزيمة بالفكر
الإلحادي وبيان حقالق الإيمان ز إجلاء الأخعلاق القرآنية بحيث يُصبح اللآاس
قادرين على التمسك بها وبالنظر إلى حالة العالم وما يراد له من مزيد
جرّه إلى الفساد والشرور والدمار فإله من الضروري المسارعة
الأمر ولات حين مناص وخلال القرن الواحد والعشرين:
نهوضها بهذه المهمّة- الوسيلة للوصول بالناس إلى مراتب
السكينة والسلام والصدق والعدل والجمال والسعادة
التي أوضحها لنا القرآن الكريم
إن حياة المؤمن خير وموته خير فلل تعالى يخبرنا أن الجنة أعدت
في سبيله فالشهادة في سبيل الله شرف ونعمة ينال بها المؤمن أعلى
المراتب في الآخرة إنَ الموت يمثل حدثا رائعا عند المؤمن إذا كان
سيفضي به إلى الجنة وإلى كسب رضى الله تعالى والمؤمن يوقن بتلك
الأخبار السارة المذكورة في القرآن الكريم, فالمؤمنون لا يأسفون أبدا
لموت مؤمن آخر أفنى حياته في ما يرضي الله تعالى بل على العكس,
إن أعظم جائزة هي الفوز برضى الله تعالى وجنته
المديد, هو مثال على ما نقول لأن هذا النبي المخلص ناضل طوال حياته
لكي ينال رضى الله تعالى و رحمته و جنته, فجهوده تلك زادت من
المؤمنة؛ فهي تعتبر العمر المديد هبة وهدية والآية التالية تكشف خطأ
مطاردة شهوات الدنيا الزائلة عملهم الوحيد في حياتهم, يعتبرون طول
ينسون الله واليوم الآخر, يفشلون في فهم قيمة الوقت الذي يهدرونه
فالإنسان الذي يتأمل مليا هذه المسائل يفهم بعمق, كيف لنا أن
الأسباب التي تمنع من إدراك الخير
في الوقائع
نسيان أن هذه الحياة هي مجرد امتحان
يعتقد البعض أن الكثير من أمور حياتهم خاضع للمصادفة ولكن
التفكير بهذه الطريقة ليس بواقعي أو منطقي إن كل ما في هذه الحياة,
بما فيها ظهور مرض السرطان مثلا أو التعرض إلى حادث طريق, ومن
الطعام الذي يتناوله أحدنا إلى الملابس التي يرتديها, كلها أمور قد سبق
وأن كان علمها عند الله تعالى وكما ذكرنا ذلك أكثر من مرة في أثناء
ومن هناء وعند هذه النقطة يظهر جليا ذالك الاختلاف الجوهري
بين المؤمنين وغير المؤمنين فالمؤمنون لديهم نظرة مختلقة جدا لما
القرآن الكريم» أي في رؤيتهم لكل حدث على أنه جزء من امتحان
و من ثم يدركون أنهم تحت الاختبار فالمؤمتون يكافحون ليقودوا
أنفسهم على طريق كسب رضى الله تعالى
إن التاس الذين يبقون على ما هم عليه من عدم الاكتراث للحقائق
يلتحقوا بكلية مرموقة, أو يحظوا بزواج سعيد, واجتياز أبنائهم للمراحل
المجتمع إن كل تلك الأهداف لديها قاسم مشترك واحد وهو أنها
كلها أماني ورغبات متعلقة بهذه الدنيا فقط إنّ خطط وطموح هؤلاء
الذين يجعلون من تلك الأهداف غايتهم الوحيدة في حياتهم محدود
بذلك المنظور السطحي الضحل هذا لأن الغالبية من الناس يتحصر
اهتمامهم في فهم هذه الدنيا ومزيد إدارك كتهها والواقع أن هذا التفكير
غير سليم فحتى وإن حقق أحدهم جميع الأهداف التي و ضعها لنفسه,
فحياته في النهاية محكومة بالموت والفتاء و بالتالي, تجعل الحياة الدنيا
تافهة ولا معنى لها
إنّ من يتبنى طريقة الحياة تلك لن ينال أبدا ما يرغب فيه فهذا
قانون الله الثابت الذي لا يتغير؛ لا شيء على هذه الأرض مستثنى من
العطب لاشيء على هذه الأرض مستثنى من عوامل الزمن فالثمرة مثلا
وذاك البيت الذي بني بعناية فائقة يصبح مع مرور السنين والأيام غير قابل
للسكن والأهم من ذلك, أن جسم الإنسان أيضا معرض لعوامل الزمن
فالشعر يشتعل فيه الشيب, وتضعف الأعضاء, وتتجعد البشرة؛ إضافة إلى