رسائل صغيرة في أوراق
وقد خصصت مبحثا للكلام على مؤلفاته الفقهية لذلك ساذكر هنا أهم
الطالبة فاتحة بو لعيش بالمغرب وطبع على الحاسوب سنة 1517ه
"- الإفضال والملة برؤية النساء لله في الجنة طبع بمصر
»- الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد خ في مكتبة الشيخ بو
خبزة
؟- الاستنفار لغزو التشبه بالكفار طبع بدمشق بدار البشائر مهذبا بتحقيق
الشيخ التليدي سنة 1408
-٠ بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري طبع بالسعودية سنة 1517ه
بتحقيق علي "الحلبي
البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية لعلي طبع بمصر سنة 1784
-١ البحر العميق في مرويات ابن الصديق خ بالخزانة العامة بتطوان رقم 0817
4- التصور والتصديق بأخبار الشيخ سيدي محمد بن الصديق طبع بمصر
سنة ٠988
4- جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار ط أجزاء منه على شكل
رسائل جامعية بكلية الآداب بتطوان على الآلة الراقئة
-٠ حصول التفريج بأصول التخريج طبع ما وجد منه ضمن مجموع بتحقيق
محمود سعيد نمدوح سنة ١5٠6 بمصر
-١١ درء الضعف عن حديث «من عشق فعف» طبع سنة 1517 بمصر بتحقيق
وسلم) طبع بمصر بمكتبة القاهرة
-١" فتح الوهاب بتخريج مسند الشهاب طبع ببيروت بدار عالم الكتب سنة
٠١١ بتحقيق حمدي السلفى
8- المداوي لعلل المناوي طبع في مصر سنة 1418 في 76 مجلدات بتحقيق
مصطفى صبري
- هداية الرشد لتخريج أحاديث بداية ابن رشد طبع في بيروت سنة ١567
بدار عالم الكتب بتحقيق يوسف مرعشلي وعدنان شلاق"'
تفقه الغماري أولاً على المذهب السائد في بلده وهو المذهب الالكيء كما
بينت فى ترجمته لكن لما رحل لمصر ترك هذا المذهب واختار الانتساب
للمتاقب “القاقني -
بذلك الشيخ عمر بن حمدان المحرسي» فقد قال عن نفسه بصيغة الغائب: «ثم
ذكر له -أي للمحرسي- يوما إنه لا يقبل على الفروع بغير معرفة أدلتها وكتب
فعليك بقراءة كتب الشافعية فإنها حتى الصغير منها تتعرض لدليل كل
يفلح في امتحان الأزهر في المذهب الالكي!*
لكن الذي يظهر هو ما ذكره الغماري عن نفسه» خاصة وأن صاحب
«سيوط الأقدار» يظهر متحاملاً على الغماري في كتابه السابق» ومعلوم أن كلام
ثم ذكر صاحب «سيوط الأقدار»!؟ أن الغماري تحول من المذهب الالكي
للمذهب الزيدي وأحال إلى تقريظ للغماري على «مسند الإمام زيد»!') وقد
-١ وله مؤلفات أخرى كثيرة ذكرها محمود السعيد في تشنيف الأسماع؛ (ص ١74 وابن الحاج السلمي
في «إسعاف الإخرانك (ص١)
١7ص التليدي؛ حياة الشيخء مرجع سابقء ١
ا الغماري البحر العميقء مرجع سابقء ج١٠ ص؛٠١ ِ
هو كتاب بخط الشيخ عبد الحي الكتاني في الرد على أحمد بن الصديق بلهجة شديدة كتب باسم
الكتاب «سيوط الأقدار في الرد على أحمد بن الصديق الغماري حمارة الاستعمار»
8- المرجع السابقء ص١
- ثم أخبرني الشيخ الدكتور زين العابدين العبد أن العديد من أهل العلم في مصر أكدوا له عدم قدرة
الغماري على اجتياز امتحان الفقه المالكي في الأزهر وعزو حدته على المذهب المالكي لذلك السبب»
والله أعلم
لا المشرفي؛ سيوط الأقدان مرجع سابق » ص1 ِ
والواقع أن الناظر في كتابات الغماري يلاحظ تعظيمه لأئمة الزيدية الشيعة؛
زيد بن علي؛ عليه السلام؛ ولا يضيره أن يورد مذاهب الزيدية في كتيه كما
يورد غيرها من المذاهب فى الخلاف العالى
ثم إن الغماري ترك المذهب الشافعي وقال بالاجتهاد وما أداه إليه نظره وقال
فى سبب ذلك:
أيضا بعض المخالفة لبعض النصورصض مع أقوال غريية وتشديدات
وقد أفصح هو عن مذهبه فقال بصيغة الغائب: «ومذهبه في الفروع
الاجتهاد المطلق والعمل بالدليل سواء وافق الجمهور فضلا عن الأربعة فضلاً عن
واحد منهم أو خالفهم ما لم يخرق الإجماع المعتبر شرعاًة!"
أما عقيدته فقد كانت عقيدة خاصة به لا يوافق فيها فرقة من الفرق» بل
يوافق في كل باب أو مسألة عقدية فرقة ويخالفها في أبواب أخرى» وإن كان
هو ينسب نفسه للسلف الصالح ومحققي الصوفية(9
ففي الأسماء والصفات يرى التفويض مع التنزيه وعدم التأويل ويرى ما عدا
ذلك بدعة وضلالة ويجعل كل من خالفه من المبتدعة الضالين!” ويقول في
ذلك شعرا في الرد على الأشاعرة في تأويلهم لصفات الله سبحانه وتعالى :
ما هكذا التوحيد في إيمانتا كلا و لا التأويل دين الملسلم
-١ هذا التقريظ موجود بآخر المجلد الرابع من كتاب «الروض النضير في شرح مجموع الإمام زيد الكبير؟
للقاضى السياغى
8 ١7ص التليدي؛ حياة الشيخ؛ مرجع سابق» ١
7 الغماري, البحر العميق ؛ مرجع سابقء جاء ص مج
م الغماري» البحر العميق» مرجع سابق » جاء ع :8
8- المرجع السابق؛ جاء ص؟؟ 5
1- نسبة للجهم بن صفوان أول من قال بنفي الصفات والأبيات في المرجع السابقء جاء ص49
وكلامه يدل فى عامة كتبه على إثبات الصفات كما هو مذهب السلف
الصالح أهل السنة والجماعة» إلآ أنه يخالفهم بقوله إن معية الله سبحانه لعباده
هي معية حقيقية وينكر على من أول ذلك
أما أبواب فضائل الصحابة فهو فيها شديد التشيع وقد صرح عن نفسه بأنه
يعتقد بأن أفضل هذه الأمة على الإطلاق بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فاطمة والحسن والحسين وعلي بن أبي طالب؛ رضوان الله وسلامه عليهم
أجمعين وعلل ذلك بانهم من أعرق الصحابة وافضلهم نسباً واكثرهم علما
الله عليه وآله وسلم ثم زوجاته ثم الترتيب المعروف عند أهل السنة!'
ومعلوم أن أهل السنة يرون أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم هو أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين
بن أبي سفيان رضي الله عنهما كعمرو بن العاص وسمرة بن جندب والمغيرة بن
شعبة» ويطعن في عبد الله بن الزبيرا"؟ رضي الله عنهم أجمعين
ونتيجة لهذا التشيع فإنه ينبز كثيرا من العلماء الذين يتهمهم بالانحراف عن
أهل البيت بالنصب؟؟؟ والنفاق!!
أما في السلوك فإننا نجد الغماري مغالياً في التصوف» ووصفه تلميذه محمد
بوخبزة بأنه متصوف غارق في وحدة الوجودء شاذلي درقاوي شيخ طريقة
متميزة بمدينة طنجة»50)
ومن مظاهر هذا الغلو في التصوف أن الغماري يؤمن بالعديد من كرامات
وهو يعظم المجاذيب؛ وهم أناس فاقدون للعقل يعتقد الصوفية فيهم أنهم أولياء
-١ الغماري» المرجع السابق» ا ص؛؛ َ البرهان الجلي في تح اتساب الصوفية إلى على
(المطبوع بعنوان على إمام المتقين) بتحقيق أحمد مرسيء الطبعة الأولى؛ مطعة السعادة؛ 1978
؟- الغماريء البحر العميق+ مرجع سابقء؛ جاء ص* 9
سلفي» فيما نقله حمدي بن عبد المجيد في مقدمته ل «فتح الرهاب بتخريج مسند الشهاب»
الغماري؛ جاء ص9
؛4- حمدي السلفي» مقدمة «فتح الوهاب»» الطبعة الأولى» عالم الكتب» ج1٠ ص والدرقاوية فرع
الشاذلية» أسسها الشيخ العربي الدرقاوي أحد شيوخ التصوف بالمغرب المتوفى سنة 1774ه
أصحاب أحوال ويرى جواز بل استحباب بناء الأضرحة على قبور الصالحين
والأولياء مع جواز الاستغاثة بهم وأن الأولياء يتصرفون في الكون -بإذن الله
تعالى- منعا وإعطاء وإحياء وإماتة ويعتقد بوجود ديوان الأولياء الذي فيه
الأبدال والأقطاب الذين وكل الله لهم -حسبما يرى الصوفية- تسيير شؤون
أعداء لآل البيت وثالثة بحجة أنهم أعداء للصوفية «أهل الله وأخرى بأنهم
هذا وبعد المحنة التي أصابت الغماري وشقيقه عبدالله من اتهام بالعمالة
لدولة أجنبية ثم الحكم بسجن أخيه أحد عشر عاماء مرض الغماري مرضا
بها وآخرها ما أصيب به شقيقه» فتوفي متاثراً بذلك يوم الأحد أول جمادى
الثانية سنة 1180م/ بحوحلم("
المطلب السابع: أثر عصر الغماري في شخصيته:
مما مضى نجد أن الغماري عاش فترة مخاض سياسي واجتماعي بل
-١ عاش الغماري في وسط علمي ثقافي» فوالده عالم مبرزء و زاويتهم
كانت مليئة بالدروس العلمية والتربوية؛» ومكتبة والده الكبرى المليئة بشتى
الفدون العلمية؛ كل ذلك هيا له الحو العلمي الكافي للنهل والارتواء من ينابيع
والجرأة على إبداء الرأي والاعتزاز به
7- الغماري من أسرة قروية كانت تعيش في جبال غمارة بين البربرء وبمما
-١ الغماري البحر العميقء مرجع سابق جاء صا 795 ١ه التليدي» حياة الشيخ؛ ص *08؛
7 التليدي حياة الشيخ؛ مرجع سابق ؛ ص١١ َ
أهل الجبل وخاصة البرر من حدة المزاج وضيق النفس بالمخالفء أضف إلى
ذلك اعتزازه برأيه وتلون مشاربه من دعوى الاجتهاد والأخذ بالآثار والتشيع
سياسيا وعلميا» حتى ترك طنجة والمغرب كله وهاجر إلى مصر
*- ظهر الغماري في عصر برزت فيه الدعوات التجديدية كدعوة الإمام
محمد بن عبد الوهاب ودعوة جمال الأفغانتى ومحمد عبده؛ وقد زكى ذلك فيه
ميوله إلى الحديث وإلى الدعوة لنبذ التقليد جملة وتفصيلا» خاصة وأنه قد لقي
ودرس العلم على العديد من الفقهاء المحدثين» الائلين إلى ترك التقليد
والتعصب المذهبيء مث الإمام محمد بن جعفر الكتاني
؛- لاشك أن نشاته في بيئة صوفية كان لها عظيم الأثر عليه من ناحية
الزهد وترك الدنياء وكما يلمس ذلك في تجهزه للخروج على الاستعمار أكثر
من مرة مما سبب اعتقاله لمدة سنتين مع غرامة مالية فادحة» وكذا في إنفاقه على
الكتب وإكرام الناس» الأموال العظيمة التي -كما ذكر الهلالي- لم يكن يجود
بها كثير من الملوك في ذلك الوقت' كما لا تخفي في كتبه النزعة الصوفية
وشدة هجومه على كل من عرض بالتصوف والمتصوفة حتى إن وصل الأمر إلى
الاستغاثة بالأولياء وتعظيم المجاذيب
-٠ ريما يرمى الغماري بالتناقض في مؤلفاته بادي الرأي لمن لم يطلع
بالتفصيل على سيرته الذاتية وما شابها من تنوع وتشكل فاحيانا يظهر محدثا
صرفا لا يتوقف اجتهاده على الفقه والحديث حتى يتعداه إلى العقيدة؛ وهو
أحيانا شيعي يقف على حد الرقض» وأحيانا صوفي يصل لحد الغلو
7- نشأة الغماري في بيئة متدينة ترى الإسلام هو عزتها ومبدأهاء وفي جو
محافظ إلى حد كبيرء كان لها الأثر الواضح في معاداته لكل ما هو أجنبي
ميول للغرب والاستعمار» ويظهر ذلك جليا في أغلب كتاباته خاصة كتابه
الهلالي؛ الدعوة أن الل مرجع سابق ء ص -١
«الاستثفار لغزو التشبه بالكفار»
<١ لعل ما قيل من عدم توفق الغماري في اجتياز امتحان مادة الفقه المالكي
بالأزهر- إن صح ذلك- أكبر الأثر في نقده اللاذع للفقه المالكي وللأزهر
أتقدم بالشكر الجزيل لسعادة الدكتور محمد عدنان البخيت رئيس
جامعة آل البيت لما تفضل به من جهد في مساعدتي في متابعة دراستي
في جامعة آل النيت
الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة»؛ والأستاذ إدريس بن الضاوية وأبناء
الشيخ عبد العزيز الغماري
وجزيل شكري لمشرفين الكريمين الدكتور أنس أبو عطا والأستاذ
حتى تخرج رسالتي في أحسن وضع
الباب الأول
سمات المنهج الفقهي للحافظ الغماري
لمنهج أو المنهجية في البحوث العلمية يكن تعريفها بأنها: «فن التنظيم
الصحيح لسلسلة الأفكار العديدة» إما من أجل البرهنة على الحقيقة من أجل
وبمدلول أوسع ومفهوم أشمل ينظم مراحل عديدة: تبدأ بجمع المادة وطريقة
اختبارها وتصنيفها وتبويبها تبويبا منجما في تسلسل منطقي مع استقراء كمي
وتحليل نوعي للتوصل إلى النتائج المرجوة والنهاية المطلوبة!""
الفصل الأول: مصنفات الغماري الفقهية ؛ وذلك لإعطاء القارئٌ فكرة عن
مدى اشتغال الغماري بالفقه ومجالاته التي اشتغل فيهاء مع بيان طريقته في
الفصل الثاني : فى منهجيته في التصنيف وفي هذا الفصل سأبين الطريقة
التي اعتاد بها الغماري تصنيف كتبه بما أصبح سمة بارزة له في مؤلفاته
-١ عبد الفتاح خضرء أزمة البحث العلمي في العالم العربي» الطبعة الأولىء معهد الإدارة» الرياض؛
اهقاء ص١١
"- عبد الوهاب أبو سليمان» منهج البحث في الفقه الإسلامي» الطبعة الأولى»؛ المكتبة المكية؛ الرياض؛