المتكلمون فى المهد
]٠3[ ابن امرآة الأخدود
عن صهيب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال :
«كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت
اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجر ؛ فقال : اللهم إن
كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى مضي الناس ؛
فرماها فقتلها ومضى الناس » فأتى الراهب فأخبره » فقال له الراهب : أي بي أنت
علي ؛ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص » ويداوي الناس من سائر الأدواء
فسمع جليس للمك كان قد عمى » فأناه بهدايا كثيرة ؛ فقال : ما ههنا لك أجمع
دعوت الله فشفاك » فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى » فى الملك فجلس إليه
نجئ بالغلام فقال له الملك : أي بي قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص
المتكلمون في المهد 2
بالمتشار فوضع المنشار في مفرق رأسه ؛ فشقه به حتى وقع شه ؛ ثم جئ بالغلام
كفانيهم الله تعالى ؛ فدفعه إلى نفر من أصحابه » فقال : اذهبوا به فاحملوه في
قرقور وتوسطوا به البحر » إن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ؛ فذهبوا به ؛ فقال :
اللهم اكفنيهم بما د شئت ؛ فانكفات بهم السفينة فغرقوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك ؛
فقال له الملاك : ما فل بأصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله تعالى فقال للملك إنك
لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد
واحد وتصلبني على جع » ثم خُذ سهمًا من كنانتي ثم ضع السهم في كبد
القوس » ثم قل : بسم الله رب الغلام » ثم ارمني ؛ فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ؛
فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ؛ » ثم أخذ سهما من كنانته ؛ ثم
وضع السهم في كبد القوس » ثم قال : بسم الله رب الغلام ؛ ثم رماه فوقع الم
فآمر بالأخدود بأفواه السكك ؛ فخُدّت وأضرم فيها النيران» وقال: من لم يرجع
)١( مسلم في الزهد باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام ٠ رأحمد (1//ا
777١ 7 ( والنسائي في الكبرى كما في التحفة (14//4) » والطبراني في الكبير »)٠8
)740( وعبد الرزاق في المصنف (4781) » وابن حبان (877) » والترمذي
3 المتكلمون في المهد
المعاني ٍ
الأكمه : هو الذي ولد أعمى
الأدواء : جمع داء وهو المرض
مفرق رأسه : أي وسطها
فرجف بهم الجبل : أي اضطرب وتحرك حركة شديدة
القرقور : السفينة الصغيرة والزورق وهو بضم القافين
فتوسطوا به : جاء في رواية « لحجوا به » أي اقتحموا به اللجة وهي معظم الماء
كبد القوس : مقبضها عند الرمي
أفواه السكك : أي أبواب الطرقات
خنت : حمر فيها الأعدود © وضى الحغرة المسعطيلة من الأرض
أضرم النيران : أي أوقدها
اقتحم : دخل
والقصود من إيراد هذا الحديث - على طوله - أنّ المرأة لما جئ بها لتلقى في
الغلام يتكلم في المهد قائلاً ١ اصبري فإنك على الحق » ليكون تثبيثًا لها حتى لا
المتكلمون في المهد رح
ترجع عن دينها
وما يتفاد من الحديث السابق
- ثبات الأولين من المؤمنين على إيمانهم ٠
- الشدائد واللحن تصقل الإنسان » فيعرف بها قوي الإيمان
- الابتلاء سثئة ربانية لا تتخلف أبن
- ينبغي للعبد أن لا يتمنى لقاء العدو فإذا لقاهُ صبر
- ينبغي للعبد أن لا يُعرُض نفسه للابتلاء وللحن » فالراهب طلب منه ألا يدل
عليه » فلم ابتلى صبر حتى نُشر بالمنشار
- إثبات الكرامة للأولياء » وليست بلازمة لكل ولي ٠
- هناك أشياء لا تجوز نسبتها حقيقة إلا لله منها ؛ الشفاء وإبراء الأكمه
والأبرص
- الملوك فى غابر الزمان كانوا دائمًا يستخدمون السحرة والمتكهنين في مصا
في غابر نو مو في
الشخصية
- فيه دليل على أن السحر حقيقة وهو علم له أصول ؛ لكن السحر والشعوذة
والتنجيم والرمل من العلوم المحرمة
- المعركة بين المؤمئين وأعدائهم أساسها حرب عقيدة
- جواز الكذب في الحرب ونحوها » وفي إنقاذ النفس من الهلاك ؛ سواء
نفسه أو نفس غيره » ممن له حرمة
- إيثار انتشار الدعوة إلى الله تعالى على الحياة الدنيا ٠
- على الدعاة أن يعملوا على خدمة الناس ومساعدتهم + فقد كان الهدف من
قتل الدابة حل مشكلة الناس
ٍِ تج مح المتعلمون في المهد
المتكلمون فى المهد
[؛ ] الحبي الرضيع
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة :
عيسى ابن مريم ؛ وصاحب جريج اوه ٠ وبينا صبي يرضع في أمه ؛ فمر رجل
راكب على دابة فارهة"" » وشارة "" حسنة ؛ فقالت أمه : اللهم اجعل ابني مثل
يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه + فجعل ينها قال : ١ ومروا بجارية
وهم يضربونها ويقولون زنيت ؛ سرقت ؛ وهي تقول : حسبي الله ونعم الوكيل :
فقالت أمه : اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ؛ونظر إليها فقال : اللهم
وهم يضربونها ويقولون : زنيت ؛ سرقت ؛ فقلت : اللهم لا تجعل ابني مثلها ؛
للكلام
(©) حَلقّي : دعاء عليه » أي اصابه الله بوجع في لق
(ه) اجعلني مثلها : في السلامة من الآثام
()رواه البخاري كتاب احاديث الانبياء في بابين رقم (4771) ؛ ورواه ملم في البر والصلة ؛ باب
: تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها
المتكلمون فى المهد
[5] ابن ماشطة بنت قرعون
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم : « لا أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت : ما هذه الرائحة قال : أي
فقالت بنت فرعون : ني قالت : ربي وربك ورب يك قالت : أو لك رب غير
أبي ؟ قالت : نعم ربي وربّك ورب أبيك الله ؛ قال : :!" فدعاها " فقال : ألك
رب غيري ؟ قالت : نعم ربي وربك الله فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها
ولا تقاعسي فإنك على الحق ل أحمد والبزار وابن حبان والحاكم
ا دعا موسى - عليه السلام - قومه إلى الله - عز وجل - كان من آمن على
يديه ماشطة بنات فرعون
وفي ذات يوم من الأيام كانت هذه المؤمنة تمشط شعر ابئة فرعون - لعنه الله -
سقط مشطها من يدها » فقالت : بسم الله » إنها توحّد الله تعالى - وتذكره؛
ولا تغفل عن ذكره » وأحست ابنة فرعون بكلمة جديدة لم تسمعها من يعبدون
- ربي ورك ورب بيك الله » وهنا اتفضت البنت قائلة : اولك رب غير أبي ؛
فأجابت الموحدة بلسان الصدق : نعم ربي ورك ورب ابيك الله
أي فرعون - لعثه الله- )(
لدار الفجر للثراث
خلف الجامع الأزهر القاهرة
الطبعة الأولى رقم الإيداع
٠ ه-1حححام 14/1778
يطلب من دار الفجر
خلف الجامع الأزهر القاهرة
إليه » ولم يذهب هو إليها ؛ إنه الله ولا شك أنه قابلها في أبهى الحلل وأجمل
الثياب في قصره المشيد » وحوله الجنود والعبيد
وبغلظة وشدة سألها : ألك رب غيري ؟ فصرخت الموحدة في معقل الكفر
وأمر فرعون ببقرة من نحاس فأحميت لتلقى فيها هي وأولادها + وقبل بداية
الحرق قالت الماشطة : إن لي إليك حاجة ؛ قال فرعون : وما هي ؟ قالت :
تجمع عظامي وعظام ولدي في موضع واحد » قالت : ذاك لك لما لك علينا من
إيمانها ؟ إنها الفرعنة » وإنهم الفراعنة » وأحرق ولدها الأول ؛ وهي تنظر ومعها
بقية أولادها ِ
وأحرق الثاني والثالث 1ن أن جاء الدور على ولدها الأصغر الذي كان في
نزلت النيران ولم تتراجع
] 741 : سورة الشعراء )١(
المتكلمون في المهد
المتحلمون فى المهد
[ ] شاهد يوسف - عليه السلام -
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
فرعون : أبي ؟ قالت :ربي وربك ورب أبيك !! قالت : أو لك ربغير أبي ؟
قالت نعم ربي وربك الله عز وجل قال فآمر بقرة من ُحاس أحميت ؛ ثم أمر
بها أن تُلقى فيها قالت : إن لي إليك حاجة » قال : ما هي ؟ قالت : تجمع عظامي
وعظام ولدي في موضع ؛ قال : ذاك لك لما لك علينا من الحق » قال : فأمر بهم
على الحق قال : وتكلم أربعة في المهد وهم صغار
- وشاهد بوسف
- وصاحب جريج
- وعيسى ابن مريم - عليه السلام - ؟
() أي فرعون - لعثنه الله-
() رواه أحمد » وابن حبان والحاكم والبيهقي + وقال الإمام ابن كثير : إسناد لا بأس به
انظر التفسير (19/7) سورة الإسراء [ ١ ]