لقاء حبيبه» وهذا فى غالب الأمر يستبطىء مجىء الموت؛ ويحبه ليتخلص من دار
فإذن التائب معذور فى كراهة الموت» وهذا معذور فى حبه الموت وتمنيه؛ وأعلى
أحب الأشياء إليه أحبها إلى مولاه؛ فهذا قد انتهى بفرط الحب والولاء إلى مقام التسليم
والرضاء وهو الغاية والمنتهى
وعلى كل حال ففى ذكر الموت ثواب وفضل فإن المنهمك فى الدنيا قد يستفيد
بذكر الموت التجافى عن الدنياء لأن ذكره بنغص عليه نعيمه ويكدره"'
٠ استحباب زيارة القبو ر للرجال ه
ولأن أكثر الناس ينشغلون بالدنيا وحطامها الزائل فيُستحب للرجال زيارة القبور
وفى رواية: «فمن أراد أن يزور القبور فليزر فإنها تذكرنا بالآخرة»
دسا م
انرقم عسل 2 اسلف ا( 0
رسول الله كَئةٍ بخرج من آخر اللبل إلى البقيع؛ + فيقول: «السلام يكم دار قوم مؤمنين
حر - عرسم
)47/6 :4545 مختصر منهاج القاصدين (ص: )١(
(3) [صحيح]: أخرجه مسلم (474) كتاب الجنائز/ باب: ما يقال عند دخول القبور
(4) [صحيح]: أخرجه مسلم (475) كتاب الجنائز/ باب: ما يقال عند دخول القبور
عذاب القبر ونعيمه
فإنه يموت على الطاعة ونور الله له قبره بتلك الطاعة بل وبصبح قبره روضة من رياض
الجنة جزاءٌ لكل لحظة عاشها فى طاعة الله (جل وعلا)
() الشهادة فى سبيل الله تعالى:
قال 8: «للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له فى أو دفعة من دمه» ويَرى مقعده
من الحنة؛ ويحلى حلة الإيمان ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين ويجار من
بل قال رجل للحبيب كَية: «يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون فى قبورهم إلا
يتيسر له الاستشهاد فى المعركة بدليل فوله جيةٍ: امن" سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله
منازل الشهداء وإن مات على فراشه» (أخرجه مسلم)
لقد أخبر الصادق المصدوق كَل بأن هناك شهداء غير الذين ييقتلون فى سبيل الله
ولقد علمنا أن الشهيد يجار من فتنة وعذاب القبر
* قال كيةٍ: «ما تعدون الشهيد فيكم؟» قالوا: يا رسول الله! من قتل فى سبيل الله
»© رحلة إلى الدارالآخرة
*#* والملوت بداء البطن: هو الاستسقاء وانتفاخ البطن وقيل: هو الإسهال وقيل الذى
وقال كَثيةٍ: «الطاعون شهادة لكل مسلما!"
وقال كَيةٌ: ١الشهداء سبعة سوى القتل فى سبيل الله: المطعون شهيد والغرق شهيد
وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد والحرق شهيد والذى يموت نحت الهدم
شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدةا"
تموت بجمع: أى موت وفى بطنها ولد
فكل هؤلاء الذين ذكرهم الحبيب كي شهداء والشهداء هم الذين أكرنهم الحق
(جل وعلا» فى الدنيا بنعمة الشهادة وفى القبر العم والنجاة من الفتنة والعذاب
وفى الآخرة بالخلود فى الجنان مع الأحباب
(0) المرابطة هى سبيل الله تعالى:
قال 8ة: «رباط يوم فى سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه ومن مات فيه وقى فتئة
() أخرجه البخارى ومسلم وأحمد والحاكم عن أنس
(5) رواه النسائى عن ابن عمرو وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (1457)
عذاب القبر ونعيمه »©
وقال كي : «كل ميت يختم على عمله إلا الذى مات مرابطًا فى سبيل الله فإنه ينمو له
(1) قراءة سورة تبارك:
لا تغفلوا عن قراءة سورة امّلك (تبارك) كل ليلة فلقد أخبر الحبيب كَيةِ أنها تمنع من
عذاب القبر
قال كلةٍ: «سورة تبارك هى المانعة من عذاب القبر»!"
الجنة وهى تبارك»"
() تجنب أسباب عذاب القبر؛
ومن أسباب النجاة من عذاب القبر أن يتجنب العبد كل الأسباب التى تؤدى إلى
عذاب القبر: مثل اللميمة وعدم الاستتتار والتنزه من البول والكذب و هجر القرآن
وعدم العمل به وأكل الربا والوقوع فى الزنا
القبر
وكذلك علينا أن نتجنب الأسباب التى تؤدى إلى سوء الخاتمة ألا وهى: الشك
وا جحود الذى تسببه البدع وفساد المعتقد والنفاق وحب المعاصى والإصرار عليها وتعلق
القلب بغير الله والانتحار والعدول عن الاستقامة وتسويف التوبة وحب الدنيا وطول
الأمل
(7) رواه ابن مردويه عن ابن مسعود وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (77647)
(4) رواه الطبرانى فى الأوسط والضياء عن أنس وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (7146)
رحلة إلى الدارالآخرة
(6) التوبة الصادفة عند الموت:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله فى كتاب (الروح) وهو يذكر أنفع الأسباب المنجية
من عذاب القبر:
مات على توبة؛ وإن استيقظ استيقظ مستقبلاً للعمل مسرورا بتأخر أجله حتى يستقبل
# وما أجمل أن يختم العبد تلك الساعة بسيد الاستغفار
فقد قال 8: «سيِّدٌ الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربّى» لا إله إلا أنت؛ خلقتنى وأنا
قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة؛
(9) الموت فى ليلةالجمعة أو فى يومالجمعة:
قال كي «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتثة
وهذا السبب ليس من كسب العبد وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده
قال الحكيم الترمذى: «ومن مات يوم الجمعة فقد انتكشف الغطاء عما له عند الله
تعالى؛ لأن يوم الجمعة لا سجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار ما يعمل
لسعادته وحسن مآربه؛ وأنه لم يقبض فى هذا اليوم العظيم إلا من كتب الله له السعادة
عنده
() رواه أحمد والترمذى عن ابن عمرو وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع (67/1/3)
عذاب القبر ونعيمه
ولا ينبغى أبدًا أن يغفل المسلم عن الدعاء فالدعاء من أعظم أسباب النجاة فى
الدنيا والآخرة
أنت» وحدك لا شريك 01 لمان با بديع السموات والأرض» ياذا الحلال والإكرام؛ با
حى يا قيوم إنى أسألك الجنة؛ وأعوذ بك من النار)
- فقال كَيةٍ لأصحابه: «تدرون بما دعا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «والذى نفسى
فعلينا أن نسأل الله مالي بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وبإسمه الأعظم أن ينجينا
من خذاب القبر لوحن موقنون بالإجابة):
)١١( شرب ماء زمزم بنية النجاة من عذاب القبر:
قال بَية: دماء زمزم لما شرب له»!")
وكان ابن عباس رضى الله عنهما إذا شرب ماء زمزم قال: «اللهم إنى أسألك
المسلمين وأن يجيرنا من عذاب القبر وعذاب النار وأن يرزقنا صحبة الحبيب كَيةٍ كن فى
جنته ودار كرامته
* كانت هذه بعض أسباب النجاة من عذاب القبر
يجمعنا جميعا فى جنته ودار كرامته إخوانًا على سرر متقابلين
»© رحلة إلى الدارالآخرة
ه فتتة القبر وسؤال الملكين »
# يقول «شارح الطحاوية»: «وقد تواترت الأخبار عن رسول الله كك فى ثبوت
والإيمان بده ولا تكلم فى كيفيت» إذ انيس للعفل وقوف على كيفيتة» لكوت لا عهد له به
عود الروح إلى اللجسد ليس على الوجه المعهود فى الدنيا؛ بل تعاد الروح إليه إعادة غير
الإعادة المألوفة فى الدنيا» اه
* وقال ابن القيم: «أما أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير فكثيرة؛ متواترة
*# قال عَلةٍ: ١ وأما فتنة القبر فبى تفتنون وعنى تُسألون فإذا كان الرجل الصالج
أجلس فى قبره غير فزي ثم يقال له ما هذا الرجل الذى كان فيكم؟ فيقول: محم
مت وعليه تبث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء أجلس فى قبره فزعًاء فيقال له: م
فيهاء فيقال له: : انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجةٌ قبل النار فينظر إليها
تبعث إن شاء الله» ثم يعذب؟"
)7٠١0 الروح (ص: )١(
(؟) أخرجه أحمد والبخارى ومسلم عن أسماء بنت أبى بكر
عذاب القبرونعيمه زر »©
# وقال بُئية: «إن العبد المؤمن إذا كان فى انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه
ماقرا
من السماء ملائكة بيض الوجوه؛ كأن وجوههم الشمس؛ معهم كفن من أكفان الحنة؛
وحنو من حنوط الجنة إلى أن قال - فتعاذ روحه» فيأنيه ملكان فيجلسانه؛ فيقولان
وإ العبد الكافرٌ إذا كان فى انقطاع من الدنياء وإقبال من الآخرة؛ نزل إليه من
السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح؛ فيجلسون منه مد البصر إلى أن قال فتعاد
تختلف أاضلاف ويأنيه رجل قبيح الوجه قبيح الثباب» من الريح؛ فيقول: أبشر بالذق
*سؤال القبر للروح والبدن معا *
* قال «شارح الطحاوية»”"»: «وليس السؤال فى القبر للروح وحدهاء كما قال ابن
حزم وغيره» وأفسد منه قول من قال: إنه للبدن بلا روح! والأحاديث الصحيحة ترد
القولين وكذلك عذاب القبر يكون للنفس والبدن جميعًاء باتفاق أهل السنة والجماعة؛
)40١ شرح العقيدة الطحاوية (ص: )1(
© رحلة إلى الدارالآخرة
تنعم النفس وتعذب مفردة عن البدن ومتصلة به»
قال الإمام ابن القيم: فلتعلم أن مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون
فى نعيم أو عذاب» وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه؛ وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن
منعمة أو معذبة؛ وأنها تتصل بالبدن أحيانً ويحصل له معها النعيم أو العذاب ثم إذا
ومعاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى""''
* هل السؤال فى القبر عام فى حق المسلمين والمنافقين
والكمّار أو يختص بالمسلم والمنافق؟ ه
قال أبو عمر بن عبد البر فى (كتاب التمهيد»: والآثار الدالة تدل على أن الفتنة فى
القبر لا تكون إلا لمؤمن أو منافق» من كان منسوبًا إلى أهل القبلة ودين الإسلام بظاهر
الشهادة
أهل الإسلام؛ فيثبت الله الذين آمنوا ويرتاب المبطلون
وفى حديث البراء بن عازب الطويل: «وأما الكافر إذا كان فى قبل من الآخرة
وانقطاع من الدنياء نزل عليه ملائكة من السماء معهم مسوح»؛ وذكر الحديث إلى أن
وفى لفظ: «فإذا كان كافرًا جاءه ملك الموت فجلس عند رأسه»
وفى لفظ آخر فى حديث البراء: «وإن الكافر إذا كان فى قبل من الآخرة وانقطاع من
* وبالحملة فعامة من روى حديث البراء بن ن عازب قال فيه: وأما الكافر بالجزم
) 66 الروح (ص: )١(