سلسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور ١ه
عجبُ الذُنَب ومنه يركب الخلق يوم القيامة 94"
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله كيةٍ: « إن في
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله كَيةٍ: « كل
ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يركب»*"
قال الإمام النووي في تفسير عَجْب الدَنّب: هو العظم
اللطيف الذي هو في أسفل الصُلب وهو رأس العصص؛ ويقال له
عجم بالميم [وهو أول ما يخلق من الأرض في ابن آدم] وهو الذي
يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه
في هذه الأحاديث الشريفة الثلاثة بيان لكيفية إعادة الله
تعالى الخلائق بعد موتها وبعثها وإخراجها من قبورها
يكون من الأمور والأحداث في الفترة الماضية والواقعة ما بين نفخة
الصعق الأولى ونفخة البعث الثانية وهذا غيب لا يمكن لأي
تفسيرات علمية مهما وصلت من الرقي والتقدم أن تنظر في هذا الأمر
وتقدم له تحليلاً أو دراسة
ولو استخدموا أرقى أجهزة الكمبيوتر لأخذ جميع الاحتمالات
المتوقعة» فهذا علم تتوقف حدوده عند الله سبحانه وتعالى
)١( حديث متفق عليه
(؟) واه مسلم في صحيحه
زف سلسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور
وما أخبرنا به رسول الله كيةِ عن ما يكون بين النفختين؛ هو
السلام» وهذه رحمة من الله سبحانه وتعالى وقد أخفى اللّه عنا
تأريخ الأحداث ولكنه لم يخف عنا تفصيل وبيان الأحداث من خلال
كتابه الكريم أو على لسان نبيه محمد كَةٍ لنكون على علم؛ ولتكون
الأحداث وتفاصيلها سبباً في قوة إيماننا ودفعنا للعودة إلى طريق الله
إن في هذا الحديث إيجازاً؛ ولكن يحمل في طياته تفاسير
كثيرة؛ وخاصة ونحن في عصر تقدم فيه العلم تقدماً كبيراً نستطيع أن
نستفيد منه في تفسير هذا الحديث النبوي الشريف
فما معنى أن كل شيء يفنى من ابن آدم الذي يصبح بعد وفاته
الذي هو عجب الذنب
يخترع شيئاً أسماه مكروفيلم لا يتجاوز طوله سنتيمترات» استطاع أن
يختزن به معلومات تمتد إلى مثات الأعوام وآلاف الأحداث بدلاً من
شريط يبلغ طوله مئات الكيلومترات أو في اختراعه جهاز الكمبيوتر
الذي لا يتجاوز طوله سبعين سنتيمتراً أن يختزن به كمية هائلة من
المعلومات
ثم انظر إلى هذه العلاقة الوطيدة بين نزول المطر الذي يشبه
سلسلة موصسوعة الآخرة/ البعث والنشور 0
الطُل أو مني الرجال» ويكون لزجاً مغذياً وبين الإحياء بواسطته؛ ولِمّ
إذاً هذا المطر يكون من أجل إنبات هذه الأجساد ولكن هل
تنبت الأجساد من هذا المطر وليس له أي أثر؟ فهذا يؤكد وجود أثر
باق من الإنسان الفاني هو عجب الذنب الذي يشبه حبه العدس أو
أصغر منها أو كحبة الخردل مضغوطة ومكثفة ببرنامج إلهي؛ فيه سر
إنسان له شيفرة خاصة وعلامة خاصة وبنان متفرد فالجسد ومكوناته
له تركيب خاص ينفرد عن أي إنسان آخر منذ أن خلق اللَّه آدم وحتى
يوم القيامة
والدليل على ذلك مريض الكلى فإن جسده يرفض أي كلية من
فإن التطابق المطلق ٠٠١ غير موجود على الإطلاق» وأي تبادل
(كلية) من جسد إلى آخر يجب أن يعيش صاحبها رغم كل هذا التطور
العلمي على المنشطات والمثبتات لجهاز المناعة؛ حتى لا يُرفض
الغريب من الجسد مهما كان نوعه
العجب من الذنب والذي لا يبلغ حبة العدس حجما ووزناء ولا
يمكن لأحد أن يراه لاختلاطه بالتراب ولكن الله تعالى يعلم مقره
ومستودعه» وحينما ينزل الله هذا المطر بين النفختين والذي هو
001 سلسلة موضوعة الآخرة/ البعث والنشور
يوماً أو شهراً أو سنة حتى يتمكن من الأرض كلها ويصل إلى أي أثر
للإنسان ولو دفن في باطن الأرض
وبعد اكتمال التحام المطر بعجب الذنب تنبت الأجساد كما
والشعور بتلك النفس التي كانت في الدنياء وذلك من اكتمال العدل
الإلهي؛ فاللّه هو الحكم والعدل فالمفروض أن يكون الحساب يوم
يعود كما كان في الدنيا بكامل مكوناته» والتغيير الذي يحدث يوم
يزيد الله في طول الجسد وقوته ليتناسب مع النعيم في الجنة أو عذاب
في الدنياء لأن مؤهلاتهِ الجسدية البيولوجية في الدنيا لا تؤهله لرؤية
١' [سورة ق» الآيتان: 7١ 77]
وحينما تكتمل الأجساد في الأرض إنباتاً وتصبح جاهزة
سلسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور 7
لاستقبال الأرواح» يأمر الله سبحانه وتعالى إسرافيل بعد أن يحييه؛ أن
يلتقم الصور ثم ينفخ فيه مرة أخرى وهي نفخة بعث الأجساد
المتكاملة الجاهزة في تلك اللحظة
وهذه الحالة تشبه حالة سيدنا آدم عليه السلام عندما خلقه الله
وقبل أن يرسل الروح لتدخل جسده؛ وحينما نفخ اللَّه فيه الروح
85 لسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور
كيف ترسل الأرواح إلى الأجساد؟
حينما يحيي اللّه تعالى إسرافيل عليه السلام ويأمره أن يلتقم
الصورء يضع الله سبحانه جميع الأرواح الموجودة في علم الله في
هذا الصورء وحينما ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور ترسل
الأرواح بما يشبه لمح البصرء وكل روح تدخل في جسد صاحبهاء
ولا يمكن لأي روح أن تخطئ جسدهاء وذلك منطقي وعقلي فإن
الروح لها شيفرة خاصة مبرمجة» والجسد له ذات الشيفرة المبرمجة
ولا يمكن أن يتم التحام خاطئ؛ فالجسد يرفض دخول أي روح
أخرى لأنها لا تتوافق مع تركيبه ونسجه؛ فليس في الكون كله روح
تناسب جسدي إلا روحي التي كانت معي في حياتي الدنياء وهنا
تكمن قدزة الله تعالى التى لا يمكن لعقولنا أن تخيط بها أو ببغض
منها إلا ما شاء الله تعالى
وعملية الالتحام بين الروح والجسد عملية تخرق قانون الزمن
ويتضاءل معها الزمن حتى يكون صفراً
والدليل على انقهار عامل الزمن قوله تعالى في كتابه الكريم
فلا نجد في هذه الآية الكريمة أي وجود لعامل الزمن» فلحظة
سلسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور و
النفخ لحظة القيام والنشور» وأول كلمة تقولها البشرية حينما ترى
هي حقيقة جلية للجميع يحسونها بكل أحاسيسهم هي كلمة الحسرة
والندم والخوف (يا ويلنا)
[سورة يس» الأيثان: 51 87]
وربما يدخل هذا التساؤل عموم الناس في البداية لأذ منظر
الحشر لمليارات البشر دفعة واحدة يخرجون من أجداثهم عراة حفاة؛
لا يُميِّرْ فيه بين كبير وصغير ولا عبد ولا أمير» ولكن يثبت الله الذين
آمنوا في البداية ويحقق لهم ما وعدهم من الوعد الحق
ذكرى من يكون هو؟ ثم ما كان عليه
قال الله تعالى : أي بَدَكَرُ ساس
فاللحظات الأولى ذهول مطلق للجميع» ثم تظهر حقائق
النؤوس من خلال التذكر السريع» فيعود المؤمن إلى نفسه سريعاء
الله واستكبروا في أنفسهم عن الإيمان بالل وعبادته فهؤلاء هم الذين
5 سلسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور
وتكون الذكرى لأولتك الذين كفروا باللّه مؤلمة ألماً شديداً
فتراهم يقولون كما قال الله تعالى حاكياً عنهم: «قَقَالوا بين ردول
والآية تعبر عن حالة هؤلاء تعبيراً يؤكد أن الندم والحسرة يكونان
الأرض ذهباً فلن يحميهم ويعصمهم من غضب الله سبحانه؛ وهم حينما
يرون بداية الحقيقة أمامهم» تصعقهم الآلام ويتمنون العودة إلى قبورهم
العذاب والآلام والذل والمهانة لأن الله توعدهم بالعذاب المهين؛ وهو
أشد أنواع العذاب إيلاماً؛ وأما العصاة وعصاة أمة محمد كِيلةٍ فتختلف
آلامهم وعذابهم النفسي في هذه اللحظة عن المشركين والكافرين» فتكون
آلامهم منصبة في هيئة الندم العميق على ما فعلوا في حياتهم من ألوان
المعاصي والفجور» ومنهم مَن يعتصره الألم اعتصاراً لعدم ثباته في الدنيا
على طاعة ربه سبحانه وتكاسله عن أداء الكثير من حق الله وحق العباد
قال اله تعالى : هاي تدك الإضسئن ما سكن * وت ْم سن يجن »فأ
سلسلة موسوعة الآخرة/ البعث والنشور 54
عشرات المليارات من البشر من بواطن البحار والجبال والوديان
والصحراء في لحظات أمر إلهي؛ فوق مستوى العقل البشري وهذا في
علم الله
فعلم الحياة الدنيا الميسر البسيط من أجل معيشة البشر انتهى
ألم يقل بعض البشر كما قال تعالى على لسانهم:
قال الله تعالى : #وكانوا يلوت آيدًا يتن وَكُنَ شرب َعَم لون
هذه الآية الكريمة لسان حال الكافرين والفاسقين
فهذا علم أنكروه» وأنكروا قدرة الله فيه؛ والآن وقد انتهت
أسباب الذقيًا وجادت جاتب الأخزة فسيرزة من قذرة الله مايورةاء
والندم واقع على من أنكروا وجحدوا قدرة الله وقد رأوا قدرته من
خلال كونه في حياتهم الدنيا ورأوا السماء وما فيهاء والأرض وما