الحمد لله الذي أنزل على عبذده الكتاب هدىئّ وموعظة وشفاءً لما في
الصدور ؛ من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقئ لا انقصام لها 6
وباليقين الذي لا ينفد » والصلاة والسلام على المبلغ الأمين ؛ والمرشد
وبعد :
إن قوة ونفاذ الكلام تنبع من قوة ونفوذ مصدره إلا أن قيمة الكلام تكون في
حينما سمعت هذه المقولة بدأ يتشكل في ذهني جنين فكرة مجهولة لم
تتبلور ملامحها بشكل واضح إلا عندما كنت أقرأ القرآن الكريم » فاستوقفتني
عدة آيات كريمة » يقول تعالى :
عليهرعى هك يتَادقت من مَكان بَِيدٍ » 5
إحدى الحكم الشعبية )١(
سورة فصلت : الآية55 )(
ف وَشِماء وَالَذِيت لا بُؤمنوبت في ءَاذَانهم وفر وهو
را قا حدم لض ار
شَيْءٍ وهدى ورمة ١ و نؤمِئون* ٠
التفكير والتأمل في هذه الآيات حتى بدأ ذلك الجنين يكبر وينضج إلى أن
حان موعد ولادته عام 11785ه
إلا أن هذا المولود الجديد » والذي أسميته منّة الرحمن فى بعض أسرار
القرآن » كان يتطرق لموضوع في غاية الخطورة والأهمية في حياة الأمة
الإسلامية » وهو القرآن الكريم
عز وجل » وسوف أسأل عن علم قد تعلمته ؛ ولم أنقله إلى المسلمين عسئ
أن يكون نافعاً بإذن الله تعالى
سورة يوسف : الآية 1١١١
سورة الأنعام : الآية 38
سورة النحل : الاية 85
سورة النحل : الآية54
سوزة الإشراء ؛ الآية 81
بالإنقسام الذي حدث بين صفوفهم » فكان منهم المحايد الذي ليمن عندذه
ما يعينني به على تنشئة هذا المولود َ ومنهم الخائف الذي خشي من الموضوع
الذي أعالجه في هذا الكتاب ؛ ومنهم المؤيد الذي شددت به أزري » أذكر
منهم أستاذنا الدكتور إبراهيم سلقيني و الخ
لقد تعمدت كتابة الأسطر السابقة لكى يتعرف القارىء على السيرة الذاتية
إن القرآن الكريم الذي امتلات مكتبات المساجد به 6 والذي لا يكاد يخلو
منزل مسلم منه َ مصدره الله عز وجل يقول تعالئى َ
ومحتواه قيم يقول تعالى 5
وكل آية من آيات القرآن الكريم أنزل الله على رسوله بيانها وتفسيرها حيث
9-7 سورة البيئة : الآية )7(
(©) سورة النحل : الآية 54
إن كل آية في الكتاب الكريم فيها من الحجكم والأسرار والكنوز التي تعجز
عقول البشر عن إدراكها » وتجف الأقلام وتنفذ الصحف قبل أن تستوعب كل
أسرارها وعجائبها وكنوزها
فهذا القرآن الكريم معجزة للبشر » وإعجازه يظهر من تحدي العرب به 6
وعجزهم الكامل عن الإتيان بأقصر سورة منه» مع شدة حرصهم على
ادعاه من الرسالة وعجز أهل الفصاحة والبلاغة في أزهئ عصورهم دليل
قاطع على أنه من عند الله تعالى بالإضافة إلى الكثير من الأدلة العلمية والفكرية
يقول الله عز وجل :
إن محور هذا الكتاب هو الاستفادة من بعض الأسرار الكثيرة الموجودة فى
كتاب الله عز وجل في جميع الميادين َ كيف لا نستفيد وقد ذكر الله عز وجل
24 اي ها صر الله مد ال لاض
انر تي 2 عرس اسم ا دح حر اسم مر اب ا يم رص
)١( سورة البقرة: الآية 77
(7) سورة الإسراء : الآية 87
(©) سورة الأنعام : الاية8
قر رغرم "
ون كَكَان بيد !'؟ إ:
عرسم سر ود
القرآن الكريم
الكتاب الكريم هو القرآن الكريم » وقد دل على ذلك قوله تعالى :
والحكمة من تسمية هذا الكتاب الكريم قرآناً من بين كتب الله تعالى كونه
كما يقول العلماء جامعاً لثمرة كتبه » بل لجمعه ثمرة ح جميع العلوم كما أشار الله
تعالى إلى ذلك بقوله :
والقرآن الكريم : هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد كي باللفظ
سورة فصلت : الآية45 )١(
() سورة النحل : الآية 84
(©) سورةالأحقاف : الآية 0-74
العربي » المنقول بالتواتر » المتحدى به » المتعبد بتلاوته » المبدوء بسورة
الفاتحة ؛ المختوم بسورة الناس
والناس من كتاب الله أربعة أصناف :
-١ صنف خرم لذة التلاوة فتتالت عليه الأسقام والعلل والهموم ٠ رغم أن
الشفاء بين يديه ٠ وهو معرض عنه ؛ ساع إلى غيره ليداوي الداء بالداء + ولو
صدق يقينه » وقويت صلته بكلام الله المعجز » لما وجدت الهموم إليه سبيلاً
فكان كما قال الله تعالى :
فهذا الصنف قد انسلخ عن منهج الله تعالئ » فزاد لها » وطال أمله » فكان
١ للف برد حروقه» ونقف عند نظمة ورسمة + يتخ ية:» وذللقا كله
من كتاب الله
*- وصنف يلامس معاني كلمات الله الظاهرة » وقد انقطعت إمداداته
اللدنيّة”' فاكتفى بالساحل
8 وصنف داوموا على تلاوة كتاب الله وفهم معانيه ؛ وتذبره » حتى سرت
17/6 سورة الأعراف : الآية )(
وهي تعني : المعرفة والعلم الموهوب من الله عز وجله يقول تعالى : #عَبَدا ين انآ )©(
يتلونه آناء الليل وأطراف النهار » فانكشفت لهم بعض مكنوناته وأسفرت لهم
بعض أسراره فضلاً من الله ومنة ؛ فهم في رياض كتاب الله ينعمون » فالاية
يتلوها هذا ويتلوها ذاك » وكلما كان القرب من الله أكثر تجلت الأسرار
فهذا الصنف من الناس استغنئ بكتاب الله عمّا سواه فهو الأنينٌ فى رحلة
الدنيا » والمرشدٌ إلى طريق الهداية ٠ ومصدر الشفاء من العلل ؛ وال الذي
يهتدون به في حلكة الظلمات » فيه لكل معضلة علاج : جسدية كانت ؛ أو
قد ع رص حر حر رخا ا
ل الكتب يَنينا لحل شيو وهدى ى ورحمة ونشرئ اللي »*؟ #
وهنا اقترح على كل من يريد الاستفادة بالقرآن الكريم أن بحث عن الحاجة
القرآن
سورةالأنعام : الآية38 )١(
: 6 سورة النحل الآية )(
87 سورة الإسراء : الآية )(
سورة فصلت : الآية55 )4(
(ه) سورة النحل : الآية89
وهم تَهَنَدُونَ# :
وإن أردت مودة شخص فاقراً بنية ذلك © #عى أَذَهُ أن يجمل تدك وبين آلَنِنَ
سورة الشورى : الآية14 )١(
سورة الفتح : الآية؟ )(
87 سورة الأنعام : الآية )©(
497 (ه) سورة الحجر : الآية
74 سورة القصص : الآية )(
84 سورةالأنبياء : الآية )8(
وإن أردت صرف ما تكره فاقرأ : # زَبَنا اف حَنَا العَذاب نمؤنو 04"
وهكذا تتلو الآية بالنية التي في قلبك واتجه إلى الله بالدعاء بتلك الآيات
وابحث في عجائب القرآن ؛ واستخرج من كنوزه ودرره ؛ واستشف به من
الأمراض والعلل مؤمناً بإعجاز القرآن العددي والبياني والعلمي
والتشريعي الخ والمقام هنا ليس مقام تفصيل ذلك ؛ ولكنه باب جديد من
أبواب الإعجاز إنه إعجاز الأثر الذي تلمسه في ذاتك وتجده بين
جوانحك ويتحقق بين يديك
الظنون لأنه مبتور » أحاط نفسه بالأسباب المادية ؛ واتكل عليها ؛ وظن أنها
مانعته من صروف الدهر ونكباته » فوكله الله إلى نفسه » ولم يبال في أي أودية
الدثيا هلك
وإذا نصحته بالاستشفاء بالقرآن نظر إليك مستغربا !
85 سورة الشعراء : الآية )١(
1١١ سورة الدخان : الآية )(
88 سورة هود : الآية )©(