من يلوم المنسرف أولادة وآهلَّه , وكذلك الممسك البخيل فكلاهما
مَلُوم لتصرفه غير المتزن
المستقبل له ولأولاده من بعذه
إذن : فكلا الطرفين مذموم , ويترتب عليه سوء لا تُحمد عقباه فى
حياة الفرد والمجتمع إذن : فما القصد ؟
القصد أن يسير الإنسان قواما بين الإسراف والتقتير ٠ كما قال
فى حياة المجتمع ؛ فابُسط يدك بالإنفاق لكى تساهم فى سَّيِّر عجلة
الحياة وتنشيط البيع والشراء , لكن ليس كل البسط , بل تُبقى من
دخلك على شىء لتحقق طموحاتك فى الحياة , وكذلك لا تمسك وتُقتّر
على نفسك وآأولادك فيلومونك ويكرهون البقاء معك , وتكون عضرا
خاملاً فى مجتمعك ؛ لا تتفاعل معه ؛ ولا نهم فى إثراء حركته
والحق سبحاته وتعالى ودى امب الزن التي لا للق + عو
مَلْكه سبحانه كما قال فى الحديث القدسى : : يا عبادى ؛ لو أن
ما نقص ذلك مما عندى إلا كمغرز إبرة أحدكم إذا غمسه فى البحر ٠
ذلك أنَى جواد واجد ماجد , عطائى كلام وعذابى كلام ٠ إنما أمرى
نشيء إذا أزفكة أن أفؤل له كن فكرن ١
ثم يقول الحق سبحاته :
ويقبض عن آخرين لتسير حركة الحياة ؛ لانه سبحاته لو بسط الرزق
ووسعه على جميع الناس لاستغنى الناس عن الناس + وحدلات بينهم
مقاطعة تفسد عليهم حياتهم
إنما حركة الحياة تتطلب أن يحتاج صاحب المال إلى عمل ؛
وصاحب العمل إلى مال ؛ فتلتقى حاجات الناس بعضهم لبعض ٠
وبذلك يتكامل الناس , ويشعر كل عضي فى المجتمع بأهميته ودوره
وسبق أن ذكرنا أن اللحق سبمانه لم يجمل إنساناً مَجَممَا
للمواهب , بل المواهب مُوزِّعة بين الخلْقَ جميعهم فانت صاحب
موهبة فى مجال ؛ وأنا صاحب موهبة فى مجال آخر وهكذا ٠ ليظل
الناس يحتاج ب بعضهم 8 لبعض
فالغنى صاحب المال الذى ربما تعالى بماله وتكبر به على الناس
يزاول حركة الحياة
والحق سبحانه لا يريد فى حركة الحياة ان يتفضّل الناس على
الناس , بل لا بد أن ترتبط مصالح الناس عند الناس بحاجة بعضهم
فإذا كان الحق تبارك وتعالى لا يبسط لعباده كل البسط ٠
ولا يقبض عنهم كل القَبّض , بل يقبض ويبسط ٠ فوراء ذلك حكمة لله
تعالى بالغة ؛ لذلك ارتضى هذا الاعتدال منهج لعباده ينظم حياتهم
وعلى العبد أن يرضى بما قُسم له فى الحالتين , وأن يسير فى حركة
يقول تعالى : « ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آناه الله 0 » [الطلاق]
أى : مَنْ ضليّق عليه الرزق فلينفق على قَدْره ٠ ولا يتطلع إلى
مااهوى فوق قدرته وإمكاناته , وهذه نظرية اقتصادية تضمن للإنسان
الراحة فى الدنيا ٠ وتوفر له سلامة العيش
الحياة ويُشقيهم أن ترى الفقير الذى ضضْيِّق عليه فى الرزق يريد أن
بهم وعدم إكرامهم لهم على حَدّ قوله تعالى : لو شت لاتخذات
ولما اتفقوا معهم على جعل من الطعام والشياه قام أحدهم برقية
اللديغ بسورة الفاتحة فبرىء فاكلوا من الطعام وتركوا الشياه إلى
أن عادوا إلى رسول الله فيه , وسالوه عن حل هذا الجعل فقال قَه :
٠ فشفاء أمراض البدن شىء موجود فى السلثة ٠ وليس عجيبة من
العجائب ؛ لانك حين تقر كلام الله فاعلم أن المتكلم بهذا الكلام هو
يشاء , وبكلمة ( كُنْ ) يفعل ما يريد ؛ وليس ببعيد أن يُؤْكّر كلام الله
فى المريض فيشفى
ولما تناقش بعض المعترضين على هذه المسالة مع أحد العلماء ٠
قالوا له : كيف يُشْقَى المريض بكلمة ؟ هذا غير معقول ؛ فقال العالم
لصاحبه : اسكت أنت حمار !!: فغضب الرجل ٠ وهم بترك المكان وقد
بالك بكلمة المتكلّم بها الحق سبحانه وتعالى ؟ ِ
ثم يقول تعالى : لؤولا يَزِيدُ الظالمين إل خْسَارًا 600 [الإسراء] لأنهم
بظلمهم واستقبالهم فيوضات السماء بملكات سقيمة , وأجهزة متضاربة
)١( أخرجه أحمد فى مسنده ( 4/7 ) والبشارى فى صميعه ( 0776 ) من حديث أبى
سعيد الخدرى رضى الله عنه
ثم يقول الحق سبحانه :
م مار كه ار 2 بورك رام
الله تعالى يريد أن يعطى الإنسان صورة عن نفسه ؛ لتكون عنده
أو التحصين الذى يمنع حدوث مرض ما فها هى طبيعة الإنسان
وسَِمتّه الغالبة , وليه ان يُخْقّف من هذه الطبيعة + والمزاد أن
الإنسان إذا أنعم الله عليه استغنى وأعرض ٠
الذى يعطى للابن مصروفه كل شهر مثلاً , فترى الولد لا يلتفت إلى
أبيه إلا أول كل شهر ؛ حيث يأتى موعد ما تعوّد عليه من مصروف ٠
لأبيه ويُظهر نفسه أمامه ليذكرة بالمعلوم فالولد حين أاعرض عن
لان الوالد أعطاه طاقة الاستغناء عنه طوال الشهر ٠ فإن كان الابن
با مؤمنا قإنه لا ينسى تخلل والده الذى وك له طاقة الاستفتاء
هذه فيذكر والده بالخير : ويل له هذا الجميل :
أعرض ©© » [الإسراء]
أى : أعرض عنا وعن ذكّرنا وانصرف عن منهجنا , ومن الناس
من يُعرض عن ذكر الله ؛ ولكنه يؤْدى منهجه ؛ ولو أدّى المنهج مع
ذكر صاحب المنهج ما نسى المنعم أبدا
وإذا شغل الإنسان بالنعمة عن المنعم فكانه يُخْطَىء المنعم ,
فالاستغناء هنا ليس ذاتياً فى الإنسان ٠ بل هو استغناء موهوب ٠
قد ينتهى فى يوم من الايام ويعود الإنسان من جديد يطلب النعمة من
المتعم سبحانه , يقول تعالى : إن إلى ربك الرجعئ (2)* [العلق]
ثم يتحدث الحق عن صفة أخرى فى الإنسان : «وإذا مسه الشر
شرق فقر ار نس ضر يفط من رحتتاقها ركان لمق لقنا
وانت مؤمن لا تعيش مع الأسباب وحدها إنما مع المسبّب سبحانه ؛
وما دمت فى رحاب مُسبَب الاسباب فلا تياس ولا نط :
لذلك يقولون : « لا كَرْبّ وانت رب ٠ فيجوز لك القنوط إن
له اب لا يُلقى لهموم الدنيا بالا , ويستطيع أن يعتمد عليه فى قضاء
الأسوة به سبحانه وتعالى ٠ يريد أن يقول للإنسان : لا تحزن إن
رحلل م حبحجرحيرحجرحي رجرحيرحجرحيرصجرحمرحرجا
وقوله (فَأعرض عَنها 660 [لكيدع تركها «ونسى ما قدت
داه 660 [الكيف] نسى السيثات , وكان من للواجب أن يتتبه إلى
آكنة : اغطية جمع كنّ ؛ فجعل الله على قلويهم اغطية ٠ فلا يدخلها
اعدداه مأ يريد َ
كما قال متهم غى آية الخرى : ( فى قلويهم عرض فزادهم الله مرحنا
وقال تعالى فى هذا المنتى : ؤختم الله على غُلُوبهم وَعَلَى سمعهم
وقوله تعالى : ( رفى آذانهم ورا © [الكيف] أى : صمم فلا
أمر طبيعى بعد أن ختم الله على قلوبهم وعلى أسماعهم ٠ وسد
عليهم متافذ العلم والهنداية ؛ لان الهدى ناشىء من أن تسمع كلمة
فتصمع بالأذن , وتقبل بالقلب , وتتقعل بالجوارح طاعة واقتزاماً بما
وما دام فى الأذن ور وصمم قأن تسمع ٠ وإن سمحت شيا
أنكره القلب + والجوارح لا تتقعل إلا بما شحن يه القلب من عقائد
ويقول الحق سيحلته :
1" ال وحمو حابر و الحم > 7
يكون لهم مَلْجِا يحميهم منه , ولا شك أت قى إمهالهم فى الدنيا حكمة
راية الدين ويدافع عنه , وقد حدث هذا كثثيراًا قى تاريخ الإسلام ,
فمنٌ خظَهّْر أبى جهل جاه عكزمة وآمهل الله خالد بن الوليد فكان
ثم يقول الحق سبحانه :
نا الى وه راذا لشي لت لين #و نطف لمكيل
خطاب لأمته لكن الإشارة لا تكون إلا لشىء معلوم موجود محس ؛ء
كما جاء فى قوله تعالى وما تلك ييمينك يُمُوسَئ © » [طه]
فاين هذه القُرّى ؟ وهل كان لها وجود على عهد النبى كي ؟
ويراها الناس فى رحلاتهم إلى الشام وغيرها مثل : قُرّى ثمود قوم
صالخ ٠ وقرى قوم لوط , وقد قال تعالى عنها : ( وإنكم لتمرون
إذن : فتلك إشارة إلى موجود مَحَسٌ ذال بما تبقى منه على
عن القوم الظالمين
وكلمة ( القرى ) جمع قرية ٠ وتُطلَّق على المكان الذى تتوقّر فيه
مٌُقومات الحياة وضرورياتها , بل بها ما يزيد على الضروريات
ثم يقول الحق سبحانه :
حرا ذل عر يج
م و ير برح حون
)١( القرى : طعام الاضياف والمظرى : كل ما يؤتى به من قرى الضيف من قصحة أو جفنة
٠ [ لسان العرب - مادة : قرئ ] ٠
(5) يدعبا ذا رجف , القرآن في قوله تعالى قاصياً مكة المكرمة ٠ فقال : إوكذلك