والاستتكارات» خاصة من الجناح السلفي والجناح الجهادي
أخذنا نفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق فقررنا أن نصارحهم بما حدث
فعلًا» وأننا بايعنا الإخوان وأصيحنا منهم بالفعل» وكانت رؤيتنا أن خير وسيلة للدفاع
هي الهجوم
السلفيين أو تيار السلفية العلمية في الإسكندرية؛ ويمثله الإخوة محمد إسماعيل
أسسوا تيار العنف في المنيا وأسيوط وعلى رأسهم كرم زهدي وأسامة حافظ وناجح
إبراهيم وعاصم عبد الماجد وعصام دربالة
أخذت الأمور تستقر تدريجيًا وانحصر نقد الإخوة في التيار السلفي لنا كإخران
في دروس ومحاضرات تنهمنا بأننا أصحاب بدع وتحلل من الدين» وقد أخذ هؤلاء
أما مجموعة الصعيد فقد صرنا في نظرهم مهادنين متخاذلين آثرنا العافية بدلا من
مقارعة النظام» وكنا في البداية نرد عليهم بأن اختيارنا هذا نوع من الإعداد والتمهل
وعدم التسرع في الأخذ بالأسباب
وتدريجيًا بدأ التمايز بين هذه المجموعات الثلاث وفقدنا السيطرة على الطرفين
تكسير بعض الكازينوهات» وضرب البنات المتبرجات على كورنيش النيل في المنيا؛
والهجوم على الطلاب الأقباط واحتجازهم في المدينة الجامعية في أسيوط
واستمر الحال على هذا حتى وقعت واقعة اغتيال السادات» فالتقينا ثانية ولكن في
السجون تحت سياط التعذيب!
ما بعد قرار الانضمام لل خوان
أتصور أنه في اللحظة التي قررنا كمسثولين عن الجماعة الإسلامية في الجامعة
أن نتضم بجماعتنا للإخوان المسلمين؛ كنا قد أجبنا عن سؤال التنظيم وصرنا تنظيمًا
يتا ملا شباب الجماعة الإسلامية فراغه وضخوا فيه الدماء ونصّبوا قادة الإخوان عليه
المحافظات هو تنظيم الإخوان المسلمين
ومع تخرج مجموعة القيادات المؤسسة للجماعة الإسلامية من الجامعة عام
الجديدة للجماعة في محافظته؛ وكنا نوجه الإخوة إلى الاتصال بقائده في الجماعة
من مسكئولي الجماعة الإسلامية» وفي الإسكندرية - على سبيل المثال - كان الأ
الاتصال من جماعة الإخوان والذي يفترض به أن يتسلم الخريجين وهكذا
فكرة ومشروعًا وتاريحًا إذ لم يكن هناك تنظيم إخواني بالمعنى الذي تعنيه كلمة
الحقيقي الموجود في الواقع: وأعني به الجماعة الإسلامية كان في كل محافظة
أو مدينة كبرى قيادة إخوانية تاريخية تم اعتمادها: في محافظة الغربية الحاج أحمد
البس؛ وفي المنصورة الأستاذ محمد العدوي» وفي الإسماعيلية الحاج علي رزة؛
وفي البحيرة الأستاذ الدسوقي بقنينة»؛ وفي السويس الحاج عبد العزيز العزازي» وفي
بورسعيد الحاج عبد العزيز حمودة؛ والذي كنا قد تزاملنا معّا في محاكمات عام
0 العسكرية وحكم علينا فيها بالسجن معًا
وهكذا بدأ التنظيم يتمدد في أنحاء القطر وبدأت قيادة الإخوان تصعد إلى قمثه
في الوقت الذي ظلت القيادات الطلابية (أبناء الجماعة الإسلامية) في القيادة كما هي
بعد التحاقها بالإخوان ولكن بتوجيهات من قيادة الإخوان
وينبغي التوقف أيضًا أمام حقيقة تاريخية تتمثل في أن الذين بايعوا الإخوان
التوجه كانوا أقلية على الرغم من أنهم انتشروا بعد ذلك كتيارات وجماعات مستقلة
عن الإخوان المسلمين مثل الدعوة السلفية التي أسسها إخواننا الذين رفضواً
الانضواء معنا ضمن الإخوان المسلمين وفي مقدمتهم الإخوة محمد إسماعيل وسعيد
عبد العظيم وأحمد فريد أو إلتيار الجهادي الذي ظهر في الجماعة الإسلامية ثم
تنظيم الجهاد؛ مثل كرم زهدي وأسامة حافظ وناجح إبراهيم وعاصم عبد الماجد
فالتيار الغالب هو من دخل الإخوان اللهم إلا في محافظات بعينها مثل محافظة
أسيوط التي كانت الغلبة فيها للإخوة في التبار الجهادي» فلم تكن في أسيوط قيادات
إخوانية كبيرة تستطيع استيعاب هؤلاء الشباب بعكس ما كان في المحافظات الأخرى
هناك قيادات إخوانية كبيرة فاستطاع الإخوة الجهاديون الانقلاب على الأخ أسامة
سيد أحمد أمير الجماعة الإسلامية هناك فقد كانوا يعرفون علاقته بالإخوان حيث
داخل جماعة الاخوان
كان أول ارتباط تنظيمي لي بجماعة الإخوان المسلمين عام ١87/6 قبل بقية إخواني
من الجماعة الإسلامية وقبل إعلان بيعة قادة الجماعة الإسلامية للإخوان عليًّا؛ في
هذا العام التحقت بأول أسرة تربوية داخل جماعة الإخوان» وكانت تضمني والأخ
سناء أبو زيد وهو دفعتي في كلية الطب» والأخ عبد المعطي الجزار وكان أستاذًا في
أكبر منا سنا إذ ينتمي إلى جيل الإخوة جابر رزق وإبراهيم شرف وهو الجيل الذي
يقف تاريخيًا بين جيل 1404 وجيل تنظيم 1435 داخل الجماعة والأخ مبارك عبد
العظيم كان مدرسًا للعلوم بالمعاهد الأزهرية ولم تعد له بالإخوان صلة إدارية أو
وقد بقينا معًّا في هذه الأسرة مدة سنة كاملة إلى أن انتقلنا إلى أسرة أخرى كان
المسكول عنها الأستاذ الحاج محمود أبو رية الذي كان يعمل مستشارًا في منظمة
التربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية» وهو أحد كبار الإخوان وقتهاء وقد
الإجوات ف محافظة القاجرة ولا كبرب ند رجع إلى بلدقة في مقهلة الجتسوارة
وصار مستولا عن الإخوان في محافظة الدقهلية والطريف أنه - رحمه الله - عاد
بعد ذلك ليحاكم معنا في القضية العسكرية عام 1440 وقضينا معه في السجن ثلاث
سنوات كاملة رغم شيخوخته - رحمه الله
محمد الصروي - رحمه الله - وقد كان مسثولا عن محافظة الجيزة؛ والأخ السيد
الجندي - رحمه الله - وقد كان يعمل محاسبًا في الجمعية التعاونية للبترول» والأخ
الأستاذ أحمد توفيق وكان يعمل تاجرًا فى منطقة العتبة وكان أكبر منا سنا وينتمى
إلى الجيل الذي نشأ ما بين 1944 واف لازن ولق الت ساء الأنبرة من الأخر
الرئيسية للإخوان في هذه الفترة التي بدأت الجماعة تستعيد فيها نظام الأسر التربوية
ثانية وكانت مسئولة عن مجمل عمل الإخوان في محافظة القاهرة
الجماعة الاسلامية أقوى أجيال الحركة الطلابية
وللتاريخ أقول إن الجماعة الإسلامية التي ولدت في أحضان الجامعات المصرية
يعز أن نجد لها مثيلًا في تاريخ العمل الإسلامي والطلابي وخاصة في مصر لقد
كانت هذه الجماعة تجرية فريدة فى العلاقات الإنسانية والأخوية بين أبنائهاء وكانت
مثالا نادرًا للعجرد والإخلاص والرغية الصادقة في العمل لنصرة دين الله ولأجل
الوطن كنا مجموعة من الشباب الذين لم تجمع بينهم أي مصلحة شخصية أو توجه
سياسيء أو يحركهم تنظيم معين» وكانت تربطنا علاقة محبة وأخوة صادقة تزيد عما
بين إخوان النسب من قوة وصدق
خالصة لوجهه ومن دون أي نوازع شخصية حتى إننا كنا نؤثر بعضنا ونتسارع في
إنكار الذات ولم تكن قضايا الإمارة والرئاسة تعني أحدًا منا أو تشغل باله
في أجيال الطلاب في كل جامعات مصرء فقد استضافت عشرات الشيوخ والعلماء
أو ترك العمل الإسلامى برمته وهو جهد أحسب أنه أكبر مما بذل في كل مراحل
الحركة الإسلامية فيما بعد
ولا أبالغ إذا ما قلت إن جيل السبعينيات كان الأقوى والأكثر نضا وتأثيرًا بين
كل أجيال الحركة الطلابية الإسلامية ساعد على ذلك ظروف البلاد وأجواء الحرية
لا شيء ولم ندرك مرحلة الإخوان السابقة علينا في الخمسينيات والستينيات وما
سمة تميز الجيل الأول من الجماعة الإسلامية أيام وحدتها
وأحسب أن جزءًا من قوة الجماعة أنها الأقوى في تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية
وقللت من مخاوفه إزاء فكرة سيطرة الإخوان على الحركة الطلابية الجديدة كما أن
على خطى تفكير النظام الخاص
وإذا تحدثنا عن علاقتنا بالإخوان قبل الانضمام إليهم يمكنني القول إن أفكارنا
ومنهجنا كان أقرب إلى المنهج وطريقة التفكير التي كانت تسيطر على إخوان تنظيم
8 م فقد كانت لديهم منهجية الانقلاب والثورة» وكان لديهم رغبة في الانقلاب
بل أكثر من ذلك أرى أن إخوان النظام الخاص مثل الأساتذة مصطفى مشهور
وكمال السنانيري وحستي عبد الباقي وأحمد حسئين وأحمد الملطء كانت لديهم
منهجية قريبة مناء وأنهم حين خرجوا من السجون كانوا يحملون نفس الأفكار التي
كنا نحملهاء لذلك كانوا أقرب لنفوسنا في ذلك الوقت من غيرهم من الإخوان
القدامى الذين تربوا بالقرب من الأستاذ حسن البناء مثل الأساتذة عمر التلمساني
وصلاح شادي وفريد عبد الخالق وصالح أبو رقيق
وتعله كان من أقدار الله الطيبة أن نلتقي أولًا بأفر اد التنظيم الخاص المتشددين
أصحاب الاتجاه الأصولي قبل لقائنا مع القيادات الكبرى الأكثر اعتدالاء فلو أن
الاتصال الأول كان مع كبار الإخوان المعتدلين أمثال الأستاذ عمر التلمساني
لقد عانينا كثيرًا - كشباب متشدد مثالي- مع قيادات الجماعة المعتدلة؛ بسبب ما
كنا نراه وتعتبره تساهلًا منهم في أمور دينية لم نكن نتصور أن يتساهل فيها أمثالهم؛
وما كان يلطف الأجواء بيننا هو القيادات الأصولية من رجال التنظيم الخاص وتنظيم
أذكر أننا كنا في لقاء مع الأستاذ عمر التلمساني» وكنا نتناقش في قضية بالغة
منه أمامنا في الانصراف لكي يشاهد مياراة كرة قدم بين نادبي الأهلي والزمالك!!
الوقت الذي لا يصح بحق المسلم الملتزم فضلا عن الإخوة المجاهدين نعم كنا
نمارس الرياضة ولكن لا نشاهدها أو نضيع أوقاتنا أمامها وأنه لا شيء من متاع
الدنيا مقدم على الدعوة والجندية» وأن البذل في سبيل الله أهم من آبائنا وأمهاتنا ومن
أي شيء آخر فضلا عن كرة القدم
والمفارقة كانت في رد الأستاذ عمر الذي قال له: طيب روح إنت يا إبراهيم!!!
لقد كان من المفروض في تصورنا أن يرفض الأستاذ عمر طلبه ويذكره بالأهم
لكن هذا ما جرى فكان له وقع سيئ إذ كان موقفا غريبًا على سلوكنا وطباعنا في هذا
الوقت
ارتبط بالشهيد سيد قطب؛ إضافة إلى مجموعة من الإخوان بدأت مع الإخوان بعد
عام ١1488 مع بداية المحنة» وهؤلاء مآ كانوا من الإخوان القدامى ولا من الجيل
الذي انضم بعد ذلك ومنهم الإخوة: إبراهيم شرف وجابر رزق وصبري عرفة
أما التيار الثاني فهو الأكثر تأثرًا بمنهج الأستاذ الإمام حسن البنا الذي كان إصلاحيًا
معتدلا متدرجا سلميًا غير مؤمن بالعتف كما هو حال منهج التيار الأول وما أراه أن
أسلوبان فكريان مختلفان في صف الجماعة خاصة أثناء محنتي 1485 و936٠
وأتصور أيضًا أن الأفكار الانقلابية كانت طارثة على الإخوان وتأثرت إلى حد
كبير بكتابات الشهيد سيد قطب؛ وأنها لم تكن تعبر عن الخط الأساسي لجماعة
الإخوان كما وضعه الإمام الشهيد حسن البناء وأرى أنه قد حدث خلط كبير في هذا
الأمر حين ادعى البعض أن الأستاذ حسن الهضيبي - رحمه الله - كان على علم
بأفكار هذا التنظيم - 1436- ومنهجه الانقلابي» وهذا - في رأيي - غير صحيح
مسألة علاقة الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - بهذا التنظيم؛ فهو أمر يحتاج إلى
التمحيص والنظر
الحسم بين تياري النظام الخاص والعمل العام
وأتصور أن الجماعة - الإخوان - ظلت طوال عقد السبعينيات تضم داخلها كلا
كان عام الحسم والعودة الحقيقية لفكر المدرسة الأولى؛ مدرسة حسن البنا البعيدة
عن أفكار النظام الخاص وتنظيم 1438 والتي تقوم على العلنية واحترام المشروعية
وسبب تحديدي لهذا العام؛ أنه العام الذي قررت الجماعة فيه الدخول بقوة فى
العمل العام» فحين قررت الجماعة خوض انتخابات التقابات دار بيننا حوار داخلىء
وكانت هناك تساؤلات حول المنهج الذي ستدخل به الجماعة في العمل العام؛
وحول جدوى سبيل التغيير السلمي من خلال مؤسسات المجتمع المدني
وقد حسمت الجماعة أمرها باختيار سبيل العمل السلمي الإصلاحي وتجاوز
فكرة العنف تمامًاء وأذكر وقتها أن الأستاذ صالح أبو رقيق قال في تصريح للصحافة:
إن جماعة الإخوان قد طلقت العنف ثلانًا!
وقد كان الفضل في هذا - بعد الله - للأستاذ عمر التلمساني الذي أحدث تطويرًا
كبيرًا في طريقة تفكيرنا نحن الشباب؛ بما جعل من المستقر في أذهاننا أن التغيير
بالقوة هو فكرة ساذجة ولن تأتي بنتيجة» وأن خسائرها أكثر من مكاسبها وكان مما
حسم حو ارنا الداخلي ناحية نهج التغيير السلمي تقييمنا للتجارب الفاشلة التي لم
تأت بنتيجة
اتتخابات مجلس الشعب وتحالفنا مع حزب الوفد اللييرالي» ثم بد أدخول الانتخابات
النقابية وكان أولها فى تقابة الأطباء
الانتخابات» وكان معنا الإخوة عصام العريان وحلمي الجزار وإبراهيم الزعفراني
وبقية المجموعة التي تمثل القيادات الحركية الشابة للإخوان
ومن الجيل القديم الذين ساندوا قرار خوض الانتخابات البرلمانية الأساتذة:
صلاح شادي وفريد عبد الخالق وكذلك الدكتور أحمد الملط الذي كان نائبًا للأستاذ
كان صاحب فكر منفتح» وكان يميل إلى الأخذ بالتيسير خاصة في المسائل الفقهية
والدليل على رأبى هذا إنشاؤه للجمعية الطبية الإسلامية فى أواخر السبعينيات رغبة
منه في العمل العام المتصل بالجماهير ٍ
ومن المهم التوقف عند هذا العمل الرائد الذي قام به الدكتور أحمد الملط والذي
يؤكد أنه كان من أصحاب منهج البناء وليس الانقلاب وهي جمعية من المفترض
ألا يقتصر نشاطها على العلاج بل يتجاوزه إلى كل ما يخدم المسلمين في مجال
فقد كان الدكتور الملط يطمح إلى أن تكون جمعية طبية شاملة لأبعد من موضوع
العلاج فتقدم تعريفا لواجبات الطبيب المسلم؛ وتشجع على الصلات بين الأطباء
المسلمين» وتساعد طلبة الطب على استكمال دراساتهم وتقويم سلوكهم كأطباء
مسلمين يؤدون رسالة سامية» كما تساعدهم في التخصص في فروع الطب المختلفة
وتحصيل أعلى الشهادات فيها وتساعدهم في بحوثهم الطبية وفي مجال البعثات
الطبية؛ كما تساهم في نشر الوعي الطبي بين المسلمين وتعرف برأي الشرع في
التظريات الطبية الجديدة وتطوعها لقواعد الإسلام وتبسطها للعامة هذا بالإضافة