وطلبوا منه آية تثبت لحم صدقه ؛ فأحذ عليهم الميثاق أن يؤمنوا بدعوته حين ظهور
المعجزة المؤيدة له ؛لكنهم لم يلتزموا جميعاً مما اتفقوا معه عليه » جاء في الكامل لابن
من هذه الصخرة ( وعينوها ) ناقة جوفاء عشراء » فإن خرجت صدقاك ؛ فلما
لأحد » فاتركوها في أي أرض لا مالك لها منكم تأكل منها © ولا تمسوفا بأدى
يرْبُ يَوْمِ ملو () وعرفهم أنهم إن مسوها بسوء فسيحل عليهم عذاب
قريب » يهلكهم بعد ثلاثة أيام من الإساءة إليها
وبظهور الناقة المعجزة انقسمت مود إلى فريقين » فريق آمن برسالة صالح 6
وصدق بالله » وأخذ يدافع عن إمانه بالحجة والبرهان » وفريق استمر على ضلاله
٠ )14( الكامل لابن الأثير ج١ ص 84 0 (7) سورة هود آية )١(
)41( سورة الدشمل آية )4( )١66( سورة الشعراء آية )©(
فرد عليهم وعرفهم بأن الله تعالل مطلع على كل أعماهم وأحوالهم + وهو
وهذا كلام يقصد به ” اكبلا " أن يثير في نفوسهم النظرء والتدبر » ليتفكروا في
الدعوة ومصيرهم
لكن الضلال صدهم عن الحق ؛ وأبعدهم عن الصواب وأخذوا يدبرون لقتل
صالح ومن معه » على أن يتم القتل سراً ؛ لا يكشفه احد
ووضع خطة القتل أولو الرأي منهم » وكانوا تسعة وهم الرهط المذكورون
يُصْلِحُوريَ 4 (1) » والتسعة هم تسعة رجال » وقيل بل هم تسع جماعات
أقسم هؤلاء التسعة » على تنفيذ اتباعهم الخطة ليلاً؛ لمباغتة صالح وقتله ؛
ويدعون الصدق لأنمم ديروا ؛ ولم يشاهدوا » مع أن المدبر للجرم إثمه مضاعف ؛ لأنه
مدير للجريمة؛ وراض بجهاءونفى علمهم بالقتل كذب في حد ذاته»لأن الشهادة تنب على
سادسا : ضرورة قياس الأحداث التاريخية علي واقع الناس ؛ فما جاز تصور
وقوعه جاز تصديقه ؛ وما استحال حدوثه استحال تصور وقوعه تارينياً ل
وفي ذلك نقرأ توجيه الله تعالي حيث يقول سبحانه: ف( لوآ إِذ تَِعُْمُوهُ ظَنّ
هذه الآية في إطار حادثة الإفك ؛ وفيها توجيه بقياس ما يشاع علي عامة المؤمنين ؛
فلا
تسمع ما يقول الناس في عائشة " رضي الله عنها " ؟
قال : نعم , وذلك الكذب ؛ أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟
فقال : فعائشة والله خير منك ) (9)
بإمتناعها عمن هي أفضل منها ؛ وعن مثلها في نفس الوقت
إن أخبار القسم الثالث من تاريخ الدعوة في أمس الحاجة إلي إتباع المنهج
يقول الأستاذ/ محمد قطب : ( كتابة التاريخ البمشري من زاوية
الرصمد الإسلامي ضرورة لازمة للأمة الإسلامية ؛ وليست نافلة يمكن
إسقاطها ؛ أو الاستغناء عنها ؛ والعلماء اللسلمون مدعوون للقيام بنصيبهم في هذا
الجهد الشاق ليبنوا للمستقبل الطريق الصحيح ) (7)
السيرة النبوية ج؟ ص 774 ط دار التراث )7( )١( سورة النور آية )١(
1 كيف نكتب التاريخ ص )(
اقفر
إلى الحياة مرة أخرى ؛ فأعادهم الله رجاء أن يشكروا النعمة » ويؤدوا حق المنعم
المسألة الرابعة : عبادة العجل :
لما ذهب موسى " الف " لميقات ربه ؛ استخلف أخاه هارون " اق "6
الذي عرف باللين ؛ والهدوء ؛ فانتهز السامر فرصة غياب موسى " الكت " ؛ وشكك
في صدقه ؛ وبخاصة بعدما أخلف موسى موعده معهم ؛ وقال لبن إسرائيل : إنما
الذهب » وألقوه في النار » فصنع منه السامر هيكلاً تجسد أمامهم في صورة عحل ؛
يصدر بوتا )أله حار( 1)؛ وقال هم: هذا إلحكي وإله موسى فأطاعوه ؛
)١( تفسير الرازي ج77 ص١٠ ؛ هذا وقد قال العلماء : إن سبب الصوت خديعة صنعها
السامر وذلك بفتح ثقب في جسد العجل ؛ يصدر الصوت مع هبوب الريح وقيل : بل هو من
فتنة الشيطان للإسرائيليين , وقيل : إن السامر رأى جبريل "لت" يوم انفلاق البحر يخورض
أقدام الفرسة ؛ واحتفظ به ووضعه في فم العجل فأخرج الصوت ؛ وقيل : بل هي فرسة جبريل
يوم أن جاء ليصعد بموسى "لثثنة" ؛ وقيل : بل رآها السامري مرة ما ؛ ودليل القائلين بأنه
آلرّسُولٍ فَنَبَذتُهَا وَكَذَالِكَ سَوَلَتَ لى تَفيى (ي )القبضة تراب من أثر جبريل ؛ ويستبعد
الشيخ عبد الوهاب النجار ما يقال عن أن الصوت سببه تراب الحياة ؛ ويرى إنها من الريح في
فتحة بالعجل المصنوع وبيرى أن معنى الآية : أن السامر بصر بعجل مصري لم يره الإسرائيليونت
٠ وأخذ جزءاً من تعاليم موسى ؛ الخاصة بالتوحيد ؛ وأبعدها عن الإسرائيليين + وهى المرادة
بالقبضة التي نبذها من آثار موسى الرسول ؛ وبعد ذلك رأى الفرصة مواتية لللعب بعقول
الإسرائيليين ( قصص الأنبياء ج١ ص ١7؟)
وقيل : هو إسرائيلى » من قبيلة عرف بالسامرة فى بلاد الشام (؟) » والأوزار
وعبد الإسرائيلون العجل ؛ وأخذوا يرقصون حوله » ويلعبون » وتحققت أمنية
إنمم بعبادهم للعجل أكدوا طباعهم الوثنية ؛ وبرهنوا على تعودهم نقض
المواثيق ؛ فلقد عاهدهم موسى " الف " على ضرورة الإستقامة على دين الله ؛
بل تركوا الدين بالكلية » يقول الرازى فى تفسيره : ( إن القوم كانوا من الجهالة ؛
بحيث اعتقدوا أن ذلك العجل ؛ المعمول فى تلك الاعة هو الخالق للسموات
يناسب مقام الألوهية (3)
) 4 81 ( سورة طه الآيات )١(
7742677١7 تفسير القرطى ج١١ ص )3(
٠١5 تفسير الرازى ج77 ص )(
وقال " رحمه الله " : ( إن تصور رجوع عدد يقرب من ستمائة ألف عن
الدين الحق ؛ دفعة واحدة ؛ إلى عبادة العجل ؛ ثم رجوعهم إلى الدين الحق بعد
رجوع موسى إليهم تصور عجيب يؤكد بلاهتهم ؛ وتعودهم على الاستعاد ؛
العدد الضخم فى الكفر ؛ وفى الإيمان ) )١(
الضلال من رجل منهم ؛ فهو أمر سهل ؛ وطاعته فى الضلال أمر محبب إليهم
وقد أخبر الله موسى " التي " أن قومه وقعوا فى فتنة الكفر ؛ وأضلهم
السامرى ف الدين » فرجع إلى قومه مسرعاً ؛ وهو حزين ؛ غاضب ؛ يتملكه الندم
والحسرة على هؤلاء الناس » الذين تركوا عبادة الله إلى عبادة البقر ؛ ووجد نفسه أمام
ثلاثة أطراف » أخذ يسائلهم ؛ عن هذا العبث وهم :
السامرى
أ موسى والإسرائيليين :
بتصرف ٠١ تفسير الرازى ج77 ص )١(
وف الآيات بيان لأخلاق الكبار » وهم الملا ؛ وغيرهم »؛ حيث يسألون
الضعفاء الذين آمنوا ؛ منكرين عليهم إيمانهم ؛ مستهزئين بهم ؛ متهمين إياهم بالجهل ؛
وعدم العلم » مع الإشارة إلى أ صالحاً وربه لا يستحقون هذا الإبمان » وتصور الكبار
المستضعفين ى الإيمان
ويقول الملأ من قوم شعيب للناس ؛ ما حكاه الله تعال : ( وَقَالَ ثلا الّذِينَ
يخوفوشُم بالبوار والخسران بسبب الإبمان » فى وقاحة كاذبة ؛ وضلال مبين
ومع فرعون وقومه نرى التعاون المففسد بين السلطان الملا
لأن موسى فى نظرهم يفسد فى الأرض » ويفرق الناس ؛ ويدعو إلى ترك الآلحة ؛
والبعد عن تألية فرعون ؛ وهذا فى نظرهم فساد ) وخسران فيطمئتهم فرعون
ويعرفهم بقراره الجديد ؛ وهو قتل ذكور الإسرائيليين ؛ وترك النساء 6 ويهدئ
خواطرهم بالثقة فى قوته القاهرة ؛ وعلوه الكاذب
() سورة الأعراف آية ( 0 )
(7) سورة الأعراف آية ( ١77 )
وق يوم القيامة حين تتكشف الحقائق + يتناقش المستكبرون
والمستضعفون » وهم فى العذاب » حول من كان سبب الكفر والضلال ؛ يصور
الله تعال هذا النقاش ؛ فيقول : فوَلَوْترَئ إذ الطلِمُورت مَوَقُوفُوري عند
الآخر » يقول المستضعفون للمستكبرين : لولا أنتم لكنار الآن فى الجنة بإتماننا
تفرم بارادتكم » والكفر طبع فيكم
فيوضح المستضعفون ما قام به المستكبرون معهم من حيل مخادعة ؛ ومكر ليم
وتخطيط لتدعيم الكفر » وإستمرارية فى هذا الخداع والوسوسة
يقول القرطى : ( والمستكبرون هم القادة والرؤساء ؛ والمستضعفون هم
الإتباع الذين استمروا على الكفر فى الدنيا ) (3) ؛ لأن المؤمن عزيز بالإبمان » قوى
معية الله ؛ ولا يكون ضعيفا بعد الإبمان
من هذه الحوارات نلمس أخلاق الناس
١7 ص ١١ تفسير القرطى ج )1(
فالقادة ؛ يعارضون رسول الله إليهم دائماً ؛ ويظهرون للناس على أساس أنمم
أصحاب حق ؛ وهم علم بحقائق الأمور ؛ ويتهمون الرسول بكل ما ينفر الناس منه
ونرى الملا ق خدمة سيدهم ؛ يعملون له ؛ ويساعدونه ق المحافظة على ملكه
والعامة ضعاف يسيرون فى ركب قادهّم » ولا يتبينون الحق إلا بعد فوات الأوان
وعلى القائمين بأمر الدعوة أن يدركوا حقيقة النفس البشرية ؛ وطبيعة من
إن نفس الإنسان مليئة بالطمع » وحب الذات ؛ وقد رأينا ما كان من قابيل ؛
أن تعرفه » وتصل إليه ؛ كما حدث من سحرة فرعون ) وزوجته
وبالرجوع إلى حركة الرسل " عليهم السلام " بالدعوة لأقوامهم تتضح
النفوس » وتعرف الطبائع ؛ ويمكن للدعاة أن يقوموا بعملهم فى يسر ونجاح
)88( سورة الأعراف آية )١(
(7) سورة إبراهيم آية ( ١١ )