الناشفر اسم الكتاب: عاي الوردي ..
الحضارية قراءة تقدية
للطباعة والنشر تأليف: نخنة من الباحئين
0 7100964 تصميم الغلاف: محمد شراد حساني
وحعد م هدم
بيروت- لبنان
1457 [71:0096 جميع حقوق النشر محفوظة ومسجلة للناشر
والمؤلف ولا يحنى لأي شخص أو مؤسسة أرجهة
العراق -بغداد- النجف الأشرف إعادة طيع أو ترججة أو نسخ الكتاب أو أي جز
780138 717:00964 عن إلا بترخيص خطي من الؤلف والناشر تحت
علي الوردي الشخصية _ الفكر المنهج ... 13
د. صائب عبد الحميد
الرؤى الفلسفية للعلامة الدكتور الوردي+ 37
د. علي عبد الهادي المرهج
موقف الوردي من المنطق الارسطي قراءة نقدية ... .65
د. فيصل غازي مجهول
مقدمة
ما الذي يشكله علي الوردي بالنسبة للفكر المعاصر في العراق خاصة وفي
العالمين العربي والاسلامي عامة. في هذه المرحلة التي نعيشها بالذات. حيث
تتراجع اطروحات التجديد والحداثة. بل حتى اطروحات الاصلاح. لصالح
الخطاب التقليدي المشدود الى الماضي. لا من خلال ما تميز به من حركة اجتهاد
الى إحداث قطيعة تامة مع الجذور الثقافية. مع تراث امة بأكمله, لتستعير الاطر
العقلية والقوالب الثقافية الجاهزة المولودة في بيئة مغايرة. والمنطلقة أساسا من
مخزون تراثي آخر تنتسب اليه ولم تجد ما يدعوها لإحداث القطيعة معه؟
في هذا الوقت بالذات. حيث يشهد العراق خاصة انحسارا ملحوظا في أخلاق
المدينة أمام عودة واسعة لأخلاقيات البداوة والسنن العشائرية والمصبيات الطائفيةء
عودة بروج لها وبتمترس بها نخب سياسية وتقافية غاب الوطن أو يكاد عن
والطوائفية الجاهزة لأي استقطاب أو استدعاء تمارسه السياسة؟
مبكرا لماذا نستدعي علي الوردي من جديد ونعيد تثوير خطابه.
الوردي واحد من الرواد في الجيل الذي شهد ما يمكن تسميته بمخاضات
السياسي والفكري. فعلى المستوى السياسي شهد العراق سلسلة من حركات
التحرر من الاستعمار البريطاني كان آخرها حركة 14 تموز 1958 التي أنجبت
التحرر هذه قد قدحت في العقل شرارة التحرر والانطلاق ليمارس دوره
الطلوب على مستوى الاصلاح والتغيير الثقافي والفكري والحضاري. وعلى
الرغم من أن تلك الحرية كانت خجولة الخطى كثيرة التعشر أما العديد من
الاضطرابات والتقلبات السياسية, إلا أنا وفرت للعقل فسحة استطاع
استثمارها. حتى أجهض عليها الاستبداد بعد عقد ونيف من السنين.
في تلك الفسحة اليسيرة أنتج العقل العراقي ما كان يصلح. لو طال به الامد لعقد
واسلامية اخرى. في هذا الجيل أحرز العقل العراقي تقدما ملموسا في التحرر من
الانساق التقليدية في معالجة قضايا الفكر والمعرفة. وقطع أشواطا مهمة في نقل الذكر
الى السوح العملية ليلامس قضايا الاجتماع والاقتصاد والتساريخ والثقافة. والبعد
التاريي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي عندما تكون حاضرة في بحيط الفكر
فانها تطلق العقل من قيود الدوران حول نتاج القرون الماضية. ليحل النقد واعادة
البناء وفق اسس علمية
مثل هذه النهضة عندما تشمل منهج التفكير والبحث في علم الاجتماع
والتاريخ والاقتصاد وتجديد الفقه فهي جديرة بأن تكون مرحلة تأسيسية لنهضة
وبكل جرأة تستطيع القول أن النتاج الفكري العراقي في هذه المرحلة قد اتسم
ب«التاريخية» و«الاستراتيجية» خلافا لما يشيع من توصيف للعقل المربي
عاملين. سلطانين: أوهما الطيمنة الطويلة للاستبداد الذي يلغي التاريخ با!
عهد الاستعمار وأحدك
يكون هو التاريخ» ويحول دون حركة الفكر وزاء حدوده هو. وثائنهما - النهج
يشط كثيرا عن ظوابط وقواعد الماضي المشرق, ويصادر المستقبل حين يريد صياغته
عن طريق اعادة استنساخ ذاك الماضي. والغاء التاريخ يفعل أي من السلطتين هو
الغاء للعقل الاستراتيجي الذي يستوعب الواقع ويرسم مقومات المستقبل.
هذا النتاج العراقي خرق الى حد بعيد هذا التصور المفعم بالتعميم. في غاذج
عديدة عاشت تلك المرحلة ذاتهاء مرحلة الانعتاق النسبي من هيمنة السلطتين.
واذا كنا نذكر على سبيل المشال لا الحصر: عماد الدين خليل في«التفسير
الاسلامي للتاريخ». ومحمد باقر الصدر في«الاسس المنطقية للاستقراء»»
و«التفسير الموضوعي للقرآن». و«اقتصادنا».ونظريته في الانتقال بالفقه من فقه
الفرد الى فقه المجتمع. فاننا نذكر علي الوردي في معظم نتاجاته حتى مالم يحظ
مثل«مهزلة العقل البشري». ذلك أن الوردي تمسك برؤاه المنهجية. وناضل في
سبيل ارسائها في سائر أعماله وحواراته. ولم يتوقف عن التبشير بها ولاعن
حدة مهاججته للمنهج القديم. المنطق الارسطي بشكل خاص. في كل مناسبة.
برغم ما تعرض له هو من هجوم مضاد اتخذ في أحيان كثيرة طابع القسوة. قد
يكون للظروف التي رافقت الوردي في حياته الدور المهم في هذاء من محيط
نشأته. وأجواء دراساته الجامعية والعليا. ومحيط عمله الجامعي. وتنقله بين
العديد من الجامعات العربية. ربما تكون هذه الاجواء قد ساعدته على ترسيخ
الطبقات المعدمة والمضطهدة الى حد التسلح بالمبادئ الثورية والتنظير لهاء ليصبح
أبو ذر مثله الاعلى. وتصبح النبوات ما هي الا حركات ثورية عظمى جاءت
لتحرير المساكين المضطهدين من هيمنة المترفين. ولهذا فهو يمقت المنطق الارسطي
الفارقين في التجريد. الذين لا يدرون ما يكابده الناس من مشاق الكفاح لتوفير
القدر الادنى من مقومات الحياة. ولذا فهم يدعون بلوغ الحقيقة المطلقة وحيازة
اليقين وفق أقيستهم المنطقية المعروفة. وفكر كهذا بحسب الوردي -ماكان
بامكانه أن يعيش ويستمر الا لمناصرة الطفاة له كونه يبث في الشعوب ثقافة
التقليد والجمود.. وللسبب نفسه يقف الوردي نصيرا قويا للفكر السفسطائي
الذي تولد نتيجة الحراك الاجتماعي النقم على الطفاة والمترفين. هذا الفكر الذي
لم يكن ليمت بهذه السرعة ويتعرض للتشويه بحسب الوردي الا لهذا السببه
محاربة الطفاة والمترفين. واذا كان هذا المنطق الاخير قد اندثر فقد وجد الوردي
ضالته في المنطق الحدجيث. منطق الاستقراء الذي مثل ثورة كبرى على التقليدء
وقاد العام الحديث والمعاصر الى كل ما بلغه من تقدم ورقي في مختلف الميادين..
وللسبب نفسه أحب الوردي الاشتراكية التي تحمي حقوق المستضعفين, لكنه كره
كره الطائفية وجافاها. فهي الاخرى تقوم على احتكار الحقيقة وحيازة اليقين
كل الانساق التي تسمح بالنقد والمراجعة. وعلى اخلاقيات العصبيات البدوية
الني لا تستقيم مع وجهة الحياة الاجتماعية السليمة.
لم يقف نقد الوردي عند حدود الخطاب الوعظي السائدة في التاريخ العربي
الإسلامي , بل استوعب بالقد
الاخر خطاب تقليد واجترار بلا فقه أو معرفة نقدية. فهؤلاء «الوعاظ المتفرنجين»
السلطان. فاصحاب الخطاب التغربي يتشدقون بمجموعة من المصطلحات
والمفاهيم التي ليس لها دلالة واضحة وليس لا اثر في تغيير بنية المجتمع العراقي؛
الدرجة عزل فيها المثقف التغريبي نفسه عن المجتمع وأصبح وكانه يعيش في برج
عاجي. والوردي مع الاثنين إنما هو خصم للتقليد والانبهار بكل أشكاله. منحاز
لكل ما يجد له قيمة فعلية سواء كان من الماضي الاسلامي أو من الحاضر الغربي.
وليس الحاضر الغربي في نظر الوردي هو نتاج العقل الغربي وحده بل هو نتاج
الغرب والشرق. ولمذا فلابد من التحاور معه والإفادة مشه؛ لاسيما في قضايا
مناهج الفكر والبحث, و المجالات العلمية والسياسية كمفاهيم الحكم الجديد مثل
التعددية, وحرية الرأي والديمقراطية وحرية المرأة
على مثل هذه الخلفية استلهم الوردي العقل النقدي والمنطق الاستقرائي
وطبيعة المجتمع والفرد العراقي بشكل خاص, الدراسات التي أفردت له موقع
والتفكير الحر والابداع, مع الحفاظ على هوية المجتمع العراقي وهو يتابع خطاه
على طريق النهضة وبناء مقومات الحضارة.
الدكتور صائب عبد الحنيد
رئيس قسم أبحاث النهضة والحضارة
معهد الأبحاث والتنمية الحضارية
علي الوردي
الشخصية الفكر المنهج
د. صائب عبد الحميد
المحور الأول/ علي الوردي - ملامح الشخصية
عراقي. بغدادي. ولد في أسرة من الأسر الفقير:
كان مولده عام اشتعال الأرض بنيران الحرب العالمية الأولى. عام 1913م
التي تسكن بعض أزقة
ووفاته أعوام اشتعال أرض موطنه اثر حربين مدمرتين وتجويع مقصود وظلم
وابتزاز كبير.
اضطره أهله بسبب الفقر إلى ترك المدرسة للممل عطاراً عند أحد العطارين
في محلته. وبقي في هذه المهنة خمس سنين حتى أنعم الله عليه بالطرد منهاء لأنه
كان يكره الانائن بقدر حبه للمطالعة. كانت العاقبة أن: «طردني أستاذي شر
أتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت سنة 1943م بدرجة
شرف, وسافر إلى أمريكا فحصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع من
جامعة تكساس سنة 1948م والدكتوراء من الجامعة نفسها بدرجة شرف سئة
0م. عاد في السئة ذاتها إلى العراق فعين أستاذاً لعلم الاجتماع في كلية
1 يد الطيعي. علي الوردي يناقع عن تفسه: 13.
الآداب فأمضى فيها عشرين عاماً. منحته جامعة بغداد بعدها لقب «أستاذ
متمرّس», ثم طلب الإحالة على التقاعد سنة 1970م واعتزل التدريس حق
وافاء الأجل سنة 1995م
ابتدأ حياته الكتابية في العراق في ١
متائراً بأسلوب أحمد
حسن الزيات. ثم أصدر بعد تخصصه مؤلفاته المعروفة في علم الاجتماع؛ وفي
إلى رسالتيه الجامعيتين -(شخصية الفرد العراقي)
سنة 1951م. (خوارق اللاشعور). (وعاظ السلاطين). (مهزلة العقل البشري)ء
(أسطورة الأدب الرفيع). (الأحلام بين العلم والعقيدة). (منطق ابن خلدون في
ضوء حضارته وشخصيته)؛ (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي). المحات اجتماعية
من تاريخ العراق الحديث)!".
وأشار إلى كتب أخرى يعمل في بعضهاء وينوي كتابة بعضها الآخرء
فتحدث عن اشتغاله بكتاب تحت عنوان «تاريخ الصراع الطائفي في العراق»,
«الضحك على الذقون» يروي فيد فنون الحكام والمترفين في الضحك على
الشعوب والإطار*
الأدب أيضاً. وهي - !
3 الوردي يناع عن نه 66