الأحاديث القدسية
هو فى الدنيا فقد يحدث العطب وغماً عنه
أما الحق سبحانه وله المثل الأعلى فيصلحه بشىء ؟؟ لاتدركه ؛
ولذلك كان رسول الله ل إذا جاء ميعاد الصلاة يقول: «أرحنا بها يا بلال»
فالصلاة التى هى أم الاستقامة لا تسقط عن المكلف أبداً ؛ فقد يكون
الإنسان مريضاً أو مسافراً فلا يصوم » وقد لا يكون عنده دخل فلا يزكى ؛
وليس عنده قدرة مالية أو بدنية فلا بحج
إله إلا الله التى هى القمة ؛ لو قالها الإنسان مرة واحدة دخل الإسلام؛ أما
الصلاة فكل يوم خمس مرات
وذلك فى ليلة الإسراء والمعراج » فهى قد أخذت قيمتها بالتكليف المباشر من
الله عزوجل
وهى مع كل هذا تجمع كل الأركان التى بنى عليها الإسلام ؛ لأن أركان
الإسلام وأولها شهادة التوحيد نقولها فى الصلاة » والصوم يتمثل فى أن
المصلى يصوم فى صلاته عما هو أكثر نما يصوم عنه فى رمضان
ففى رمضان يصوم المسلم عن الطعام والشراب والجماع (أى: يصوم عن
يمسك أيضاً عن الحركة وعن الكلام » وعن النومإذن: فى الصلاة صيام أبلغ
وأشمل
الأحاديث القادسية
بيت الله الحرام ؛ وتستحضر توجهك إليه ؛ وتضعه أمام عينيك كل يوم خمس
إذن : الصلاة وإن كانت لااتسقط عن المكلف ؛ فقد شملت كل ألوان
العبادة » ولذلك قالوا : إن الفارق بين المؤمن والكافر هى الصلاة
والصلاة فيها التدزلات كلها ؛ ولذلك تجد العظمة فى أن الله حين
المحتاج إليه
ونحن فى الدنيا حين يحب الإنسان أنْ يقابل مسولا كبيراً يكتب له
طلباً بالمقابلة ؛ وقد يقبل الطلب أو برفضه » فإِنٌ قبله لا بد أن يعرف سبب
المقابلة » ثم يُحدٌ موعد المقابلة ومكانها ؛ وبعد ذلك هو الذى ينهى المقابلة
ربك قف فى أ ىمكان وادخل فى الصلاة ؛ ستصبح فى معيته ؛ ولن يسأل عن
سبب المقابلة » وماذا تريد؟
تطلب منه أنْ تذهب إليه » ولكنه يفرض عليك أن تأتيه فهو عزيز » ولكنك
تلقاه فى أى وقت تشاء » وفى أى مكان تحب
الله أبداً
الأحاديث القدسية
فانظر إلى هذه العبودية لله » كم تعطيك من العزة والكرامة
إنهم عبادلله » يحافظون على صلواتهم وقرْبهم من الله عز وجل ؛
وهؤلاء يقول عنهم الحق سبحانه: ل والّذين يؤمنون بالآخرة يؤمئون به وهم على
فالصلاة عماد الدين » مَنْ أقامها فقد أقام الدين » وحين نحل الأمر
تحليلاً طبيعياً نجد أن الناس تنفر من الطاعات ؛ لأنها تأخذ زمناً يحبون أن
يقضوه فى اللعب
وحين نقول لواحد مثلاً: اترك عملك وصل ؛ قد يرد: لا؛ لأى حين
أترك عملى يضيع على كذا ولو كان طبيباً لذكر عدداً من ا مرضى سيكشف
عليهم ولو كان عاملاً لقال : إن توقّف الآلة فى أثناء الصلاة يجعلنى أخسر
وهنا نقول : يا أخى تعال إلى الطاعة » والبركة تعوّض لك ما تظن أنك
وإذا نظرت إلى أركان الإسلام تجدها بالنسبة لانشغال الزمن بها لا تأخذ
الكثير من الوقت » فشهادة أن«لا إله إلا الله محمد رسول الله لا تحتاج منك
والزكاة لا تأخذ منك إلا ما تعطيه يوم الحصاد بالنسبة لزكاة الزروع » وهذا
يستغرق وقتاً قليلاً وكذلك زكاة المال آخر العام » والصوم شهر فى السئة ؛
الأحاديث القدسية
إذنْ : أنت تجد التكاليف الركنية فى الإسلام بالنسبة للأزمان وقتها يسير
وقليل َنْ يحرص عليها ؛ لكن الصلاة تؤدى فى كل يوم خمس مرات ؛
ورقعتها بالنسبة للزمن أوسع ؛ وأداؤها يحتاج إلى طهارة من حدث أو جنابة ؛
وكذلك طهارة المكان ؛ لذلك جاءت الصلاة ركنا أصيلاً فى الإسلام ؛ وأنت
فالصلاة هى الفارقة بين المسلم وغير المسلم
ثم إن الحق سبحانه يُذيب بالصلاة الفوارق الاجتماعية التى تقتضيها
قبل الفقير » والخفير مع الأمير ؛ فيخلع الجميع أقدارهم خارج المسجد مع
لله ؛ فتريحه لحظة استطراق العبودية
ولنفرض أن كلا منا سيَصلَّ بمفرده فى الصلاة اليومية » لكن عندما يُؤْذَّنَ
المؤذّن لصلاة الجمعة يأمرنا الحق أنْ نذر ونترك كل شىء لنْؤْدّى صلاة الجمعة
معاً ؛ ويرى الضعيف عظيماً يتضرع مثله إلى الله » ويرى القوى نفسه وبجانبه
جميماً نقف أمام خالق واحد ؛ وكلنا سواء
إن هذا هو الاستطراق الاجتماعى؛ لأننا حين نرقب بعضنا فى أثناء
الطاقات » وأعطانا المواهب
الأحاديث القدسية
وليجرب هذا كل واحد منا عندما يصعب عليه شىء » وتتأزم الأمور ؛
وليصل بخشوع
الصلاة ؟
المؤمن بين يدى الله وبل + يمتلىء بالرضا والتوازن النفسى » فالمؤمن يذهب
وأفضل مكان نلتجىء فيه إلى الله تعالى هو بيته » فتردد المسلم على بيت
الله ليكون فى حضْْرة ربه دائماً هو إصلاح لما فى النفس » فبيوت الله هى
ارتقاء الروح
فالمساجد لها مهمة العيادة للطبيب الخالق”؟ الذى خلق هذه النفس ؛
ٍ وحوازب الخطوب ؛ وهو جمع حازب ؛ وهو الأمر الشديد إلسان العرب مادة : حزب]
)٠( تعبير «الطبيب الخالق» الذى استخدمه فضيلة الشيخ الشعراوى هنا هو تعبير استخدمه رسول الله
بها ردع حناء وعليه بردان أخضران فقال له أبى : أرنى هذا الذى بظهرك فإنى رجل طبيب قال : دالله
الأحاديث القدسية
ويعرف كيف يداويها » وليس للطبيب الدارس فى كلية الطب الذى يعرف
أشياء » وتغيب عنه أشياء
وتحن فى الساجد إنما تيغ فى خطرة الحق تارك وتغالىَ تتلقى ته
التجليّات والفيوضات التى تعالج نفوسنا » أكثر مما يعالجها أبرع أطباء العالم
فأنت فى بيت الله تكون فى ضيافة الله ؛ وأنت تعلم أنه إن جاءك أحد
إن الحق سبحانه وتعالى يجزيك من فَيْض كرمه ؛ من ساعة أن تنوى
للصلاة فى المسجد ؛ لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يطيل عليك نعمة أن تكون
ورب العزة سبحانه حين يدعونا إلى بيته بالاذان » فلك أن تعلم أنك إنْ
خالفت هذه الدعوة تعاقب » ولكن ليس معنى هذا أن الله سر لك بيته لتزوره
فى أى وقت
فهذه الدضوة بالأذان للصلاة تمثل الحرص من الله سبحانه على أن
يلقاك ليُعطيك من فيوضاته ما تستعين به على مكدرات الحباة » ولكن إن
أحببت أن تجلس فى المسجد قبل الصلاة أو بعدها فافعل » تعال فى أى وقت ؛
وصل كما تشاء
الخمس فى اليوم الواحد هى القسّط الضرورى لصيانة نفسك المؤمنة ؛ لأنك
تقابل ربك أثناء الصلاة وتعلن الولاء له سبحانه
الأحاديث القدسية
فالصلاة إذن خير أراده الله لك حتى لا تأخذك أسباب الحياة ؛ وأراد
فلا تأخذك الأسباب » بل تأخذ أنت بالأسباب
وحين تسمع «الله أكبر» ينادى بها المؤذّن لصلاة الظهر مثلاً فعليك أن
ترك أسباب الدنيا » وتذهب لتقف بين يدى الله عز وجل ؛ ثم تخرج من
الصلاة إلى الأخذ بالأسباب إلى أن تسمع أذان العصر » ثم أذان المغرب؛ ثم
أذان العشاء
كل هذا تذكير لك بالله الخالق العظيم حتى لا تشغلك الدنيا ؛ فتنسى أن
صيانة نفسك بيد خالقك سبحانه » وأطول فترة بين العشاء والفجر نكون فيها
نائمين » فلا يأخذنا متاع الدنيا
فأنت تُديم الولاء له باستمرار الصلاة » وأنت حين تسجد لله وتتذلّل له » فإنه
محائه يديك ا » ويكنون معلك الما ويقيك كل الدثيا
وقد جعل الحق سبحانه الذين يحافظون على صلواتهم من ورثة
الفردوس » فقال:
وقت الصلاة ممدود إلى ما قبل دخول وقت الصلاة التى بعدها » مع أن هذا من
رحمة الله بنا وتخفيفه علينا » وهذا يكون للمضطر فقط ؛ لأنك لا تضمن أن
تعيش من العشاء إلى الفجر
الأحاديث القدسية
فما دُمتم قد ذُقْتم حلاوة الصلاة فى القرب من معية ربكم ؛ وذلك أجدر
وأولى أن تتمسكوا بها أكثر » وذلك القول يسرى على الصلوات الخمس التى
نعرفها
وقد أخفى الله ذكر الصلاة الوسطى » ليكون هذا أَدْعى للمحافظة على
الصلوات جميعاً
فلو حاولنا تحديد الصلاة الوسطى باعتبارات مختلفة فسنجد أن الله
أبهمها لتتحقق ديمومة طاعة الله ولزوم الخشوع والخضوع !"
هى صلاة الظهر » هذا أول فَرْض ؛ وبعده العصر » فالمغرب » فالعشاء ؛
فالفجر » فإِنْ أخذت الوسطى بالتشريع فهى صلاة المغرب » وهذا رأى يقول به
كثير من العلماء ا
)١( قال أبو بكر الجصاص فى «أحكام القرآن» (5773/1) :«أكّد الصلاة الوسطى بإفرادها بالذكر مع
إما أن تكون أفضل الصلوات وأولاها بالمحافظة عليها فلذلك أفردها بالذكر عن الجملة
وإما أن تكون المحافظة عليها أشد من المحافظة على غيرها»
(7) ذكر ابن كشير فى تفسيره /١( *14) الاختلاف الكثير فى تحديد الصلاة الوسطى » فساق الأقوال
كلها بأدلتها /١( *144-14) : أنها صلاة : الصبح » الظهر » العصر » المغرب » العشاء وقيل : بل
الصلاة الوسطى مجموع الصلوات الخمس وخطأ هذا القول وقيل : بل هى صلاة الجماعة وقيل :
صلاة الجمعة وقيل : صلاة الخوف وقيل : صلاة عيد الفطر وقيل : صلاة الأضحى وقيل :
الوتر وقيل : الضحى ثم قال :9 وتوقف فيها آخرون لما تعارضت عندهم الأدلة ولم يظهر لهم وجه
الترجيح ولم بقع الإجماع على قول واحد » بل لم يزل النزاع فيها موجودا من زمان الصحابة وإلى
الأحاديث القدسية
قوامها ركعتان هى صلاة الفجر » وصلاة من أربع ركعات هى صلاة الظهر
والعصر والعشاء » وصلاة من ثلاث ركعات هى صلاة المغرب » والوسط فيها
هى الصلاة الثلاثية » وهى وسط بين الزوجية والرباعية » فتكون هى صلاة
المغرب أيضاً |
وإن أخذناها بالنسبة للنهار المصيح أول النهار » والظهر بعده )ثم
العصر والمغرب والعشاء » فالوسْطى هى العصر
وإنْ أخذناها على أنها الوسط بين الجهرية والسرية ؛ فيحتمل أن تكون
هى صلاة الصبح أو صلاة المغرب ؛ لأن الصلوات السرية هى الظهر والعصر »
والجهرية هى المغرب والعشاء والفجر » وبين العشاء والظهر تأتى صلاة
الصبح » أو صلاة المغرب باعتبار أنها تأتى بين الظهر والعصر من ناحية ؛
والعشاء والصبح من ناحية أخرى
فذلك يعنى صلاة العصر أو صلاة الصبح » إذن : فالوسط يأتى من الاعتبار
أو بحسب نزول ملائكة النهار والليل » وكل اعتبار من هؤلاء له حكم