أيا كانت الاجابة, فالامر الذى لا أعتقد بوجود اخلاف
حوله . هو : أن تهمة التقصير تمس جميع الأجهزة النتى ذكرتها ١
جولدا ماثير رئيسة وزراء اسرائيل الراحلة ؛ والذى ظهر في أوربا
قبل شهور ١ والذى يقدمه مركز الدراسات الصحفية بمؤسسة دار
التعاون للطبع والنشر في سلسلته الجديدة ( مختارات التعاون
الكتاب بالغ الأهمية , لأنه يكشف الكثير من الاسرار؛ ويلقى
بالكثير من الاضواء على فكر القيادة العليا في اسرائيل ٠٠.
وهو بالغ الأهمية _ أيضا لانه يتضمن أول اعترافات
مكتوبة لجولدا ماثير , حول حرب أكتوبر المجيدة ..
ماثير بعد هزيبتها - على الاعتراف بها ؛ تصفع في قوة ؛ رواد
المقاهى والحانات من أدعياء التقدمية , الذين سمحوا لانفسهم -
خلال حرب أكتوبر المجيدة , وفي أعقابها - بأن يصف ا الحرب
فقد تولت في اعقاب حرب عام ١١88 وزارة الخارجية ..
وقادت أعنف المعارك الدبلوماسية شد العرب
وظلت لسنوات طويلة تجمع بين المنصبين ٠ ونشبت - في عهدها
حرب ١437 وحرب ؟لاحقا ١ ١
ولقد تصورت ماثير - يوما - أنها ستكون اعظم_زعماء
اسرائيل , باعتبارها صاحبة أكبر الانتصارات الاسرائلية ..
أعلى : نتائج حرب ١437 .. ولكنها لم تفكر للحظة واحدة -
في أنها ستعيش لترى أكبر هزالمها أعنى ؛ انتصاراتنا في حرب
* ولتعلن بنفسها أنها ستعيش بقية حياتها « بحلم اكنوبر
الكتاب باللغة الانجليزية ويقع في 58+ صفحة , مقسمة
وقد جاءت اعترافات ماثير حول حرب اكتوبر , في الفصل
الرابع عشر .8 وقد احتلت *> صفحة من الكتاب +
من الكتابة عن حرب أكتوبر 1487# ١ حرب « يوم كيبور ٠١
ثم قالت ؛ « ولن أكتب عن الحرب - من الناحية العسكرية -
فهذا أمر اتركه للآخرين .. ولكلى سأكتب عنها ككارثة ساحقة .
وكابوس عشلته بنفسى .. وسيظل باقيا معى على الدوام ٠١
وكما هو معروف , فلقد كانت ماثير في رحلة خارج اسرائيل
- قبيل اشتعال الحرب بأيام ...
هون كيواتيها + . عقرب اجتماعا مع « المطبخ السياسى » الذى
يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش ؛ لبحث
الموقف ١
وخلال الاجتماع , جرى استعراض المعلومات التى كانت قد
وصلتها في شهر مايو - أى قبل الحرب بخمسة أشهر - حول
تعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود ٠٠ كما استعرضت
سبتمبر الشهر السابق للحرب .. ثم استعرضت ؛ أخيرا ؛ تقارير
المخابرات الاسرائهلية , التى تؤكد عدم قدرة القوات المحتشدة ,
على القيام بأى هجوم ١
وخلال الاجتماع - وكما تقول ماثير في اعترافاتها - كان
الرأى الذى التقى حوله الجميع : « أن الموقف العسكرى يتلخص
في أن اسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصرى - سورى ١ أما القوات
المصرية المحتشدة في الجنوب , فلا يتعدى دورها القيام
وتمضى اعترافات مالير :
» «ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء
« ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع ٠١
وفي يوم الجمعة د أكتوبر. عقدت ماثير اجتماعا آخر
لمطبخها السياسى ؛ لاعادة بحث الموقف ...
وخلال الاجتماع.. اقترح « اسرائيل جاليلى » تفويض ماثير
ووزير الدفاع سلطة استدعاء الاحتياطى , واعلان التعبكة
وتقول ماثير في اعترافها . حول هذا الاجتماع ؛ « كان من
وامر بالتعبثة »
منطقيا أن آمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية ؛
وسوف ١ أعلم تماما انه كان واجبا على أن أفعل ذلك تقولا
+ ولن أعود ؛ مرة أخرى ١ أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتى
» نفس الانسان الذى كته قبل حرب يوم كيبور
وفي الساعة الرابعة من صباح يوم السبت ١ أكتوبر ؛ تلقت
والسوريين ,. سوف يشنون هجوما مشتركا ؛ في وقت متاخر من
بعد ظهر نفس اليوم »
وعلى الفور ...
من جديد استعراض الموقف ٠..
ولكن - كما تقول ماثير « كان هذا اليوم , هو اليوم الوحيد
اجتمعت مائير - عقب هذا الاجتماع - بزعيم المعارضة +
وعند الظهر ؛ عقدت اجتماعا للحكومة الاسرائيلية , للبحث
في تعبئة قوات الاحتياطى ١
وفجأة .. وقبل أن ينتهى الاجتماع , فتح باب قاعة
الاجتماعات ؛ واندفع سكرتير ماثير العسكرى نحوها ؛ ليبلفها بأن
البجوم قد بدا ..
وتقول مالير : « وفي نفس اللحظة , سمعنا صوت صفارات
وتقول ماثير في اعترافاتها :
بل اننا كنا نحارب على جبهتين , في وقت واحد ونقاتل اعداء ٠
كانوا يعدون انفسهم للهجوم علينا من سنين »
وتستطرد في اعترافاتها ١
© « كان التفوق علينا ساحقاً من الناحية العددية ٠ سواء في
الاسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال ٠٠
© « ... وكنا نقاسى من انهيار نفسى عميق -.,
فقط , ولكنها كانت في حقيقة ان معظم تقديراتنا الاساسية ثبت
خطؤها : فقد كان احتمال الهجوم في اكتوبر ضئيلا .. وكان
نؤمن بأن في استطاعتنا منع المصريين من عبور قناة السويس »
وتتحدث ماثير - في اعترافاتها - عن اليوم الثانى للحرب ..
ماذا تقول ؟
التقديرات المتشائمة ١ ففى عصر يوم 7 أكتوبر , عاد ديان من
بان رأيه ؛ أن الموقف في سيناء قد وصل الى درجة من السوء .
تحتم عليئا أن نقوم باننحاب جذرى ؛ واقامهد خط جديد
للدفاع ١ وقد استمعت اليه في فزع ١
ثم تقول ؛
.. وكانت الخسائر على كلتا الجببتين مرتفعة جدا .. وثار سؤال
من الضرورى اعلان أى بيان ١
لا يجب أن أقول كل الحقائق ١
ومن بين ما تقوله ماثير - في اعترافاتها - أن موشى ديان -
وزير الدفاع الاسرائيلى وقتكئذ قد عرض عليها تقديم استقالته
© المرة الاولى - في اليوم الثانى للحرب , عندما جاءها ديان
الى مكتبها , وأغلق الباب خلفه , ثم وقف أمامها يسأل ؛ « هل
تريدين أن أقدم استقالثى ؟ »
© والمرة الثانية - قبل وقف اطلاق الثار الكانى عندما
استقال وزير الدولة الاسرائيلى , احتجاجا على عدم اقالة ديان
.+ فقد ذهب اليها ديان ؛ ليقول ؛ « اذا كنت تريدين منى أن
استقيل فأنا على استعداد »
© والمرة الثالثة - بعد صدور تقرير « لجنة اجرانات » الذى
تضمن تحقيقاتها حول حرب أكتوبر ٠. وبالتحديد ؛ في 6 أبريل
عام 174 .. عندما أبلفها ديان استعداده للاستقالة !
وتعقب ماثير على استقالات ديان الثلاث , قائلة ؛ « اننى
أعرف ماذا كان شعور ديان ١ فقد كان متشائما الى حد كبير ء
طوال الايام الأولى للحرب, وكان يريد أن يهىء الشعب
الاسرائيلى لمواجهة تدهور الموقف +
المتحدة تستصرخها النجدة ..
الساعة الثالثة صباحا ..
- أين الجسر الجوى لانقاذنا 4 ولماذا لم يبدأ بعد ؟
ورد السفير ؛
- لا يمكننى يا جولدا أن اتحدث مع أى من المسئولين ؛ الان
.. فالوقت ما زال مبكرا للغاية ١
لا يهمنى ما هى الساعة الآن ١ أطلب كيسنجر حالا ١ نحن
في حاجة الى النجدة اليوم .. لانبا قد تكون متاخرة جدا غدا ١
ثم تتحدث ماثير عن الجسر الجوى الامريكى . فتقول :
« ان هذا الجسر الجوى ؛ لا يمكن تقدير قيمته ١ انه لم
يرفع روحنا المعنوية فقط ولكنه ساهم في توضيح الموقف