وواصلت دراسة المشرق الإسلامى» فصنفت كتاب «الدول المستقلة فى المشرق
الإسلامى» وصنفت كتاب تبلاد الهند فى العصر الإسلامى»؛ وكتبت عدة بحوث فى
المشرق الإسلامى
مصر والبلاد العربية والإسلامية
لذلك رايت أن أعيد طبع الكتاب فى ثوب جديدء أضفت إليه الكثير من
المعلومات المفيدة من مصادرها الاصلية حتى يكون الكتاب فى متناول القارئ العام
أجل ذلك فى صومعتى الفكرية التأملية عدة سين أن أرود الكتاب ببعض الرسوم
ووجدت فى تأليف هذا الكتاب - كما قال إخوان الصفا - سلوى لى عن المعاناة
والآلام التى أواجهها بصلابة وقوة بأس» ودراسة المشرق الإسلامى لابد لها من التحلى
المشرق؛ والقسم الثائى: حضارة المشرق» ويتضمن دراسة نظم الحكم والإدارة والحياة
الاقتصادية والمظاهر الاجتماعية والحياة الثقافية فى المشرق الإسلامى
د. عصام الدين عبدالرءوف الفقى
81 الدولة الغزنوية ب
الموضيع
تمهيد المشرق قبل قيام الدولة المستقلة
الفتح العربى الإسلامى لامبراطورية الفرس
القسم الأول
الباب الأول
التطور السياسى فى المشرق الإسلامى
المقصود بالمشرق الإسلامى
الدول الفارسية فى المشرق الإسلامى
+ الدولة الصفارية 3 -
ل - الدولة السامانية .لد
الدولة الزبارية - د
الدولة الزيدية فى طبرستان وجرجان وبلاد الديلم يي
الدولة البوبهية حك(
ا الباب الثانى
الدول التركية فى المشرق الإسلامى
١ الترك القره خطائيون الخطا
© الدولة الخوارزمية
© المغول والعالم الإسلامى
- الصراع بين المغول والخوارزميين
8 - هولاكر وسقوط بغداد
- دولة المغول الإيلخانية
القسم الثائى
حضارة المشرق الإسلامى
الباب الثالث
نظم الحكم والإدارة
الباب الرابع
الوضع الاقتصادى والحياة الاجتمامبة
١ - الوضع الاقتصادى (الزراعة والصناعة والتجارة فى المشرق)
7 المظاهر الاجتماعية
عناصر السكان طبقات المجتمع - الرقيق - المرأة
المناسبات الدينية الاجتماعية
الباب الخامس
الحياة الفكرية
أسباب ازدهار الحياة الفكر:
العلوم اللغوية والأدبية
التاريخ والمؤرخون
حلم اكلام
الصوفية
الصيدلة
الرياضيات
الحيل
الكيمياء
الفلك والحيوان والنبات والموسيقى
الملاحق
المصادر والمراجع
المشرق قبل قيام الدولة المستقلة
بعد أن سقطت إسبراطورية الفرس القديمة بسبب غزو الإسكندر المقدونى لهاء
بإصطخر» وقد مسيطر على كل أقاليم المشرق؛ وسيطر على خراسان وأرسينية والجزيرة
والعراق وأذربيجان؛ ولق أردشير شاهنشاه» ولا دان له أهل المشرق بالولاء والطاعة؛
عهد لابنه سابور بولاية العهد» وتوفى أردشير بعد ملك دام أربع عشرة سئة.
وملك سابور بن أردشيرء ففغزا بلاد الروم» وفتح منها عدة بلدان؛ وأسر خلقا
من الروم» وبنى مدينة جند يسابور» وأسكنها سبى الروم.!
فآمن بها. وقال مانى: إن مدبر العالم اثنان؛ وهما شيثان قديمان؛ نور وظلمة؛
خالقان» فخالق خير وخالق شرء فالنور والظلمة كل منهما نفسه؛ اسم لخمس معان؛
وأنهما كانا غير ممتزجين؛ ثم اتزجاء والدليل على ذلك أن الظلمة بدآت للنور
النار الحارة المحرقة لا يكون منها الشبريد؛ والذى لا يكون منه التبريد لا يكون منه
ودعا سابور أهل مملكته إلى اعتناق الدين الجديد» فعارضه الكثيرء واستنكر
حكماء المملكة أقوال مانى. ووضع مانى كتباء يثبت فيها الاثشين؛ النور وهو الخير؛
والظلمة؛ أى الشرء وفى كتابه «كنز الأحياء يصف ما فى النفس من الخلاص النورى
والفساد الظلمى» وينسب الافعال الرديثة إلى الظلمة. وله كتب أخرى؛ وصف فيها
136 ص ١ المصدر السابق جد )9(
النفس الخالصة والمختلطة بالشياطين والعلل» وله اثنى عشر إنجيلا» يسمى كل إنجيل منها
بحرف من الحروف ويذكر الصلاة كوسيلة للخلاص الروحى» على أن سابور عدل عن
ولما توفى سابور ملك بهرام بن هرمز» وكان شغوفا باللهو والمجونء واضطهد
أتباع مانى ونكل بهم
ثم ملك بهرام بن بهرام بن هرمز بْن سابور» وبدأ عهده باستقبال المعزين فى
موث أبيه أربعين يوماء ووضع الموبذ وهو أكبر حكماء المملكة الثايع على رانى قللك
ثم تعاقب ملوك آل ساسان؛ واشتد النزاع بينهم على الحكم» وثارت الفتن
شئون الدولة» وأظهر كفاءة ومقدرة فى إدارة شثون الدولة؛ ولم يزل سابور يزداد روعة
واستعدادا للمملكة؛ وآثر المقام بإصطخر - مقر السلاطين - وفى عهده شن املك
وتسرى بها وأنجب بننا رائعة الجمال تسمى مالكة. على أن سابور لم يتغاض عن غارات
الغساسئة المدمرة على بلاده؛ فأرسل جيشا إلى ديارهم باليمن» وقتل أهلها وخربهاء
تولى أردشير الوصاية على سابور الطفل بعد وفاة أبيه وحكم البلاد نيابة عنه؛
وسار فى الناس مسيرة حسئة» وخفف عن الناس عبء الضرائب؛ فأحيوة؛ وسموه
أردشير نيكو كار؛ أى «صاحب الأفعال الحسئة الرضية» وبعد عشر سنين سنة 78م من
181 الصدر السابق جداء ص )١(
بق جاء ص
وملك سابور بن سابور (787 - 188م)» وحضر كبار رجال الدولة لتهنشته+
فوعظهم» ووعدهم بحكم الناس بالعدل» والإحسان إليهم» وعمل الخيرء ومات فى
رحلة صيد(ا)؛ وخلفه ابنه بهرام بن مسابور وحكم أربع عشرة سنةء وخلفه ولد صغير
يسمى يزدجرد (44 - ١17م) ويلقب بالآثم والخشن؛ وكان ملكا مسالما يكره الحرب+
وضرب على العملة» يزدجرد المسالم . وقد يُسرت له فى عهده فرص كثيرة لمحاربة
الإمبراطور الرومى أركديوس أوصى إليه بحماية ابنه ثيودسيوسى» فقبل يزدجرد الوصية
وأرسل أحد الخصيان من أولى العلم» ليكون حارسا له؛ ومن نتيجة حسن العلاقات مع
الروم؛ مسالمة يزدجرد للمسيحيين فى بلاده؛ بعد أن لاقوا من إسلاقة ألوان الاضطهاد؛
وسمح للتصارى بحرية العبادة» وأعاد لهم كنائسهم التى هُدمت؛ وأساء معاملة
وينسب إلى يزدجرد ظلمه للناس؛ واستهان بذوى الالباب والعقولء واستوى
إلى النعمان» فأرضعته نساء العرب ونشأ على أحلاق جميلة. 9 '
ولما مات يزدجرد؛ كرهت الفرس أن تولى ابنه لأنه نشأ بأرض العرب؛ لا علم له
بالملك؛ وكان بهرام يؤثر اللهو والعبث واللجون؛ متشاغلا عن الرعية» وقتله ملك الترك
فيرورء وتنافس الأحوان» فولى هرمز الملك» وهرب فيروز؛ ولكن فيروز جمع جمعا
تغلب على أخيه؛ وولى الملك ولحق بالناس فى أيامه الجدب والقحط وظلت البلاد فى
كسرى أنوشروان بن قباذ. وهو من أعظم ملوك الساسنيين (0101 - 01/8م) وله إنجازات
17 المصدر السابق: من )١(
(؟) الصدر السابق جد 1 صن 4لا
177 من ١ تاريخ اليعقوبى ج )(
134 157 من ١ الصدر السابق ج )©(
خلدت اسمه فى السلم والحرب» وفى أثناء ملك كسرى» حدث حادث جلل غير
مجر التاريخ فى المشرق والعالم كله؛ وهو مولد محمد رسول الله جل
بدا كسرى أنوشروان عهده بتخفيف الضرالب عن الناس؛ وخصوصا الخراج أى
ضريبة الأرض» فتحسئت أحوال الناس المعيشية وكان له موبذ يسمى بابك فلده ديوان
الجيش» فاعد الجيش خير إعدادء وزوده بالأسلحةء واختار فرقة متميزة من جنده تجول
بها فى سائر ولايات مملكته؛ فى خراسان وجرجان وطبرستان ورفع الناس إلى كسرى
شكاوى متعددة من غارات الترك(ا) فقام بتحصين البلاد وتأمين الحدود من خطر الترك
الداهم .
وكانت الحرب بين الفرس والروم مستمرة فى الغرب والشمال؛ وكان الفريقان
يتعاهدان على وقف الحرب بصفة مؤقتة أو دائمة؛ ثم أحد الفريقين العهد
وهكذا استمرت الحرب بين العرب والروم فى عهد كسرى أنوشروان الذى تفوق على
الروم. وفى سنة ٠ 04م أغار أنوشسروان على سوريا واستولى على أنطاكية؛ واسئولى
كسرى كذلك على الرها ونصيبين ومنبج ودارا وقنسرين وحلب وقامية وحمص . وبذلك
التوسط .
حكماء الدولة لاستشارتهم فى أمور الدولة الهامة. وأشار على أحد كبار الحكماء وهو
برزمهر بأن يتكلم» فقال أيها الملك: لم يتسلم أحد المملكة بروعتك»؛ وإذا سلك الملك
فى سيرته أقوم منهج؛ وخاف الله؛ وسلط سلطان العقل على النفس الأمارة بالسوء؛
موصوفا بالإنصاف؛ حسنت أحوال الرعية» وأحبه الناس» وإن رفعة تيجان الملوك
مقروثة باجترام العلماء ذوى الآراء السديدة والأفكار الصائبة!")
وقد دخل كسرى أنوشروان فى حروب مريرة مع الأتراك الهون فى آسيا
الوسطى .
واستنجد به سيف بن ذى يزن أحد زعماء اليمن من اسثعمار الحبشة لبلاده» فأرسل
جيشاء إلى اليمن طرد الأجباش» وقتل أبرهة - حاكم اليمن الحبشى» ولكن كسرى
بسط سيطرته على اليمن(١).
وعقد كسرى أتوشروان لابنه هرمزء وكتب له كتاب العهد أوضاه بالعدل
والإحسان وحسن التدبير؛ وامتحنه فوجده بأحسن مايجب» وأجابه بجواب سديد؛ ولا
ياتيه إلابقول حسن نظيف.
تولى هرمز بن أنوشروان الملك بعد أبيه؛ فقرأ على الناس كتابا غاما يعد فيه
بالعدل والإنصاف والعفو والنظر فيما يعود على الناس بالخير والصلاح؛ وفتح عدة
مدن؛ وهزم أعداء البلاد المتربصين بها مل الترك الذين أغاروا على خراسان» كما ص
هجمات ملك الخزر على أذربيجان؛ وألحق به هزيمة كبيرة!")
تطلع كسرى برويز إلى التزاع الملك لنفسه والتخلص من أبيه؛ وساعده
الكثيرون؛ فتغلب على أبيه؛ واتتزع الملك لنفسه (040 - 174)
كانث المدائن عاصمة الإمبراطورية الشارسية؛ وقد شيد فيها كسرى أنوشروان
إيوانا عظيماء وأتمه كسرى برويز» واستعان فى بنائه بالعمال من الهند والصين وإيرا
من الذهب فيها سلسلة متدلية من الذهب الأحمر مرصعة باللؤلؤ والجوهر؛ ويجلس
أصحاب الدواوين والوزراء والكتاب ودونهم الأسواق المشتملة على النفاتس والاعلاق»
ودونها موضع فقراء الناس وأوساطهم» وتحت الكل موضع إقامة الحدئ
اليوم يتفقد الفقراء والمحتاجين+ ويفرق عليهم الأموال الكثيرة"
وقويت الإمبراطورية الفارسية فى عهد كسرى برويز وتدفقت الأموال عليه من
فى بداية حكم كسرى برويز أحرز انتصارات رائحة على الدولة البيزنطية»
واقتربت جنوده من القسطنطينية - عاصمة الإمبراطورية البيزنطية - واستولى على أنطاكية
138 تاريخ اليعقوبى ج 7 ص )١(
173 (؟) المصدر السابق ص
144 الفردوسى الشاهتامة جد اص )(
ودمشق والفرس 1:80 - 115) وحمل معه من القدس؛ صليب الصلبوت؛ وهو
الصليب الذى صُلبَ عليه المسيح؛ وفتح كسرى مصرا).
على أن هرقل أعد العدة لاسترداد البلاد التى انتزعها الفرس وحاول عقد صلح
مع كسرى بشرط إعادة الأراضى التى احتلها الفرس إلى الروم؛ ولكن كسرى رفض
هرقل الفرس فى موقعة نينوى. وفى سنة 118ه خلع ابن كسرى أباه وقتله؛ وكانت
الحروب قد أنهكت الدولتين؛ ولم يعد فى مقدور إحدى الدولتين إحراز نصر حاسم
تهليل الناس وسعادتهم!").
وما ملك شيرويه بن كسرى برويز» أطلق سراح المسجونين وتزوج بنساء أبيه؛
. سقمهل")ء_ومات بعد سبعة أشهر» ثم تعاقب ملوك ضعاف على حكم الإسبراطورية
مضطربة؛ تكتسح الجيوش العربية المظفرة إمبراطورية الفرس المتداعية؛ وتتساقط مدن
الفرس فى أيدى العرب» وَهُزْم يزدجرد» فاخذ يضرب فى الأرض» ويتنقل من بلد إلى
بلد» وجند العرب تتبعه؛ فلجأ إلى مروء ودخل طاخونة؛ وقتله صاحب الطاحوئة»
كان الفرس يعظمون النيرانء ولا تتخذ لقصورها أبواباء إنما يتخذون ستائر بدل
الأبواب» وتنكح الامهات والأحوات والبنات وتذهب إلى أنهن أولى بذلك؛ وصلة وبر
بهن» وتقرب إلى الله بهن(2).
والفرس يعظمون الثار والماء والشمس والقمر والأنوار كلهاء
19 ه . ج - ولز : معالم تاريخ الإنسانية؛ امجلد الثالث ترجمة عبدالعزيز جاويد مص 145+
)١( المصدر السابق ص 743
(©) تاريخ اليعقوبى ج ١ من 117
(4) المصدر السابق جد أ ص 1774