مؤلفاته فى مجالات أخرىء كتب تتضمن تعريف رجالات
قدموها وهي : اعلام اليقظة الفكرية في العراق؛ اعلام السياسة؛
اعلام الكرد؛ اعلام الأدب» اعلام اليهود في العراق الحديث.
وهذا هو كتابه الأخير الموسوم (باعلام التركمان - والأدب
التركي في العراق الحديث»)» يضعه بين أيدي القارىء العراقي
والعربي» ليعرف فيه اعلام التركمان وآثار الأدب التركماني في
إنجازات هؤلاء الرجال وإسهاماتهم القيّمة في المجالات
السياسية والعسكرية وفي الأدب والشعر ومجالات الثقافة
والإدارة بشكل عام .
وتجدر الإشارة إلى أن مضامين الكتب المشار إليها
ذكر اسم علم من أعلام العراق وإسهاماته القيّمة في شتّى
المجالات من الأدب والشعر والتحقيقات» وهو المؤلف نفسه»
ثقل الحديث عن الذات عند أناس أجلاء من أمثاله وتواضعة»
وعليه يقع مثل هذا الاستحقاق على عاتق الغيرء لذا من الواجب
إكمال هذا النقص بتقديم نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية ولو
باقتضاب شديد عن إسهاماته في مجال التأليفء فضلاً عن
تسنمها قبل أن ينتقل إلى المنلى ويكمل ما بدأ به في أرض
الوطن وذلك بمواصلة مجهوداته» وان كتابه الأخير هذا هو من
ضمن تلك المجهودات يظهر إلى حيّز الوجود في المملكة
المتحدة. وهذا ما فعلناه في الأسطر الأولى من هذه الملاحظات
حول الكاتب.
لقد أسدى الخدمة لأبناء القومية التركمانية. كما سبق له
أن خدم أبناء العراق من العرب والكرد وغيرهم. . وذلك من
خلال تعريفه لرجالاتهم البارزين وإسهامات مؤلاء الأفاضل في
لبناء العراق الحديث.
فلا بِدّ لي نيابةً عن أبناء قومي (التركمان) أن أعرب بشعور
عميق عن خالص شكري وتقديري» وأثمن هذا المجهود الرائع
اللكاتب الأستاذ مير بصري الذي يعتبر بحق خدمة نادرة يقدمها
لأبناء القومية الثالثة من قوميات الشعب العراقي» لكي يتحرّفوا على
إسهامات رجالاتهم في بناء صرح الحضارة العراقية الحديثة.
المساهمات والعطاءآت القيّمة لرجالات التركمان في أحرج
مرحلة كان العراق يمرّ بها مرحلة تأسيس الدولة العراقية - التي
كانت بِأمنّ الحاجة إلى الكوادر المتعلمة والمثقفة من المدنيين
والعسكريين وغيرهم من الأدباء والشعراء والفنانين لبناء العراق
الحكومات العراقية المتعاقبة لهم ولإسهاماتهم وحرمتهم من
أبسط حقوقهم الثقافية؛ بل مسحت هويتهم القومية وجذورهم
التاريخية في العراق في العهد الأخير» باتباع سياسة الدمج
القسرية وتغيير الواقع السكاني وإجبار أبنائهم على مغادرة مسقط
رأسهم إلى مناطق أخرى من العراق وخارجه.
إن كتاب «أعلام التركمان والأدب التركي في العراق
يتناول الكاتب في القسم الأول منه؛ بعد تقديم مقدمة أو
نبذة مختصرة عن تاريخ التركمان وعلاقتهم بالعراق؛ أعلام
الخبرة والتجربة التي حصلوا عليها من خلال الممارسة العملية
في الوظائف المختلفة المدنية والعسكرية في الدولة العثمانية
إلى العراق» فضلاً عن حصيلة العلوم والمعرفة التي تلقوها في
المدارس والمعاهد وجامعات الدولة العثمانية. .. وكذلك
الأدياء والعلماء وشعراء التركمان الذين نبغوا في تلك الميادين
وساهموا بنتاجاتهم الفكرية والأدبية والشعرية في بناء صرح
وفي القسم الثاني من الكتاب تناول الكاتب الحديث عن
الأدب التركي في العراق الذي يمكن اعتباره فرعا صغيراً من
شجرة الأدب التركي الضخمة» التي تمتد فروعها من منغوليا
شرقاً حتى البحر المتوسط غرباً. وحيث ان بغداد أصبحت مركزاً
هاما للأدب والشعر التركي في أواخر العهد العثماني وكان لها
مكانتها المرموقة في العالم العربي -
فتّد برز خلال الحقبة التاريخية العديد من الأدباء والشعراء
المولعين بالأدب.التركي من العرب وغيرهم؛ وهم لا يتتمون
بالضرورة إلى القومية التركمانية» فوضعوا دواوين شعرية باللغة
التركية إلى جانب اللغة العربية. وقد أورد المؤلف في هذا القسم
والتاريخ العثماني .
ولم يغفل الكاتب ذكر نوادر من شعراء الأتراك والعراقيين
وأدبائهم أمثال الزهاوي والرصافي وغيرهماء وكذلك تنوادر
تاريخية من القصص التاريخية في عهد الولاة العثمانيين»
ومجريات الأمور في الحياة اليومية في بغدادء وفي ميادين
الأدب والشعر والإدارة تتخللها إشارات إلى إنجازات بعض
المصلحين من الولاة والعراقيين الذين تولوا مسؤولية إدارة البلاد
في الحقبة الزمنية المتأخرة من الحكم العثماني .
فعلى هذا الأساس فإن كتاب «أعلام التركمان والأدب
السابقة للكاتب» لتعريف أعلام العراق من العرب والكرد
وغيرهم» يترك المجال للآخرين أن يضيفوا إلى مجهوده القيم
وأن يحققوا في إسهامات الرجال من التركمان من الجيل الحالي
من الأدباء والشعراء والسياسيين والعسكريين وغيرهم.
وهكذا فقد أكرم أستاذنا الفاضل أبناء الشعب العراقي
بإبقاء من غادر منهم الحياة أحياءً في ذاكرة التاريخ وأثرهم في
متناول يد القرّاء والباحثين من العرب والكرد عموماً والتركمان
على وجه الخصوص.
ونحن إذ نختتم هذه الكلمات بالإعراب عن جزيل الشكر
والامتنان للأستاذ الكاتب مير بصري متمنيين له الصحة ومديد العمر .
عزيز قادر الصمانجي
رئيس الحركة التركمانية
الوطنية - الديمقراطية
كلمة بين يدي الكتاب
هذه صفحات وتراجم كتبتها في أوقات مختلفة ورأيت
جمعها في كتاب بعنوان «أعلام التركمان والأدب التركي في
العراق الحديث». يقدم الكتاب معلومات شتّى عن التركمان»
هذا الجزء المهم من الشعب العراقي الكثير الجماعات والفئات»
وقد لعب أبناؤه ادواراً خطيرة في تاريخ العراق قبل الفتح التركي
وبعده» ثم بعد استقلال البلاد ونشوء حياتها البرلمانية» ولا يزال
للتركمان مكانتهم في حياة القطر الاقتصادية والاجتماعية
يتعلق القسم الثاني من الكتاب بالرجل الجليل الفذ
محمود صبحي الدفتري وأسرته التي ارتبطت خلال قرن واحد أو
التنافر بين الصفحات الأخيرة التي ثُقِلَتْ عن محمود صبحي
بك» وهي تلقي اضواء على العراق ومقامه في الدولة العثمانية
التي حكمته زهاء أربعمائة سنة وعلى الأدب التركي الذي ازدهر
في ربوعه؛ وسائر شؤون السلاطين واخبار الولاة. لقد رأيت أن
هذه الصفحات جديرة بالتسجيل لأنه ما ورد فيها قد ضاع في
غيابة النسيان بعد أن استردّت بلاد الرافدين طابعها العربي
الأصيل» بما في ذلك من حكم وأدب وأخلاق وعادات.
وختاماً لا بد لي أن أسدي جزيل الشكر إلى الصديقين
الكريمين الأستاذ نجدت فتحي صفوت والأستاذ العقيد المتقاعد
عزيز قادر على تفضلهما بقراءة مسودات الكتاب وابداء
لندن أيلول 1996
توطنة التركمان وعلاقتهم بالعراق
التركمان من الأقوام القديمة التي سكنت شمال شرقي
العراق وكان لها شأن مذكور في تأريخه. قال مؤرخ العراق
عباس العزاوي في «تاريخ العراق بين احتلالين» (الجزء الثالث»
إن القبائل التركمانية أو التراكمة كانت مواطئها بين بلخ وبحر
وقد اشتهر منهم السلاجقة الذين تسلطوا على الدولة
العباسية سنة 1055م وأنقذوا الخليفة القائم بأمر الله من حكم
الدولة البويهية. وقد دخل السلطان طغرل بك بغداد؛ وهو من
قبيلة الغُرٌّ التركمانية. وتوفي في أيلول 1063 وخلفه آلب أرسلان
ابن أخيه شاكر بك» وتعاقب سلاطين الدولة السلجوقية على
الحكم إلى عهد الخليفة المقتفي لأمر الله الذي ارتقى سدّة
الخلافة سنة 1136 وتمكن من خضد شوكتهم .
واستولى بيرام خواجة رئيس عشائر قره قوينلي على
الموصل وسنجار سنة 1376م» وعرف باسم السلطان بيرام بك .
وحكمت الدولة البارانية (قراقوينلو) العراق من سنة 1411 حين
استولت على بغداد التي دخلها شاه محمد بن قرا يوسف
وحكمها بالنيابة عن والده. واستمرّ حكم هذه الأسرة إلى سنة
0 حين فتح السلطان حسن الطويل بغداد على يد ابنه مقصود
بك فأسس فيها الدولة البايندرية (آق قوينلو)» وكان السلطان
حسن حاكماً في أنحاء ديار بكر. ودام حكم هذه الأسرة إلى سنة
8 حين قضى عليها الشاه إسماعيل الصفوي فاتح بغداد.
ذكر لنا الدكتور مصطفى جواد في كتابه «سيدات البلاط
العباسي» أخباراً طريفة عن السلطان طغرل بك السلجوقي
واتصاله بالأسرة العباسية. فقد رغب في توثيق الصلة بأسرة
الخلافة بعد أن استولى على العراق وأزاح الدولة البويهية
للخليفة القائم بأمر الله في سنة 1056م. ثم خطب طغرل بك ابنة
الخليفة لنفسهء فثقل الطلب على الخليفة وانزعج منه لعدم
الكقاءة. وتعرض القائم للتحقير من جانب رسل السلطان»
وتعرضت دار الخلافة للهجوم والقبض على اللاجئين إليهاء
الخرق» وتم العقد بظاهر تبريز في الاسم دون الحقيقة؛ فنثر
السلطان الذهب واللؤلؤء وتكلم باللغة التركية بما معناه الشكر