القلاف
والإشراف الفنى:
الفنان: محمود الهندى
المشرف العام:
د. سمير سرحان
مهرجان القراءة للجميع 44
مكتبة الأسرة
بركاية السيدة سوزان مبارك
(سلسلة الأعمال الفكرية)
مؤرخو مصر الإسلامية
محمد عبدالله عنان
جمعية الرعاية المتكاملة المركزية
وزارة الثقافة
وذادة الإعلام
وزارة التعليم
وزارة التنمية الريفية
المجلس الأعلى للشباب والرياضة
التنفيذ : هيئة الكتاب
على سبيل التقديم
وتمضى قافلة «مكتبة الأسرة» طموحة منتصرة كل
عام؛ وها هى تصدر لعامها السادس على التوالى
برعاية كريمة من السيدة سوزان مبارك تحمل دائمًا
كل ما يثرى الفكر والوجدان ... عام جديد ودورة
جديدة واستمرار لإصداز روائع أعمال المعرفة
الإنسانية العربية والعالمية فى تسع سلاسل فكرية
وعلمية وإبداعية ودينية ومكتبة خاصة بالشباب.
تطبع فى ملايين النسخ الذى يتلهفها شبابنا صباح
كل يوم .. ومشروع جيل تقوده السيدة العظيمة
سوزان مبارك التى تعمل ليل نهار من أجل مصر
الأجمل والأروع والأعظم.
د. سمير سرحان
كتبت معظم فصول هذا الكتاب فى الثلاثينات » أيام الشباب » وى بداية
حيائى القلمية . وكان يدفعنى فى هذه المرحلة المبكرة من حياة القلر ؛ شغف شديد
بالتتقيب فى مصادر التاريخ المصرى . وقد بدأت بالتوفر على دراسة موضوع
الإسلامية . وكان هذا المجهود الذى يمثل ناحية واحدة من مصادر التاريخ
المصرى ؛ هو تاريخ مدينّق مصر والقاهرة »؛ مشجعاً ل على المزيد من البحث
أسس تاريخ مصر الإسلامية ؛ و ابن عبد الحكم والكتدى ؛ وا ن زولاق +
وكانت الدراسة شاقة مضنية لأنى حاولت أن أعرض مجهود كل مؤرخ عرضاً
يد الممؤرخين اللاحقين ؛ وبصورة جزلية مبعثر
القليل » فثلا لم يصلنا من تاريخ المسبحى الكبير » الذى قيل لنا إنه كان يشغل عدة
مجلداث كبيرة » سوى فصل واحد يحفظ بمجموعة مخطوطة بمكتبة الإسكوريال +
تلقينا من كل منهم معظم ثرائه » وقد ظهر إلى الضياء الكثيرمن مؤلفاتهم؛ وبين
أيدينا معظم ترائم المخطوط ؛ تحتفظ به مختلف المكتبات الشرقية والغربية ٠
منها بعد ذلك فصولا فى مجلة الرسالة » وفصولا أخرى فى مجلة الهلال . بيد أنى
وتتقيحها والزيادة فيها ؛ حي تستكمل ثوبها العلمى المحقق ؛ وأعتقد أنى وفقتٍ
فى ذلك إلى المستوى المرغوب .
وقد كان لدى فى هذه الدرامة رنامج طموح + هو أن أقوم بدراسة
شاملة لسائر مؤارخى مصرالإسلامية » من ابن عبد الحكم إلى الحبرق . ولكن
ستة عشر مؤارخاً م الذين أقدمهم اليوم إلى القارئً فى هذا الكتاب المتواضع ٠
وقد فاتتى أن أدرس عدة من الموارخين الصريين ؛ الذين ساهموا بقسط كبير
ف تكوين تراثنا التارى » مثل ابن ميسر » وابن الصيرفى وابن داق »وابن
وصيف شاه » وجال الدين القفطى ؛ وابن الفرات الحننى » وبدر الدين العنق +
الأندلسى ؛ وغلب لدى "هذا الاتجاه إلى دراسة تاريخ الغرب الإسلاى ؛ على
استطعت لحسن الحظ ؛ أن أصدر الطبعة الثانية من كتإلى « الحاكم بأمر الله
وأسرار الدعوة الفاطمية » مزيدة زيادة كببرة » على ضوء مصادر جديدة
الجامع الأزهر فى العصر الفاطمى » مزيدة © متضمئة المعهد العظيم حتى
العصر الحاضر ( سنة 148/8 ) وكلاهما من أخص نواحى تاريخ مصر الإسلامية .
وأود أن أنوه بأنى جربت فى دراستى المؤارخين المصريين » على أسلوب
ولا سيا المخطوط منه . وهو تراث ضخم مبعر فى مختلف المكتبات الجامعة ©
بأعلم قط . وأعتقد أن هذه الدراسة الشاملة ؛ سوف تذلل كثيراً من سبل
وإنى أشعر بالغبطة إذْ أضع اليوم هذه الدراسات بين أيدى الباحثين ؛ بعد أن
لبنت محتجبة طوال هذه الحقبة , ومن حسن الطالع أنها تظهر إلى الضياء فى
نفس الوقت الذى ظهرت فيه الطبعة الثانية من كتان « مصر الإسلامية وتاريخ
الخطط المصرية » متضمناً عرضاً شاملا لسائر المصادر المتعلقة الخطط
أو تاريخ مصر القاهرة » ويعتبر كل من الكتابين بذلك مكل للآخر من هذه
الناحية التى تعلق بالمصادر
وإئى لأرجو فى اتام أن أكون قد وفقت بهذا المجهود المتواضع » إل تحقيق
بعض ما نطمح إليه من استجلاء مصادر تاريخ مصر الإسلامية © ولا ميا ف
عصور الرياسة والسؤادد والمحاد +
الموافق يناي اسئة 1464 دين
أول موارخ لمصر الإسلامية
لإا - لاف م : لان الام
كانت مصر قبل الفتح الإسلاى ؛ مطمح دول عظيمة شاعغة ؛ بلغت من
القوة والحضارة أعظم شأو ؛ فلم يك غريباً أن تقع مصرالقديمة ؛ بعد أن جاوزت
ذروة العظمة إلى دور الانحلال » صريعة الغزاة من الفرس واليونان والرومان ,
ولكن فتح العرب لمصر كان جادثاً ارقا بين هذه الفتوحات . فقد كان
الإسلام فى بداية أمره ؛ ودولة العرب فى مستهل حيانها © وم تكن فتوحات
فارس والشام قد استقرت بعد على أسس ثابتة . ولكن فتح مصر ؛ كفتح فارس
والشام » كان أيضاً أمنية يضطرم بها الإسلام منذ نشأنه » وكان النى العرنى
منذ العام السادس الهجرة ؛ قد ذكر مصر فما ذكر من البلاد » الى يتأهب
الإسلام لفتحها ؛ فوجه إلى أميرها ؛ كما وجه إلى عاهل فارس وإلى قيصر"
الرومان ؛ دعوة إلى الإسلام » كانت إنذاراً بالحرب والفتح . ولم بمض عل وفاة
الى وفتح فارس والشام أعوام قلائل حتى جاء دور مصر ؛ فقدم إلبها العرب
فى ظروف كالأساطر .
وقد ميى أكثر من قر وسير هذه الفتوحات الباهرة » قائمة على الرواية
الشفوية » ولم تظهر الرواية المكتوبة قبل أواخر القرن الثانى وأوائل القرن الثالث
للهجرة » فدون الواقدى9) سير الفتوحات الإسلامية ومنها فتح مصر ؛ ودونها
بين التخصيص والتعمم . وكان لفتح مص رحظه
() « فتوح البلدان » - وكانت رفاة البلاذرى فى سلة 374 هجرية .
بس لاد
من هذه الرواية » فدأون إلى جانب الفتوحات الإسلامية الأخرى» ولكنه دون
أيضا بطريق التخصيص . وكان أول من دون هذه الرواية الخاصة ؛ ووضع
أساسها » مؤارخ مصرى غدت روايته على كر العصور » موردا لا ينضب لجميع
مؤرخى مصر الإسلامية . هذا المؤرخ أو الراوية هو أبو القاسم عبد الرحمن بن
عبد الله بن عبد الحكم القرثى المصرى . ولد بفسطاط مصر فى نحو سنة 187 ه
من الأسر المصرية العريقة فى الحاه والعلم ؛ وكان أبو محمد عبد الله بن عبد الححكم
والد المؤرخ زعيم المالكية وأعظم فقهائهم ؛ صادق الإمام الشافعى حين مقدمه
إلى مصر وساعده على البقاء والإقامة فيها . وكان أبنااه محمد » وعبد الحكم +
وسعد » كلهم محدث وفقيه بارع ؛ وبالأخص محمد.الذى خلفه فى زعامة المالكية .
ولم يشذ المؤرخ عن تقاليد أسرته ؛ فدرس الحديث والفقه وبرع فى الرواية2؟ .
وهذه البراعة فى الرواية هى النى أوحت إليه أن يدون التاريخ » وبالأخص تاريخ
الأخرى ؛ لم يكن يومئذ سوى طائفة من الروايات والسير ؛ بتوارثها جيل بعد
جيل . وأنفسها وأوثقها ما انصلت روايته إلى عصر الفتح بأحد الصحابة أو الأنصار
الرواية ما تزال حية فى صدور الرواة والمح دكين » فكان تدوينها يومئذ أقرب إلى
التحقيق والضبط . فنى هذه البيئة المحدثة ؛ المحققة ؛ الغنية بتراث الأجيال القريبة +
الحريصة على تعاقب الرواية » نشأ عبد الرحمن بن الحكم » فقيهاً مدا » قبل أن
يكون مؤرخاًا؟ » ورأى أن يمتخرج من الرواية ما كان خاصاً يفتح مصر
وأخبارها » وأن مجمع ما استطاع مما قيل فى شألها من الأحاديث البوية ©
ومختلف الأنباء والسير » فى رواية واحدة متناسقة متعاقبة تكون تاريحاً مدوناً لممر .
بمصر؛ ودرس مجتمعانها وتقاليدها ورسومها الدارسة » وهوسليل أسرة مزالفقهاء
(1) الحافظ ابن حجر فى ( تهذيب التهذيب )اج 6 من 108 +