إلى شهداء الحرّية في كل مكان
إن ثورة ٠4 تموز 1958 كانت ثمرة نضال مرير خاضه شعب العراق بعربه وكرده
وقد وق هذا التأبيد الشعبي الواسع للجيش ولقادة الثورة سوراً حصيئاً ضدّ كلّ من كانت
نجاحها وبتلك السرعة وإنعدام مقاومة تذكر دليل آخر على أصالة الثورة وعلى الهّة
السحيقة التي كانت تفصل بين النظام املكي والشعب والجيش.
لقد فشحت ثورة ١8 تموز آفاقاً رحبة أمام شعب العراق ووضعت أساساً سليماً لتخي
خطوات وطنية هامة في المجالين الداخلي والخارجي.
أما فيما يتعلق بالقضية الكردية؛ 0
جلياً من خلال المبادئً التي وضعها الضّاط الأحرار لتحركهم أثناء فترة الإعداد للثورة
وتجد ذلك الاهتمام بعد جاح الثورة في المادة الثالثة من الدستور والتي نصت على (أنَّ
العرب والكرد شركاء في الوطن العراقي)» وكان ذلك بتأثير وتعاون جبهة الاتحاد الوطني؛
وخاصة الأستاذ كامل الجادرجي وحسين جميل الذي ترأس لجنة صياغة الدستور.
كًّ أهمية هذا الاعتراف تتمّل في كونها جاءت عن إيمان وقتاعة وليس بفعل ضغط
أو تهديد» فقد جاءت نتيجة إدراك قيادة الثورة لأهمية القضية الكردية وثقلها الكبير والمؤثر
في العراق والمنطقة؛ وبهذه الخطوة كسبت لنفسها حبٌ وتقدير وتأبيد جميع أبناء الأمة
أهمية الإقرار بالشراكة والحقوق القومية الكردية جاءت عن قناعة وليس بتأثير الضغط» فإنما
أقصد أنَّ الطرفين, أي الحكومة والشعب الكردي لم يكوناء إذ ذاك؛ في حالة قتال حتى
الكردية في صرح العراق الجديد.
وحسب تجربتي وقناعتي فإِنٌ العلاقات التي لاثبنى على أساس من الثقة لايمكن لها
أن تستمر وتتطور» بل لابدّ أن تصطدم بجدار صلد من المشاكل, لاممكن تجاوزه.. فالثقة
هي أساس بناء العلاقة بين الشعب والحكومة؛ مثلما هي الأساس في تكوين العلائق
الشخصية على صعيد الأفراد أيضاً؛ وكان الأساس بين الشعب الكردي وحكومة ثورة ١6
تموز في عهدها الأول؛ هو الثقة؛ لكن مالبئت أنْ تلاشت بعدما انحرف الجميع عن مسيرة
الثورة؛ وليس عبد الكريم قاسم وحده الذي انحرف كما يدعي البعض ويلقون عليه بتبعات
إذ الفرق بين ماحصل عليه الشعب الكردي في ثورة ٠4 تموز وماحصل عليه في
الاتحاد السوفيتي؛ كما لم يكن للحرب الديمقراطي الكردستاني»؛ آنئذ؛ ذلك النفوذ الواسع
الذي كان يمكن له تهديد قيادة ثورة تموز به؛ لإنتزاع الاعتراف بحقوق الشعب الكردي؛
أي كانت الصيغة التي يتم بها الاعتراف... بينما في ١١لآفار/ 14776 ؛ اضطر «حرب
البعث» إلى الاعتراف بالحكم الذاتي للشعب الكردي في كردستان تحت ضغط ثورة أيلول
وتعاظم نفوذها بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وزعامة البارزاني» فقد كانت معظم
مناطق كردستان مُحررة وخارجة عن سلطة الحكومة المركزية؛ ولم يكن بمقدور حرب
البعث» الذي كان مهدداً بالسقوط وفقدان السلطة عام 15970 ؛ إلا أن يعترف بالأمر
الواقع ويرضخ للحق مجبراً وليس مقتنعاً بحقوق الشعب الكردي؛ باستثناء عدد قليل من
قادته من أمثال عبد الخالق السامرائي؛ بل أراد كسب الوقت التبيت وضعه ومن ثم
الإنقلاب على ما اتفق عليه مع قيادة الثورة الكردية وهذا ما حصل بالضبط.
ثورة ٠4 تموز لم تترجم البند الثالث من الدستور إلى العمل ولم
في الفترة الأولى غطت على الكثبر من جوانب النقص القائمة في العلاقة.
من التجريتين السابقتين» تجربة ١4 تموز ١88 وتجرية ١١لفار/ء 147 ١
إنني أسمح لنفسي أن أبدي ملاحظاتي واستميح كل مناضلي الحزب الديمقراطي
عبد الكريم قاسم مما ساعد على تمرير مؤامرة حلف السنتو وعملائه في الداخل
والشوفيتين» وإحداث الفجوة الهائلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وعبد الكريم
والتقدير للشعب الكردي وكان وطناً يحب العراق والعراقيين وكان التعامل والتفاهم معه
ممكناً لو أحسن التقدير.
ينهم عبد الكريم قاسم بالانحراف والدكتاتورية لكنتي أتساءل هل من الإنصاف
تجاوز الحق والحقيقة؟ لقد قاد الرجل ثورة عملاقة خبرت موازين القوى في الشرق الأوسط
وألهبت جماهير المنطقة النؤاقة للحرية والاستقلال؛ وشكّل أول وزارة في العهد الجمهورية
من قادة وممثلي أحزاب جبهة الاتحاد الوطني المعارضين للنظام الملكي» ومارست الأحزاب
إن بعض الأحزاب سرعان ما عملت من أجل المصالح الحزيية الضيقة على حساب
الكريم قاسم من كل انحراف» راحت تتصارع فيما بينها وبعضها تحاول السيطرة على
الحكم وتتحية عبد الكريم قاسم ناسية أولويات مهائها الوطنية الكبرى.
مي أعتبر أن الأحزاب تتحّل مسؤولية أكبر من مسؤولية عبد الكريم قاسم فيما
حصل من انحراف على مسيرة ثورة ٠4 تموز لأن الأحزاب لو حافظت على تماسكها
عبد الكريم قاسم أو غيره الإنحراف عن مبادئ الثورة.
الصيغة الغادرة» فشلوا في العثور على مستمسك واحد يدينه بالعمالة أو الفساد أو الخيانة؛
لم أكره عبد لكرم أبن حتى عندما كان يرسل أسراب طائراته لتقصفناء إذ كنت
أمتلك قناعة م الكثير لناء كشعب وكأسرة وإنه لايتحمل لوحده مسؤولية ما آلت
0 ضراع الأحزاب وانقسامها على نفسها فتحت الطريق أمام الانتهازين
والشوفينتين للإلتفاف حول عبد الكريم وعزله عن القوى المخلصة؛ وهذا ماكان يجب على
القوى والأحزاب الوطنية المخلصة عدم السماح بحدوثه على الإطلاق؛ وهذا الصراع هو
الذي مهد السبيل أمام كل إنحراف حدث؛ وضياع القيم» وبالقالي قيام إنقلاب 8 شباط
17 الأسود وماتلاها من إنقلابات سوداء أخرى. حتّى غدا العراقيون ينسون مساوئً
"ب 8 شباط وبالأخص
بعد انقلاب ١7 تموز ١978 ولحدٌ اليوم سواء الجرائم التي ا
إن جميع الذين أعدمهم نوري السعيد وعبد الكريم قاسم طيلة فترة حكميهما
لايساوون نصف عدد من أعدموا في يوم واحد من أيام الحكم الحالي. حتى قادة حزب
ضحيتها خيرة مناضلي الحزب العقائديين وعلى رأسهم المناضل الشريف عبد الخالق
أو حكم فة قليلة قفزت إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري دموي. فالشعب العراقي لم
جمهوريته بحريقة ولا بََ واحدة. إنه شعب مسلوب الحرية يحكمون باسمه؛ يقتلون
«حامل راية الوحدة والحرية والاشتراكية» وانّهم أسلافه بالعمالة والخيانة والدكتاتورية.
فيها. ولا اعتراض على إبداء رأي وتعليق على حدث لايتٌفق وقناعة الكاتب؛ إل أنّ نشو
الحقائق والتاريخ عمل يعتبر خيانة بحدّ فاته.
صدر في السنوات الأخيرة عدد من الكتب في العراق» واضع جد ان أجهزة الأمن
والمخابرات العراقية أثلث على مؤلفيها الكثير من المواضيع» حتّى أن بعض كبار ضباط الأمن
من غاية هؤلاء الحاقدين هو تشويه تاريخ حركة التحرر الكردية وقادتها العظام» وإظهار
الاستعمار هو الذي حرم الشعب الكردي من حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة» وانه
هر نفس الاستعمار الذي أمئس لهؤلاء الشوفينجين الدول التي يتحكمون فيها برقاب
ون مراسلة البارزاني مع المسؤولين البريطانيين عمالة وارتباطاً مشبوهاً. رغم اي
لا أريد مناقشة ما كتبه وماسيكتبه بعض الذين أعماهم التعصّب والاستعلاء القومي لأني
ن أنّ نضال الشعب الكردي وتضحيات قادته أرفم من أن تنالهم تلك الأقلام
البارزاني كانوا هم الحكام الفعليون للعراق» إذ ماذا كانت الفائدة من توجيه الرسائل إلى
وزير أو رئيس الوزراء أو املك ولا أحد منهم يملك سلطة اتخاذ القرار دون موافقة السفير
عندما كانت الطائرات البريطانية تقصف بارزان والسليمائية وتتكل بنساء وأطفال
كردستان» أو أين كانوا أثناء قيام ثورة العشرين العظمى؟
حساب الشرف والمبادئ والوطنية.
إنَّ أكثر ما أخشاه هو أن يخرج الجيل الكردي الناشئ عن المألوف ويتهم زعماؤه
الأوائل» لأنهم لم يبدوا «لمرونة الكافية؛ مع بريطانية المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى»
الشعب الكردي والحزب الديمقراطي الكردستاني بصورة خاصة؛ وهي فترة (/188 -
11)»؛ وحاولت نشر ماتوقر من الوثائق المتعلقة بتلك الغترة.
وأكون شاكراً لمن يقدّم أية مساعدة لتوضيح أي غموض أو تصحيح أي خطأً.
مسعود الباززاني
الفصل الأول
كردستان في ظل العهد الملكي
بعد انتهاء الحرب العامية الأولى (4 )١918 - ١41 انهارت الامبراطورية العثمانية؛
وتقاسمت ذول الحلفاء ممتلكاتها وأعيد رسم خارطة المنطقة من جديد بصورة تخدم
مصالح الاستعمار وليس مصالح شعوب المنطقة؛ كما جرى بالنسبة للأمة العربية والأمّة
الكردية؛ لكن الفرق بينهما هو أن عدداً من الدول تأسست في الوطن العربي بينما لم
تتأسس أية دولة في أي جزء من كردستان بل ألحق الاستعمار كل جزء منها بدولة من دول
المنطقة بالضد من إرادة شعب كردستان.
وهذا التقسيم غير العادل الذي جرى لكردستان للمرة الثانية بعد الحرب العالية
الأولى؛ كان سبباً لعذابات شعب كردستان ولمشاكل المنطقة ونزاغاتهاء وسيبقى كذلك
مالم يتم التوصل إلى حل عادل لهذه القضيةء
فكان العراق من بين الكيانات الهزيلة ألتي صنعها الاستعمار البريطاني؛ ونصب على
شعب العراق حكومة اختار لها عناصر مرتبطة به فكراً وروحاً وفي مقدمتهم نوري السعيد
الذي أ ماوصف العهد الملكي بعهده. كما استورد البريطانيون (فيصل بن الحسين)
بعد سيطرة القوات البريطانية على معظم أراضي العراق وانتزاعها من القوات التركية
راح الموظفون السياسيون البريطانيون يهيعون الأسباب والوسائل لتأسيس دولة العراق»
وعندما تقرر استفتاء الشعب في شكل الحكم الذي يرغب فيه قاطعته الأكثرية الساحقة من
أبناء الشعب الكردي,
ولم تنته المشاكل بين بريطانيا وتركيا بانتهاء الحرب بل ظهرت مشكلة ولاية الوصل
قررت تعتين لجنة دولية في 1974/4/70 لدرس مشكلة الموصل وتقديم التوصيات إلى
عصبة الأم الإصدار قرارهاء فوصلت اللجنة إلى بغداد في 1978/1/19 وقامت بجولة
في منطقة كردستان للوقرف على آراء أبنائهاء وعند إجراء الاستفتاء أعرب الكرد عن
الاستعمار وجرى الحاق كردستان الجنوبية بالعراق مع إعطاء ضمانات أكيدة للكرد
قسطأ كبيراً من المسؤولية لعدم نيلهم الاستقلال بسبب سوء تقديرهم لظروفهم الذاتية
والظروف الدولية.
«إِنَّ زيارة اللجنة أعطت زخماً شديداً للشعور الوطني الكردي الذي جرف في
فإذا بهذا الشعور يدفعهم إلى المعسكر المعادي للترك. إن الاستجوابات الطويلة كادت كلها
وعلى حدٌ سواء تكون ذات اتجاه قوبي غلاب لكنها لم تتخذ طابع الانفصال بصورة
عامة. وإنَّ كرد السليمانية وجهرا ماييكن وصفه بالضربة القاصمة في المعركة الدائرة
للمحافظة على كيان العراق. وإنّهم لعلى إدراك تام بما فعلوا أترى ستفتح الحكومة العراقية
تقرير لجنة العصبة جاء مؤيداً لأماني الكرد وبعد أن أنقذوا العراق في لحظة من
أخطر اللحظات التي مرت به باتخاذ قرار تصديق المعاهدة الانكلو.
العراق على أن يلاحظ الشرطان التاليان:
؟ - أن ُراعى حقوق الكرد وتكون اللّغة الكردية اللّغة الرسمية في المنطقة الكردية.