وير 11:56 ها مفخم
الرملة البيضاء - مذكارت ستتر - الطابق الرابع تلفون. 8*7> 31/80 ب4/فلا1ف0م
تلكس: 10174 نكاد كتاب برقيا: الكتاب صا ب: 89704 - 18 بيروت - لبنان
فضيلة الأستاذ «الشيخ محمد علي عبد الرحمن».
ذكرتك يا أبي وأنا أكتب كل كلمة في هذا الكتاب » فلا فرغت منه شعرت
ها هو ذاء أهديه إليك » تحية ووفاء لعهد خلا » أيام كنت صبية أباهي بك
لداني وأترابي جميعاً ؛ حين نمر ه بمعهد دمياط » في طريقنا إلى المدرسة » فثراك من
جوارحهم . فإذا عدنا من المدرسة » ألفيناكه في حلقة أخرى من صحبك ومر يديك
الوصول إلى الحتى » فأشعر - على صغر السن - أنني أتطاول إلى ذاك الأفق العالي
الذي تحلق فيه » واستشرف له طامحة مريدة !
ولم أنس يا أبي ؛ على بعد العهد وتطاول الأيام » مجلسك فينا تحدثنا عن آل
أذكرها يا أبي ليلة من ليالي شهر رجب » وقد رأيناك تتهباً للسفر في غد إلى
وشقيقني الكبرى فاطمة - وأنت في خلوتك تتهجد » ورجوناك أن تلغي سفرك ذاك أو
لا تخافا ولا تحزناء فالله معها...
أن ترجثها» لأنك تؤدي بها واجباً مفروضاًء هو المشاركة في الاحتفال
بذكرى «السيدة زينب».
ومضى وهن من اليل ونحن 'في بحلسنا منك » نسمع قصتها المؤثرة ؛ فلا أسفر
الصبح ودعتنا وأنت تقول لأمي :
المؤثرهاء ثم لم أأسها أبداً...
واليوم شاقني أن أكتب عن «السيدة ؛ فا تبيأت للكتابة » ألفيتني أعود إل
واستمرات طعم هذا الجن ؛ فكدت أسلم له نفسي » لولا أني جمعت نداء
ورحم_الله أي ...
العرض والأداء .
وإنما هو صورة لأنثى » قدرلمها أن تعيش في فترة تعج يجليل الأحداث ؛ وأن
تلعب على مسرح الدولة الإسلامية دوراً» أقل ما يوصف به أنه دور ذو شأن:
اقترن اسمها في تاريختا» والتاريخ الإنساني ء بمأساة فاجعة هي مأساة
«كربلاء». وهي مأساة أجمع المؤرخون على انها كانت إحدى المعارك الحاسمة في
أنها كانت أخطر تلك المعارك جميعاً؛ وعدّوها الطور الاسم الذي أَصّل التشيع
ومكن له كمذهب » ومن ثم فهم يرون أن الدم المسفوح في تلك الواقعة المشؤومة »
هو الذي صبغ تاريخنا السياسي والذهبي بتلك الصبغة الدامية التي نعرفها في «مقاتل
الكلوم ؛ وتواسي المحتضرين » وتثور للضحايا الشهداء الذين نوا هثالك في العراء :
أشلاء مبعثرة تنبشها الطيور والوحوش .
لكني أرى دورها الحقيقي قد بدأ بعد المأساة إذكان عليها أن تحمي السبايا من
الهاشميات اللاتي فقدن الرجال ؛ وأن تناضل مستميتة عن غلام مريض - هوعلي
زين العابدين بن الحسين كاد لولاها أن يذبح » فتفتى بذهابه يومشذ سلالة الإمام .
وما أحسبني أغلو أو أسرف » إذا زعمت أن موقف السيدة زينب بعد المذبحة +
ول تعش «زينب» طويلاً بعد الفاجعة » هاكان الذي كابدته من محن رآلام
تشعل في نفوس الشيعة حزناً مستعراً لم يخمد ليه حتى اليوم » وأن ترهق الذين
أسلموا آل البيت بوخز الحسرة والندم » وتجعل التكفير عن خطيثتهم ميراقاً رهيباً
وأعود فاقول إن هذا الكتاب لا يعدو أن يكون صورة لحياة تلك « السيدة» رمها
المؤرخون الثقات من قبلي » ثم جاء « المنقبيون» فأضافوا إليها ظلالاً شبه أسطورية »
وقد حرصت ما استطعت ؛ على اصالة الألوان التاريخية في الصورة » دون أن
أهدر هذه الظلال أو أهوّن من شأنا : لأنها - مها يكن رأي العلم والتاريخ فيها
وكل عملي في الكتاب ؛ أني ألفت بين الألوان التاريخية والظلال شيه
الأسطوربة » لأجلو منها صورة لتلك التي شاركت في صنع تاريخنا الإسلامي »
وذهيت في تاريخ الإنسانية قصة وعبرة وثلاً...
مقدمة الطبعة الثانية
لهذا الكتاب عندي منزلة خاصة » فقد فتح أمامي أثناء تأليفه » آفاقاً جديدة
رحبة لم أكن شارفتها من قبل » وهياً لي من المتعة الروحية والذهنية ما لم يتح لي مثله
عصرنا المادي الذي كسدت فيه بضاعة القلم ء ما أغراني بالمضي في هذا النوع من
لقد ظهرت الطبعة الأول منه في شهر مارس عام 1887 © فلم تكد تمضي أيام
الحلال» التي تجاوز النطاق الألوف في مقدارما تطيع + مرّات مضاعفة . ويعجز قلمي
التجاوب الفكري والوجداني المسعدء بيني وبين الألوف من القراء الأصدقاء » في
وطننا العربي الكبير.
ومن شاء من هؤلاء الأصدقاء الأعزاء » أن يتمثل سعادتي وأنا ألمس نسخة من
الكتاب عقب ظهوره فلا أجدها » وأمضي إلى ددار الهلال» راجية أن تمدني ببعض
ما لديها ؛ وتستمهلني أياماً لعل إحدى دوائر التوزيم النائية» ترد بعض النسخ غير
لقد حمل إلينا البريد - بدلاً من المرتجم فيضاً من رمائل التفدير والتشجيع »
و إحدى هذه الرسائل مرفقة بهدية رمزية غالية » من الأخت النبيلة « السيدة فخرية
كبة ببغداد» فكانت عندي أنمن من كنوز الأرض جمعاً.
كتابي عن «آمنة بنت وهب » سيدة الأمهات ثم عن «نساء النبي» ثم عن «بنات
النبي » علل ؛ وصورة السيدة فخرية أمامي » تمثل عندي ألوف القراء الأصدقاء
الذين تربطني بهم - على غير معرفة شخصية - أعز أواصر الودء والتجاوب
الفكر ي » والصداقة الروحية .
وفي هذا الحو المعنو ي المسعد » آثرت أن تصدر الطبعة الثانية لهذا الكتاب + من
« دار الكتاب العربي في بيروت * رمزاً لما أشعربه نحو قرائي من مختلف الأقطار العربية
الشقيقة ؛ ووفاء ببعض ما لهم علي من دين !..