- يزيد الأول ابن معاوية
٠" - معاوية الثانى ابن يزيد
© - مروان الأول ابن الحكم.
- عبد الملك بن مروان
١ - الوليد الأول ابن عبد الملك
- سليمان بن عبد الملك
- عمر بن عبد العزيز
6 - يزيد الثانى ابن عبد الملك.
٠ - هشام بن عبد الملك
١١ - الوليد الثانى ابن يزيد
١ - يزيد الغالث ابن الوليد
١٠ - ابراهيم بن الوليد
- مروان الثانى ابن محمد
قيصرية الخلافة
كانت قبيلة قريش تسيطر على مكة. وغالبية سكانها منها ؛ منذ عهد قصى بن كلاب الذى
جمَّعهم فيها ( حوالى سنة 200م) ثم بسط نفوذهم على الكعية حتى أصبح رجالها يُسمّون
رجال الله؛ وجيران بيت الله؛ وصفوة الخلق؛ الأمر الذى جعل لقريش نفوذا حقيقيا بين العرب
أكثر يسارا وأشد رخاء فطمعوا فى زعامة قريش؛ خاصة بعد أن ضريت النكبات المالية أيا
1 بن كان بعيد الأثر فى فهم هؤلاء الأخيرين
هاشمية للملك. وفى هذا يقول عمرو بن هشام بن أ تنازعنا نحن وبتو عبد مناف
فتح مكة (سنة 4 ها وقف النَّبى (صلى الله عليه وسلم) يستعرض جيوش المسلمين بألويتهم؛
لواء إثر لواء؛ وإلى جانبه وقف أبو سفيان شيخ الأموبين مع المياس عم النبى يشاهدان
الاستعراض ال أبو سفيان للعباس: «لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما» فأجاب
هذا هو رأى أبى سفيان شيخ الأمويين بعد أن أعلن إسلامه ؛ وهو رأى ظاهر قاطع بأن
قد أضمر أطماعه فى أن يرث هذا الملك له ولأبنائه من بعده. وقد بدأت هذه الأطماع تتحرك
م ه الخلافة الإسلامية.
مناف! وقال لعلى بن أبى طالب - أيضا- مابال هذا الأمر (الخلافة) فى أقل حى (فرع) من
وواضع من ذلك أن أيا سفيان انتهز فرصة وفاة النبى ليثير فتنة ؛ فظل أكثر من مرة
يستفز العباس وعلى (أقرب الورثة إلى النبى) ويحرضهما؛ ويحاول تأليب قريش ويبدى
استعداده للحرب - فى سبيل الملك- ويلوح بإراقة الدماء. ولم يقف أغراضه أو يخيب رجام
إلا إجماع المسلمين آنذاك. وحسن تصرف على بن أبى طالب ؛ ووجود أبى بكر الصديق؛ وعمر
بن الخطاب القوى الشديد.
وبعد وفاة أبى بكر بويع لعمر بناء على كتاب من أبى بكر فلم تقم أى مناسبة للفتنة؛
خاصة مع شخصية عمر. وقد ول عمر بن الخطاب معاوية بن أبى سفيان على الشام؛ فكان
معاوية لدهائه أطوع لعمر من خادمه (كما قال على بن أبى طالب فيما بعد لعثمان بن عفان).
على عمر» كما أن عمر لم يتخذ إجراء أكثر من ذلك؛ ولعله كان على ادراك بطبائع
وعندما قدم عمر بن الخطاب إلى الشام لقى معاوية وهو فى أبهة الملك وزبّه من العديد
والعدة ؛ فاستنكر عمر ذلك وقال: أكسرويه يامعاوية!؟ فقال هذا «يا أمير المزمنين: إنّا فى
ثغر تجاه العدو وبنا حاجة إلى مباهاتهم بزينة الحرب والجهاد (*'» فسكت عمرء إما لما احتج به
معاوية من مقاصد الحق والدين؛ وإما لأنه اكتفى بإبداء الرأى ولم يجد جدوى فى أكثر من
هذاء فى ذلك المكان وفى ذاك الأوان . وسواء كان هذا أم ذاك فإن الأمر ينبىء عن خبيئة
معاوية؛ وكيف أنه ما وجد فرصة - حتى فى عهد عمر - إلا وانتهزها لكى يتلبس لبوس
الملوك ويتزيًا بزيهم ويتخلق بطباعهم؛ ثم يصبغ ذلك كله بمصابغ الحق ويلونها بألوان الدين
الأمويون كما لو أنهم ملكوا رقاب العباد وأموال البلاد . ذلك أن عثمان بن أعاد الى
المدينة عمه الحكم بن أبى العاص الذى كان يسسى طريد النبى ؛ لأن النبى كان قد نفاه من
المدينة. ورفض أبو بكر وعمر - خلال خلافتيهما - أن يقبلا شفاعة عثمان فيه والسماح له
بالعودة الى المدينة. وعين عشمان أقرباء الوليد بن عقبة بن أبى معيط واليا على الكوفة؛
مروان بن الحكم ابنته وسلمه خمس غنائم افريقيا؛ وأصبح مروان هذا الحاكم الآمر المتصرف فى
واثر مقتل عثمان بويع لعلى بالخلافة. وكان من ضمن المبايعين له طلحة بن عبيد الله والى
البصرة؛ والزبير بن العوام والى الكوفة ؛ وقد أشار أحد دهاة العرب وهو المغيرة بن شعبة على
أن يحمل عليا على أن يحتكما معا فى أمر الخلافة - لمن منهما تكون؟ ومعنى آخر : هل
تكون الخلافة للأمويين أم للهاشميين ؟ وعندما خسر على التحكيم - بحيلة أخرى من عمرو
بهذا سقطت الكرة فى بثر الأمويين. وأصبح هؤلاء لاسادة قريش فحسب؛ بل قادة العرب
تحقيق فى اليقظة.
وأ حصار المتمردين لعثمان بن عفان وطلبهم مه أن يتبرأ (يعتزل) من الإمارة. كتب
من عمل الله عز وجل وخلافته..». وبهذا النص وردت فى التاريخ الإسلامى لأول مرة صيغة
لم يرد على فهم الخلفاء الراشدين جميعا ؛ وما رمى به الى المجاز الذى كان شائعا فى العهد
وتعبير «خلاقة اللد» أو «خليفة الله» تعهير أموى. يترجح أن يكون تق وصاغة
لعشمان مستشاره والمتصرف فى شئون دولته مروان بن الحكم (الذى صار الخليفة الأموى الرابع
فيما بعد). وقد تلقف معاوية - سليل المتطلعين الى الملك - هذين التعبيرين ليجعل مثهما
صيغة اسلامية مبدأ حت الملرك المقدس فى الحكم متمتكة عه تطهنةا 17108 76 ؛ ذلك
المبدأ الذى كان شائما ومنتشرا فى الدولة الرومانية التى حكمت الشرق الأوسط؛ وكانت تحكم
يقصد الى المعنى الحقيقى الذى يفيد فكرة استخلاف الله له مباشرة. واطلاق الأمر بين يديه
الله ترمى إلى حجب الحكم والخلافة عن المسلمين. ومنع أى فرد من التطلع إليها والتطمع
فيهاء
وهى حجب المسلمين عن الحكم والخلاقة وتوطئة الطريق اليهما لبنى أمية وحدهم؛ حتى تكون
الخلافة ملكا بالواقع وكسروية فى الحقيقة وقيصرية بالفعل. ذلك أن معاوية جمع من اعتبرهم
أهل الحل والعقد؛ ووقف فيهم المغيرة بن شعبة خطيبا . فأشار إلى معاوية وقال : أمير المؤمنين
هذاء ثم أشار الى يزيد بن معاوية وقال : فإن مات فهذا . ثم أمسك بسيفه وشهره قائلا: ومن
أبى فهذا ."١( بذلك صار السيف أصدق أنباء من الكتب؛ والتهديد أفعل فى النفوس من
وسواء أشار الخلفاء الى الشعراء. أو فهم هؤلاء الوضع ملقا وزلفى؛ أو أصبح التعبير
ضمن مفردات الناس العادية. فقد عمد الشعراء إلى استعماله. كما لجا الكتاب الى
استخدامه؛. حتى أصبع هو النظرية الاسلامية فى الحكم؛ ثم صاغ أسلوب تعميم المسائل
السياسية وتشبيع القواعد السلطانية فى الإسلام»
ففى التاريخ الإسلامى لايهداً الأمر بنظرية توضع ثم تطبق فيما بعد؛ أو بقاعدة تُحدد ثم
تسرى لاحقا , لكنه بسبب تعبيرات « خلافة الله » و« حاكمية الله » و« مال الله». وغيرها »سار
فى طريق قوز به خاصة ؛ هو أن يبدا الأمر بشعار رفع أرصيغة تُنحت أو كلمة تُقال أوهتاف
يُدفع ؛ ثم يتخلق حول الهتاف جمع وعلى الكلمة جماعة وعلى الصيغة أناس وتحت الشعار
حزب؛ وبعمل الحزب والناس والجموع على تعميم حركاتهم ؛ ولات حين تعميم؛ أو اشاعة
فاتهم - وما بئسه تشييع» ذلك أن التعميم يتحول إلى تبرير؛ والتشييع ينتهى إلى
وهكذا يبدأ الوضع بتعبير شارد أر صيغة غامضة هى «خلافة الله» أو خليقة الله» ثم
يتعمم عبر التاربخ ويتشيع خلل الأيام ليصير شبه نظرية سياسية وشكل قاعدة فقهية ؛ تطيق
بأثر رجمى على أحداث لم يخطر لها الممنى على بال وتستنطق رجالا لم يرد لهم المقهوم على
يقول الشاعر مسكين الدارمي» وهو مهد لاستخلاف يزيد بن معاوية:
ويقول عبد الله بن همام السلولى للأموبين:
ويقول الأخطل للوليد بن عبد الملك (89 ه - 08 م6
خليقة الله يستسقى بسنته .". فى الغيث عند مولى العلم منتخب
ويقول جرير لذات الخليفة +
فأنت لرب العالمين خليفة .:. ولى لعهد الله بالحق عارف
ويقول للأخطل كذلك:
الخائض الغمر والميمون طائره .". خليفة الله يستسقى به المطرا١١)
فهاهم الشعراء جميعا؛ وجمهور المسلمين معهم أو من بعدهم ؛ يرى أن الخليفة
دائما؛ ملوك العرب تحت لافتة «خلفاء الله». وهذه العبارة - كما سلف البيان - صيغة دينية
للملك وعبارة شرعية للإمارة. فالملك ملك قح يتمحك بالدين؛ والإمارة إمارة بحتة تتمحل
الغالب فسقة وفى الأغلب ظلمة.
وثم مثال واحد ؛ فى هذا الصدد ؛ يغنى عن كثير ؛ فعبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى
العاص (الخليفة الخامس) كان من أشهر فقهاء المديئة فى عصره ؛ يذكر فى ذلك مع ثلاثة
آخرين هم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذزيب؛ ولا أفضى إليه أمر الخلافة كان
المصحف فى حجره فأطبقه وقال؛ هذا آخر العهد بك. فهذا الفقيه الشهير والإمام الجهير
والمرشد المستنير تحول عند الخلافة الى المكس اما وإلى الضد كلية. فظهرت له شخصية
إلا بالسيف حتى تستقيم لى (لا لله) قناتكم» كما قال وهو يقف على منبر الرسول بعد قتل
عبد الله بن الزبير (سنة 8لا ه): «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله (هكذا!!) بعد مقامى هذا
هذه هى خلافة الأمويين. قيصرية كسروية. حكم الخلفاء فيها بدعوى خلافة الله (أو الحق
الالهى المقدس فى الحكم) ومنعوا الناس من التطلع إلى الحكم أو السؤال عن مال المسلمين؛
وأقاموا الحرس والحجاب؛ ومشى صاحب الشرطة بين أيديهم بالحراب.
الملك... ويظهر التغير.. فى الوازع الذى كان دينا ثم انقلب الى عصبية وسيف... ذهبت
واستعملت فى أغراضها من القهر والتقلب فى الشهوات والملاذ... ذهب رسم الخلافة... وبقى
وإذا ماكانت الخلافة ملكا بحتا وسلطانا قحا فإن أعمال الخلفاء كلها وأقوال الولاة جميما
لاتصرف إلى الدين حتى وإن أفادته بطريق غير مباشر؛ ولاتنسب إلى الشريعة حتى وإن
استخدمها لستر بشاعتها. لقد فتح الأمويون بلادا كثيرة ونشروا الاسلام فى بقاع شتى؛
المؤمنين البسطاء إلى الحروب تحت راية الاسلام؛ ودفعوهم إلى الغزو باستخدام معنى الجهاد.
ورحم الله عمر بن الخطاب حين قال لمعاوية وقد رآه تزيا بزى الملوك وتطهم بطهام
كشفت الأيام عن أن الخلافة كسروية صرفا وقيصرية بحتاء
استقرار وأمان؛ ازدهرت فيه القيم الاسلامية وترسخت فيه أحكام الشريعة. وحظى المسلمون
بقترة من الأمن لاتطاول وحقبة من السلام لاقارن؛ والحقيقة عكس ذلك اما ؛ فقد كان عهد
الدولة الأموية عهد فتن متوالية ومحن متتالية. وظلمات بعد ظلمات. وغواش إثر غواشر:
صيغ مخالفة تماما ومفاهيم مثا ة كلية.
من هذه الفتن التى ظلت مستمرة طوال عهد الدولة الأموية ماحدث من المسلمين. وما وقع
فى البيت المالك.
أ - بعد ما مُتل على بن أبى طالب بوبع لابنه الأكبر الحسن بن على بالخلاقة ؛ وكان الناس
إلى معاوية ومبايعته له بغضا فى أعوانه الذين خذلوه . وقيل إن الحسن بايع معاوية لقاء ألف
أن يمكنه من بيت المال يأخذ منه حاجته ؛ وأن يكون ولى العهد من بعده . ست العام الذى
حدث فيه ذلك عام الجامعة. لاجتماع أمة المسلمين بعد الفرقة على خليفة واحد. ورغم مبايعة
الحسن فقد ظل معاوية على تخوف من جانبه؛ أو لعله أراد حرمانه من ولاية المهد ونقلها إلى
اجعدة بنت الأشعث) فى عسل أكله؛ فمكث شهرين فى ألم شديد إلى أن توفاه الله. وما بلغ
وقد دامت خلافة الحسن ستة أشهر وخمسة أيام؛ وقيل ستة أشهر إلا أياماء
اب - وبعد أن ولى يزيد بن معاوية الخلافة خرج عليه الحسين بن على بن أبى طالب فى
جمع من شيعته. وكان أهل الحجاز قد بايعوه. فذهب للقاء جيش يزيد بقيادة عبيد الله بن زياد
بن أبى سفيان (أو ابن أبيه). فقتل فى كربلاء (عاشوراء سنة ١٠1ه - 810م)؛ وذبحه سنان
بن أنس النخعى وجز رأسه وسلب الحسين ماكان عليه؛ ومال الناس على القرش والحلل والإبل
وصدرها*'. وقتل مع الحسين اثثان وسبعون رجلا منهم من أولاد على بن طالب أربعة هم
العباس وجعفر ومحمد وأبو بكرء ومن أولاد الحسن أربعة كذلك. وحمل الجنود رأس الحسين
على حربة حتى دمشق شق فألقوها بين يدى الخليفة يزيد الذى قال : لقد قال (أى الحسين) انتى
تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ».(19
ج - وفى سنة 17ه خرج المختار من العلوية بالكوفة وأراد الأخذ بثأر الحسين فبايعه
الناس واجتمع اليه خلق كثير. واستولى على الكوفة؛ ودعا إلى الأخذ بثأر أهل البيت؛ وقتل
جماعة ساهمت فى قتل الحسين؛ وأرسل عسكرا لقتال عبيد الله بن زياد بن أبى سفيان وكان
واليا على البصرة ثم ولى الكوفة؛ وتوجه مصعب بن الزبير (أخا عبد الله بن الزبير!!) لقتال
المختار حتى قتله.
فبايعه أهل تهامة والحجاز. وسلم الناس عليه بالخلافة. وظل خليفة للحجاز واليمن لمدة تسع
مروان) وسيّرَ يزيد بن معاوية جيشا لقتال عبد الله بن الزبير بقيادة الحصين بن غير السكونى+
قسار اليه فى مكة. وإذ ذاك تحصن ابن الزبير فى الكعبة (!1) المسجد الحرام على المسلمين.
المنجنيق ورمى به الكعبة. + البيت الحرام للمسلمين وعلى المسلمين.
ابن الزبير قد أعاد بناها بعد أن احترقت من الضرب الأول). واحتز جيش الحجاج رأس عيد
الجثة ألقيت فى مقابر اليهود.