والواقع ان عديدا من المصاعب تعتور سبيل من يتصدى للتاريخ
بالنسبة لظهور الخوارج فى المغرب ؛ وكذلك دولة بنى مدرار بسجلماسة +
فعلى الرغم من كثرة ما دون عن تواريخ الخوارج لم يصل الينا متها
الا القليل الثادر (6) +
وما وصلنا من معلومات كان اغلبها من مصادر معادية للخوارج
فى تسفيه الخوارج وتحقير شائهم (7) *
ومن ناحية اخرى ان ما وصلنا من تواريخ الخوارج يقتصر فقط
على الاباضية منهم دون الصفرية + وتنطوى على التعصب الفديد
للمذهب الاباضى وائمته » وتتحامل على الفرق الاخرى من الخوارج +
ناهيك عن عدائها المقيت للمذاهب والفرق الاسلامية من غير الخوارج +
وفضلا عن ذلك تمتلىء بالاساطير والخوارق والكرامات التي لا تستقيم
مع منطق التاريخ
ولا مناص للباحث عن دراسة مصادر هذا التاريخ وتقيييهما
والكشف عن ميولها واتجاهاتها قبل الاقدام على استقاء معلوماته منها
وما كان تاريخ الخوارج فى المغرب قاسما مشتركا بين الخلافة
السنية والشيعية 6 غمن المفيد ان ندرس مصادر هذا التاريخ ونصتفها
الى مصادر سنية وشيعية وخارجية ٠
ولا : المصادر السنية :
المادة التاريخية المتعلقة بالخوارج فى المصادر السنية متفرقة
ا مادة بلى رستم بدائرة المعارف الاسلامية من 93 *
6) انظر ابن النديم ؛ الفهرست سن 258 +
( راجع 1 اليلاذرى : اتساب الإخرافا ج 11ص 106 +
فى الحوليات العامة أو التواريخ الاقليمية ٠ وأقدم التصانيف
فى تاريخ المغرب عبثت بها يد الدهر 6 غلم يصلنا منها سوى شذرات
متفرقات نقلها المتاخرون . لعل من اهمها كتاب مسالك افريقية وممالكها +
والمؤلدات الخاصة بأخبار تيهرت وسجلماسة وغبرها من المدن المغربية »
تلك التى نسبت الى محمد بن يوسف الوراق 2911 - 362 ه )
« الحافظ لاخبار المغرب » كما ذكر ابن حبان (8) ٠ والوراق مؤرخ
وينسحب نفس التول على ابن التطان (ات 628 مه ) صاحب
كتاب نظم الجمان © وان كان بروئئسال قد عثر على جزء منه خاص
بنهاية عصر المرابطين واوليات سنى الموحدين ؛ وكذلك الحال بالنسبة
لكتاب ( العبر » لابن ابى الفياض ات 459 ه) (10) ٠ والى عهد تريب كان
تاريخ الرقيق القبروانى ( ت اوائل القرن الخامس الهجرى ) فى حكم
المفقود ؛ لكن لحسن الحظ قدر لنا الوتوف على جزء منه عثر عليه
الاستاذ محمد المنونى المكناسى سنة 1965 م بالخزانة العامة بالرباط +
استفدثا مئه ايما فائدة فى دراسة ثورات الخوارج فى بلاد المغرب *
الكعبى التونسى ونشره سئة 1968 م بعنوان تاريخ افريقية والمغرب ٠
ومؤلفه هو ابو اسحق عير بن القاسم المعروف بالرقيق القبروانى ٠
فى البلاط الصنهاجى ؛ ومن ثم فقد اتيح له الاطلاع على كثير من الوثائق
والتواليف فى تاريخ المغرب قل ان توافرت لغيره 6 بفضلها كتبه تاريخه
المشهور ابتداء بالفتح الاسلامى للمغرب حتى اوائل القرن الخامس
ولا شك فى ان الرقيق كان ستى المذهب بدليل اشتغاله فى بلاط
بثى زيرى ؛ لكن اتجاهاته المذهبية والحق يقال لم تتعكس على
كثاباته بشكل يسترعى النظر ٠ وقد نقل عنه معظم من صنف بعده فى
8 المقتيسن فى اخبار بلد الالدلس + تعتيق الحجى من 33 *
بثية المقمس فى تاريخ رجال الاندلس من [13 +
10 انظر : عبيد الله أبن صالح : انس جديد من نتح العرب للمغرب > نشرء
برونتسال * مص 198 +
لإلاج
تاريخ المغرب الاسلامى كابن عذارى والنويرى وابن خلدون وغيرهم
وعلى الرغم من ذلك فقد حفل الجزء الذى نشر بتفصيلات كثرة لم توجد
عند من نقلوا عنه » كتلك التى تتعلق بمعركتى القرن والاصنام + وثورة
ن عطاف الابدى على عبد الرحمن بن حبيب ؛ وامامة الحارث وعبد
بار الاباضيين 6 وحصار عمر بن حفص بطبنه سنة 152 ه ١ وقدر
التاريخ لثورات الخوارج ببلاد المغرب ٠
والراجح ان جزء آخر من تاريخ الرقيق وصل اليئا عن طريق
ابن حماد فى كتابه المعروف بأخبار ملوك بنى عبيد وسيرتهم © اذ ذكر
غاندرهيدن (11) الذى نشره أن ابن حماد نقل النص برمته عن الرقيق +
وجدير بالذكر ان هذا النص يتعلق بحركة ابى يزيد مخلد بن كيداد
على كل حال ؛ فلو صح قول فاندر هيدن نكون قد استفدنا فى دراستنا
للخوارج فى المغرب ببعلومات مستقاة من تاريخ الرقيق لم تتوفر
للدارسين من قبل +
وثمة مصدر سنى آخر غاية فى الاهمية 6 وهو سيرة الائمة
الرستميين لابن الصغير المالكى (12) » والواقع انه ليس لدينا ثمة ما يشير
العمر الرستمى الأخبر + كشيخ من شيوخ المالكية © كائله شاط
بارز فى المساجلات والمحاورات التى شهدتها تاهرت بين مشايخ الطوائف
المذهبية المختلفة ) اذ يصور فى كتابه جدله فى المسائل الفقهية والدينية
دقيق نابه امر لا برقى اليه الشك ٠ والراجح انه صنف تواليف اخرى لم
ينم عن طول باع فى ميدان التاريخ ٠ على كل حال وقف المستشرق
00/088 .على كتابه عن سيرة الائمة الرستميين ونشره سنة 1905
2 صنفه الدكنور سعد زفلول ب خطا ب فين مؤرخى الاباضية ٠ انظر 3 تاريخ
(3) ابن الصغير :من 46 +
ويخيل الينا ان تاريخ ابن الصغير اهم مصادرنا عن دولة بنى
رستم ؛ فهو معاصر لاحداث العصر الرستمى الاخبر وشاهد عيان لها +
أسرار عصره ؛ مما تفافى عنه مؤرخو الاباضية » كا قدم لنا وجهة
النظر المقابلة لتلك التى تتعصب للامامة الره ٠ ومن الانصاف أن
تذكر أن ابن الصغبر كان موضوعيا فى تاريخه » اذ كثيرا ما ابدى اعجابه
الاشادة بسياساتهم ٠ ولم يقدر لابن الصغبر ان يشهد نهاية دولة بنى
أما ابن عذارى وتا المعروف بالبيان المفرب + فيجمع
الدارسون (15) على اهبيته كتاريخ عام للمغرب الاسلامى اقرب ما
يكون الى التكامل » على الرغم من تاخره النسبى » فقد الفه ابن عذارى
سنة712 م . وهو لذلك من اكثر مراجع تاريخ المغرب الاسلابى تفصيلا»
اللسابقين كالرقيق وابن عبد البر وابن القطان والوراق وغيرهم ممن
أثشار اليهم غيما نقل عنهم + ونحن فى غتي عن التعريف
بابن عذارى وتاريخه على وجه العبوم © فقد تناول ذلك كثير من
الدارسين ٠ انما نكتفى ما اورده متعلقا بالخوارج فى المغرب 6
فالملاحظ أنه افاض فى حديثه عن ثوزات الخوارج » لكنه عزف عن التاريخ
لدولهم فى المغرب واكتفى باشارات متنائرة عن أمرائهم وسنى حكمهم *
ومع ذلك + فقد اسدى خدمة طيبة باثباته للتواريخ فى دقة تامة ؛ وذلك
أمر اغفلته تماما كل تواريخ الخوارج تقريبا
الفدية مس 216
ومعلوماتنا المستقاءً عن ابن عذارى بخصوص الخوارج والفاطميين
لا تختلف كثيرا عن نظائرها فى سائر المصادر العامة التقليدية كابن
الاثم وابن خلدون والنويرى > اذ انها جميعا تنقل اساسا من الرقيق
فييما يرجح +
ولا مشاحة فى ان جغرائيا مثل البكرى (ات 487 « ) فى كتابه
المغرب 6 فضلا عن قيمته الكبرى فى دراسة البلدان ومواقعها والمسالك
لم تكن فريدة فى بعض الاحيان عن خوارج المغرب ٠ وحسبئا ان كثيرا
البكرى افراطه فى ذكر روايات ذات طابع اسطورى + بالاضافة الى عدم
دقة معلوماته الخاصة بتاريخ الرستميين +
ومن الاهمية بمكان ان نشير الى كتاب ابن عبد الحكم ١ توح
مصر والمغرب والاندلس » ٠ وعلى الرغم من انه مؤرخ مصرى الف
بخوارج المغرب ٠ وابن عبد الحكم المؤرخ فى غنى عن التعريف فهو من
خيرة مؤرخى الاسلام دقة وموضوعية + ومن انضجهم اسلوبا ومنهجا +
وتبدو اهميته بالنسبة لموضوع البحث كبعامر للاحداث من ناحية
١ توف سنة 257 م ) 6 وكموثق يهتم باسناد رواياته الى من سمع منهم
أو اخذ عنهم ٠ ولا غرو نقد اتيح له الاتصال عن كثب بكثير من مشاهي'
المغاربة الذين كانوا يفدون الى مصر لدراسة مذهب مالك ؛ واستفاد
من معلوماتهم نيما يتعلق بأخبار بلاد المغرب ٠ وحسبئا ما اورده من
واضحة لاحوال بلاد المغرب قبيل ظهور دعوة الخوارج
أما الجزء الثالث من كتاب اعمال الاعلام لابن الخطيب الذى حققه
الدكتور احمد مختار العبادى ونشره بمنوان « تاريخ المغرب العربى
فى العمر الوسيط » فيحوى معلومات عن ثورات الخوارج استيدها
ضالتها س من بثى مدرار ٠ وجلى الرقم من اخطائه الكثيرة فى اسماء
الاعلام والتواريخ + وبرغم اسرافه فى ذكر روايات أاسطورية 6 فقد
من الاشسارات عن بثى مدرار »؛ لا نجد لها نظيرا عند البكرى
او من نقل عنه كابن خلدون والتلتشتدى » مما يرجح اعتماد ابن الخطيب
فى هذا الصدد على كتابات محمد بن يوسف الوراق مباشرة وعدم نقله
عن البكرى كما فعل غبره من المؤرخين المتاخرين ٠
ويقدم ابن الاثير فى تاريخه « الكامل » مادة طيبة ماخوذة عن
اللبربى فيبا تعلق بقواري المشرق ,.أما ما يخس مثها خوازج المغْربٍ
فهى منقولة ب فى تحقيق وتمحيص وتنسيق عن تواليف المغاربة
والعشرين والسادس والعشرين من موسوعته المعروفة بنهاية الاربا *
المغرب عند البلاذرى والمؤرخ الاندامى المجهول صاحب كناب « اخبأر
مجموعة فى فتح الاندلس » ؛ وكذلك عند ابن حيان وابن سعيد وابن
بطوطة , فالبلاذرى فى انساب الاشراف يفيض بمادة وغيرة ويتدم وجهة
ليما يتعلق بالخوارج فى الشرق , أما كتابه « فتوح البلدان » فلا يخلو من
اششارات عابرة عن بلاد المغرب قبيل ظهور الخوارج » فضلا عن ثورات
الخوارج فى بلاد المغرب *
اما صاحب الاخبار المجموعة + لهو مشايع لبلى أمية متحايل
على الخوارج » لكنه اورد تفصيلات فريدة بخصوص ثورات الخوارج
الصفرية فى بلاد المغرب .
وى النصوص التى وصلتنا عن ابن حيان ب شيخ مؤرخى
بنى مدرار وبنى رستم باموى الاندلس ٠ ونس الشىء يقال عن كتاب
المغرب فى حلى المغرب لابن سعيد .
أما « رحلة » ابن بطوطة نتحفل بمعلومات ونيرة عن علاقات دول
الخوارج ببلاد السودان +
ثانيا ؛ المصادر الشيعمية :
كان سقوط دولتى الخوارج ببلاد المغرب برتبطا بقيام الدولة
الفاطمية ؛ لذلك عرض مؤرخو الشيعة لاخبار الخوارج بطريقة
عارضة فى ثنايا تاريخهم للدولة الفاطمية فى المغرب ومع قلة المعلومات
الخاصة بالخوارج عند مؤرخى الشيعة ؛ وبرغم تحاملهم على الخوارج
لما بينهم من عداء مذهبى ؛ فقد خلفوا معلومات طليبة عن علاقة الخوارج
ويعد ابو حنيفة النعمان المعروف بابن حيون المغربى (ات 363 « )
من أهم من تناول هذا الموضوع ؛ ففضلا عن معاصرته الاحداث؛ كان على
قرب ينها او معاين لها فى اغلب الاحيان لعبله كقافى قضاة اللعز
الفاطمى . ولابن حيون مؤلفات كثيرة عن الفاطميين وعقائدهم وتواريخهم +
اطلعئا على ثلاثة منها هى : اساس التاويل الباطنى وهو مخطوط بدار
الكتب المصرية ولا يفيد كثيرا فى دراسة الخوارج ) أما شرح الاخبار
فهو مخطوط ايضا بدار الكتب المصرية نشر منه المستشرق الروبى
ايفانونا مقتطفات جعلها ملاحق كتابه
ما يليد فى معرفة احوال دولة بثى مدرار فى عهد اميرها اليسع بن
وهو مخطوط من جزاين بمكتبة جامعة القاهرة ؛ عرض فيه ان حيون
لاحاديث المعز فى مجالسه مع معاصريه من الحكام وكبار الشخصيات .
وقد اتيح لابن حيون حضور هذه المجالس ؛ واستطاع تدوين وتسجيل
ما كان يدور فيها . وبرغم تحيزه الظاهر للفاطميين » ومع ان الكتاب
فى هذا الصدد 6 اذ يعرض ابن حيون لاعداد المعز حملته على المغرب
الشاكر لله الثائر على الحكم الفاطمى ) كما يتناول تفاصيل وقائمما
ونتائجها + ومن خلال عرضه لجالس المعز مع الشاكر لله بعد اسره
تلك التى تصد المعز منها ١ معرفة اخبار سجلماسة واهلها وسبرته
فيهم وما يقال عنه من قبوله » امكن الوقوف على كثير من اخبار تلك
قاد
التاريخية فى التاريخ لدولة بنى مدرار *
وثمة مصدران شيعيان آخران عظيما الفائدة فى تصوير مجتمع
سجلماسة فى اواخر العصر المدرارى من خلال تناول حياة الممجدى
فى سجلماسة وهما : «كتاب استتار الامام» لابراهيم بن احمد النيسابورى
( ت اواخر القرن الرابع الهجرى ) + وهو مخطوط بدار الكتب المصرية
نشر ايفانوا اجزاء منه بمجلة كلية الآداب جامعة فؤاد الاول ( مجلد 4
اج 2) تحت عنوان مذكرات فى حركة المهدى الفاطمى . وكتاب ١ سيرة
جعفر الحاجب » التى رواها محمد بن محمد اليامنى» وقد نشرها ايقاتوفا
ايضا فى نفس العدد من مجلة كلية الآداب ٠ وسيرة جعفر تعد من قبيل
المذكرات الخاصةٌ ؛ اذ كان صاحبها حاجبا للمهدى ومرافقا له فى رحلته
كشاهد عيان للاحداث
أما ابو عبد الله محمد بن على بن حماد (ات 628 ه ) > فكتابه
المعروف بأخبار ملوك بنى عبيد وسرتهم غاية فى الاهبية بخصوص ثورة
ابى يزيد مخلد بن كيداد برغم تحابله الشديد على الخوارج والتعصب
للفاطميين ؛ ولا غرو فابن حماد شيعى اسماعيلى » اذ يذكر المهجدى
ذكر اندر هيدن الذى نشر الكتاب وقدم له ان ابن حماد نقل مباشرة
أما اليعقوبى المتونى سئة 284 م فقد صنف فى التاريخ والجغرائيا »
وتاريخه حافل بدراسة الخوارج فى الشرق » ويلتى بعض الضوء على
دوافع نزوحهم الى المغرب ٠ لكن جغرافيته المعروفة بكتاب البلدان اكثر
اهمية من تاريخه + اذ هى العمدة فى دراسة مشاكل الحدود بين دول
الخوارج وجيرائهم فى بلاد المغرب + ومعلوماته عن وضع تلمسان والنزاع
16 انظسر ؛ اخبار بلوك بتى عبيد وسيرتيم من 10 +
عاصر هاتين الدولتين وعابن بعض وقائعها عن كثب ؛ وتدر له الاتصال
ببعض افراد البيت الرستمى + وفى هذا الصدد يقول ١ .. وحدثنى ابو
معبد عبد الرحمن بن محمد بن ميمون بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن
ابن رستم التاهرتى » (17) . كما عرف بالموضوعية وعدم الانحياز الى جائب
الحرص فى التحقق من مصادرة » ولا مبالغة البتة فيما ذكره عن منهجه
الذى حددة بقوله : « .. وقد اتصلت اسفارى ودام تغربى + فكنث
ودياناتهم ومتالاتهم .. ثم اثبت كل ما يخبرنى به من اثق بصدته؛ واستظهر
وفى كتاب المسالك والمالك للجغراى المعروف ابن حوتل - وهو
شيعى المذهب نجد معلومات طيبة عن تاهرت وسجلماسة عاصمتى
دولتى الخوارج ؛ اغلب الظن انه نقل كثيرا منها عن مصادر مغربية غير
دتيقة اعتمد عليها أيضا ابو عبيد البكرى بدليل وقوعه فى ننس
الاخطاء التى نجدها عند البكرى فيما بعد . ومع ذلك غما اورده ابن
حوقل عن الخوارج ؛ وصلاتهم ببلاد السودان بعد عظيم الاهمية
لمعاصرته الاحداث اذ توفى فى النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى /
وابن خلدون سواء فى مقدمته او فى تاريخه يبدى تعاطفا واضحا
كتبه عن المغرب الاسلامى لا غنى عنه لاى دارس لذلك التاريخ © نفلا
عن استفادة ابن خلدون من مؤرخى المغرب السابقين + كان لاشتغاله
بالسياسة وتقلبه فى خدمة الدول المعاصرة له ما اتاح له القدرة على
الكشف عن التوى المحركة للتاريخ والاسباب والعلل الكامنة وراء
احداثه . ولا غرو فقد تفرد عن جمهرة مؤرخى الاسلام بفلسفقه للتاريخ +
وله نظرية اقرب ما تكون الى نُ : 4 ل ير
احداثه وتعليل وقائمه ٠ ولا حاجة بنا للخوض فى تقييم ابن خلدون المؤرخ +
ويعنينا ما اورده عن الخوارج فى المغرب ٠ والذى لا شك غيه ان ابن
خلدون امدنا بمعلومات مريدة عن القبائل وانسابها ومذاهبها ومثالاتها
افادث كثيرا فى دراسة انتشسار مذهب الخوارج فى بلاد المغرب ٠ وفى
(17) انظر ؛ البلدان من 358 +