0 زمن العهد ا جديد
تلاميذ يسوع
يذكر العهد الجديد جماعات مختلفة من تلاميذ يسوع. فهنالك أولاً الرسل أو
بَدي؛ كانوا أقرب ثقاة يسوع» بحسب الأناجيل على الأقل. ففي كثير من المقاطع لا
الجماعة الصغيرة يأتي بقية الرسل» الذين عادةٌ ما يُشار إليهم باسم «التلاميذ» فحسب»+
يكرزون برسالة يسوع في فلسطين» متسلحين بقوة إعانهم.
الحواريين باسم سمعان الغيور (أو سمعان الزيلوتي)؛ وهذه إشارة إلى جماعة سياسية؛ هي
جماعة الغيورين (أو الزيلوت)» تؤمن بإمكانية تحقيق الانتصار العسكري على الرومان.
أسلحتهم. وبعد رحيل يسوع جعل بعض حوارييه لهذه الديانة بنيةٌ وقواماً؛ خاصةٌ
أورشليم. وأقام يوحنا ابن زبدي كنائس في المنطقة الغربية من آسيا الصغرى. كما أظهر
(1) هو يعقوب بن خلفي.
(من الضروري الإشارة إلى أن جميع الهوامش النجمة هي إضافة من المترجم: أمّا الهوامش لقم فهي هوامش
الولف
دغل 1
الجماعات. وقد ذُكَرْنَ في مناسبات عديدة. ومن بين أهمّ الأعضاء في جماعة النساء هذه
إلى المجدليّة أنها كانت في حقيقة الأمر واحدة من تلاميذ يسوع البارزين وأمدّته بالمال.
وإذا ما كان قد نُظر إليها كخاطئة فذلك لأنَّ بعض رؤوس الكنيسة الأولى أرادوا التقليل
ذات شأن. ومما يُسَجُل للنساء أنهنّ كنّ أول جماعة تذهب إلى قبر يسوع وتعلن
الجماعات الدينية اليهودية
نظرت الجماعات الدينية اليهودية إل يسوع بطرائق متلفة. وتمّلت كبرى هذه
الدينية الغالبة في يهوداء تعداداً وجمهوراً. وقد أقاموا اللجامع وراحوا يكرزون فيهاء
الشكوى الأكثر ترداداً هي أنّ تلاميذه يفعلون ما لا تله قواعد المأكل» » فيقطفون الستابل
2 زمنالعهد اجديد
راح يسخر منهم قائلاً نَّ اهتمامهم بمناصبهم ولباسهم الفاخر ومجدهم يفوق اهتمامهم
كان ١ إن على قناعة بضرورة عدم الإخلال بتوازن القوى بين اليهود وروما.
وكانوا يكرهون الرومان لكنهم يحتملونهم إلى أن يأتي اللسيح
يسوع أن يكون هذا المسيح الْْظْر بالنسبة للفرّيسيين لأنّه من الجليل. وبالمقابل» فقد كان
على الشعب.
وكان الصّدوقيون منافسين للفرّيسيين» يؤمنون بأن السيادة ينبغي أن تكون
الفزيسيين لم يكن الصدوقيون يؤمنون بقيامة الجسد. وكان كلّ من وجود الصدوقيين في
. وما كان عمقدور
عن حضورهم في مدن كثيرة في أرجاء فلسطين لكنهم كانوا انعزاليين في الأساس. وتشير
روحي. وعلى الرغم من صعوية أن نعلم كيف نظر الإسينيون إلى يسوع أو كيف كان
القوى السياسية اليهودية
يؤمن بضرورة العنف للإطاحة بقوة الاحتلال الروماني. ومن بين هذه الجماعات الأخيرة
فرقة الغيورين (الزيلوت). ومع ممع هؤلاء ببعض النفوذ الديني» إلا أنهم كانوا يؤمنون
باستعادة الدولة اليهودية المستقلة. والنظرة التقليدية إلى الغيورين أنهم لم يشكلّوا جماعة
بالمعنى الفعلي إلا بعد ولادة يسوع. لكن هذه النظرة قد لا تكون مقنعة مماماً. ذلك أنَّ
نظرةٌ يدعمها يوسبفوس» الذي نظر إلى الغيورين كقوة قومية-دينية نشأت قبل التمرد
وخلفائه كحكام يهود شرعيين؛ وغالباما فضت وجهة نظرهم إلى هجمات على العساكر
والموظفين الرومان واليهود. وا زت قوميتهم بتعلّقهم الشديد بأهداب الدين. ملل
جانب الغيورين كان ثمة السيخاري أو حملة الختاجر. وكان هؤلاء يعملون خفية
لكي يجري الاكتتاب [أو التعداد] المطلوب في المقاطعة الرومانية الجديدة.
4 زمن العهد ا جديد
ومن وجهة نظر واقعية؛ لم يستطع الغيورون أن يُفلحوا بالإرهاب وحده. وبخلاف
الدول الحديثة؛ ما كان على روما أن تخشى الصحف العامة أو التلفاز أو الإنترنت. وغالباً
ما ملت سياسة روما باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين لتحويلهم ضد المتمردين من
كان يمكن أن يروا إلى يسوع كحليف محتمل. وحين طهّر يسوع الهيكل من التجار
باجاه ما يأملونه من صراع مسلّح؛ فقد القوميون الثقة به كمسيج عسكري مُنتفر.
وكانت ثمة فرقة أخرى تُدْعى الهيرودسيين؛ يعتقدون بجدوى التماٍ نوع من الدولة
شبه المستقلة تحكمها أسرة هيرودس. وأرادت هذه الفرقة التوّل إلى نوع من التسوية مع
هيرودس الأكبر» كمتعاونين مع الرومان» لأنهم سمحوا لهذا الشخص غير اليهودي أو
أنهم فرقة تبتغي تعزيز نوع من الاستقلال اليهودي. وكانت يهودا قد وصلت في ظلّ
هيرودس الأكبر إلى ذروة لم تصلها منذ أيام المكابيين. أما بعد وفاته فقد انقسمت الدولة
اليهودية إلى مناطق صغيرة متعددة يحكمها أبناؤه. وسرعان ما احتلٌ الرومان منطقة يهودا
بطلب من زعماء اليهود.
مدخل 15
عن تدّل الرومان. وفي أربعينيات القرن الأول الميلادي؛ أعيد توحيد المنطقة برمّتها
وييدو أنه لم يقتصر على محاولة السيطرة على المنطقة بأكملها» بل تعدّى ذلك إلى تعزيز
مملكنه ودفعها لأن تكون قوة في الشرق. وحين مات على نحو مفاجئ تحتلمت مملكنه
وتروي الأناجيل كيف حاول الهيرودسيون أن يصطادوا يسوع بكلمة وكانوا في تشاور
كانت تقوم على وصولهم إلى النخب وأصحاب النفوذ. وفي سبيل ذلك كانوا على
استعداد لأن يتحالفوا مع الرومان. لكن قاعدتهم السياسية الأساسية كانت مقتصرة على
أورشليم» لوجود الهيكل فيها وسيطرة الفرّيسيين في المناطق القصيّة عن المركز. ولكي
اليهودية؛ ويعمل كجزء من قوة الاحتلال الروماني وإلى جانبها في آنٍ معاً. وفي النهاية
دعم الصدوقيون الغيورين في محاولتهم الإطاحة بالاحتلال الروماني» ما أدّى إلى الحرب
يكون مصدر خطر إذ يمكن أن يشجّع الجماهير على التمرّد ويؤلّب الرومان على الدولة؛
كما جرى في فترة كيرينيوس في العام السادس للميلاد. وبغية الحيلولة دون هذا الأمر
جلب الزعماء اليهود يسوع أمام السنهدرين ثم أمام الرومان» وانّهموه بالخيانة.
قادة الرومان
نَ زمن العهد ا جديد
سياسيّ. ولأنّ الرومان لم يفهموا الديانة اليهودية وميلها إلى ردود الفعل العسكرية؛ فقد
ثم كسر التمرد في عهد هادريان» أفلح الرومان في محق قوة اليهود السياسية. ونظراً
لغطرسة الرومان» لم يكن ثمّة مجال للحلول الوسط. ومن الصعب أن نعلم كيف نظر
الرومان إلى يسوع. فالأناجيل تصوّر بيلاطس البنطي» الوالي الذي أمر بصلب يسوع؛
بصورة المتعاطف» الذي يغسل يديه من الأمر كله بعد محاولته إطلاق سراحه (متّى 27:
يسوع أكثر من متمد آخر تُحْتَمَل فإذا ما كان اليهود يريدون أن يصلبوا واحداً من
متمرديهم فليكن. ولعلّ قصة إطلاق بيلاطس سراح السجين باراباس» المجرم الخطير»
بدلا من يسوع» أن تكون غير صحيحة أيضاً. ذلك أن الرومان كان يمكن أن يروا في
شخص مهوّش مثير للمتاعب.
النخب الاجتماعية
غالباً ما كان لأصحاب الثروة والسلطة الهائلتين وجهة نظر مغايرة لوجهة نظر
وأصحاب السلطة يرغبون في الحفاظ على منزلتهم» لأنّ أي تغيير يمكن أن يكون منطوياً
تدخل 7
الطبقة الوسطى
تطرح الطبقة الوسطى بعض القضايا المختلفة. ففي حين كان يسوع يعادي الأثرياء»
من الطبقة الوسطى في حلقته. وقد ورد في مقاطع عديدة أن يسوع كان في بيت تاجر
18 زمن العهد ا جديد
ولا شكٌ أنّ بعضهم أراد تعزيز وضعه عن طريق التجارة أو الزواج» بغية دخول طبقةٍ
لمدينتهم أو مواطنيهم» كأن يقدموا الحنطة أو النبيذء أو يقيموا الألعاب أو السباقات أو
أفرادها قد خشوا من أن يقلب التوازن القائم ويضرٌّ برص صعودهم إلى أعلى.
الشعب العادي
لم يكن الفقراء أو الشعب العادي مجموعة واحدة؛ الأحرى أنّهم كانوا خليطاً من أقسام
من يعدهم بالمزيد. وكان ثمة وجهات نظر متنافسة يعبر عنها أفراد يحاولون أن يحظوا
بالنّْرَة. وهذا يظهر في الأناجيل حين يتصادم تلاميذ يوحنا المعمدان مع جماعة يسوع»
مع أنَّ الرسالتين متماثلتان. ومن الواضح أنَّ الفقراء كانوا محط اهتمام يسوع. وعلى
الفقراء ضمئاً (لوقا6: 20)!" وكان لا يزال ممقدور الرجل العادي أن يتحول إلى الرّعاع.
وفي الأناجيل أن يسوع كان بجُدّح الأحد ويُحمّل عليه الجمعة. لكن سبب هذا التحول
مرتبط بلا شك بحقيقة أن الشعب العادي كان ينتظر صوراً مغايرة للمسيح. فقد أراد
كانت لديهم أهداف بديلة. وعلى سبيل المثال» فَإنّ بعض البدائل كانت تتمثّل في جلاء
روما في نهاية اللطاف» أو في ضمان الزعماء اليهود أن يجري تعهّد الفقراء بالرعاية.