المحتويات
مقدمة +
-١ تطوّر الدبلوماسية ب
*- دبلوماسية الثورة الأمريكية بف
*- الأصول الدبلوماسية للحرب العالية الأولى ومعاهدة فرساي م
*- معاهدة أنزوس بن
- الدبلوماسية في عصر العولة ١١
المراجع وقراءات إضافية ١
تعود مهنة الدبلوماسي -- شأنها شأن بعض المهن الأخرى القديمة - لزمن مُفرط القدم؛
اخ ديفيد رينولدز بداية ظهورها إلى العصر البرونزي على أقل تقدير, وتكشف وثائق
من مملكة الفرات في منتصف القرن الثامن قبل اليلادء ومن عهد حكم إخناتون لمصر
بعد ذلك بأربعة قرون. عن عالم من المبعوثين ١ تُحرّكهم قضايا الحرب والسلام.
َّا وففًا لمعايير اليوم؛ لا تحكمه إلا قواعد قليلة. وتفصل بين
. وقد تطوّرت
ورغم أنه كان عاثًا بدا
الدبلوماسية بدرجة ناك العهد لتغدق لها معان مختلفة
الأشخاص والأزمان. بدءًا من تعريقها المنتّق - تعريف هارولد نيكلسون بأنها بإدارة
العلاقات بين الدول المستقلة عبر المفاوضات.» ووصولً إلى تعريفها غير المنمق الذي وضعه
وين كاتلين: «قن انتقاء اللحسول من الكلام إلى أن تجد حجارة تقذف بهاء» لكن أيَّا كان
تعريقنا للدبلوماسية. لا يشكك كثيرون في أن مسار الأحداث الكبرى في الدبلوماسية الدولية
ية الدبلوماسية ودراستها من
ويرشده في الوقت نفسه؛ مع إبراز التغيرات التي طرأت على الطرق الدبلوماسية في المراحل
صور اختلاف ممارسة السياسات الدبلوماسية في نقاط بعينها من التاريخ. لا شك أن
للدبلوماسية تاريحّها الخاص؛ فالمؤسسات تتبدل. وتتوافر موارد جديدة مع الوقتء لكنتي
ويهدف هذا الكتاب إلى تعريف القارئ العاد:
الدبلوماسية
أود هنا أن أعمد إلى استخدام دراسات حال بعينها لأرز المتطلبات .١
أن تكون للسياسات الدبلوماسية المحنّكة - كما للتهوّر وللمغالاة في الحذر وللحماقة
الدبلوماسيين ودورهم؛ وتسليط الاهتمام بصورةٍ خاصة على
والسياسات الدبلوماسية ١ ت إبان الثورة الأمريكية ١
الإمبراطورية البريطانية في سبعينيات القرن الثامن عشرء والأصول الدبلوماسية للحرب
العالمية الأولى ومعاهدة فرساي التي تلتها والتي قوضت أربع إمبراطوريات. و؛
التي قشم فيها ستالين وتشرشل أوروباء والتي أنذرت باندلاع الحرب الباردة؛ والعلاقة
الديلومابية غير المتوازنة التي كانت خلف إبرام معاهدة أنزوس (أو المعاهدة الأمنية
الضوء على النظام الاقتصادي العالمي الذي يضم - على سبيل المثال لا الحصر - أنشطة
تسهيل مساركة أطراف شيدق
نجد من تحليل الاختلافات الواضحة بدراسات الحالة التي نتناولها - مثل الأنظمة
أهمية كبيرة لا سيما في مؤتمرات القمة الحديثة - أن القاسم المشترك بين دراسات الحالة
- للتوصل إلى اتفاق أو تفاهم أفضل نوعًا ما من الحقائق التي
الأساسي. ينطبق هذا على العلاقات بين الدول المستقلة بقدر ما ينطبق على العلاقات.
مع الحرص في الوقت نفسه على التأكد من أن خصمه بدوره يضمن من يمثلهم. من
بين الحالات التي سنتناولها توق الدبلوماسيين الأمري الثورة الأمريكية والذين
أجبرتهم واقعيتهم على التفكير والتصرف كما يحتم الموقف. ووفقًا لما تفرضه قواعد القوة»
مجال كبير للمناورة. وكان الخوف من الفشل ملاز:
وعلى غرار المواقف الدبلوماسية الأخرى التي سنتعرض لها في هذا الكتابء كان
الإمبراطورية البريطائية في سبعينيات القرن الثامن عشر من الوقائع المحتومة في التاريخ
الحديث. ولو تمتعت الإدارة السياسية البريطانية بدرجة الحكمة التي اكتسبتها في القرن
التنمية السلمية. دون الخوف من تهديد الإمبراطورية الألمانية. أو النازية الأمانية. أو روسيا
الدولة في الفترة التي سبقت بداية القرن العشرين في منع الاتجراف إلى هاوية الحرب؛
ومن ثم - وكما كتب المؤرخ آرنولد توينبي كانت الحضارة الغره
فا للمُخطط. كان من المحتم أن يكون السعي إلى السلام غير ذي جدوى إطلاقًا مثلما
في تحقيقه؛ وهو ما جعلهم - يتعنّت وبصورة مأساوية - يمهدون الطريق للحرب
تشارف «عهدًا
الدبلوماسية
مارشنت. من مطبعة جامعة أكسفورد. على ما بذَلنَه لإصدار هذا الكتاب. كما أود أن
أشكر ساندرا آسرسون على تزويدي بالصور والتعليقات الملحقة التي تزين فصول الكتاب
ِ لم أتوجه بالشكر للموفد يرهم
امليئة بالأفكار, واقتراحاتهم البئّاءة. وقد أمدني كل من لا يتفقون معي في الرؤية بالوقود
الفكري لمادتي. وتتجلى وتبرز الأفكار التي 0 بها من اللحظة الأولى. سواءٌ في تنص
- لكنني سأقول هذا على أي حال: إنني وحدي أتحمل المسئولية عن النص التالي.
جوزيف إم سيراكوسا
الفصل الأول
تطوّر الدبلوماسية
اختصت الدبلوماسية بصورتها التقليدية في المقام الأول بالانتقال من حالة الحرب إلى
حالة السلم والعكس صحيح. بعبارة أخرى. تُعنى الدبلوماسية بأوجه التواصل في
الصراع وصناعة السلام. ورغم أن هذا جاتب أساسي من جوانب الأنشطة الدبلوماسية
في الماضي والحاضر. تجب أيضًا ملاحظة أن هذا الجاتب يُعد اليوم هو الجانب الوحيد
الدبلوماسية التي تمارسها الدول والحكومات. ورغم أن الشكليات الدبلوماسية الرسمية
القانونية التي قامت على مؤتمر فيينا الذي مُقد عام 153١ حول العلاقات الدبلوماسية
لا تعترف إلا بالعلاقات الدبلوماسية على النطاق الدولي فقط؛ فمن الصعب غض الطرف
عن السياسات الدبلوماسية التي تمارّس على نطاق النظام الاقتصادي الدولي. بددًا من
ادية العاملة على مستوى العالم. ولا سيما منظمة التجارة العالية؛ فلهذة
ات بدورها شبكات من العلاقات الدبلوماسية التي تعمل داخل الأنظمة الدبلوماسية
التقليدية وخارجها. وينطبق الأمر نفسه على نطاق شاسع آخر من التشاط الديلوماسي
يتمثل في منظمات المجتمع المدني. كما أن القصص الملحمية للدول الفاشلة. وتلك التي
دخات في طور القشلء والصراع المدني, والإرهاب الدولي؛ قد نتج عنها في الواقع عالم جديد
تمامًا من علاقات التواصل لللحة بين الدول والمتظمات غير الحكومية. وبين ١!
غير الحكومية بعضها وبعض. وسوف تتناول هذه التطورات فيما بعد (انظر الفصل
الدبلوماسية
)١( تطوّر الدبلوماسية
يعود أصل كلمة «دبلوماسية» إلى قدماء الإفريق؛ فأطلقت لفظة الدبلوماسي في اليوثان
للإشارة إلى عمل المفاوض. وللنشاط الدبلوماسي بلا شك تاريخ طويل. يعود - بمعنى
- إلى آلاف السنين؛ فأول أثرٍ باق يدل على الأنشطة الدبلوماسية هو خطاب
على لوح حجري يعود إلى قرابة -0 8 عام قبل الميلاد. عُثر عليه في المنطقة المعروفة
الآن يشمال إيران. وقد حمله على الأرجح مبعوث سافر ذهابًا وإيايًا قرابة 13٠ ميل
بين مملكتين متباعدتين. وقد جرت عادة الحكام على إرسال المبعوثين بعضهم إلى بعض
لعدة أسباب؛ كالحيلولة دون وقوع حرب؛ ووقق العداء وإبرام المعاهدات. أو لمجرد
استئناف العلاقات السلمية وتعزيز التجارة بينهم. أما عهد الدبلوماسية الحديث فيعود
حرب الثلاثين عامًاء وأرسى مبدأ استقلال الدول. وحرية الاعتقاد والتسامح الديني. أما
أول وزارة خارجية فأسسها الكاردينال الفرنسي ريشيليو عام 1177 الذي طرح كذلك
المنهج الكلاسيكي في العلاقات الدولية. القائم على مبداً الدولة المستقلة الذي تحركه
المصالح القومية كهدف نهائي. وقد استخدمت بريطانيا العظمى في القرن الثامن عشر
سياساتها الدبلوماسية لخدمة توازن القوى الدولية. بينما استخدمت النمسا في عهد
في عهد بسمارك بحله لتغير بذلك وجه الدبلوماسية الأوروبية وتجعلها - على حد تعبير
هتري كسنجر: «لعبة وحشية تدور حول سياسة القوة.»
ومع انهيار الملكية - التي كانت تزعم حقها الإلهي في الحكم - أمام الأنظمة
الملكية الدستورية والجمهورية. ترسخ أكثر فأكثر إتشاء السفارات والمفوضيات في جميع
أتحاء أوروياء ومع نهاية القرن التاسع عشر تبنَّى العالم بأسره الدبلوماسية على الطريقة
ترأس الوزراء المفوضيات. وقد توقف فيما مضى تصنيف البعثات الدبلوماسية كسفارة
أو مقوضية, وتنصيب رئيسها كسغير أو وزيره على الأهمية التي توليها حكومتا الدولتين
للعلاقات المتبادلة بينهما. فعلى سبيل المثال. لم تُقم ١ المتحدة في القرن الأول
تطوّر الدبلوماسية
شكل :1-١ الكاردينال ريشيليو!
إلا مفوضيات لها بالعاصمة الأمريكية. لكن عام 1847 أجاز الكونجرس الأمريكي
ترقية العديد من المفوه المهمة إلى سفارات شريطة أن تتخذ الدول الأخرى
ات الأمري
(3) الدبلوماسية العامة
للغاية. وعليه الكثير من القيود الصارمة؛ غير أن هذه القيود في نهاية اللطاف تظّمتها