المقدمة
لبيهجمعمته
الحمد لله الذي أعطى كل نفس خَلْقَها ومُداهاء وألهمها فجورها وتقواهاء
والحمد لله رب العالمين» خالق السموات والأرضين؛ والصلاة والسلام على
أشرف المرسلين محمد(اص)؛ سيد الأولين والآخرين. لا سيما صهره؛ وابن عمه+
ورصيه؛ وخليفته» وقاضي دينه؛ وسيد عترته؛ الصديق الأكبر» والفاروق الأعظم؛
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع). فإن الواجب على كل ملم أن يتقرب إلى الله
تعالى» لكل ما عليه من القرباتِ؛ ويتضرع وسمّه في القيام بالأوامر والطاعات؛ وأنفع
الشرعية والعبادات
قد اهتم الإسلام بغذاء المسلم؛ اهتماماً لم يسبقه إليه أي دين أو تشريع من
قبل. . . فلا يخلو كتاب من كتب الفقه والتشريع؛ من باب في التغذية؛ يسمى باب
الأطعمة والأشربة. وبين الإسلام فيما بين الأطعمة المباحة؛ والأطعمة المحرمة
أحاديث الإمام علي(ع)؛ موضحاً فيها التركيب التحليلي» والقيمة الغذائية؛ ومينا
عنه التجارب المعملية الجديدة
الرسول(اص)؛ وأمسى علم الحديث في زماننا مهجوراً» وأصبح كأنه لم يكن شيئا
مذكوراًء لرواج العلوم الباطلة بين الجهال؛ المّعين للفضل والكمال؛ مع اعترافهم
بأ زلال العلم لا ينقع» إلا إذا أخذ من ينابيع الوحي والإلهام؛ وأنْ الحكمة لا تنجع؛
إذا لم تؤخذ من نواميس الدين» ومعقل الأنام. كما في الحديث النبوي
والعجب من اعتناء جمع من ن العلماء الأعلام. والفضلاء الكرام» بالكتب الطبية
والرجرغ إليها؛ والتعويل عليهاً؛ وعدم الاعتناء بما ورد عن أئمة الأنام؛ عليهم الصلاة
عاصروا النبي(ص)؛ والأئمة(ع). . لا يهتمون - حتى شيعتهم - إلا ببعض العلوم
من القرآن الكريم . . . ولكن الملاحظ : هو أن ذلك التوجيه والتحريض لم يكن له الأثر
المسألة فقط!!
ولعل عدم اهتمامهم هذاء يفسر لنا ما نلاحظه من عدم وجود سند صحيح غالبا
للروايات الواردة في الطب» والمأكولات. والأدوية ونحوها. ولا اهتم أرباب الجرح
والتعديل بنقد أسانيدها وتصحيحها
النبي(اص)؛ وأهل بيته الكرام(ع)؛ إنهم تكلموا في مختلف الشؤون الطبية بشكل واسع
وشامل؛ حتى في فترة الركود الفكري والعلمي في زمن الأمويين وغيرهم. وهذا ما
يحتم العودة إلى دراسة تلك الثروة. لإستخلاص الكنوز الرائعة؛ والحقائق الجليلة؛
لأمكن الخروج بنتائج» يمكن أن تكون على درجة كبيرة من الأهمية؛ حت بالنسبة
للحياة الطبية الحاضرة
وقد استخرت الله تعالى» في تأليف موجز جامع؛ ومختصر نافع» يتضمن تبذة
مما ورد عن الإمام علي(ع)؛ ما فيه حفظ الصحةء وجلب المنفعة؛ والتدادي
تهش إليه الطباع السليمة؛ وتلتذ به العقول المستقيمة
عدة مصادر؛ وننقلها مع الغمض عن رواتها ومعرفة مدى صحتها؛ وقرنا الروايات
بمثلها من الطب القديم والحديث بأسلوب جديد
ومن الله استمدّ العون؛ وبه أستعين؛ إنه خير موفق ومعين
من شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب(').
ليعجبني الرجل ان يكون تمرياً7).
عن أبي عبداث(ع) قال: قال أمير المؤمنين(ع): خالفوا أصحاب المسكر
(1) بحار الأنوارج؟7 ص ١78 ح١٠
(7) بحار الأنوارج 77ص ١١١ ح7ا1
() بحار الأنوارج 7 ص ١7 ج١2
(0 البرني: بفتح الباء: لون من التمر أحمر مشرب بصفرة كثير اللحاء عذب الحلاو
() كأن المراد بنفاسهن قرب نفاسهن قبل الولادة؛ أو محمول على ما إذا أرضمن اولادهن» والأخير
أنسب بقصة مريم(ع).
(0) بحار الأنوارج !1 ص ١*4 ج51
عن أبي عبداه؛ عن أبيه, عن علي بن أبي طالب (ع): من أكل سبع تمرات
عجوة عند مضجعه. قتل الدود في بطنه!”.
وعنه(ع): أنه قال: كُلْ العجوة. فإن تمرة العجوة
تميتهاء وليكن على
خواص التمر في طب الرسول(ص) وأهل بيته
قال الصادق(ع): أكل التمر البرني على الريق يورث الفالج(*).
قال البافراع): لم تستشفالنساء بمثل الرطب إن الله أطعمه مريم في نفاسها00).
قال رسول اللهل(ص): كلوا الثمر على الريق» فإنه يقتل الديدان في البطن9.
قال رسول القهلاص): من أصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم
)١( يجار الأوارج !2 ص 1*4 ع5
(1) بحار الأوارج !3 ص 141 ج58 ٍ
(©) مستدرك الوسائل ج17 ص ٠8ح عن طب الأئمة. في منظومة ابن الأعسم:
وقتدأتاناعنولاةالأمر | وعنأبيهم حبّهم لمر
نامسدتطممكللك | سيتام كمالك
وأنه يذهب بالعياء وهود
ا(سفيئة البحارج ١ض 414)
(2) مسندو الوسائل ج13 من +4" ح4 عن طب الأئمة.
(ه) بخارج !1ص 158 ح2
(1) بخاز الأنوارج 19 ص ١١4 عن مجمع البيان.
() بخارج !1ص 175
(ه) بحار الأنوارج 17 ص ١797 حلا
ويعجن بمن بقر عتيق» ثم يرفع ؛ فإذا احتيج إليه أكل للسم.. (دعائم الإتلابج؟ ض 447
عن أبي عبدالله(ع) قال: كان رسول الله(ص) يفطر على التمر في زمن التمر؛ وعلى
الرطب في زمن الرطب!".
عن أبي عبدالله(ع) قال: من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلن الديدان في
عن محمد بن الحسن بن شمون» قال: كتبت إلى أبي الحسن(ع) أ بعض أصحابنا
يشكو البخرء فكتب إليه: كل التمر البرني على الريق» واشرب عليه الماء ففعل قسمن
تشرب عليه الماء فاعتدل !"9
ويمرىء الطعام؛ ويطيب النكهة؛ ويزيد في السمع والبصرء ويقرب من الله عز وجل+
ويباعد من الشيطان» ويزيد في المباضعة؛ ويذهب بالداء 990
خالص
قتلن الدود في بطنه (4).
)١( بحار الأنوارج 7 ص 1*7 ج74
() بحار الأنوارج !3 من !117 ح؟7
(1) مكارم الأخلاق ص 7718ح؟١
(0) مكارم الأخلاق ص 778 ج11
(0) مكارم الأخلاق ص 773 ج11
() الرسالة الذهبية ص 8©. ومستدرك الوسائل ج١١ ص 384
(ه) دعائم الإسلابرج؟ ص 48 1ح 517
خواص التمر في الطب القديم
ابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الادوية والاغذية: قال جالينوس: جميعه
عسر الانهضام يحدث صداعاً عندما يكثر الأكل له من أكله؛ وبعضه يحدث في فم المعدة
تلذيماً؛ وما كان منه كذلك فهو يحدث الصداع أكثر من غيره . والغذاء الذي ينفذ من التمر
يخالطه حلاوة يسرع في إيراث السدد في الكبد
أبي بكر الرازي في منافع الأغذية ودفع مضارها: قال: إن التمر يسخن البدن
والمعي؛ مهيج للصداع والرمدء مُلين للمفاصل» مُذهب بالإعياء ولذلك ينبغي أن يجتب
إدامته والإكثار منه من يسرع إليه الصرع والرمد والقلاع!" والخوانيق!"؟ ووجع اللثة
السكنجبين!" السكري الحامض الساذج؛ وامتصاص الرمان الحامض» والأكل من البوارد
والطبيخ الحامض» والتغرغر بالخل والسكنجبين. وليتعهدوا القصد ”*' والحجامة!* فضل
تعهد؛ وأسهلوا بطونهم بالرمان المعصور بشحمه.
الظهر والورك العتيقة .
وينبغي لمن هو ضعيف الأسنان واللثة أن يغسل فاه بعد أكله بماء فاتر عذب»؛ ويدلك
لثته بأصابعه دلكاً جيداً؛ ثم يمسك في فيه ماء ورد قد نقع فيه سماق ليأمن بذلك القلاع
والتمر إذا نقع في اللبن وأخذ أنعظ إنعاظاً قوياً إن أديم أكله وشرب ذلك اللبن» ولا
سيما إذا طرح في ذلك اللين شيء من الدارصيني . وأجود وقت استعماله في الرمان البارد؛
)١( القلاع: داء يصيب الصغار عادة ونادراً الكبار ومظهره نقط بيض في القم والحلق وسببه العدوى بفطر
فإنه سيخصب عليه بدنه؛ ويزيد في الباه وفي حسن اللون زيادة كثيرة؛ ويستأصل أمراضاً
الانطاكي في التذكرة قال هو حار في آخر الثانية يابس في أولها وقيل : في الأرلى
يقطع السعال المزمن وأوجاع الصدر ويستأصل شافة البلغم خصوصاً إذا أكل على الريق
فينفع من الفالج واللقوة والمفاصل عن برد ويغذي كثيراً ويولد الدم القوي ويصلح أوجاع
الظهر ويقوي الكلى المهزولة؛ وبالأرز يصلح المهزولين بالغآً وبالحليب يقوى الباه
ونواه إذا أحرق أنبت هدب العين» وأحد البصر وسود العين ومنع السبل والجرب:
الكبد؛ ويلين الطبع؛ ويزيد في المني +
الطب النبوي (ابن القيم الجوزية): هو من أكثر الثمار تغذيةً للبدن» بما فيه: من
فإذا أديم استعماله على الريق+ جفف مادة الدود وأضعفه» وقلله أو قتله. وهو فاكهة وغذاء
ودواء وشراب وحلوى ٠
شيء من أرياح البواسير فليأكل سبع تمرات هيرون"؟ بسمن بقرء ويدهن انثبيه بزنيق
التمر في الطب الحديث
أظهر تحليل التمر الجاف أنه فيه: 170,7 من الكربوهيدرات وه ,1 من الدهن+
(1) الهيرون:البرني من التمم . أنظر كتاب الألفاظ الفارسية المعرية ص 188
ونقل الزبيدي في تاج العروس 31714 عن القتبي قوله: الهيرون كزيتون ضرب من التمر جيد
(1) قال الأنطاكي : الزن بارد رطب يذهب الحكة والجرب والقروح الي في خارج البدن.
ومعنى هذا أن التمر ذو قيمة غذائية عظيمة+ وهو مقو للعضلات والأعصاب ومرمم+
ومؤخر لمظاهر الشيخوخة» وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية؛ وبخاصة لمن
إن القيمة الغذائية في التمر تضارع بعض ما لأنواع اللحوم؛ وثلاثة أمثال ما للسمك
من قيمة غذائية
وهو يفيد المصابين بفقر الدم وبالأمراض الصدرية - ويعطى على شكل عجينة أو
منقوع يغلى ويشرب على دفعات. وهو يفيد خاصة - الأولاد والصغار والشبانء
والرياضيين» والعمال» والناقهين» والنحيفين» والمصابين بفقر الدم» والنساء الحاملات
إنه يزيد في وزن الأطفال» ويحفظ رطوبة العين وبريقها؛ ويمنع جحوظ كرتهاء والخٌرّص +
ويكافح الغشاوة ويقوي الرؤية وأعصاب السمع؛ ويهدىء الأعصاب ويحارب القلق
العصبي» وينشط الغدة الدرقية؛ ويشيع السكينة والهدوء في النفس بتناوله صباحاً مع كأس
حليب. ويقوي الأعصاب» ويلين الأوعية الدموية؛ ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف
والالتهاب؛ ويقوي حجيرات الدماغ» والقوة الجنسية؛ ويقوي العضلات ويكافح الدوخة
وزوغان البصرء والتراخي والكسل عند الصائمين والمرهقين» وهو سهل الهضم؛ سريع
التأثير في تنشيط الجسمء ويدر البول؛ وينظف الكبدء ويغسل الكلى؛ ومنقوعه يفيد د
السعال والتهاب القصبات والبلغم . وأليافه تكافح الإمساك. وأملاحه المعدنية القلوية تعدل
حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنقرس» والبواسير» وارتفاع الضغط
وإضافة اللوز والجوز إليه؛ أو تناوله مع الحليب يزيد في مفعوله وغشاه بالبروتئين
والدهن
لا يمنع التمر إلا عن الدينين» والمصابين بالسكري
فلقد وجد أن الرطب تحوي مادة مقبضة للرحم تشبه الأكسيتوسين فتناول الرطب
يساعد على خروج الجنين وتقليل النزف بعد الولادة يما أن الرطب فيه مواد خافضة للضغط
الدموي فهذا يساعد أيضاً على تقليل التزف. وكذلك عملية الولادة مجهدة مما يتطلب طافة
والرطب غني بالسكاكر .
ويحتوي على ألياف كثيرة سيللوزية تساعد الأمعاء على مكافحة القبض .