مقدم الإمام إدريس
ظلت البيعة التي عُقّد عمدت بمكة في أعقاب حكم بني أمية؛ ونمبت على
أحقية محمد النفس الركية بالخلافة؛ الأَسَاسَ الذي يرتكز عليه استمرار
مناهضة الأشراف الطالبيين للولاة العباسيين ولا سيما وقد حضر البيعة
وباركها منذ البداية زعماء هؤلاء وفي صدرهم أبو العباس الماح وأبو
جعفر المنصور» ولهذا فإن موقف بني العباس بعد انهيار الدولة الأموية
والمواجهة المسلحة أحياناً أخرى !
أورد الإمام الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى : إوأولوا الأرحام
الله 3 هو علي بن أبي طالب فقال في قوله تعالى : إوأولوا الأرحام
الإمامةء ولا يجوز أن يقال : إن أبا بكر كان من أولي الأرحام لما تقل أنه عليه
لسلام - أعطاء سورة براءة ليبلغها إلى القوم» ثم بعث علي خلفه وأمر بأن يكون
المبلّغْ هو علي وقال : «لا يؤديها ألا رجل منّيء وذلك يدل على أن أبا بكرما
أقرب إلى رسول الله من عليء وبهذا الوجه أجاب أبو جعفر المنصورعنه.
وقد شهد الشرق نتيجة لذلك اصطدامات بين هؤلاء وأولشكء وبين
أنصار هذا الفريق وذلك الفريق؛ واحتدم التنزاع عندما رَدَدَ الإمَامَان مالك
وأبو حنيفة قولتهما : «إن إمارة النفس الزكية أصحٌ من إمارة أبي جعفر
بالإغراءء وأخرى بالتحذير» ولما أعجزه كل ذلك بعث بجيش كثيف
بقيادة ابن أخيه عيسى بن مومى... وهكذا استشهد محمد النفس الزكية
على مقربة من المديتة المنورة سنة 145 (762م) وتنفس المنصور
الصعداء حين وضع أمامه "0 الشهيد ! وكان يعتقد أن دولة بني العباس
العباس لثورة أخرى 7 تستهدف الاحقية التي ما فتىء آل البيت يطالبون
بها... إن الفكرة لم تمت باستشهاد النفس الزكية؛ وهكذا رأينا أهل
المدينة المنورة يبايعون الحسين بن علي بن الحسنء وعبثاً حاول
القمع... وعهد الخليفة لمومى الهادي بالمهمة إلى محمد بن سليمان أحد
كبار قادته العسكريين؛ وزوده بكل ما يلزم من مال ورجال وعتاد؛
وكانت المعركة هذه المرة بضواحي مكة على بعد ثلاثة أميال منها في
المكان المعروف بفخ؛ وقد أسهم فيها عدد مهم من أنصار الحسين وآل
بيته وعلى رأسهم عسه الإمام إدريس... وأسفرت الإصسطدامات عن
استشهاد عدد من آل البيت كان على رأسهم الحسين...
وكانت هذه الحادثة التاريخية يوم السبت الثامن من ذي الحجة
(يوم التروية) عام 169 (10 يونيه 786م).
ولقد استطاع الإمام إدريسٍ بمساعدة مولاه راد أن يجد مع حجاج
إفريقية مركباً عبر به البحر الأحمر إلى بلاد النوبةء ومن ثمة إلى مصر
الطريق إلى باقة فالقيروان فمدينة الجدار : (تلمسان) فطنجة التي
كانت يومئذ على ما يقول صباحب روض القرطاس قاعدة بلاد
المغرب. لقد عرف الإسلام بهذا الإقليم قبل هذا التاريخ على ما أسلفنا...
من أصل قوطي وهنا أخذ يدعو لأخيه الإمام يحيى بن عبد الله 5
عمم على مواصلة الحركة التي ابتدأها الأشراف الطالبيون» بيد
الاخبار لم تلبث أن وصلت إلى طنجة تُؤْكَّد غدّر العباسيين الام
يحيى بعد أن كان تلقى تأميناً على حياته من هارون الرشيدء وهنا قرر
جهات المغرب بما في ذلك مدينة وليلة قاعدة المغرب الداخلية أيام
في قليل من الوقت لا على السلطة الزمنية فحسب ولكن على السلطة الروحية
موريطانيا كلها تدفع له الخراج ومات دون أن يترك ولداً وإنما ترك زوجته
ابن الحسن الوزان : وصف إفريقيا
وقد وجد الإستجابة عند صاحبها إسحاق بن محمد بن عبد الحميد
أمير أُوْرّبة. أعظم القبائل البربرية بأساً وأشدها شوكة آنئذء وهكذا أسرى
به إلى وليلة سنة مائة واثنتين وسبعين حيث استقبله إسحاق وأتباعه
في فاتح ربيع الأول 2 <غشت 788).
لقد كان من أسباب استجابة المغاربة لإدريس أنهم عرفوه مضطهّداً
أصحابها وأصبح متحمّلاً مسؤوليتهاء وأنه لا يريد إلا تحقيق نهج آل
البيت الذي هو السير على خطة الخلفاء الراشدين...(1)
دولة الادارسة 172 - 375 - 788 10718
لقد بويع إدريس يوم الجمعة رابع شهر رمضان 172 ه 6 يبراير
9م فتم بذلك تنصيب أول ملك من الدولة الإدريسية.
ويتساءل هنا : هل ما إذا كان الإمام إدريس قد خرج عن الجماعة
باقتطاعه للمغرب عن دولة الخلافة ؟ الواقع أن ذلك الاستقلال أفاد
في الأقطار النائية عن بلاد العربء مثل المغرب الذي كان يلزم أن تقوم
به حكومة مغربية محلية لتطبعها بطابع العروبة المميم بعد اعتناقها
تعرف لدى الذين كتبوا عنه من المغاربةء مجلة التضامن الرباط العدد الثالث يبراير
4- مجلة الوثائق؛ المجموعة الأولى 1396 1976 المطيعة الملكية د. عبد
الهادي التازي : إدريس الأكبر فاتح المغرب وثيقة تاريخية لم تنشر ولم تعرف لدى
الذين كتبوا عنه من المغاربة. مجلة المناهل العدد 17 ربيع الأول 1398 - مارس
والعد واب . مال إن الله يامرب فصول والااجتات اتاد الإخربي < م لدجه م رتب لياه والمنكر َالو
(دلعب الله المهّص را ص "انواء . ٠ هذذط كذ عوتى العام فت خبدر الاير ٠ جم امات جلف ٠ 21١ رحلك ماعل" :وى ! .تك
جز الله عسل تمد ووا لت واسامر
نسخة خاصة
دعوة الإمام إدريس المرسلة إلى المغاربة
بسم الله الرحمن الرحيم» الحمد لله الذي جعل النصر لمن أطاعه؛ وعاقبة السوء لمن
عانده» ولا إلاه إلا الله المتفرد بالوحدانية؛ الدال على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته.
أما بعد فإني :
أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه يله وإلى العدل في الرعية والقسم بالسوية» ورفع
المظالم» والأخذ بيد المظلوم» وإحياء السنة وإماتة البدعةء وإنفاذ حكم الكتاب على القريب
قتلواء وأذكركم الله في أرامل احتقرت» وحدود عطلت» وفي دماء بغير حق سفكت. فقد
نبذوا الكتاب والإسلام» فلم يبق من الإسلام إلا إممه؛ ولا من القرآن إلا رسمه؛ واعلموا عباد
فباللسان الدعاء إلى الله بالموعظة الحسنة؛ والنصيحة والحض على طاعة الله» والتوبة عن
الذنوب بعد الإنابة والإقلاع والنزوع عمسا يكرهه الله. والتواصي بالحق والصدق» والصبر
والرحمة والرفق. والتناهي عن معاصي الله كلهاء والتعليم والتقديم لمن استجاب لله ورسوله
حتى تنفذ بصائرهم وتكمل» وتجتمع كلمتهم وتنتظم» فإذا اجتمع منهم من يكون للفساد
طاعة ربهم» ودافعوا أهل الجور عن ارتكاب ما حرم الله عليهم» وحالوا بين أهل المعاصي
ولا يؤيسنكم من علو الحق اضطهاده وقلة أنصاره» فإن في ما بدا من وحدة النبي
وكثر جنده» وأظهر حزبه؛ وأنجز وعده» جزاء من الله سبحانه وتواباً لفضله وصبره وإيشاره
طاعة ربه ورأفته بعباده» ورحمته وحسن قيامه بالعدل والقسط في تربيتهم ومجاهدة أعدائهم
ينصبركم ويثبت أقدامكمي. قال تمالى : إوتعاونوا على البر والتقوى ولا
تعاوتوا على الإثم والعدواني» وقال : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي
القربىء وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)» وكما مدحيم وأثنى عليهم؛ كما
يقول : ؤكنتم خير أمة أخرجت للناسء تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
وتومنون بالله» وقال عز وجل : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضم»
وفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأضافه إلى الإيمان والإقرار لمعرفته»» وأمر
بالجهاد عليه؛ والدعاء إليهه قال تعالى : إقاتلوا الذين لا يومنون بالله ولا باليوم
الآخر» ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله؛ ولا يدينون دين الحقم» وفرض قتال
المعاندين على الحق» والمعتدين عليه وعلى من آمن به وصدق بكتابه حتى يعود إليه
ويفيء» كما فرض قتال من كفر به وصد عنه حتى يومن به ويعترف بشرائعه؛ قال تعالى :
لازماء فأين عن الله تذهبون ؟ وأنى توفكون ؟.
وقد خانت جار ة في الآأفاق شرقاً وغرباًء وأظهروا الفساد وامتلأت الأرض ظلماً
من البربر اليد الحاصدة للظلم والجور وأنصار الكتاب والسنةء القائمين بحق المظلومين من
ذرية النبيئين؛ فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين» ونصر الله مع النبيئين» واعلموا
معاشى البربر أني أتيتكم. وأنا المظلوم الملهوف» الطريد الشريد.ء الخائف الموتور
بن أبي طالب» عم رسول الله عه ورسول الله وعلي , بن أبي طالب جدايء وحمزة سيد
الشهداء وجعفر الطيار في الجنة عماي» وخديجة الصديقة وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتايء
والحسين إبنا رسول الله عَم أبواي. ومحمد وإبراهيم ابنا عبد الله المهدي والزاكي أخواي
وأستشهدك يا أكبر الشاهدين وأستشهد جبريل وميكائيل إني أول من أجاب وأناب. فلبيك
وصلى الله على محمد وآله وسلم.
للإسلام... وإلا كان مصيرها مثل بلاد العجم والتركستان وغيرها من
الأدارسةء القضاء على الدعاوي الباطلة والعقائد الزائفة والنحل والمذاهب
الهدامة. وكان هذا مبداً توحيد المغرب ومنطلق استعرابه؛ ولولا ما
استهدف له الأدارسة من فتن داخلية وخارجية لكان للمغرب الإدريسى
شأن غير الذي كان له. ويكفي أن نعرف أن أعظم مركز إسلامي وعربي
في إفريقيا كان هو جامع القرويين الذي أسس على عهد الأدارسة.2)
ضريح إدريس الأكبر بزرهون
2) ناجي معروف : مدارس ما قبل النظامية؛ بغداد 1973 ص 3.
ولم يلبث إدريس أن قصد مدينة تلمسان حيث أسلم له المقادة
أميرها محمد بن خزر المغراوي وجميع مَن معه بتلمسان من قبائل
ابن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وذلك في
شهر صفر سنة أربع وسبعين ومائة».
ابمعغعطالدغا2 ايخ ,كسور
7 تاق علهم
وثيقة تأسيس الأدارسة لمسجد تلممان / نسخة خاصبة