موضوع العلاقات بين المماليك والمقولأ" فى عصر دولة المماليك
الأولى بصفة خاصة؛ موضوع واسع متشعب وشائك فى أن واحد جرى التعرض له
مصادر أوربية”". كما طرق الباحثون المحدثون من العرب والأوربيين من ذوى
المغول؛ تحريف لكلمة مانخول وهى إحدى قبائل المخول أر التنار وكان زعيم هذه القبيلة
يسمى يسوغاى. وكان سليل عائلة نبيلة قديمة وهو والد تيمرجين الذى لقب فيما بعد باسم
جنكيز خان وهر اللقب الذى لا يزال غير واضح المعلى لغرباً كما يرى المستشرق الألمانى
برتولد شبولر. شبولر : العالم الإسلامى فى العصر المغولى؛ تعريب خالد أسعد عيسى؛ تقديم
د. سهيل زكار؛ نشر دار حسان (دمشق) 66 ١ه/181 ».ص17 وهذا الرأى من قبل
شبولر حول معلى لقب جنكيز خان لغوياً قوبل بمعارضة من قبل لأحد الكتاب المحدثين الذى
مجلة كلية الأداب جامعة الإسكندرية؛ مجلد © عام 1444م ص49. ويلاحظرأن اسم
مثلاً ابن عبد الظاهر: الروض الزأهر فى سيرة الملك الظاهر؛ تحقيق د. عبد العزيلو
الخويطر؛ الرياض 7176١ه / 577٠م تشريف الأيام والعصور فى سيرة الملك المنصورء
تحقيق د. مراد كامل؛ القاهرة ١17٠م ابن حبيب: تذكرة اللبيه فى أيام المنصور وبنيه؛
© أجزاء؛ تحقيق د. محمد أمين؛ القاهرة 1577؛ 01447 187٠م المقريزى: الخططه طم
بولاق ١77اه اج ص؛7؟-771 وصفحات أخرى؛ رشيد الدين الهمذائى: جامع
شرفامة؛ ترجمة من الفارسية إلى العربية محمد على عوفى؛ جزمان (القاهرة 457 1م) +
حمد الله مستوفى: تاريخ كزيده» تحقيق ونشر ادوارد براون» جلد أوله ١٠14م
الاهتمام بالدراسات المغولية والعلاقات المملوكية المغولية فى عصر دولة المماليك
ومما لا شك فيه أن العصر المغولى والعلانات بين المماليك والمغول
سواء مغول فارس أو مغول القبجاق (سوف نعرض لأصلهم وأقاليمهم والتعريف
يهم في حينه من هذه الدراسة)؛ تمثل فترة هامة في التاريخ الإسلامي؛ وهى بلا شك
ا" مثلاً د. جمال الدين سرور: دولة بني قلاوون فى مصرء القاهرة 1447م دولة الظاهر
بييرس وحضارة مصر فى عصر» القاهرة ١147م د. سعيد عاشور: مصر والشام فى عصر
77م د. أحمد مختار العبادى: قيام دولة الممانيك الأولى فى مصر والشام؛ إسكندرية
7١م د. أحمد عبد الكريم سليمان: العنصرية وأثرها فى الجيش المملوكي؛ ط. دار النهضة.
العربية بالقاهرة 404 اه/48 ام؛ المنول والمماليك فى عهد دولة بنى لاوون؛ ط. دار
المسلوكية الأولى؛ ط. دار المعارف بمصر ١١5776 د. فؤاد الصياد: المغول فى التاريخ»
القاهرة 17٠ ام السلطان محمود غازان خان المفولي واعتنائه الإسلام؛ الطبعة الأولي؛
اليهودى دافيد أيالون الذى يعتبر أفضل من كتب من المستشرقين عن دولة المماليك الأولى
والثانية وعن تنظيم الجيوش المملوكية لى مقالات عدبدة ضمن دراسات عن تاريخ مماليك
مصر - ولعل أشهر مقالاته عن ذلك هو :
فترة حافلة بالفرص الواسعة للمولفين والباحثين خصوصاً وأن تاريخ الشرق الأدنى
مزيد من البحث والدرس الى يجب أن تقوم أو تستند على المعلومات التاريخية
ومما يستلفت النظر أنه على الرغم من الدراسات العديدة والمتنوعة التى
حظى بها تاريخ دولة سلاطين المماليك وعلاقاتهم بخانات مغول القبجاق
قد اقتصرت على جوانب محددة أو معينة تخص العلاقات السياسية أو العسكرية
أو حتى العلاقات التجارية القائمة بين سلاطين المماليك وإيلخانات مغول فارس”" أو
مغول القبجاق (مغول القبائل الذهبية) وعلى نشاط حركة جلب الرقيق من هؤلاء
المفول بخاصة من بلاد القبجاق إلى مصر سواء بشكل فردى أو جماعى وانخراط
هولاء العبيد أو المماليك فى سلك الجيوش الأيوبية ثم المملوكية وتكوين العديد من
فرقهم منذ عهد السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب الذي اكثر من شراء هؤلاء
المماليك بعد أن تبين له فساد الخوارزمية؛ وذلك تمكيداً للفسه فى ولاية العهد
!" يطلق عليهم شبولر اسم الإلكخانات. شبولر: العالم الإسلامي؛ ص 94+
" يلاحظ أن موضوع العلافات_ التجارية بين المماليك فى مصر والمغول بحاجة لمزيد من
المقربزى: الخطط ج71 ص+7”؟ءأبر المحاسن: النجوم الزاهرة؛ نسخة مصورة من طبعة دار
الكقبا ج1 ص71:71
مع تجار الرقيق أو الذين وفدوا إليها فى شكل جماعات بأسرهم خاصة منذ عهد
السلطان الظاهر بيبرس حتى نهاية دولة المماليك البعرية؛ من النواحى
العسكرية والسياسية والاجتماعية واللغوية والعمرانية؛ وبمعنى آخر لم تظهر
أبحاث مستقلة قائمة بذاتها تلم بكل أطراف وجوائب المؤثزات المغولية على المجتمع
أو الدولة المملوكية؛ وهو من الأهمية بمكان؛ خاصة وأن هولاء المماليك من المغول
القبجاق والأويراتية أو الفرس بصقة خاصة (ومنهم شخصيات تولت السلطنة فى
على هذه الروابط ضرورة رئيسية للشعور بالأمان والطمأنينة داخل مصر والشام.
وعلى هذا قامت دولة المماليك الأولى على أكتاف وسواعَد عنصر المغول القبجاق
كدعامة أساسية وهو ما أكدته غالبية المصادر الخاصة بهذا العصر.
عصر السلطان الظاهر بيبرس على الدولة المملوكية فى كل الجوائب خاصة وأن
مصر وهم يحملون معهم عاداتهم وتقاليدهم ونظمهم الاجتماعية والحربية وقوانينهم
أ" د. محمد مصطفى زيادة؛ بعض ملاحظات جديدة فى تاريخ دولة المماليك؛ كلية الأداب-
الجامعة المصرية؛ مجلد رقم ؛ عدد رقم ١ مسنة ١171 صن؟ا؛ د. السيد الباز العريني:
المشهورة باسم الياسا بالإضافة إلى لغاتهم التسى اعتادوها فى مواطنهم
الأولى عند نهر الفولجا وسواحل البحر الأسود؛ ووضعوها في مصر
هذه العادات والنظم الاجتماعية والقوانين المغولية'" يخالف أكثرها أحكام
شريعة الإسلام"؛ وهو الأمر الذى توكده بعض المصادر”"ء فقد أخذ بها سلاطين
المماليك وطبقات عديدة من المجتمع المملوكى وتأثروا بعاداتهم وتقاليدهم وقوانينهم؛
!" راجع الدراسة القيمة لأحكام الياسا المغولية والمقارنة بينها وبين الشريعة الإسلامية للدكتور
فؤاد الصياد: المغول فى التاريخ؛ ص47-777؛ السلطان محئود غازان خان؛ ص 73-١١
معتمداً على مصادر فارسية وعربية؛ د. سعد الغامدى؛ الياسا؛ مجلة كلية آداب إسكندرية عدد
ا عام 5ف ام ص لالاء
راجع البحث القيم الذى كتبه د. سعد الغامدى: جوائب من حياة المغول المعيشية؛ مجلة كلية
الأداب - جامعة الإسكندرية؛ عدد 77 عام 544٠م ص١9١-171. ريلاحظ أن هذا البحث
آخر لنفس المؤلف تحت علوان ' بيئة المفول الطبيعية وحياتهم الاجتماعية والديئية؛ وهو لا
(الفصل الثانى عشر). ويعتبر هذا الفصل من أروع وأفضل ما كتب عن تقاليد المغول رنظمهم.
بعد. راجع أيضاً ما كتبه برتولد وبصفة خاصة فى عهد أوكتاى (أوكداى) بن جنكيز خان
(١77١-٠7١م) فى كتابه تركستان؛ ص؛ 101-75,. كذلك مقدمة د. يحيى الخشاب للكتاب
جامع التواريخ لرشيد الدين الهمذاني» ه بيرت (بدون تاريخ)؛ ص 1-7 +1١
أ" مثلاً التقشندى: صبح الأعشى؛ نسخة مصورة عن نسخة دار الكتب؛ ج4 1474
المملوكي من أمراء ومن عامة الشعب فى تعلمها وذلك طبقاً للنصوص التى اتفرد
وقد يبدو موضوع ' المؤثرات المغولية لتلك الطوائف على دولة المماليك
القارئ لتاريخ دولة المماليك الأولى الذى يدرك كيف استطاعت دولة المماليك التى
قامت فى مصر والشام منذ عام 744ه/١ 715١م أن تثبت أنها أعظم 'دوة معاصرة
فى العالم الإسلامي من المحيط إلى الخليج؛ واستطاعت هذه الدولة أن تسجل لنفسها
الجوائب سياسياً وحضارياً؛ فترك سلاطينها أمثلة رائعة لفدون العمارة والصناعة.
والزخرفة؛ وتميز عصرهم بالعمائر الدينية والمدنية التى أقاموها من مساجد
الدول الأخرى المعاصرة لها فى مشرق الدولة ومغربهاء كلا نستطيع أن نغفل الآثار
والسمات المصرية المملوكية فى الأبنية والأنصاب القائمة والرسوم على الجدران
والنسيفساء والمساجد وشواهد القبور فى دولة الأوردز الذهبية'" (دولة مقول
الزمن؛ كما شيد المهندسون المعماربون المصريون الأبنية والصروح فى بلاد القرم
'!" المتريزى: الخططء ج؟ ص+ 41-4 أيضاً راجع بيبرس الدوادار: زبدة الفكرة فى تاريخ
الهجرة؛ ج١ تحقيق د. زبيدة عطاء(بدون تحديد تاريخ ومكان الطبعة) ص141:7770116ء
!" الأوردر: لفظ مغولى أر تركى معناه المعسكر أر الجيشء والمراد به معسكر سلطان الدولة
المغولية. آد. مراد كامل فى شروحه لكتاب تشريف الأيام والعصور لابن عبد الظاهرء طم
القاهرة ١57٠م ص؛ حاشية رقم (١)ء
وفى مدينة سراى (أو ساراى)!"' بركة عاصمة دولة الأوردو الذهبية!"'؛ وأحكمت
الثقافة أو الحضارة المملوكية قبضتها على الشعوب المغولية على ضفاف نهر
الفولجا"". فكيف يتأتى إذاً أن توثر العناصر المغولية القادمة من روسيا وغيرها
على المجتمع المملوكى فى هذه الفترة؟ وهل كان هؤلاء المغول أصحاب حضارة
القارئ أو الباحث الإحساس بالخوف ومظاهر الرعب وألدماء أو ترسم صورة أو
لوحة رهيبة للتخريب أو التدمير وسفك الدماء الذى يصاحب غزواتهم الأولى فى
المصادر الإسلامية وكذلك المصادر الصينية"؛ وأنهم مجرد شعوب همجية متبربرة
!" فى صبح الأعشى: صراى. وهى مدينة عليمة فى مستو من الأرض على شط نهر الأقل
(نهر أتيل) من الجانب الشمالى الشرقى غربى بحر الخزر وشماليه؛ وبحر الخزر شرقيها
بجنربيها. ولهر الأثل التى ثقع عليه عاصمة مغول القبائل الذهبية يجرى من الشمال والغرب
إلى الشرق والجنوب حتى يصب فى بحر الخزر. القلقشندى: صبح الأعشمي؛ ج؛ ص 457+
نزهة المشتاق هذه العاصمة باسم سراى. راجع الإدريسى؛ نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق»
مكتبة الثقافة الديلية بالقاهرة (بدون تاريخ)؛ ج١ ص147. وهذه المدينة على حد قول أحد
المستشرقين الألمان كانت بمثابة بوتقة انصهر فيها مول روسيا بثقافتهم وعاداتهم داخل
كانت مصر ترسل أيضاً الصناع الحرفيين والفقباء إلى مغول القبيلة الذهبية؛ وكان لنشاط هذه
الفئات الحرفى والدينى اثاراً هامة فى تطور وتحضر المغول فى روسيا. راجع شبولر: العالم
بدائية لم تعرف الحضارة لهم طريقاً. وهذه النظرة تعتبر نظرة محدودة وضيقة ولا
المورخين على رأسهم المستشرق الروسي الكبير فلاديسير وفتشى بارتولد
4 .17.77 _يرون أن الغزوات المغولية لمناطق الشرق الأقصى؛ والشرق
الأدنى الإسلامي لم تكن سيئة إلى الحد الذى تصوره لنا المصادر الشرقية والغربية؛
بل على العكس بلغت الحضارة فى هذه المناطق فى عهدشم شاواً بعيداً من الرقى
والتقدم؛ وأنه من خلال النار والدمار التى خلفتها فتوحاتهم؛ بزغت على العالم أدوار
نزوحهم إلى مصرء على المجتمع المصرى فى عصر دولة المماليك البحربة على
النحو الذى أكدته المصادر الإسلامية التى لديثاء 0
وهذا البحث محاولة متواضعة من جانبنا لإظهار مدى التأثير الذى أحدشه
هولاء المغول -خاصة القبجاق والأويراتية أو الفرس منهم- على المجتمع المصسرىق
قبل أن نشرع فى إيضاح هذه التأثيرات حرياً بنا أن نتحدث عن العوامل أو الأسباب
التى دفعت هؤلاء المغول إلى النزوح أو الهجرة إلى مصر على شكل أفراد أو
جماعات بأسرهم وبالتحديد منذ عهد السلطان الظاهر بِيبُرس الأول والعوامل التى
لإثبات الرأى الذى ذكره بارتولد؛ إلهم كلما استولوا على مدينة كائرا براعون بصفة عامة سلامة
والحرفبين المهرة إلى أماكن مختلقة من إمبراطوريتهم الشاسعة. راجع هايد: تاريخ التجارة فى
الشرق الأدنى فى العصور الوسطى؛ ترجمة أحمد رضاء مراجعة د. عز الدين فودة؛ ط. الهيئة
دفعت سلاطين المماليك إلى استقدام مغول القبجاق وتشجيعهم لهم على الوفود إلى
مصر بأبنائهم ونساءهم خاصة وأن دولة المماليك الأولى قامت على أكتاف هؤلاء
المغول أو الأتراك القبجاق؛ ومن هذا العنصر كان السلاطين الموسسون للدولة
على نفس _السياسة فى الاعتماد على بنى جنسهم من القيجاق والتى تتمثل فى
العوامل العسكرية والسياسية والنفسية؛ بمعنى آخر إيضاح عوامل الطرد التى دفعت
إلى هجرات أو نزوح أو وفود الأسر المغولية من أوطائها الأصلية وبخاصة من
خاصة بهولاء المغول؛ خاصةً فيما يتعلق بالخلاف السياسى والعسكرى بين مغول
فارس ومغول القبجاق؛ والعوامل الخاصة ببيئة هؤلاء المغول فى جنوب روسياء
بالإضافة إلى عوامل الجذب" التى جذبتهم إلى مصر وألتى أصبحت بالنسبة لهم
غالبية المصادر المملوكية؛ فاستقروا فى مصر والشام واختلطوا بطبقات المجتمع
المختلفة وظهر منهم السلاطين والأمراء والقادة العسكريينٌ البارزين الذين ساهموا
بصورة فعالة فى تسيير أمور الحرب والسياسة الداخلية والخارجية لمصر فى
عصر دولة المماليك البحرية.
أ" جدير بالذكر أن هذه العرامل كانت تختلف من ناحية قيمتها كعرامل إيجابية مشجعة أو كعرامل
سلبية قاهرة بالنسبة للمغول أنفسهمء