"سلام أيام غازان خان فإنهم ظلوا
والغرب المسيحي.
لكننا نجد أن هذه السياسة
التى تبداً بتولي الإيلخان
والمصادقة مع المماليك المسلمين والتخلى عن السياسة القديمة الّى كانت
تقوم على التحالف مع المسيحيين الأوروبيين ضد المماليك المسلمين.
ومما لا شك_فيه أن سياسة التحالف والتعاون مع المماليك والتى
انتهجها أبو سعيد قد أثبنتت على وجه التأكيد أن المصالح الحقيقية للدولتين
بصفة خاصة وللمسلمين بصفة عامة تكمن فى ظل هذا التقارب والتأزر بدلا
تغيرت فى المرحلة الزمنية الثانية
من التنازع والتناحر.
وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة مباحث يسبقها مقدمة؛ وتمهيد. وفى
النهاية تأتى الخاتمة.
تناوات المقدمة أهمية الموضوع؛ والمنهج المتبع فى دراسته.
وتناول التمهيدٍ : قيام دولة المغول الإيلخانيين فى إيران والعراق
ت بين المغول الإيلخانيين
والغرب المسيحي ضد المماليك؛ وبخاصة فى عهود أباقا وأرغون وبايدو»
ورغم اعتناق المغول الإسلام فإن سياستهم العدائية للمماليك استمرت حتى
وتناول المبحث الأول : العلا
والمماليك قبل أبى سعيد؛ وبين أن أل
زمن خدابنده والد أبى سعيد.
وتناول المبحث الثاني : سياسة المغول الإيلانيين تجاه دولة
المماليك فى زمن أبى سعيد؛ ويبين هذا المبحث أن الإيلخانيين قد
نجحوا فى التحالف مع المماليك زمن أبى سعيد وأهملوا التحالف القائم
بينهم وبين البابوية والغرب المسيحي فلقى هذا التحالف الإخفاق
الكامل؛ وكان للتعاون بين الإيلخانيين والمماليك نتائجه الطيبة والمثمرة
على كل من الدولتين.
وتناول المبحث الثالث : أثر الاتصال المغولي المملوكى على
الحياة الاجتماعية والثقافية وفيه يبين هذا المبحث أهم التحولات الحضارية
التى تكشف عن تأثر كل من المغول والمماليك ببعضهم البعض ويتضح
ثم تأتى الخاتمة وفيها يسجل الباحث أهم النتائج التى توصل إليها
ولما كانت الملاحق ذات أهمية كبرى فى خدمة البحث فقد خصصت
لها قسماآ حوى عدة من الملاحق المتنوعة.
ولقد كان اعتماد الباحث فى هذه الدراسة على المصادر الأصلية
فاستخلص منها المادة العلمية الى تدخل فى تكوين البحث بعد المقارنة بينها
والأخذ من الأوثق منهاء
والمصادر التى أفاد هذا البحث منها متعددة تشمل المخطوط
والمطبوع ولا يتسع المجال هنا لذكر أهمية كل منها ولكن سنذكر بعض
المصادر التى لها أهمية خاصة ومن هذه المصادر كتاب 'نهاية الأرب فى
فنون الأدب" لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى (677 - 737
ه/ ١76 - 1777م) وقد اعتمد البحث على الجزأين الثاني والثلاثين
والثالث والثلاثين وفيهما يتحدث النويرى عن المغول الإيلخانيين منذ عهد
أواخر عهد أبى سعيد (17/ - 7ه / ١٠١6 - 777١م) وعلاقاتهم
بسلطنة المماليك فى مصر والشام وبخاصة زمن السلطان الملك الناصر
محمد بن قلاوون ففي الجزء الثانى والثلاثين يؤرخ النويرى للحقبة
الزمنية التى تبدأ من سئة ٠١لاه / ٠١7١م وتنتهي بنهاية سنة ١77اه /
١77١م وفيها تقع أحداث دولة السلطان الملك الناصر فى فترة حكمه
الثانية اعتبارا من السنة الرابعة من ولايته إلى منتصف شوال من سنة
ثمان وسبعمائة؛ وأحداث دولة الملك المظفر بيبرس المنصورى الجاشنكير
والتي انتهت فى رمضان سنة تسع وسبعمائة ثم الفترة الثالثة من حكم
الملك الناصر محمد بن قلاوون حتى نهاية السنة الحادية عشرة من ولايشه
وهى سنة ١ه / ١77١م بالإضافة إلى بعض الأحداث التى وقعت فى
مناطق أخرى من العالم الإسلامى.
ويتناول الجزء الثالث والثلاثون الفترة من سنة ١؟لاه / ١77١م
إلى سنة ١3لاه/١7"١م. وهو آخر أجزاء الكتاب وفيه يواصل الثويرى
الكلام عن أخبار الملك الناصر محمد بن قلاوون؛ وقد مضى على منهجه
فى ذكر الوقائع والأخبار ووفيات الأعيان سنة بعد أخرى؛ وأعطى البحث
مادة غزيرة عن علاقات أبى سعيد بالناصبر محمد بن قلاوونء
وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أن النويرى قد عايش كل الأحداث
التى وقعت فى الفترة التى سجلها إما عن مشاهدة أو سماع ممن شاهدها
أو نقل عن رسائل ممن شهدها؛ مما يجعلنا نقول : إن التنويرى لم يكن
عصره؛ وواحدا من رجال هذه الدولة حيث قربه إليه الناصر محمد بن
ونظارة الجيش فى طرابلس؛ ونظارة الديوان فى إقليم الدقهلية فأتاح له
موقعه أن يشهد من الحوادث ويعرف من الأخبار ما ضمنه كتابه فى
وقد استفاد البحث أيضا من كتاب "المختصر فى أخبار البشر”
لصاحبه أبى الفداء (الملك المؤيد عماد الدين أبو القداء إسماعيل بن
الأفضل علي بن المظفر محمود بن المنصور محمد بن عمر بن شاهنشاه
تناولت تاريخ السلطان الناصر محمد بن قلاوون وعلاقاته مع المغول
الايلخانيين على امتداد سنوات حكمه الطويل وذلك للمعاصرة والصداقة
بينهما وقد ذكر أبو الفداء انه شاهد رسل الإيلخان أبى سعيد عند حضورهم
إلى مقر السلطان الناصر فى قلعة الجبل سنة 4 ؟لاه / 4١م فيقول :
"وحضرت بين يدي السلطان بقلعة الجبل مستهل ذي الحجة فبالغ فى أنواع
أبى سعيد ملك التتر...
ولهذا يعد كتابه من الكتب المهمة لتلك الفترة حيث كان أبو الفداء
شاهد عيان لكثير من الأحداث والوقائع.
وقد استفاد البحث من كتاب 'نزهة الناظر فى سيرة الملك
الناصر" لصاحبه اليوسفى (موسى بن محمد بن يحيى)ات 154ه |
أمثال المقريزى (ت 4409ه/41 1 ام) وابن حجر العسقلانى
(ت7 86هه/؛؟١م) والعيني (ت455ه / 0١ ٠م) وابن تغرى بردى
سيف الدين أيتمش المحمدي المغولي الأصل (ت 1ه / 1735م)
والذي أرسله الناصر محمد بن قلاوون رسولا عنه إلى الإيلخان أبى سعيد
عدة مرات فيذكر اليوسفي أن صداقته لهذا الأمير تعود إلى سنة اه /
م فقد وفر له سبل الاتصال بكبار رجالات العصرء بالإضافة إلى
أنه كان بمثابة المصصدر الوثيق لكثير من المعلومات عن دولة المغول
ويقول اليوسفي عنه "... وكان من المحسنين إلىّ وسبب تكبيري بين الناس
الغرائب ما استعنت به على هذا التاريخ وغيره من أمور كانت له مع
ومن هنا تأتى أهمية هذا الكتاب وما جاء فيه من أخبار عن المماليك
والمغول الايلخانيين.
كما استفاد البحث من كتاب “ تحفة النظار فى غرائب الأمصار
وعجائب الأسفار” للرحالة المغربى ابن بطوطة (أبو عبد الله محمد بن
محمد اللواتى الطنجى)ات ١الاه / 778١م وقد قام برحلته فى سنة
٠ لاه / 775١م وزار فيها جميع ديار الإسلام بالإضافة إلى سيلان
والهند والصين وآسيا الصغرى والقسطنطينية وبلاد القرم والقوقاز وبلاد
بالايلخا
استقبله أيو سعيد وأمر له بالزاد والركوب إلى بلاد الحجاز ضمن موكب
المحمل الإيلخانى.
أبى سعيد سنة لاه / 7١7١م عند زيارته لمدينة تبريز حيث
وقد أمد هذا الكتاب البحث بمادة وافرة عن الناحية الاجتماعية لدى
المغول الإيلا
- كتاب الشرق الإسلامى فى عهد المغول الايلخانيين (أسرة
هولاكو) للدكتور فؤاد عبدالمعطى الصياد وهو كتاب ذو قيمة كبيرة
لاعتمادء على كثير من المصادر الفارسية والمراجع المهمة؛ ويبدا من
؛ وكانت مشاهداته واتصالاته ومواقفه تصور الواقع
تاريخ
إلى نهاية الإيلخانيين فى إيران والعراق؛ وقد أثرى البحث عند حديثه عن
الإيلخان أبى سعيد بن خد
- كتاب تاريخ الدولة المغولية فى إيران للدكتور عبدالسلام
عبدالعزيز فهمي ويعرض فيه لحياة المغول وصفاتهم ونظمهم ويتحدث
أرض الجزيرة والشام ثم حكم الإيلخائيين من تاريخ أباقا حتتى سقوط
دولتهم فى إيران.
- إسلام الإيلخانيين للدكتور محمد أحمد محمد وهو كتاب صغير
الحجم يتناول فيه سياسة التوسع المغولي فى الدولة الإسلامية حتى نهاية
عهد هولاكو وتأسيس دولة المغول الإيلخانيين ثم يتحدث عن اعتناق
الإيلخانيين الإسلام خلال مرحلة انتقالية استغرقت ما يقرب من ثلاثين
عامآ ثم يتحدث فى الفصل الأخير من الكتاب عن التحولات الحضارية
التى تكشف عن تأثر المغول بالإسلام وحضارته.
واستفاد البحث أيضاً من الدوريات وبخاصة مقال الدكتور على
والاجتماعية فى العصر المملوكى” وقد جاء هذا المقال فى مجلة المؤرخ
المصري التى يصدرها قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة القاهرة.
ولقد اعتمد البحث على الكثير من كتابات المؤرخين من أمثال +
- ابن أبيك الدوادارى (ت بعد 77لاه / 1778م).
- عماد الدين إسماعيل بن كثيرإت 4 لالاه / 1777م).
- أبو العباس أحمد بن علي ١
- تقى الدين أحمد بن على المقريزى (ت445ه / »)١٠441
- أبو المحاسن ابن تغرى بردى (ت )لاه / 435 1م)-
وغيرهم من جملة المصادر المهمة التى اعتمد عليها البحث أما بقية
المراجع فيمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام +-
القسم الأول : يشمل المعاجم اللغوية ودوائر المعارف وكتب السير
والتراجم وكتب التاريخ العام
ا الثاني : يشمل المراجع العربية والأجنبية التى تحدثت عن موضوع
القسم الثالث : ويشمل الدوريات المتعلقة بموضوع البحث وستأتى هذه
المصادر والمراجع مبينة فى قائمة المراجع والمصادر فى
نهاية البحثء
قريب من الصوأب وأن لا يحرمنا الله - سبحانه وتعالى -
جزاء هذا العمل فى الدنيا والآخرة.
التمهيد
قيام دولة المغول الإيلخانيين
بعد أن تولى منكوبن تولوى زمام الأمور فى الدولة المغولية سنة
1ه / 75٠ مل" قرر فى اجتماع مجلس الأمراء(القوريلتاى)!" الذي
انعقد في العام التالى أن يتولى أخوه الأصغر هولاكو النيابة عنه فى
إدارة حكومة إيران؛ فتلقى هولاكو من أخيه رسالة تقضى بالتخلص نهائياً
وقد حرص منكو على أن يتوفر لحملة أخيه ما يحقق لها النصر
فأمده بكثير من القوات المدربة التى يتميز أفرادها بالمهارة فى استخدام
أدوات الحرب مثل المنجنيق وقاذفات النفط ورمى السهام ووصل تعداد
هذا الجيش إلى ما يقرب من ١000090 جندي من خيرة محاربي
سنة 151ه / 787١م حتى وصل إلى إيران واستطاع أن يخضعها
تاريخ إيران بعد الإسلام من 417
:تمر رؤساء القبائل والقواد ويعقد لدراسة قضايا الدولة العامة ولاسيما
محمد التونجىالتيارات الأدبية إبان الزحف المغولى ط١ 487 آم دار طلاس النشر- دمشق ص © »
السيد الباز العرينى : المغول ص 10177
!"! خليل ادهم: تاريخ الدول الاسلامية 580/7