الوالد : الحمد لله والصلاة على محمد رسول الله . لقد سبق لنا وقلنا يا أبنائى:
إن للدولة الإسلامية سمغ لا يتغير بتغيير الزمان أو المكان + سمغ بينه
رب العالمين فى كتابه الكريم ؛ ورسجه لنا رسول الله محمد # يستته
القولية والفعلية وعاشه صحابة رسول الله محمد يه معيشة حقيقية؛
الدولة الإسلامية » من سمأتها : أنها تقوم على ركائز وقواعذ هى :
الادلى : ر أمى » عقيدة ومتهاج وشريعة ؛ فالدولة
الإسلامية دولة تقوم على قاعدة التوحيد «اعيدوا الله ما لكم
من اله غيره» (الأعراف : ) ومن منهج التوحيد تنبشق كل المناهج
والشرائع التى تنظم حياة المجتمع حاكم) وتحكوناً .
الثانية : الإمام أو الخليفة المسلم الذى يتصف بصفات معيئنة ؛ بينها
الشارع الحكيم وأبرزها الإسلام والإيمان » ويجرى اختياره وترشيحه
بمعرفة أهل الحل والعقد (1) ؛ وبيعة جمهور المسلمين على كتاب الله
وسنة النبى محمد # على أرض العالم الإملامى .
الغالفة : شعب مسلم رضى بالله ربا وبالإسلام دينا ويمحمد ه نيا
ورسولا » يعيش معه وعلى أرضه غير المسلمين من أهل الكتاب آمنين
المسلمة التى يعيشون فى كنفها وحمايتها.
والدولة الإسلامية يا أبنائى أهدافها ربانية بمعنى أنها تدرك أن الله قد
خلقها لغاية وهى العبادة » والتى من مقتضياتها الإستخلاف فى الأرض
لتعميرها بمقتضى المنهج الربالى +
بالشهادتين ؛ وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة » وصوم رمضان ؛ وحج الب
وما تمتد لتشمل أنشطة الحياة كلها قال تعالى : قل إن صلانى
أمرت وأنا أول المسلمين» (الأنعام : 137 0137 -
ويدخل فى ذلك حرص الإمام المسلم أو الحاكم أو الراعى على تربية
رعيته على مفهوم الإسلام الشامل كما بين رب العالمين وكما كان
يفعل رسول الله محمد م : لهو الذى بعث فى الأميين رسلا
متهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
ويدخل فى ذلك حرص الراعى والرعية على أن تتبثق حياتهم من
بكافة الوسائل ؛ ويدخل ضمن ذلك أيض) : جهاد النفس والشيطان
والمنافقين والكافرين ؛ لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله
الواحد القهار ؛ ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة » ومن جور المبادئٌ
والأديان إلى عدل الإسلام ٠
يكون الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين » والحرص على عدم الانضياع لأى
أمر أو توجيه لا ينبثق عن شريعة الإسلام ٠
ويدخل فى ذلك أيضا : إيمان الأمة بأن الإسلام نظام حياة شامل صالح
لكل زمان ومكان ؛ ويجب العمل لإا امته فى واقع الناس #حتى لا
تكون فتتة ويكون الدين كله لله> (الأتفال :745
ويدخل فى ذلك أيضا حرص الأمة رعاة ورعية على نشر الإسلام
وحماية العقيدة الإسلامية التى بها يتم مخرير الإنسانية؛ ومجاهدة من
يعاديها » ويقف عقبة فى سبيل نشرها وتعليمها والدعوة إليها + لتصبح
فى النهاية كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وليس فى
دولة الإسلام فحسب ؛ ولكن فى الأرض كلها ؛ ويستلزم ذلك إعداد
الدعاة وإرسال السفراء ؛ وإعداد الجيوش ؛ وعقد الألوية ؛ وتخصين
الوالد
ويدخل فى ذلك أيضا : تنفيذ شريعة الله عز وجل وأحكامه ؛ وإقامة
الحدود وإقامة العدل » ومنع الظلم وحماية الضعفاء والعاجزين ومعاقبة
المجرمين والمعتدين على حقوق الله أو حقوق الناس » وكفاية المحتاجين
والعاجزين » وجباية ما يوجبه أو يسمح به الشرع من الأموال ؛ وحفظها
وإنفاقها ؛ لتحقيق هذه المقاصد وبلوغ الأهداف.
ويدخل فى ذلك أيضا تقليد النصحاء وتولية الأمناء أعمال الدولة +
لتكون أعمال الدولة مضبوطة على أن توكل الأعمال لمستحقيها
المستأهلين لها .
هل كان العثمانيون يقومون بواجب الدعوة إلى الله ؟
بمعنى أنها تؤمن بالله ربا وبالإسلام ديت وبمحمد يه نبي ورسولا ؛
ولذلك فإن الدولة كانت تدعو إلى الإسلام فى الداخل والخارج وتربى
النشء عليه ؛ وتحميه من التيارات الفكرية المعارضة للإسلام ؛ وترتب
الإسلام ... من عقيدة توحيد الله رب العالمين » وكذلك سياستها ماه
الدول الخارجية وعلاقاتها الدولية والنحلية . كما أن أركان العقيدة
الإسلامية من النظام العام الذى لا يجوز الاعتداء عليه ؛ كما أنه لا
مجال فى الدولة الإسلامية لحرية الإلحاد أو الطعن فى النبوات باسم
حرية الفكر » كأن يقول مجرم : إن القوانين الوضعية أفضل من الشريعة
الإسلامية ؛ أو أن يقول إن إقامة الحدود وحشية .. إلى غير ذلك » يقول
رب العالمين : #أفحكم الجاهلية ييغون ومن أحسن من الله
حكما لقوم يوقنون4 (المائدة :50 .
رجو أن تسمج لى أن أعرض لبعض الحقائق
التى قرأتها فى كتاب العثمانيون فى التاريخ والحضارة ؛ وجوااب مضيئة
: تفضل يا أحمد وهات ما عندك . وهذا شىء يثلج الصدر أن تطلع
على المصادر والمراجع التازيخية لوحدك .
: لقد قرأت فى كتاب «العثمانيون فى التاريخ والحضارة» :
«وينقل المؤرخ التركى المعاصر قادر مصر أوغلو فى كتابه «مأساة بنى
إنتى أنتقل إلى جوار ربى » وأنا فخور بأنك ستكون عادلا فى الرعية
مجاهدً فى سبيل الله لنشر دين الإسلام . يا بنى ؛ أوصيك بعلماء
الأمة؛ أدم رعايتهم ؛ وأكثر من تبجيلهم » ونزل على مشورتهم ؛ فإنهم
لا يأمرون إلا بخير . يا بنى » إياك أن تفعل أمرا لا يرضى الله عز وجل
وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة فإنهم سيدلونك على الخير .
واعلم يا بنى ؛ أن طريقنا الوحيد فى هذه الدنيا هو طريق الله + وأن
مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله وأننا لسنا طلاب جاه ولا دنيا
ويتقل المؤرخ التركى المعاصر عبد القادر زاده أوغلو فى كتابه «التاريخ
العشمانى المصوره عبارات أخرى من وصية عثمان تقول :
«وصيتى الأولى لأبنائى ؛ ولجميع الأعزاء على ؛ أن لا يتركوا الجهاد
فى سبيل إعلاء كلمة الله ونشر دين الإسلام الجليل ؛ ورفع راية محمد
#ه علي . وليكن كل وقتكم لخدمة الإسلام + ونشر كلمة التوحيد فى
ربوع العالمين » وإننى أقول لكم : إننى أدعوا الله عز وجل أن يحرم من
شفاعة محمد ثيه يوم القيامة ؛ كل واحد فيكم ييتعد عن طريق
الإسلام» ويظلم الناس ؛ ويترك الجهادة .
وفى وصية السلطان محمد الفا ؛ أنعم به من فاح(9 ؛ لولده بايزيد +
الأولاد
كما تروى معظم المصادر التركية تطالعنا هذه العبارات +
ديا بش + إن نشر الإسلام فى الأرض هو واجب الملوك على الأرض *
فاعمل على نشر دين الله حيثما ابتطعث» .
يا ب + اجعل ل كلمة الدين فوق كل كلام » واياك أن تففل عن أى
أمر من أمور الدين ؛ وأبعد عنك الذين لا يهتمون بأمر الدين + وإياك أن
مخرى وراء البدع المنكرة .
يا بنى + قرب منك العلماء » وارفع من شأنهم » فإنهم ذخيرة الأمة فى
يا بتى » حذار أن تغرك كثرة الأموال والجنود ؛ وإياك أن تخالف أمر
الشريعة فى أى شأن ؛ واحرص على الدين فإنه سر انتصارنا» +
كثير من أشراف فرنسا منهم الكونت دى نيفر قائد قوات بورغونيا وولى
عهدها . وقد ألزم هذا الكونت على القسم بألا يعود إلى حرب
العثمانيين . وبعد قرار بايزيد بإطلاق سراح الأمراء الأسرى بعد دفع
أيها الكونت لك أن تعود مرة أخرى لمحاربتى لكى تمسح العار الذى
سراحك ؛ تعال وقتما تشاء لفستجدنى وجنودى أمامك . ذلك لأنى
وعقب انتصار العثمانيين فى نيكوبولى » أرسل الأمير بايزيد الأول » أنباء
هذا الانتصار إلى الخليفة المتوكل العباسى بالقاهرة » فكان جواب
ببايزيد سلطا على إقليم الروم +
: الله أكبر .. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على الأمة المسلمة بأمثال
هؤلاء الأمراء .. أمين
الوالد
محمد :
الوالد
ما هى القواعد والأركان التى كان يقوم عليها بناء الدولة العثمانية +
والتى كانت ضمانً قويا لبقائها وثباتها وتنفيذ أحكام الله بمعزل عن
تلاعب الأهواء بها طيلة هذه الفترة الطويلة ؟
سؤال جيد يا محمد ..الأركان والقواعد ؛ وهى التى يجب أن يقوم عليه
بناء الدولة الإسلامية فى كل زمان ومكان :
أولا : وحدة الأصل البشرى ؛ بمعنى أن كل الأجناس التى تعيش
على أرض الدولة ..كلهم عبيد لله .. أصلهم واحد ؛ فلا تفاوت بيتهم
فى الكرامة الإنسانية فيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات +
فالإسلام آخى بين محمد العربى ؛ وسلمان الفارسى » وبلال الحبشى +
وصهيب الرومى ٠
ثاني : لا خضوع مطلق إلا لله ؛ بمعنى أنه ليس لأحد من البشر
من رعايا الدولة الإسلامية » فرد كان أو جماعة يستحق أن يخضع له
الآخرون خضوعاً مطلة غير مقيد » لأن هذه الصفة يستحقها خالق
الإنسان .
قالع : الله هو صاحب الحق فى التشريع ؛ فالحاكم والمحكوم ليسوا
القرآن والسنة. يقول رب العالين #فاحكم بيتهم بما أنزل الله
لالمائدة : /4) ويقول سبحانه : لم جعلناك على شريعة من الأمر
رايع : المسلمون مستخلفون لتحقيق رسالة الإسلام فى الأرض +
يقول رب العالمين : #شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
أقيموا الدين> (الشورى : 13)
الوالد
خامسً : صلة المسلمين -الذين يجب أن ينتموا الى دولة الإسلام »
ويرتبطوا بها- صلة أخوة فى العقيدة ؛ وصلتهم بالدولة ورابطتهم التى
نشدهم إليها هى رابطة انتماء اختيارى إلى عقيدة إيسانية ٠ إلى
شريعة منزلة » وليست رابطة نسب قبلى أو عنصرية أو قومية : يقول رب
سادما : الإنسان مخلوق محكوم بحكم الله ؛ الذى خلقه وسواه
ونفخ فيه من روحه ؛ ومتحه صفات القدرة والعلم والحياة والإرادة ؛ وهو
بهذه الصفة - صفة التكريم الإلهى - له حقوق ليس لأحد أن ينتهكهاء
حتى هو نفسه لا حق له أن يهدرها أو يتنازل عنها ؛ ولا حى لأحد أن
يهدر حريته ؛ ولا حقى لأحد فى أن يغير خلقه؛ ويمثل به ؛ وعن هذا
ل حقوق الإنسان فى الإسلام من حماية العقيدة والتسل والمآل
والنفس والعقل والكرامة ومنع القتل والسكر والتعذيب والتمثيل وحجز
الحريات والشتم بالنسبة لجميع البشراه) +
ولكن هل راعى العشمانيون المبادئ الأساسية التى أوجب الإسلام
مراعاتها فى تأسيس الدولة فعلا ؟
: نعم يا بنى ؛ هذا الدموذج هو الذى حاول العشمانيون الاقتراب منه +
العثمانيين للنظام الإسلامى كله ؛ ولكن يعنى أن الحياة لم تكن دوم
متضيطة فى بعض جواتيها » وفى سلوكهاء بمنهاج الله وشريعته ودليل
لتولى إمارة الدولة العشمانية + كما أن أمر اختياره لم يكن متروكا لأهل
الحل والعقد ؛ لأن آل عثمان ساروا على نمط الملك العضوض + الورائى
» ولكن رغم هذا ظلت الدولة العشمانية دولة إسلامية؛ بمعنى أنها
رضيت بالله ريا وبالإسلام دين ويمحمد #ه نبي ورسولا » منذ بداية
تأسيسها 144ه/17454م وحتى عام 11377ه/140/8م ؛ أى عندما
الأولاد
الوالد :
الوالد :
وقع الانقلاب العسكرى الذى قاده حزب الاتماد والترقى التركى لإسقاط
السلطان عبد الحميد الثانى» تمهيدً لإلغاء الخلافة وتحويل الدولة
يفرقوا بين فترتين من تاريخ الدولة العثمانية
الفترة الأولى : الدولة العثمانية منذ بداية تأسيسها كإمارة (398ه
51م وحتى نهاية حكم السلطان عبد الحميد الثانى (73 17
الغالب
الفترة الغانية : الدولة العشمانية منذ الانقلاب العسكرى الخائن لدينه
ووطنه والذى قام على أكتاف الاحاد والترقى وأطاح بالسلطان عبد
الحميد الثانى عام 7700 17ه /1505م) وأخذ ينفذ مخططه فى ضرب
الخلافة وتمزيق العالم الإسلامى ؛ وتمكين الأعداء منه؛ بعد ضرب
الإسلام وإجهاض قوة المسلمين.
هذا هو التموذج الذى حاول مؤسسو الدولة العثمانية الاقتراب منه فنجح
البعض منهم أحيانًا وفشل البعض الآخر أحيانً أخرى ؛ وشكل الفغل
انحرافا زادت زاويته بمرور الأيام فكان عاملا من عوامل سقوط الدولة
العشمانية . هذا الانحراف تلمحه فى تبنى نظام الحكم الوراثى (الملك
: جزاكم الله خيراً يا أبى .
المستشرقون ومن سار على نهجهم فى وجه تاريخ الدولة العثمانية +
: لو أذنت لى يا أبى » لماذا إذن ينهم الكثيرون العشمانيين بالتعصب
للجنس التركى ؛ وما مدى حقيقة هذه التهمة ؟ .
يمكن لك يا أسامة أولا : أن تتبين بسهولة أن هذا الانهام لا يقوم
على دليل ؛ إذا ما عرفت أن الذين ألقوا بهذه التهمة هم أعداء الأمة
المسلمة » المستشرقون من اليهود والنصارى ؛ ومن سار على نهجهم +
الذين قال الله فيهم : #ولن ترضى عنك اليهود ولا التصارى
حتى تتبع ملتهم (البقرة : 017٠ 2
وهم لا يملكون دليلا على هذه التهمة سوى التعصب والحقد على
الدولة العشمانيك وهذه لا تصلح أن تكون دليلا ٠
ثاني : أن الدولة العشمانية -كما قلنا- دولة رضيت بالله رب وبالإسلام
دين وبمحمد نه نبياً ورسولا ؛ والإسلام لا يعرف تفاضلا بين أبناء آدم
على أساس الجنس أو العرق » فالكل أصله واحد » ولا تفاضل بينهم إلا
بالعمل الصالح» إلا بالتقوى ؛ والدليل قول الله تعالى : «يأيها الناس
اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا4 (النساء ٠١
وقوله سبحانه : #يأيها الناس إِنّا خلقتاكم من ذكر وأنثى
إن الله عليم خبير» (الحجرات : ١ 0١3
وأيضا حديث رسول الله محمد يه القائل فيه : ١كلكم بنو آدم + طف
الصاع لم تملؤوه ؛ ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى» (رواه
وقد حذر رسول الله محمد مه من العصبية ؛ فقال ؛ «ليس منّا من دعا
عصبية 4 (رواه أبو داود) .
ثال : أن الدولة العثمانية وهى تقود جيوش الموحدين لتحرير أ؛
من قبضة الطاغوت ؛ قد ترتب عليه أن يصبح جزء من أبناء أ