القعال
خرجت إنكلترا منتصرة من حرب السنوات السبع (11781--1767)
التي خاضتها ضد فرنسا وانمساء ولا يخف عبء الديون الذي كانت تنوء به » فقررت
السبيل» إشارة اتمرد . ذلك أن مندوبين عن جميع المستعمرات» ما عدا جيورجيا +
انطلقوا منها ليجتمعوا في فلادلفيا» فيتألف من إجتماعهم المؤتمر « الكونغرس» القاري
تحترم لندن -حقوقهم المنبثقة من الدستور الإنكليزي . غير أن الملك جورج الثالث +
رأى في بادرتهم عمل عصيان ينبغي قمعه بالقوة .
القوات الإنكليزية في بوسطن بتنفيذ الأمامر الصادرة إليه» فعمد إلى إخراج قسم من
اجند الحامية » بدؤوا المسير إلى ليكسنغتن 008100ه1؛ عند بزوغ فجر ٠ نيسان»
وكان هدفه مزدوجاً» أوله اعتقال زعيمين وطنيين هما صموؤثيل أدافر وجون هانكوك
الصغيرة من ولاية الماساشوستس . وعلى الرغم من الظلام » لم تخفٌ حركة القوات» لأن
تجمع متطوعون» على الفور» لمواجهة الوحدات الإنكليزية ؛ وتسمو ب« رجال
الدقيقة» «عصعا« 16 لأنهم ما لبثوا أن تأهبواء في دقيقة واحدة . وقد استعارت اسمهم
أطلق الرصاصة الأول» فهذا. . بلاشك._ما لم يُعرف أبداً: قحل ثمانية أمريكيين
حرب الاستقلال.
ساراتوغا ١77( تشرين الأيل 171/77 )» وفي العام التالي » تدخلت فرنسا واشتركت في
القتال» وتمكنت القوات الفرنسية._الأمريكية من فرض الاستسلام على وحدات
منلله«600 في يورك تاون ««00070لا في ١7 تشرين الأول ١78 . وبعد انقضاء
عامين » توّجت معاهدة باريس استقلال الولايات المتحدة التي لم يكن يتجاوز عدد
سكائها» آنذاك» أربعة ملايين .
عُقد مؤتر اتحادي في فلادلفيا استمر من أيار إلى أيلول 1787 » وذلك لوضع
دستور أقرته ووافقت عليه الولايات المختلفة بين 179011784 . وفي ٠١ نيسان
14 أقسم جورج واشنطون» القائد العام في أثناء الحرب» وأول رئيس للولايات
المتحدة الأمريكية؛ انين الدستورية . وقبل ذلك» لثلاثة عشر عاماً خلت؛ أي في
ع تموز للا كان بيان إعلان الاستقلال» الذي تحتفل أمريكا في هذا العام
)٠9 72 بمرور القرن الثاني عليه » قد تُشر على العالم بأسره » محدداً المبادئ التي كان
الوطنيون يقاتلون « باسمها» منذ أكثر من عام .
الإعلان الإجماعي
للولايات المتحدة الأمريكية الثلاث عشرة
قطع العلاقات السياسية التي تريطه بشعب آخرء ولل أن يحتل» بين دول العالم
الاحترام الصحييع ترأي الإنسان» يتطلب من هذا الشعب أن يُعلن الأسباب التي
حملعه على هذا الانفصال .
هذه الحقائق هي في نظرنا حقائق بدهية في جوهرهاء وهي أن جميع
والسعي وراء السعادة .
وموافقتهم» لصيانة تلك الحقوق .
جديدة ويقيمها على مثل هذه الحقوق والمبادىئ؟ وينظم سلطاتهاء حسها يبدو له أنسب
الأشكال وأضمنبا لتحقيق أمنه وسعادته .
الشرور التي يمكن احتالحاء أكثر من تبيفتهم لانتزاع حقوقهم بقلب الأنظمة التي
واحد._على نية إخضاع الناس لاستبداد مطلق » فمن حق هؤلام» بل من واجبهم أن
يطيحوا بحكم كهذاء ويسعوا وراء ضمانات أخرى» يصونون بها أمنهم في المستقبل .
تضطرهم الآن إلى تغيير نظام حكمهم السابق . فتاريخ الجالس على عرش بريطانيا
اليوم» تاريخ حافل بالتعسف والمظالم المتكررة التي لا تتوخى جميعها إلا هدفاً مباشراً
واحداً هو توطيد حكم طغيان مطلق عل ولاياتنا . ولإقامة البرمان على ذلك » يكفي
رفض الملك الموافقة على أكثر القوانين ملاءمة للمصلحة العامة
رض إصدار قوانين أخرى نافعة ولازمة لعدد كبير من السكان » إلا إذا تغلى
سوى الطفاة .
دعا إلى انعقاد المجالس في أمكنة غير مألوفة» لاراحة فيها» وبعيدة عن أماكن
الوثائق وال السجلات ومستودعاتها؛ وهدفه إكراه المجتمعين على الرضوخ لإجراءاته؛
وشجاعة عن موقفها من انتهاك حقوق الشعب .
حق ممارسة السلطة التشريعية إلى الشعب » بطريقة لا سبيل إلى تغييرها أو إزالتها ...
وفي آن واحد» كانت البلاد معرضة للعدوان الخارجي وللاضطرابات الداخلية .
حال دون ازدياد السكان في ولاثاتناء بإعاقته تطبيق قوانين منح الجنسية
للأجانب؛ كا رفض إقرار غيها من القوانين المشجعة على الحجرة إلى المستعمرات
الأشريكية وأقام الحواجز والعقبات دون تملك أراض جديدة .
أعاق إحقاق العدالة برفضه الموافقة على قوانين تستهدف توطيد سلطات
أحدث عدداً كبا من الوظائف الجديدة؛ وبحث إلى أرضنا جماعات من
الضباط ترهق شعبنا وتلتهم خواته .
أبقى على أراضينا» في زمن السلم» جيوشاً دائمة وعاملة» بلا موافقة مجالسنا
التشريعية» لقد أراد أن تكون السلطة العسكرية مستقلة عن السلطة المدنية وفوقها
انضم إلى آخرين لإنحضاعنا لتشريع غريب عن دستورنا ولا تعترف به قوانيناء
تخّل إقامة عدد كبير من الجند بين ظهرائينا .
تدرأ عنهم» بمحاكمات صورية » العقوبات على جرائم القتل التي قد يرتكيوتها ضد
سكان ولاياتنا .
تسد السبل على تجارّنا في جميع أرجاء العالم.
تفرض علينا ضرائب لم نوافق عليها ء
تحرمنا» في كثير من الحالات» من ضمانات المحاكمة بطريقة المحلفين .
لإدخال نظام الحكم الاستبدادي إلى مستعمراتنا .
تزيل مواثيقنا وتلغي أفضل قوانيننا وتغير أشكال حكوماتنا في مبادئها الأساسية
تخل الملك عن الحق في حكمناء بإعلانه أننا خارج نطاق حمايته وإعلانه
الحرب علينا . كما أغار على بحازنا واجتاح سواحلنا وأحرق مدننا ودمّر حياة شعبنا .
الدمار والطغيان بأساليب من القسوة والغدر لا تكاد تبلغها أساليب العصور الحمجية +
برئيس دولة معمدن
لقد أكره مواطنينا المأسوبين في عرض البحر على إشهار السلاح في وجه
المتوحشين القساة الذين تقضي شريعة الحرب عندهم بقتل جميع الناس بلا تمبيز في
العمر والجنس .
وفي كل مرحلة من مراحل هذا القمع وهذا الجور كنا نطالب بإحقاق الحق
لايستطيع أن يزعم لنفسه الحق بحكم شعب حر.
قانوني » وذكرناهم بالظروف ولمناسبات التي هاجرنا فيها وأقمنا هنا مستعمراتنا . وقد
أهينا بالإحساس الطبيعي بالعدالة ويسموٌّ النفس اللذين يُفترض اتصافهم بهماء
من أن تؤدي إلى تحطيم الصلات والروابط بيننا.. فأصّموًا آذانهم عن ماع صوت
العدالة والقربى الدموية .. فواجبنا إذاً أن نرضخ للضرورة ونعلن الانفصال .. كا علينا
أن نعدهمء كا نعدّ سائر شعوب العالم» أعداء في الحرب وأصدقاء في السلم .
عام؛ إذ نشهد الله الدّيان على سلامة مقاصدناء وباسم شعب هذه المستعمرات
وأنها تحررت من كل ولام للتاج البيطاني » وإن كل صلة بينها وبين دولة بريطانيا العظمى
بالسلطة المطلقة في إعلان الحرب وإقرار السلام وإبرام المعاهدات والأحلاف وإقامة
علاقات تجارية ... والقيام بكل أمر آخر يحق للدولة المستقلة أن تقوم يه
المدخل
الحلم
لافاييت يبحر إلى أمريكا على «710008 الفيكتوار» عبّر عن الفكرة ذاتها بصيغة
مختلفة» إذ قال : « سعادة أمريكا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسعادة الإنسانية م(" ,
انقضى قرنان؛ وفي داخل حديد الولانات المتحدة وخارجهاء على السواء»
لاتزال شائعة شيوعاً واسعاً الفكرة القائلة إن أمربكا هي أفضل حارس للكرامة والحرية
كواهلنا حريات العالم» . وفي عهد أقرب إليناء ردد جوف . كندي ؛ الصدى ذاته
الفرنسية . قال روسو : «الإنسان يولد حراً؛ لكنه أينا كان» مقيد بالأغلال». آمّا
والحرية » وطلب السعادة . ولضمان هذه الحقوق » يقيم الناس حكونات تنبثق سلطتها
العادلة من قبول المحكومين ياوا
حكومتهم التي تسعمد سلطتها من قبول المحكومين وموافقتهم» وتتوخى حماية المواطنين
وحريتهم » . والمساواة بيتهم » وتمهد أمامهم سبل السعي وراء السعادة . وقد أخذ عدد
بعض نقاط بسيطة لا بد من وجودها على الصعيد السياسي .
الحلم والكايوس
سوى تلك الي _ عل نقيضها-._ترى في الدلايات المتحدة المسؤول الأسامي عما
تعانيه الأنسانية من آلام وشرور» وهذه القناعة» شأنها شأن السابقة؛ منتشرة وشائعة
ه0004 اسه الذي وجه كلامه إلى زهاء مني رجل من قادة بلاده» بيهم
الرجال الأأشد خطراً وضرراً في عالم اليوم » . وهلا في الحقيقة؛ يمسكوّن بزمام السلطة
الفحلية » وبول غودمان يتهمهم بزرع البؤؤس والشقاء في الأرض» بتفتيت المجتمعات
ونعزعتهاء» وبإفساد ثقافتهاء وبالإقدام على استخدام أساليب الإبادة والتعذيب
استخداماً واسعاً للقضاء على الشعوبء يدفعهم اهتام أناني بمصلحتهم الخاصة
(؛» .من خطية له في 15 تشرين الثاني 14397
جلادون قائمون على أنظمة حكم دكتاتورية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية . تلك
الضحايا متاهبة ومستعدة لأ تأخذ على عاتقها وتستأنف صرخة غيفاراء الذي لم
يتردد» قبل أن يوي نحت ضربات المخابرات الأمريكية 1.83©» و«القبعات الخضر ؟
والجيش البوليفي » في إدانة الولايات المتحدة بوصفها «عدو الجنس البشري اللدودة .
أما الباقون على قيد الحياة » ممن ألقوا في « أففاص انمور » وفي معتقلات الأشغال الشاقة
في جنوب الفيتنام » والرجال والدساء الذين قد لا يجدون سبيلاً إل النجاة من سجوت
دماص فلا يخامرهم أي شك في ذلك ,
الاستقلال . ولم يكن هدفه إعلان استقلال المستعمرات » بل أن يشرح للعالم الأسباب
التي تدفع تلك المستعمرات إلى الإفلات والتخلص من الوصاية البيطائية . فالمبادئ"
التي يدينها إعلان الاستقلال الأمريكي » لا تسري صحتها على أمريكا وحدهاء بل على
أمريكيون» في أحد شوارع نيويويك» إلى التوقيع على بيان» رفض معظمهم ذلك
وما لا شك فيه أن رد الفعل العفوي هذا لا يكفي لتحديد الدرك الذي انحدر
إليه الحلم الأمريكي . ولابد لنا كي تُدرك مدى هذا التردي» من أن نعرف ما هي
(*) . مواير.أوامر النفي والسجن.