ّ | الدولة العثمانية المجهولة
مضيعة في تاريخنا الإسلامي» كما أثار الكتاب مواضيع بكر ل تُثر وتناقش من قبل.
غير مسبوق للتاريخ العثماني بين طيات صفحاته» وذلك ليتعرف أبناؤها على جزء من تاريخهم
ويقفوا على الخدمات الي قدمتها الدولة العثمانية في رد أعداء ديننا والذين أرادوا استعمار
وأخيراً فإنا نشعر بالفخر كقارئ لهذا الكتاب بما قدمه الأستاذ الدكتور أحمد آق كوندز
دونه بين دفي هذا المولّف الذي تحدث فيه بصدق العالم المؤمن الصادق الورع فقال لنا: هذه
د. اورخان علي عوبني لطفي اوغلي
مقدمة المؤلف
بسو الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين
لماذا: الدولة العثمانية المجهولة؟
يشكل عام 147٠ :/18849١م عام ذكرى مرور سبعمائة سنة على تأسيس الدولة
العثمانية الي ظلّلت ثلاث قارات تحت جناحيها مدة 60٠6 سنة. وكان من الطبيعي أن يتم
تنظيم فعاليات مختلفة في هذه الذكرى سواء معها أو ضدها في أكثر من 2١ دولة ظهرت إلى
الوجود بعد سقوطها. وعندما كنت في الولايات المتحدة الأمريكية كأستاذ زائر في السنة
جامعة برنستين (10068100م8) تفكر في الاشتراك في هذه الفعاليات. وقرأنا في الصحف أن
سيمعنا أن العديد من الأعداء الداخليين والخارجيين وفي مقدمتهم الأرمن يستعدون لتكرار
افتراءاتهم وأكاذييهم بمناسبة مرور هذه الذكرى ضمن فعاليات مختلفة.
ونحن نعتقد أن هذه الذكرى يجب أن تشكل نوعاً من نقطة تلاق بين التاريخ العثماني
أمته» وأن يذل قصارى جهده لتحقيق هذا التلاقي في هذه الذكرى. و يجب أن تشكل نوعا
من نقطة تلاق بين التاريخ العثماني و التاريخ الإسلامي.
بن لنا ثلاثة أعداء رئيسيين: الجهل والفرقة والفقرء ونحن نعتقد بأن أكبر عائق أمام التلاقي بين
الدولة العثمانية وبين الجمهورية و التاريخ الإسلامي هو الجهل بالتاريخ الصحيح.
وفي كل بجلس أو اجتماع حضرناه كانت الأمعلة توجه إلينا من مختلف الطيقات
وسؤال واحدٌ مشترك هو: "ألا تستطيعون وضع كتاب يحتوي على أجوبة للأسعلة الي تتكرر
7 الدولة العثمانية المجهولة
حول الدولة العثمانية واليّ يجب على كل مواطن مسلم معرفتها؟". إن ججتمعنا -مع الأسف-
قليل القراءة» والكتب الموجودة في هذا الصدد إمَّا كتب علمية صرفة لا تستطيع الأكثرية في
مجتمعنا فهمهاء أو هي كتب بعيدة عن الحقيقة بحيث لا تستطيع إعطاء أجوبة شافية. إذن فهذه
كانت وظيفة وطنية ودينية وعلمية أيضاً.
وزيراً للمالية استدعان إلى أنقرة وتقدم لي بالرجاء الآتي. ..قائلاً: "أستاذي المحترم!... لم أستطع في
سنين دراستي معرفة المعلومات الصحيحة حول الدولة العثمانية. وفي أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية
أن أصول وطريقة "الالتزام" -التي كنا نعيبها على الدولة العثمانية ونراها من أسباب اتهيارها- تقاّم في دروس
بالتدقيق في تاريخ الدولة العثمانية من جديد. وكات أول عمل قمتٌ به هو قراءة الجزء الأول من كتابكم "القوانين
العثمانية". ولكن لا يستطيع الجميع قراءة مثل هذه الكتب, لذا أتمنى وآمل منكم القيام بتلخيص ما جاء في كتبكم
للإجابة على أهم الأسئلة المتكررة حول الدولة العثمانية ضمن كتاب بحجم 5660 صفحة ويكون عنوانه:
"العثمانيون المجهولون". ولو قمت بهذا العمل فسأقوم بطبع 80٠ ألف نسخة من هذا الكتاب وتوزيعه على
الراغبين والمشتاقين لمعرفة الحقيقة" .
كيف تم اختيار وانتقاء الأسئلة ؟
إن الأسعلة الي أصبحت وسيلة لتأليف هذا الكتاب» ظهرت نتيجة البحوث العلمية الى
مختلف مدن الأناضول. فقد تجمع في بنك الأسعلة عندنا 50050 سؤال» وردت إلينا من القراء
و من الأسعلة تتعلق .بموضوع الحريم العثماني ؛ ثم 7 ؟ من الأسعلة عمَا إن كان سلاطين آل
عثمان - ولاسيما ”يلدرم بايزيد”" - يشربون الخمر أم لا ؟ ثم تأي الأسعلة الأخرى حول قتل
الأشقاء» والحرية والحقوق في الدولة العثمانية» وعدم حج السلاطين» وعمَا إذا كان السلطان
وحيد الدين خائناً أم لا؟... إلخ. ولا شك أن البحوث الي سبقت وأن جرت في هذه المواضيع
وعندما كرر العديد ممن قابلتهم من الناس هذا علمت أن قيامي بتأليف كتاب ". .ل“
سؤال حول الدولة العثمانية في ذكرى مرور 7060 عام على تأسيسها" وطبعه بالعدد الكاقي
الدولة العثمانية المجهولة
وإيصاله إلى المحتاجين وظيفة وطنية دينية. لكن الأصدقاء نبهون بأنذ حجم مثل هذا الكتاب
سيكون ضخماء وأنه حى لو نشر مثل هذا الكتاب فإن الحاجة إلى كتاب يحتوي على 3.0“
سؤال مختار بعناية و تحت عنوان "العثمانيون الججهولون" ستبقى موجودة.
وكنت قبل سنوات قد حططت لتنفيذ هذا الأمر وتأليف مثل هذا الكتاب وحديء
ولكن عندما رأيت تشعب مواضيع هذا المشروع رأيت إشراك زميلي العزيز الدكتور “سعيد
أوزتورك" المتخصص في التاريخ الاقتصادي» والاستفادة من معلوماته الغزيرة في هذا الصددء
ولا سيما عند تناول مواضيع الاقتصاد العثمان في القسم الرابع من الكتاب» فكانت مساهمات
زميلي في حقل التاريخ الاقتصادي العثمان ومراجعته المصادر لكي يكون الكتاب أفضل
المبادئ العامة التي أتبعت في تأليف هذا الكتاب
يجب أن أسجل منذ البداية أن هذا الكتاب ليس كتاباً تارينيا يتداول الحوادثت حسب
في التاريخ الفكري» ومع وجود تقييم حقوقي وقانوني في كل سطر فيه إلا إنه ليس كتاباً في
تاريخ الحقوق والقوانين العثمانية» بل هو كتابُ جيب يحتوي على أجوبة لكثير من الأسئلة
المطروحة -وبعضها أسعلة طُرحت عن قصد من قبل بعض الجهات- حول تاريخ وحقوق
وقوانين وثقافة ومدنية واقتصاد الدولة العثمانية.
هذا الكتاب لا يستغي عنه أي مؤرخ يعمل في حقل التاريخ العثماني؛ لأنه لي يتردد في
تدقيق عميق لكثير من المواضيع» كما أنه دحل في تفاصيل تطبيقات بعض النواحي القانونية الي
يود المختص في الشريعة والقوانين الإسلامية معرفتهاء وهو يجيب عن أسئلة تدور في خَلد
المواطن العادي. وقدحاولنا كتابته بأسلوب سهل يفهمه الطالب» ويستفيد منه مدرس مادة
التاريخ ويستعمله ككتاب جيب يعينه على الإجابة عن الأسعلة الي يهتم طلابه بمعرفة الإجابة
الاستغناء عن القراءة شرحاً صحيحاً وصادقا. وهو يحتوي على مواضيع بكر تثير انتباه كل من
يهتم بالتاريخ العثمان من المواطنين أو من الأجانب. وقد ولجنا في هذا الكتاب إلى بعض
تفاصيل وقصص حياة السلاطين العثمانيين الي قد يرى البعض أنما لم تكن ضرورية؛ ولكنها في
1 الدولة العثمانية المجهولة
الحقيقة كانت ضرورية لتوضيح الأسئلة الأخرى من جهة» ومن جهة أخرى تم شرحها بأسلوب
العظمى ججتمعنا ترغب في مثل هذا التصحيح» وما هذا الكتاب إلا ثمرة هذه الغاية و الرغبة.
ومؤلف كل كتاب يضع مبادئ معينة لا يحيد عنها في الكتاب؛ وهو ينظم أسلوبه
هناك في أيامنا الحالية بور معينة وقوى سوداء اتخذت موقفاً معادياً من الدولة العثمانية؛
وهي تهاجم الدولة العثمانية ال كانت أطول الدول الإسلامية عمراً من ثلاث جبهات:
الجبهة الأولى: هم أعداء الدين والتاريخ» وهم يتخذون الهمجوم على الدولة العثمانية
والعداء لها كستار للهجوم على الإسلام» لأنهم لا يستطيعون الهجوم السافر عليه. وهم
بهجومهم على الدولة العثمانية الي كانت -على الرغم من قصورها- تحاول تطبيق الإسلام
في جميع مناحي الحياة والعيش حسب أوامره» وهم بمجومهم عليها ينفسون عن حقدهم
للإسلام الذي لا يستطيعون الهجوم عليه علانية وصراحة.
خُدعوا بالدعايات المغرضة والمتعمدة للأساءة للدولة العثمانية وأخذوا ماسمعوه مأخذ الحد و كأنه
حقيقة صادقة.
الجبهة الثالثة: وهم ففة معروفة أخطات في إدراك مفهوم الدولة العثمانية حول الأمة
المعتمدة على جنود "الفرسان والمشاة" الذين تعطي لحم الحكومة رواتب شهرية» كما تقوم بنقد
بعض الشخصيات الي كانت من أصول غير تركية وال استخدمتها الدولة العثمانية مثل عائلة
ومن أهم مواضيع التقد المشتركة بين هذه الجبهات الثلاثة هو قيام الدولة العثمانية
الخمر. كما تم تقديم مواضيع مشامة لهذا الوضوع مثل موضوع الحريم -بعد تزيينه والمبالغة فيه--
الدولة العثمانية الجهولة بن
وبشكل بجانب للحقيقة والواقع. وفي هذا الكتاب تمت الإجابة على جميع هذه المزاعم الي
بل هو عمل كبير. وأسلوب الذين يهتمون بتقصي النقائص والبحث عن الأحطاء فقط في
الأعمال الكبيرة هو الجربذة الي هي أسلوب غير صحيح» يؤدي إلى الخداع والانخداع. والذي
يعمله هؤلاء وأمثالهي» هو التقاط خطأ معين ثم جعله صفة ورمزاً يغلب على + جميع أنواع الخير
والصواب» فلو أنك قمتً بتخيل أن الروائح الكريهة الي يفرزها - جسم رجل ١ في خلال سنة
العثمان وعلى مساحة حكم بلغت ٠ مليون كم" ثم نظرت من خلال هذه الستارة السوداء
غير جميل» لأن حدائق الجنة وحدها هي المتكاملة الحميلة والخالية من كل نقص» ولآنه يستحيل
وجود الكمال الذي لم يخلطه نقص في هذه الدنياء فمن كانت طبيعته متحرفة وغير سوية فإنه
يركز نظره على ذلك الشيء القبيح "ثمرة متعفنة أو ورقة يابسة"» وكأنه لا يوجد في تلك
الحديقة الجميلة النضرة سواه» فتتحول تلك الحديقة الرائعة الجمال في نظر وهمه وخياله إلى مزبلة
تراث .
القبيحة والمتعفنة؛ بل إلى الأزهار الجحميلة المفتحة» وإلى الورود العطرة أيضاء فبجانب الفتوى الي
كان يصدرها "طورشو جوزاده" حسب رغبات السلطة نذكر أيضاً موقف العالم "أبو السعود"
7" الدولة العثمانية المجهولة
تقلب الأمور غير الشرعية إلى أمور شرعية”. وبجانب "طورلاق كمال" و"مدحت باشا" نذكر
"الملا فناري" و"أحمد جودت باشا". وبجانب الثلاثي للاتحاد والترقى "طلعت - أنور- جمال"
زاده” وأمثاله من الذين وقفوا ضد التقدم العلمي بتعصب أعمى لا مبرر له» تذكر "لاغاري
حسن جلي" و"إسماعيل الكلنبوي”» ولن نوجه لطمتنا إلى "أنور باشا" و"سعيد حليم باشا"
السلبية الموجودة في تاريحخنا بماء ملوث في إناء» فلو قمت بسكبه في البحر فلن يستطيع تلويث
البحر أبداء بل ربما تطهر ذلك الماء الملوث.
؟) إن نظرتنا للتاريخ العثمان الممتد عبر 600 سنة ستكون من خلال منظار يسمح
برؤية الأشياء الإيجابية والأشياء السلبية معاء وإلا فلا يوجد أي عهد تاريخي خلا من السو
يخدعون أنفسهم ويخدعون غيرهم أيضاء ولو عاش أحد هؤلاء ألف سنة لما تردد من انتقاد إدارة
"عمر بن الخطاب رضي الله عنه” لأنما لا تتوافق مع الصورة المثالية الموجودة في خياله!! والنتيجة
من كانت حسناته أكثر من سيعاته وخيره أكثر من شره فهو يستحق العفو والمغفرة على
الدوامن وهذه هي العدالة الإلحية الي ستتجلى في الحساب يوم الحشر.
إن أفراد الدولة العثمانية لم يكونوا أشخاصاً معصومين عن الخطأً ودون أي إثم فكما
كان من بيتهم من وصل إلى مرتبة "ولي الله" مثل "مراد الأول" و"مراد الثاني" و"محمد الفاتح"
الوقائع التاريخية نعرف أن جميع الدساتير الإسلامية كانت مقبولة ومطبقة طوال التاريخ العثماني
على المستوى النظري» ومن الوقائع التاريخية أيضاً نعرف أنه وجد في الواقع العملي من حالف
هذه القواعد والدساتير» وليس في الإمكان إنكار أي منهماء فكما هو في سائر الأشياء فللتاريخ
العثماي حسناته وسيقاته. ولكن لكون حسناته طوال 00 سنة أكثر من سيعاته سمح له القدر
الإلحهي بالعيش طوال هذه المدة» وهي تحمل لواء الدفاع عن الإسلام» وعندما بدأت سيئاته
ترجح على حسناته قام القدر بأحذ هذا اللواء وهذا الشرف» ولكن حى في أحلك أيام الدولة
الدولة العثمانية امجهولة 7
العثمانية وأكثرها سوءاً بذلوا ما بوسعهم لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية» فلم يخالفوا صراحة
أحد المراسيم السلطانية ما يأتي حول مدى ارتباط السلطان بالشرع: "إننا إن تمسكنا بالشريعة
المطهرة في كافة أفعالنا وتصرفاتنا وسعينا لتطبيقها عند ذلك سيسعد الروح النبوي ويرضى عناء
وتصبح دولتنا العلية مظهراً للنصرة والتوفيق الصمدان دون أدن شك".
4) لا شك أننا يجب أن ننظر إلى التاريخ يمنظار النقد أيضاًء غير أن ما يسوق الإنسان
إلى النقد له أنواع» فهو: إما بدافع الرغبة في إشباع شعور الكراهية الي يحملها نحو الشيء الذي
ينتقده» مثل نقد ما يراه من عيوب العدو. أو بسبب الرغبة في إشباع شعور الشفقة نحو
"مثلا إدعاء انتحار يلدرم بايزيد» أو شربه للخمر"» فإن الميل لقبول هذا الإدعاء ينيع من
الكراهية؛ أما رده فينبع من الشفقة. أما إن كان الإدعاء إيجابياً "مثل رد انتحار بايزيد ورد شربه
للحمر" فقبوله ينبع من الشفقة ورده من الكراهية والنفور. ويجحب أن تؤكد هنا أن الرغبة في
إيضاح الحقيقة وبيائها يحب أن تكون هي الدافع الوحيد عند القيام بالتقد.
إن أكبر مرض في عصرنا الحالي -ولا سيما في موضوع التاريخ العثماني- هو النقد
المستند إلى الغرور وشعور الشطارة؛ ولو تم اتباع دستور الإنصاف لكان بمقدور النقد إظهار
الحقيقة ناصعة وجليّة. ولكن إن تدخل الغرور والشطارة في هذا الأمر فسَّد التاريخ وَمُرق.
فمثلا إن العديد من الكتب الي ظهرت مؤخراً في الأسواق حول التاريخ العثمان قامت بتشويه
لأجدادنا لذا فلا نتقدهم بدافع الكره والبغض» بل بدافع الشفقة ومن أجل إظهار الحقيقة
5» في المائة السنة الأخيرة قامت معظم أدوات النشر والإعلام في مختلف العهود باختراع
كلمات مختلفة تقارن جمال الغرب بسيعاتنا» وتقارن الثمار الجميلة للمدنية -الي هي تراكم
لنتاج عصور عديدة- مع الأحوال السيغة لبعض شخصيات تاريجخناء وبهذه المحاولات المتسمة
بالخداع والشطارة استطاعوا رسم صورة قبيحة لتاريخنا. لقد نسبوا الحضارة إلى الديانة المسيحية
5 الدولة العثمانية المجهولة
مع إنها لي تكن ثمرة المسيحية ولا علاقة للها بهاء وربطوا التأخر والتخلف -الذي هو أعدى
الكتاب وضع الأمور في نصابها وإصلاح هذا القياس الخاطئ. وعندما نحاول مقارنة التاريخ
بأيامنا الحالية نهتم بمعرفة ما إذا كانت الأشياء المقارنة متشابهة أم لاء لأنه لا يجوز المقارنة
إلا بين الأشياء المتشابمة؛ فمثلاً لا يمكن مقارنة السلطنة في الدولة العثمانية إلا مع النظام الملكي
الذي كان سائداً في أوروبا في القرون الوسطى» ولا يمكن مقارنة ومقايسة النظام الحقوقي
القوانين الي تطبقها على السودء ولا يمكن مقارنة الحريم العثماني إلا مع حياة ملوك النمسا
الذين كانوا ينصبون تماثيل مغات النساء من محظيات الملك في جدران قصورهم؛ عند إجراء مثل
هذه المقارنة فقط تستطيع الوصول إلى نتائج صحيحة.
إذا كنت مرتبطاً بقوة مع أوروبا وتحس بنفور عميق من تاريخ أمتك» عند ذلك تتصرف
كولد غير شرعي لأوروبا» لأنك تنقلب آنذاك إلى محتال يحاول بشطارته تخريب تاريخه؛ وإلى
تمريغ كرامة أمته في الوحل بتأثير الغرور والأنانية. يمكن ملاحظة أن مثل هذه الأقلام تحمل
الرغبة في إهانة أمتها بدلاً من الشعور بالشفقة نحوها -المكلف به عقلاً وديناً - والكره بدلاً من
وكأنه كان غارقاً يي الجهل بدلاً من احترام هذا الماضي» وشعور الاشعزاز بدلاً من شعور الرحمة
نحوهاء والكبر والغرور بدلاً من المحبة؛ وأخيراً المجحود وعدم الأصالة بدلاً من الحمية والأصالة.
وهذه الأقلام الي نرى نماذج عديدة منها في الصحف كل يوم لا تتردد أبداً من مدح ثوب
راقصة شبه عارية في أماكن اللهو غير البريئة في باريس» في الوقت الذي يقوم فيه بالاستهزاء
بملابس عالم أو قاض كتب صفحات بحيدة في التاريخ.
ولنسجل منذ البداية بأن هؤلاء من أذناب الغرب والمتزلفين إليه الذين يتهمون من يقف
بجانب دينه وتاريخه بالتعصب فهم متعصبون أكثر من المتدينين والوطنيين مائة مرة في المواضيع
السلطان محمد الفاتح بجزء صغير من المدح المبالغ الذي يكيله هؤلاء لشكسبير مثلاً لقامت قيامة