والإسلامية من زوايا مختلفة أوجبها اتجاه البحث ذاته؛ ولم تتكامل هذه
متمزلة عن الربط بين هذه الجزثي
بعض القصور وإلى غموضالصنو
ونقدم للقارئ في هذا الكتاب دراسة للمدينة الإسلامية. تحاول أن
تعطي صورة كلية لنشأتها وتخطيطها ومرافقها. ولإقامة ذلك بتنظيم الحياة
فيها. من منظور يوضح أسس الفكر الإسلامي العمران النظري. وتطبيقاته
العملية في مدتنا الإسلامية في مراحل تاريخها التتايمة حتى نهاية العصر العثماني.
وتحكم دراسة «المدينة الإسلامية» أسس واضحة يجب اعتبارها عند
تناول أي جانب من جوانبها. و تشكل هذه الأسس الإطار العام والمحاور
الواضحة التي تميز المدينة الإسلامية عن غيرها من المدن.
فقد تميزت الحضارة الإسلامية بآنها وجدت في التشريع الإسلامي
فالإسلام دين مدني وساعد ذلك على سرعة ازدهار الحضارة الإسلامية
اعترى الفكر الإنساني في المراحل السابقة؛ وأعطت قواعد صالحة لكل
زمان ومكان؛ سعى لها فكر الإنسان على مراحل تاريخه في رؤيته الفكرية
النظرية «للمدينة الفاضلة؛ وعجز أن يحقق واقما ملموسا لها بأي صورة
معها في سهولة ويسر وتدرج, وهذب الإسلام من طبائع النفس البشرية
وارتقى بها وانمكس ذلك في صفاته التي تمثلها المدينة الإسلامية باعتبار
أن <اتبية عي المشارة
وحقا نسبت المدينة الإسلامية إلى الإسلام, فهي بالإضافة إلى ما تتميز
به المدينة من خصائص حضارية عامة. تتسم بالصفة الإسلامية باعتبار ان
الإسلام منهج حياة فيهاء فقد اعتبر القرآن والسنة مصدري التشريع في
كل وقت. واجتهد الفقهاء في تفسير ما ورد فيهما من أحكام طورت نفسها
مع تطور مظاهر الحياة الحضارية؛ التي تتجدد في إظار من التفيير.
وسازت عله الأحكام وفق اسبول الفقه الإسلامي, وموما استمرت هينه
الأحكام المحور الأساسي الذي تدور في فلكه حياة المجتمع في المدينة
الإسلامية, طوال فترات التاريخ الإسلامي حتى بداية المصر الحديث,
السلطة بين الدين والسياسة, وهو اتجاه يجد حاليا مقاومة في كثير من
البلاد الإسلامية التي ما زالت تسير في نفس الاتجاء, وتمثل هذه المقاومة
ولا كانت حياة المدينة الإسلامية مرتبطة ارتباطا أساسيا وكاملا بالإسلام
فإن أي دراسة علمية سلمية للمدينة الإسلامية
لا بد من أن تضع في اعتباره أن الإسلام ونظمه وأحكامه هي المحور
الأساسي الأول الذي تدور حوله حياة المدينة بأسرها بكل تفاصلها وجزثياتهاء
الأخرى من اجتماعية واقتصادية وسياسية وغير ذلك-وذلك باعتبار
التخسصم نوتملها تكون بجانب براسات اخرق متخسيسة مح جانب
الاجتماعيين والجفرافيين والمؤرخين وغيرهم لتبرز الصورة الحقيقة للمدينة
وقد اهتم بعض الباحثين بإبراز دور الإسلام في تاريخ التمدن وأثره
على المدينة الإسلامية أمثال «لومبارد » الذي أشاد باهتمام الإسلام بالتمدن
وازدهار التمدن الإسلامي مقارنا بعصور التمدن السابقة عليه."" وركزت
«جاتيت أبو لغده على دور الإسلام في السيطرة على التمييز الطبقي والتمايز
الثقافي وتقليل الأبماد الاجتماعية بين الجماعات المختلفة!"". ويقول «بينت:
«إن الإسلام دين تمدن, وله دور فعال في إعادة البناء التمدني الذي تراه
متمثلا في المدن. وإشارة إلى الربط بين المديتة والإسلام عرج على التعريف
الفقهي للمدينة '", وأكد سبنسر على انسحاب السمة الإسلامية على
المدينة الإسلامية من عصورها المبكرة حتى العصر العثماني, وأكد على أن
إنشاء المدن كان من متظامر تمسك الساسين بدينهم:الشزيد خص ااضيه» 0
ومن الآراء السابقة أن الإسلام كان محورا من المحاور التي اعتبرها
هؤلاء الباحثون الغربيون في دراستهم للمدينة الإسلامية, و قد اختلفت من
باحث إلى آخر درجة التغمق و البحث عن العوامل الإسلامية الدافعة إلى
التمدن الإسلامي بصورة تجعل تمكين هؤّلاء الباحثين من الرؤية الواضحة
السليمة أكثر إلحاحا ليس فقط بالنسبة لأصحاب هذه الدراسات. و لكن
أيضا بالنسبة لفريق من الباحثين كان لبعده عن فهم دور الإسلام في
التمدن أثره الواضح في إنكار هذا الدور. فيرى «بلانهول» مثلا أن الإسلام
لم يكن مشجما أو دافعا إيجابيا لحركة التمدن؛ ومن ثم ينفي أثر الإسلام
على تكوين المدينة *' , ويعضد هذا الرأي «هاموند» الذي يذكر أن«الحضارة
الإسلامية كانت ضد حركة التمدن» رغم ما يذكره عن التطور الكبير الذي
أحرزته بعض مدن العواصم الإسلامية. وتكشف وجهة نظره في الإسلام
ما يذكره من «أن الإسلام قد اعتبر المدينة مجرد وجود ديني لا سياسي».
وقد أدى عدم الفهم الواضح إلى تضارب آراء هؤلاء الباحثين 9'؛ وإلى
الوصول إلى نتائج خاطئة تخالف من اتخذ منهم الإسلام محورا أساسيا
تسير وفق قانون إسلامي يحدد أشكال الملكيات وحقوق الإ
الروماني الذي كان يحكم مدن أوروبا في العصور الوسيطة '". وفي المقابل
الفتح الإسلامي من مؤسسات مدنية قديمة وتطويرها غير أنها لم تقم
بهذه العملية لانتهاء دور فعالية المؤسسات المدنية القديمة قلم يبق هتالك
شيء تسيطر عليه هذه الحضارة.'"'. ويكشف هذا الرأي عن غياب ماهية
الإسلام عند ستيرن: ١ ذلك الغياب الذي تصور معه عدم وجود مؤسسات
إسلامية بالمدينة الإسلامية. تعمل وفق القانون الإسلامي الذي أقر ما كان
صالحا من العهود السابقة. وأوجد الجديد الذي تصله به حياة المجتمع
الإسلامي . وكان لهذا الغياب أثره في بعض الآراء المشابهة التي تذكر «أن
سكان المدينة لم يكونوا موجودين إلا في مسآلة خضوعهم الجماعي للسلطة؛
وآن وحدتهم هدم لم تتبث من خلال تماسكهم تجاء القانون كما هو تحال
في المدينة الإغريقية والرومانية والأوروبية في العصور الوسطى. فأهالي
المدينة الإسلامية متقسمون على انفسهم دينيا وإقليميا ومتصريا إلى
تنظيمات حرفية. ويخلص هذا الرأي إلى «أن سكان المدينة مجرد ساكنين
فقط ولا يمكون بصلة معنية إهاءا"!. ختى أن :كلونكافن» يرى أنه من
الخطأً أن تطلق عليها مسمى المدينة الإسلامية. والأحرى أن نسميها مدن
دار الإسلام»: إممانا في تجزيد المدينة الإسلامية مح أي هنفة منديفة
في سبيل تأكيد ذلك يقول:«إن الكثير من سمات ما يسمى
المدينة الإسلامية في الواقع صفات وسمات المدينة البيزنطية والوسيطة
وصفات المدينة الإيطالية قبل القرن 19,611
وقد انمكس غياب المنظور الإسلامي أيضا على نتائج الدراسات المتعلقة
بالتكوين المادي للمدينة الإسلامية. فاتحرفت انحرافا واضحا لا سيما أنها
وضعت المدينة الإسلامية في هوازين المدينة الغربية التي تخلفت عنها في
وجه الخصوص. تلك التوجهات التي كان المحور الرئيس فيها مقارنة المدينة
«س:ك«60 6:10 فيما كتبه عن التركيب المعماري لمديثة المسلمين؛ وما
آشار إليه بلانهول املدقا عل :12:68 في كتابه عن عالم الإسلام وغيرهم.
ويدخل في إطار هذه المقارنات تلك الدراسات التي رضت لموضوع النقابات
#ولاط»مهم » هط من منظور يفترض أن المدينة الإسلامية. كما لو كانت في
والمحور الثاني الذي يعتبر من أسس دراسة المدينة الإسلامية هو كيفية
التطوّر. فقد بدأت المديتة الإسلامية مع بداية الدعوة إلى الإسلام
نتعرض للمدينة الإسلامية بالبحث أو الدرس, فهي كائن حي يتأثر ويؤشر
يأخذ ويعطي جريا على سنة الحياة التي اختلفت عصورها وظروفها
ويجنبنا مرة أخرى تقييم المدينة الإسلامية في إطار المعايير والمقاييس التي
تقيّم بها المدينة الغرب
وهذا الاتجاه يساعدنا كثيرا في الكشف عن أصالة المدينة الإسلامية.
يئة الحضارية الراقية في توافق تام بلور في النهاية صورة المدينة الإسلامية.
- الإسلامية ومراحل تطورها
ويفيدنا هذا التوجه في تتبع
سواء كان هذا التطور فكريا أو مادياء ويساعدنا كث
ممثلا في ذلك التراث الحضاري الضخم: وبين مجتمع المدينة الإسلامية
للمدينة الإسلامية عن غيرها من المدن؛ وحق لها أن توصف بالصفة
أهمية الكشوف الأثرية التي تبرز لأول ولة الشكل المادي. وتفسر الدراسات
الأثرية التحليلية بعد ذلك المردود الثقافي والحضاري في إطار استنطاق
مقدمتها مصادر الفكر السياسي والاجتماعي للمسلمين في مراخل تاريخهم
, باعتبار أهميتها في رسم صورة مثالية للنهجين السياسي
والاجتماعي في ضوء التجرية والتقييم الخضاري بوضع الصيغ القانونية
الإسلامية التي تحكم حياة المجتمع في جميع جوانبهاء وبالإضافة إلى ذلك
قأتي المصادر الأخرى من تاريخية وجفرافية وعلمية وغيرها: والتي تكشف
عضورها المخفةء
وتأثرت المدينة الإسلامية بالأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية
بل حياة المدينة الإسلامية في
ت على خريطة العالم الإسلامي في عصور دوله المختلفة. لكنها
كانت تتميز بصفة «العالمية». حيث إن الأسس النظرية والأحكام المرعية
واحدة: كما أن الدول الإسلامية لم تمرف الحدود والفواصل التي تتأكد
على خريطتها اليوم, بالإضافة إلى أن عوامل التقارب والتضامن والاتدماج
في إطار الدين واللفة كانت أقوى من عوامل المزلة التي تلحظها الآن: ومن
في التفاصيل فإنما ترجع إلى عوامل البيئة المحلية. ويؤكد عالمية «المدينة
بالإسلام ودعوته. قائمة على منهجه وتماليمه؛ وباعتبار تأثر غيرها من
المدن بها في وقت كانت الريادة لها في العصور الوسطى.
لدراسة المدن الإسلامية. فيتضمن محتوى هذه الدراسة مدخلا تمهيديا
هذا الفكر النطلق آسامتا من الكتاب والستةاثم تتبع أسس هنا الفكر قي
العصور الإسلامية التالية التي تعكسها بوضوح مصادر التراث الإسلامي؛
بعض المدن القائمة المحتفظة ببعض احيائها الأثرية. فيكون هذا المدخل
إطارا يتجسم هنذا الفكر ونانف عن أبن
وفي الفصل الأول: تمرض هذه الدراسة.
1 ومراجل هذه النشأة في عهد الرسول
المدينة الإسلامية وتطورهاء
صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين من بعده. وبعد ذلك تعرض
مراحل التطور والنضج التي وصل إليها تخطيط المدينة الإسلامية؛ والمؤثرات
والفصل الثاني: يعرض تخطيط المدينة الإسلا.
ذلك. وربط الجائب النظري / الفكري بالجانب التطبيقي / الميدان من
واقع ما هو قائم من نماذج المدن الإسلامية.
ويختص الفصل الثالث: بدراسة تحصين المدينة الإسلامية من متظور
تاريخي وآثري. يبرز أثر التحصين على تخطيط المدينة. ويكشف عن نظام
تأمين المدن والدفاع عنها . ويوضح جانبا من التاريخ الحربي لهذه المدن
وأثره المباشر في حياة مجتمعها .
وفي الفصل الرابع: تعرض الدراسة الشوارع والطرق في المدينة
الإسلامية. فتبرز الأسس التي قام عليها تخطيط هذه الشوارع ونوعياتها
المختلفة. وإيضاح العلاقة بين الشوارع والطرقات وتخطيط المباني المطلة
عليها؛ ثم تلقي الضوء على نظام الحياة في شوارع المدينة الإسلامية في
إطار القيم والقواعد الإسلامية مع إبراز أهمية الشارع «كمنصر اتصال»
ويختص الفصل الخامس بدراسة المنظمات والمرافق العامة في المدينة
الإسلامية: كالمسجد الجامع والمساجد والأسواق والبيمازستانات والمد ارس
زيع هذه المرافق بتخطيط
والأسبلة وأحواض الدواب وغيَرهاء وارتباط
المدينة العام ونظام الحياة فيها +
ويخلص الفصل السادس إلى دراسة جوانب ونظم الحياة السياسية في
التي عاشتها المدينة الإسلامية ويربط بين هذه الحياة وتكوين اللدينة
والفصل السابع من هذه الدراسة يعرض جوانب الحياة الاجتماعية في
المدينة الإسلامية من خلال قراءة تكويناتها المادية ومؤسساتها المختلفة
باعتبار أن المدينة الإسلامية بهيكليها التخطيطي والعمران ما هي إلا صدى
لجوانب الأنشطة الاجتماعية َ 1
تضع المدينة الإسلامية في موضعها الصحيح من تاريخ المدينة العالمي؛ لا
سيما أن الدراسات الهامة التي تعرضت لتاريخ المديئة العالمي أهملت المدينة
الإسلامية وأهميتها في ذلك التاريخ الممتد في المدينة والذي يعكس بوضوح
تطور حياة الإنسان»
والله ولي التوفيق»
محمد عبد الستار عتمان
م113 معتل مما صقم مم ع بك علا مسا مسد كذ
7- عبد الجبار تاجي: المدينة العربية الإسلامية في الدراسات الأجنبية دراسة تقدية مماصرة
مجلة المورد؛ مجلد 9. عدد 4- سنة 1980 مض 12.170
م لر9453ا رمصل سار
د الفكر الإسلامي و استّر
العمران
نمرض في هذا المدخل تقاطا آساسية مرتبطة
الكئاب المسلمين حول نشأة المدينة بصفة عامة.
ومدى ارتباط هذا التمريف وتلك النظريات
بالتعريفات والنظريات الحديثة التي حاولت تعريف
على كيفية النشأة, ثم تنتهي إلى تحديد منهج الفكر
العمراني الإسلامي من خلال ما ورد في الملصادر
في دراسة المدينة الإسلامية.
لا : «تعريف المديئة وتظريات نشأتهاء:
أشار البحث اللفوي إلى أن كلمة مدينة ترجع
«ساميه. وعرفت المدينة عند الأكديين والآشوريين
بالدين آي «القانون». كما أن «الديان؛ يقصد بها
«القضاء». وتوافق هذه التفسيرات ما ورد في القرآن
من آثار, مع الكشف عن أهمية هذه المصادر