سماها دار ريب وجمم أصحابه اليه وكثر عدده ؛ واستجاب أيضا لعلي بن فضل ياقع
وشرذمة من رعين وبنى حصنا في جبل السرو » كما ينى منصور اليمن مسور » فلما
استقام لهذا علي بن فضل مراده جمع الجموع وسار بهم الى مخلاف خدير ؛ فحارب
آبا المفلس أحمد بن منصور بن اسحق ؛ أمير تلك الناحية » وهو اذ ذاك في حصن
الدملوه فاستنزله منه وحبسه ثم قتله في الحبس واستعمل على البلد ؛ ومضى الى
المذيخرة ؛ بلد ذي مناخ الامير جمثر ابراهيم المناخي ؛ الذي ينسب اليه مخلاف
فهزم علي بن فضل الامير جعفر بن ابراهيم ومن معه ؛ وقتل جعفر وابله ومن مهمه
واين عم له يقالله أبو الفتوح » واستعمل علي بن فضل على البلاد ؛ وسار الى أبين
وآميرها يومئذ محمد بن أبي العلاء الاصبحي وهو في ختفر مدينة آبين » فحاربه
فاتهزم علي بن فضل وأصحابه الى بلد يافع » فلما استقروا بها ودخل الليل + قال
لهم علي بن فضل : ان محمد بن أبي العلاء وأصحابه قد آمنوا واغتبطوا بالظفر ء
فعودوا بنا اليهم فرجع هو ومن صبر معه » فلم بشعر أهل ختفر ؛ حتى طرقوهم ليلاء
مائة كيس غير الامتعة والاموال الجليلة والفرش والدواب » وغير ذلك ثم سير جيضا
فيها » وكان أميرها أسعد بن أبي يعفر الحوالي » فانهزم الى بعض بلد هسدان ثم ان
علي بن فضل استعمل عليها وخرج يمن معه الى قريب الشبام » ولقيهم الى هنالك
أصحاب متصور اليمن ؛ من مسور * لأن أمرهم كان واحدا في اقامة هذه الدعوة »
ثم ساروا جميعا لحرب ابن الخطاب الحوالي وهو في المغرب فاستباحوا بلاده وهرب
: ثم ان علي بن فضل خرج الى تهامة فتلقاء أمير سرود ابراهيم بن محمد بن على
واستباح ما فيها » ثم قصد الى مدينة زبيد وفيها الاميد ابن محمد الازدي وترك
أحمد بن محمد » فقتل الازدي من كان فيها » فبلغ علي بن فضل الخير ء فانهزم الى
طريق وادي نخلة حتى سار الى مستقره بالمذبخرة » ثم ندب عسكرا مع ذي الطوق
فحارباه فقتلاه وجماعة معه » واستولى على بلاده » فلما استقام لعلي بن فضل الامرء
وشاع ذكره وجبى الاموال وقتل الرجال ؛ واستسكن من البلاد © وأمن العغدر +
أظهر ما أبطنه أهل هذه المقالة » وأشاع ما كتموه » وقال لاصحابه : أنا الامام المهدي
الذي كنت دعوتكم اليه فاحلقوا رؤوسستكم ؛ فحلق منهم قدر مائة ألف نفس يظنون
أن ذلك شيء من الدين ؛ وأباح لهم ما حرم عليهم » وقال نا لجن ىداعلا
الجن جنا لاستتارهم من أعن الناس » وقد أبحت لكم انظهارها فصدقوه وانتهكوا
المحارم»ونسخ لهم الشرائع وادعى بعد ذلك أله نبي نسخ الله تعالى به نبوة محمديوع
بتحليل ما حرم الله عليه وتحريم ماأحل الله له » وقال لهم : بالراحة السمحة»
فتبعه على ذلك خلق كثير » وسار الى صنعاء وأظهر بها ذلك » ثم مضى لقتال صاحب
زبيد المظفر بن حاج آمير المقتدر بالله ؛ فاتهزم عنه ودخلها هو وأصحابه وعملوا فيها
المتكرات » ثم سار الى الجند وأمر جواريه أن يضرين الدفوف على المنبر ويعغنين
بشعر قاله أوله :
تولى نبي ني هاشم وهذا بي بني عرب
فقدحط عنافروض الصلوة | وحط الصيام فلم تتعب
ثم قام من بعده محمد بن علي وأعطى لأصحابه الاموال ؛ فلما علم المسلمون
ذلك تكاتبوا وتراسلوا في حرب هذا محمد وساروا الى الاميد أسعد بن يعفر
الحوالي » منهم عبد الله بن أبي ثرمة التكسكي وابن الهرامس ؛ وزياد بن محمد
وعبد الله بن يحيى بن آبي الغارات الجتدي ؛ وأحمد بن محمد بن اسماعيل الزبيدي
ويزيد بن موسى البكري الكلاعي ونظرائهم » وجمع كل من عشيرته ما اقندر عليه»
وسار الامير الحوالي لحرب هذا محمد بن علي بالمذبخرة فظفر به ؛ وكان ذلك في
سنة أربع وثلاثمائة » وقتل أصحابه وأخذ أمواله وسبى حريمه وفيهن ألختين» وأسروا
عدة من أصحابه » فوهب الامير أسعد احدى أخنيه لابن أخيه قحطان والاخرى لابن
أخيه خطاب بن عبد الرحيم » ثم مضى بهذا محمد وأصحايه القرامطة الى صتماء
في صناديق ؛ ومضى هذا وآمر بها الى أمير مكة حرسها الله تعالى فنصبت بمنى يوم
التروية » ثم نصبت بعرفات يوم عرفة » ثم نصبت على باب المعلاة وباب المسفلة بمنكة
حرسها الله تعالى وقطع دايرهم» وآظهر فسقهم وقرمطتهم فتحابى أهل العقول مذمتهم
وعرفوا باطن مقالتهم وآنها الكفر الصراح البسوها بالاسلام » والكتمان والترحم
على علي بن أبي طالب رضي اشعنه ؛ وهو بضد ذلك قمن استتم على كتمان بدعتهم
سموه مؤمنا ؛ ومن رجم الى الاسلام سموه منافقا جنا لا ترقع جنابته الا بالعود
اليهم وتجديد العهود المؤكدة ؛ ومن تظاهر في الذي أباحوه وانتهاك المحارم سموه
مجازيهم بما الخترعوه ولبسوه على ضعفاء العقول +
قال صاحب الكتاب أيده الله : ومن جملة دعاتهم الذين أظهروا مكتونهم
واستحلو ا ماحذره الاسلام عليهم» وبانت قرمطتهم » رجل يقال له ذو الشامة013خرج
بالشام وكانت أنصاره كلب بن وبرة ؛ فغلب على دمشق وعاث في الشام فقتل ؛ وكان
داعيا ؛ ثم قام بعده اخ له فكان آعظم منه بطثا وقتل الرجال وأخد الاموال ودعا
وقتل وسبى وأظهر المشكرات وآحل المحرمات فقتله أيضا المكتفي بالله » ومن جملة
دعاتهم المظهر لقرمطتهم أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي ؛ قام بحقوق دعوتهم
واتتهج طريق التشيع ؛ فكان انصاره من ناحية رجال البحرين من الأزد » وتنوخ »
فأظهر ما كتموه من اباحة المحرمات ؛ فملك البحرين والبمامة!ا) وفتح الفلح!" وقتل
آل أبي سمرة ورجال عبد القيس وبكرو عقيل ؛ وضرب أعناق بشر كثير غير من
سمروه بالجدر » والخشب » ممن اقتدر عليه ؛ وهم آحياء بالمسامير ؛ فاقام على ذلك
ولا غفر ذه » يدين بدين آبيه وزندقته وقرمطته » وتبعه خلق كثير ؛ قسام المسلمين
بسوم الخسف . وآذاقهم العذاب الاليم ؛ وآمرهم بترك الصوم والصلاة وأباح لهم
ارتكاب المحرمات » وكان يأمر أحدهم أن يقتل أياه وأخاه وابنه © بزعمه تقريا الى
الله تعالى فيفعلوا ذلك » ثم يسير بهم كل يوم الى بلد من البلدان فيذيح الاطفال
ويقتل الرجال 6 ويسبي النسوان » ويأخذ الاموال ويسترق الاحزار » ثم سار بهم
نحو البصرة فقتاوا أميرها ؛ وحملوا وقر عشرة آلاف جمل من الامتعة » وقثلوا بشرا
كثيرا » ثم اعترض الحاج فاعترض قواد المقندر بالله الذين كانوا معهم » وكبار بني
العباس وبني علي بن آبي طالب رضي الله عنه والقراء والفقهاء وعظماء التجار
وغنم آموالا عظيمة وأخذ شمسة البيت الحرام فلم بحج تلك السنة أحد » ثم خرج
الحاج في السنة الثانية من جميع البلدان في العدد العثليم والقوة القوية » فاعترضهم
الجيوش عن الخندق » فاقتتلوا يومهم ذلك ثم اليوم الثاني فانهزم جيش المقتدر
كثيرا » وخرج من بقي هاربا على وجهه ؛ فورد الخبر الى بغداد فخاف منه الناس
)١( اليمامة وهو بلد كبير فيه حصون وعيون ونخل في شبه جزيرة العرب - معجم
البلدان .
() الفلح بفتح أوله وثانيه مدينة بارض اليمامة لبني جعدة معجم البلدان +
الخبر الى البلدان فلم يجسر آحد آن بحج في السنة الثانية خوفا منهم ؛ ثم سار عدو
الله قاصدا نحو العراق من البحرين بخلق كثير والاثقال » وزعموا أن من كان معه
في تلك الرحلةٌ أربعون آلف جمل ؛ منها ستون تحمل المال والباقي الاثقال » وكانت
في سنة خمسة عشر وثلاثمائة » فورد الخبر الى بغداد آنه قاصد لهم » فاتصرفوا
انصرافا شديدا ؛ فكتب المقندر بالله الى بعض قواده بواسط آن يتقدم بالجيش الى
الكوفة ؛ فتقدم في أربعة وعشرين ألفا ومائتين قارس وراجل فتلقاهم القرمطي بخيله
في العسكراء فقوبت شوكتهم ؛ في ذلك فلم يزل عدو الله بقود الجيوش بثلك البلاد
حتى أباد أهلها ودخل الانبار » وهيت7' ؛ والرحبة0 ؛ وغير ذلك » وهدم المساجد
حيث كانت » وانقطع الحاج من خوفه سبع سنين -
ثم قصد مكة في أيام الحج في جموعه فاتى وادي الأبطح غداة يوم السابع من
حتى انهزم المكيون ؛ وهرب أميرهم وقتل منهم خلق كثير » وهرب الباقونذ على
المسجد الحرام فقتلوا من وجدوا فيه من الناس » وسبوا النساء والصبيان » وأخذوا
الامتعة والاموال » وجاء قوم الى المسجد الحرام فدخلوا عليهم ؛ فقتلوهم وكان عدد
من قتل في المسجد ؛ آلفي رجل وف سائر المدينة نحو عشرة آلاف » وآقاموا بالأبطح
ومكة خاوية ؛ وهم لعنهم الله تعالى يدخلونها فيقتلون ما فيها ؛ فلما قرغوا من ذلك
دخلوا المسجد الحرام وفتحوا الكعبة واقتلعوا جميم ما فيها من الذهب والفضة
والمحاريب المذهبة التي كانت آحدثت فيها في آيام المقتدر ؛ والمنطقة الفضة المنقوشة
ما أخذوه منها بعد أن كان مكثهم بها ثسانية آيام » ثم تراجع من سلم من الناس الى
مكة بعد رحيل القرامطة لعنهم الله » فتظروا منظرا قبيحا وآمرا فتظيعا ودخلوا المسجد
(1) هيت بلدة على الفرات فوق الاثبار -
(؟) بلدة بقاياها على الفرات على مقربة من بلدة الميادين السوربة +
الحرام فوجدوا القتلى فيه مصرعين في موضع الطواف والحجر » وفي سائر المسجد
عميقا بالمسجد ؛ وبجروا القتلى فيطرحوهم فيه » ويضعوا التراب عايهم رضي الله
عنهم » وأخرجوا من سقط في بثر زمزم وززحت حتى صفا ماؤها ؛ وغسلوا جوانيهاء
وغسلوا الدماء من جدار الكعبة والحجر وغير ذلك » وبقي موضع الحجر الاسود
مجوفا لا شيء فيه يشمسح الناس بداخله لا غير ؛ فأقاموا على ذلك الى أن استنقذ
الخليفة الحجر » بخمسين آلف مثقال وأعاده حيث كان » وآقامت القرامطة مصرين
على كفرهم متظاهرين بفسقهم الى أن آبادهم الله بالموت والقتل بأخبار يطول شرحيا؛
فهذا أبدك الله بعض حكابات دعاة آهل هذه المقالة الذين أظهروا ما تدبوا الناس الى
كتمه واخذوا العهود المؤكدة عليه » ليقع عند كل عاقل موفق أن الذي أبطنوه هو
الذي أظهروه » فتجانب محالهم ولا تغتر بما زخرفوه ولبسوه على ضعفاء العقول من
جانبهم وغوى من خالطهم » فرحم الله امرآً وفق وحليما سدد » والله المستعان على
دهم _
كشف اسرار الباطثية وأخبار القرامطة
قال محمد بن مالك رحمة الله عليه : اعلموا أبها الناس المسلمون عصمكم
الله بالاسلام » وجنبنا واياكم طرق الاثام » وأصلحكم وأرشدكم ووفقكم لمرضاته »
وما يتكلم به عليه من سيء الاذاعة؛ وقبح الشناعة فاذا قال القائل : هو يشعل ويصتع»
فكنت أنعجب من هذا أولا » ولا أكاد أصدقى ولا أكذب ما قد أجمع عليه الناس »
ونطقت نه الألسن » فتارة أقول هذا ما لا يقعله أحد من العرب والعجم © ولا سيع
به فيما تقدم في سالف الامم ؛ انما هذه عداوة له من الناس للمآل الذي بلغه من غير
فرآيت أن آدخل في مذهبه لأتيقن صدق ما قبل فيه من كذبه ولأطاع على
ليعلم المسلمون عمدة مقالته ؛ وأكشف لهم عن كفره وضلالته؛ نصيحة لله وللمسلمين؛
وتحذيرا ممن يحاول بِعْض هذا الدين » والله موهن كيد الكافرين +»
للناس الحبائل ويكيدونهم بالغوائل ؛ وينقبضون عن كل عاقل » ويابسون على كل
)١( هو ابو الحسن علي بن محمد الصليحي » اصله من احواز صنعاء © خرج سنة
سنة مقتله يم) ه/رخت ١ع -
(0) بدا الصليحى حياته دليلا للحاج على طريق جبال السراة > واستمر على ذلك مدة
خمس عشرة سنة . انظر تاريخ اليمن لعمارة بن علي : 1717-88 +
جاهل ؛ بكلمة حق يراد بها الباطل يحضونه على شرائع الاسلام من الصلاة والصيام
والزكاة ؛ كالذي بنشر الحب للطير ليقع في شركه ؛ فيقيم أكثر من سنة يمنعون به 6
وأقوال مزخرفة » ويتلون عليه القرآن على غير وجهه » وبحرقون الكلم عن مواضعه
فاذا رأوا منه الانهماك والركون والقيول والاعجاب بجميع ما يعامونه » والانقياد
قنع به العوام من الظواهر ؛ وتدبر القرآن ورموزه واعرف مثله وسشوله ؛ واعرف
معاني الصلاة والطهارة » وما روي عن النبي بم ؛ بالرموز والاشارة دون التصريح
في ذلك في العبارة » قانما جميع ما عليه الناس آمثال مضروبة لممشولات محجوبة :
الركاة »© فالزكاة مفروضة في كل عام مرة » وكذلك من صلاها مرة في السنة فقد
والزكاة زكاتان » والصوم صومان والحج حجان ؛ وما خلق الله سبحانه من ظاهر الا
وله باطن يدل على ذلك « وذروا ظاهر الاثم وباطنه »9 و « قل إننا حرم ربي
الفواحش ما ظهر متها وما بطن »0 آلا ترى أن البيضة لها ظاهر وباطن قالظاهر
ما تساوى به الناس » وعرفه الخاص والعام » وآما الباطن فقصر علم الناس عن العلم
« وقليل ما هم »0*© وقوله « وقليل من عبادي الشكور”') » فالاقل من الاكثر الذين
والصلاة والزكاة سبعة أحرف » دليل على محمد وعلي صلى الله عليهما لأنهما
سبعة أحرف » فالمعنى بالصلاة والزكاة ولاية محمد وعلي ؛ فمن تولاهما فقد أقام
انظر مثلا البقرة : 21 ١
() سورة الانعام 016603
(؟) سودة الاعراف : 77 .
(ه) اسورة هود : .©
(ه) سورة ص :4 .
1١؟ : سورة سيا )(